منتديات رحيل القمر
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا انضمامك الينا في منتدى رحيل القمر ..لتترك معنا بصمتك ..فلا ترحل دون

ان نرى بريق اسمك معنا ..يحلق في سماء منتدانا المتواضع ..وشكرا لك
منتديات رحيل القمر
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا انضمامك الينا في منتدى رحيل القمر ..لتترك معنا بصمتك ..فلا ترحل دون

ان نرى بريق اسمك معنا ..يحلق في سماء منتدانا المتواضع ..وشكرا لك









أهلا وسهلا بك إلى منتديات رحيل القمر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.




آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك شركة تركيب مكيفات اسبلت في عجمان
شارك اصدقائك شارك اصدقائك في خافقي رسم من ورق
شارك اصدقائك شارك اصدقائك اكبر ترحيب للشاعر سامر الرشق
شارك اصدقائك شارك اصدقائك شركة رش مبيدات بالدمام
شارك اصدقائك شارك اصدقائك رحيلي عنكم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الجديدة العضوة دمعه السعودية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ماهو مفهوم الاعاقة السمعية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفليبانسرين هل هو فياجرا نسائية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تركيب مظلات سيارات الرياض
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أترك لك هنا ... بصمه !! بـ ( حديث / دُعاء/ حكمة / نصيحة ) .. !!
الأحد 21 أبريل 2024, 19:37
الإثنين 15 أبريل 2024, 23:39
السبت 06 أبريل 2024, 18:24
الأربعاء 13 مارس 2024, 20:21
الأربعاء 13 مارس 2024, 20:11
الإثنين 19 فبراير 2024, 14:23
السبت 17 فبراير 2024, 09:53
الخميس 08 فبراير 2024, 11:29
السبت 03 فبراير 2024, 19:46
الأحد 14 يناير 2024, 01:59















منتديات رحيل القمر :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الاسلامى العام :: المـــراة المســــلمة

صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
شاطر

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:19
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


الباب الثالث والسبعون

في ذكر النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن وفيه فصول

الفصل الأول في النكاح وفضله والترغيب فيه

قال الله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكمن من النساء مثنى وثلاث ورباع ) الآية وقال تعالى ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) وقال تعالى ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم ) الآية وقال رسول الله " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " وقال رسول الله " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عورا عندكم " وقال رسول الله " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " وقال " سوداء ولود خير من حسناء عقيم " وقال رسول الله " أحسن النساء بركة أحسنهن وجها وأرخصهن مهرا فينبغي للرجل إذا أراد أن يتزوج أن يرغب في ذات الدين وأن يختار الشرف والحسب "

 

 

 

 

حكي أن نوح بن مريم قاضي مرو أراد أن يزوج ابنته فاستشار جار له مجوسيا فقال سبحان الله يستفتونك وأنت تستفتيني قال لا بد أن تشير علي قال إن رئيسنا كسرى كان يختار المال ورئيس الروم قيصر كان يختار الحسب والنسب ورئيسكم محمد كان يختار الدين فانظر أنت بأيهم تقتدي وقال رجل للحسن إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له قال زوجها ممن يتقي الله عز وجل فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلم ها وقيل لرجل من الحكماء فلان يخطب فلانة أموسر من عقل ودين فقالوا نعم قال فزوجوه إياها ويستحب أن يختار البكر لقوله " عليكم بالأبكار فإنهن أطيب فواها وأنتق أرحاما " وقالوا أشهى المطي ما لم يركب وأحب اللآلئ ما لم يثقب وأنشد بعضهم

( قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطي إلى ما لم يركب )

( كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... نظمت وحبة لؤلؤ لم تثقب ) فأجابته إمرأة

( إن المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركبا )

( والدر ليس بنافع أربابه ... حتى يؤلف بالنظام ويثقبا ) قال خالد بن صفوان

( عليك إذا ما كنت في الناس ناكحا ... بذات الثنايا الغر والأعين النجل ) وقيل استشار رجل داود عليه السلام في التزويج فقال له سل سليمان وأخبرني بجوابه فصادفه ابن سبع سنين وهو يلعب مع الصبيان وراكبا قصبة فسأله فقال عليك بالذهب الأحمر أو الفضة البيضاء واحذر الفرس لا يضربك فلم يفهم الرجل ذلك فقال له داود عليه الصلاة والسلام الذهب الأحمر البكر والفضة البيضاء الثيب

 

 

 

الشابة ومن وراءهما كالفرس الجموح وقال رسول الله " تخيروا لنطفكم " وقال أنظر في أي شيء تضع ولدك فإن العرق دساس وقال عليه الصلاة والسلام " إياكم إياكم وخضراء الدمن قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله قال المرأة الحسناء في المنبت السوء " وأنشدوا فيه

( إذا تزوجت فكن حاذقا ... وأسأل عن الغصن وعن منبته ) وقال بعضهم

( وأول خبث الماء خبث ترابه ... وأول خبث القوم خبث المناكح ) وعن علي رضي الله تعالى عنه عن النبي قال " لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء فإن اللبن يعدي ) وقيل إن جعفر بن سليمان بن علي عاب يوما على أولاده وأنهم ليسوا كما يحب فقال له ولده أحمد بن جعفر إنك عمدت إلى فاسقات مكة والمدينة وإماء الحجاز فأوعيت فيهن نطفك ثم تريد أن ينجبن وإنما نحن كصاحبات الحجاز هلا فعلت في ولدك ما فعل أبوك فيك حين اختار لك عقيلة قومها فزوجها منك وأنشدوا

( صفات من يستحب الشرع خطبتها ... جلوتها الأولى الألباب مختصرا )

( صبية ذات دين زانه أدب ... بكر ولود حكت في نفسها القمرا )

( غريبة لم تكن من أهل خاطبها ... تلك الصفات التي أجلوا لمن نظرا )

( فيها أحاديث جاءت وهي ثابتة ... أحاط علما بها من في العلوم قرا ) وقال آخر

( مطيات السرور فويق عشر ... إلى العشرين ثم قف المطايا )

( فإن جزت المسير فسر قليلا ... وبنت الأربعين من الرزايا ) وقال آخر

( فإياك إياك العجوز ووطأها ... فما هو إلا مثل سم الأراقم )

 

 

 

أن العيش كله مقصور على الحليلة الصالحة والبلاء كله موكل بالقرينة السوء التي لا تسكن النفس إلى عشرتها ولا تقر العيون برؤيتها وفي حكمة سليمان بن داود عليهما السلام المرأة العاقلة تعمر بيت زوجها والمرأة السفيهة تهدمه

وروي أنه لما حضر أبو طالب نكاح رسول الله على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومعه بنو هاشم ورؤساء مضر خطب فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس ثم إن محمد بن عبد الله ابن أخي من لا يوزن به رجل من قريش إلا رجح به برا وفضلا وكرما ومجدا ونبلا فإن كان في المال قل فالمال ظل زائل ورزق حائل وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل

ولما خطب عمرو بن حجر الكندي إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس وأجابه إلى ذلك أقبلت عليها أمها ليلة دخولها بها توصيها فكان مما أوصتها به أن قالت أي بنية إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة ليكون لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا فأما الأولى والثانية فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة وأما السابعة والثامنة فالاحراز لماله والارعاء على حشمه وعياله وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصي له أمرا ولا تفشي له سرا فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره وإياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما والكآبة لديه إذا كان فرحا فقبلت وصية أمها فأنجبت وولدت له الحرث بن عمرو جد أمرئ القيس الملك الشاعر

 

 

 

الهيثم بن عدي الطائي عن الشعبي قال لقيني شريح فقال لي يا شعبي عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولا فقلت وما رأيت من عقولهن قال أقبلت من جنازة ظهرا فمررت بدورهن وإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت إليها واستسقيت وما بي عطش فقالت لي أي الشراب أحب إليك قلت ما تيسر قالت ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظن الرجل غريبا فقلت للعجوز ومن تكون هذه الجارية منك قالت هي زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة قلت هي فارغة أم مشغولة قالت بل فارغة قلت أتزوجينيها قالت إن كنت كفأ ( ولم تقل كفوا ) وهي لغة بني تميم فتركتها ومضيت إلى منزلي لأقيل فيه فامتنعت مني القائلة فلما صليت الظهر أخذت بيد إخواني من العرب الأشراف علقمة والأسود والمسيب ومضيت أريد عمها فاستقبلنا وقال ما شأنك أبا أمية قلت زينب ابنة أخيك قال ما بها عنك رغبة فزوجنيها فلما صارت في حبالي ندمت وقلت أي شيء صنعت بنساء بني تميم وذكرت غلظ قلوبهن فقلت أطلقها ثم قلت لا ولكن أدخل بها فإن رأيت ما أحب وإلا كان ذلك فلو شهدتني يا شعبي وقد أقبلت نساؤها بهدينها حتى أدخلت علي فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها فتوضأت فإذا هي تتوضأ بوضوئي وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبسني ملحفة قد صبغت بالزعفران فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناصيتها فقالت على رسلك أبا أمية ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله أما بعد فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأجتنبه فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به إما إمساك بمعروف أو تسريح باحسان أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين قال فأحوجتني

 

 

والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله أما بعد فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظا لي وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وأكره كذا وما رأيت من حسنة فابثثيها وما رأيت من سيئة فاستريها فقالت كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت ما أحب أن يملني أصهاري قالت فمن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له ومن تكرهه أكرهه قلت بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء قال فبت معها يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولا لا أرى منها إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهي قلت من هذه ؟ قالوا فلانة أم حليلتك قلت مرحبا وأهلا وسهلا فلما جلست أقبلت العجوز فقالت السلام عليك يا أبا أمية فقلت وعليك السلام ومرحبا بك وأهلا قالت كيف رأيت زوجتك قلت خير زوجة وأوفق قرينة لقد أدبت فأحسنت الأدب وريضت فأحسنت الرياضة فجزاكي الله خيرا فقالت أبا أمية إن المرأة لا يرى أسوأ حالا منها في حالتين قلت وما هما ؟ قالت إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها فإن رابك مريب فعليك بالسوط فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة فقلت والله لقد أدبت فأحسنت الأدب وريضت فأحسنت الرياضة قالت كيف تحب أن يزورك أصهارك ؟ قلت ما شاءوا فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية فمكثت معي يا شعبي عشرين سنة لم أعب عليها شيئا وكان لي جار من كندة يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك

( رأيت رجالا يضربون نساءهم ... فشلت يميني يوم تضرب زينب )

( أأضربها من غير ذنب أتت به ... فما العدل مني ضرب من ليس يذنب )

( فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب )

وخطب الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم على ألفي ألف في السر وخمسمائة ألف في العلانية فأجابه إلى ذلك وحملها إلى العراق فأقامت عنده ثمانية أشهر فلما خرج عبد الله بن

 

 

 

 

إلى عبد الملك بن مروان وافدا نزل بدمشق فأتاه الوليد بن عبد الملك على بغلة ومعه الناس فاستقبله ابن جعفر بالترحيب فقال له الوليد لكنك أنت لا مرحبا بك ولا أهلا قال مهلا يا ابن أخي فلست أهلا لهذه المقالة منك قال بلى والله وبشر منها قال وفيم ذلك ؟ قال لأنك عمدت إلى عقيلة نساء العرب وسيدة نساء بني عبد مناف فعرضتها عبد ثقيف يتفخذها بتفخذ قال وفي هذا عتبت علي يا ابن أخي ؟ قال نعم فقال عبد الله والله ما أحق الناس أن لا يلومني في هذا إلا أنت وأبوك لأن من كان قبلكم من الولاة كانوا يصلون رحمي ويعرفون حقي وإنك وأباك منعتماني رفدكما حتى ركبني الدين أما والله لو أن عبدا حبشيا مجدعا أعطاني بها ما أعطاني عبد ثقيف لزوجتها منه إنما فديت بها رقبتي فما راجعه كلمة حتى عطف عنانه ومضى حتى دخل على عبد الملك فقال ما لك يا أبا عباس ؟ قال إنك سلطت عبد ثقيف وملكته حتى تفخذ نساء بني عبد مناف فأدركت عبد الملك غيرة فكتب إلى الحجاج يقسم عليه أن لا يضع كتابه من يده حتى يطلقها ففعل قال ولم يكن يقطع الحجاج عنها رزقا ولا كرامة يجريها عليها حتى خرجت من الدنيا وما زال واصلا لعبد الله بن جعفر حتى مات وما كان يأتي عليه حول إلا وعنده عير مقبلة من عند الحجاج عليها أموال وكسوة وتحف

وحكي أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة سار إلى دير هند بنت النعمان وهي فيه عمياء مترهبة فاستأذن عليها فقالت من أنت ؟ قال المغيرة ين شعبة الثقفي قالت ما حاجتك ؟ قال جئت خاطبا قالت إنك لم تكن جئتني لجمال ولا مال ولكنك أردت أن تتشرف في محافل العرب فتقول تزوجت بنت النعمان بن المنذر وإلا فأي خير في اجتماع عمياء وأعور وكان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قد تزود عاتكة بنت عمرو بن نفيل وكانت من أجمل نساء قريش وكان عبد الرحمن من أحسن الناس وجها وأبرهم بوالديه فلما دخل بها غلبت على عقله وأحبها حبا شديدا فثقل ذلك على أبيه فمر به أبو بكر يوما وهو في غرفة له فقال يا بني إني أرى هذه

 

 

قد أذهلت رأيك وغلبت على عقلك فطلقها قال لست أقدر على ذلك فقال أقسمت عليك إلا طلقتها فلم يقدر على مخالفة أبيه فطلقها فجزع عليها جزعا شديدا وامتنع من الطعام والشراب فقيل لأبي بكر أهلكت عبد الرحمن فمر به يوما وعبد الرحمن لا يراه وهو مضطجع في الشمس ويقول هذه الأبيات

( فوالله لا أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق )

( فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها

ولا مثلها في غير شيء يطلق )

( لها خلق عف ودين ومحتد ... وخلق سوي في الحياء ومنطق ) فسمعه أبوه فرق له وقال له راجعها يا بني فراجعها وأقامت عنده حتى قتل عنها يوم الطائف مع رسول الله أصابه سهم فقتله فجزعت عليه جزعا شديدا وقالت ترثيه

( فآ ليت لا تنفك نفسي حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا )

( فتى طول عمري ما أرى مثله فتى ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا )

( إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا ) ثم تزوجها بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته ودعا الناس إلى وليمته فأتوه فلما فرغ من الطعام وخرج الناس قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين ائذن لي في كلام عاتكة حتى أهنيها وأدعو لها بالبركة فذكر عمر ذلك لعاتكة فقالت إن أبا الحسن فيه مزاح فائذن له يا أمير المؤمنين فأذن له فرفع جانب الخدر فنظر اليها فإذا ما بدا من جسدها مضمخ بالخلوق فقال لها يا عاتكة ألست القائلة

( فآ ليت لا تنفك نفسي حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا )

 

 

 

وقيل إن عمر لما قتل عنها جزعت عليه جزعا شديدا وتزوجت بعده الزبير بن العوام وكان رجلا غيورا وكانت تخرج إلى المسجد كعادتها مع أزواجها فشق ذلك عليه وكان يكره أن ينهاها عن الخروج إلى الصلاة لحديث رسول الله ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فعرض لها ليلة في ظهر المسجد وهي لا تعرفه فضرب بيده عجيزتها ثم انصرف فقعدت بعد ذلك عن الخروج إلى المسجد وكان يقول لها ألا تخرجين يا عاتكة ؟ فتقول كنا نخرج إذا الناس ناس وما بهم من باس وأما الآن فلا ثم قتل عنها الزبير قتله عمرو بن جرموز بوادي السباع وهو نائم ثم تزوجها بعده محمد بن أبي بكر فقتل عنها بمصر فقالت لا أتزوج بعده أبدا إني لأحسبني أني لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا عن آخرهم

وحكي عن الحرث بن عوف بن أبي حارثة أنه قال لخارجة بن سنان أترى أخطب إلى أحد فبردني قال نعم قال ومن هو ؟ قال أوس بن حارثة بن لام الطائي قال اركب بنا إليه فركبنا إليه حتى أتينا أوس بن حارثة في بلاده فوجدناه في فناء منزلة فلما رأى الحرث ابن عوف قال مرحبا بك يا حارث ثم قال ما جاء بك ؟ قال جئت خاطبا قالت لست هناك فانصرف ولم يكلمه فدخول أوس على امرأته مغضبا فقالت له من الرجل الذي سلم عليك فلم تطل معه الوقوف ولم تكلمه ؟ فقال ذلك سيد العرب الحارث بن عوف فقالت فما لك لا تستنزله ؟ قال إنه استهجنني قالت وكيف ؟ قال لأنه جاءني خاطبا فالت ألست تزعم أنه سيد العرب قال نعم قالت إذا لم تزوج سيد العرب في زمانه فمن تزوج ؟ قال قد كان ذلك قالت فتدارك ما كان منك قال فبماذا ؟ قالت بأن تلحفه فترده قال وكيف وقد فرط مني إليه ما فرط قالت تقول له إنك لقيتني وأنا مغضب لأمر فلك المعذرة فيما فرط مني فارجع ولك عندي كل ما طلبت قال فركب في أثرهما قال خارجة ابن سنان فوالله إنا لنسير إذ حانت مني التفاتة فرأيته فقلت للحرث وهو ما يكلمني هذا أوس في أثرنا فقال ما أصنع به فلما رآنا

 

 

 

 

لا نقف قال يا حاراث اربع علي فوقفنا له وكلمه بذلك الكلام فرجع مسرورا قال خارجة بن سنان فبلغني أن أوسا لما دخل منزله قال لزوجته ادعيى لي فلانة أكبر بناته فأتته فقال لها أي بنية هذا الحرث بن عوف سيد من سادات العرب جاءني خاطبا وقد أردت أن أزوجك منه فما تقولين ؟ قالت لا تفعل قال ولم ؟ قالت لأن في خلقي رداءة وفي لساني حدة ولست بابنة عمه فيراعي رحمي ولا هو بجارك في البلد فيستحي منك ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي بذلك مسبة قال لها قومي بارك الله فيك ثم دعا ابنته الأخرى فقال لها مثل قوله لأختها فأجابته بمثل جوابها فقال لها قومي بارك الله فيك ثم دعا بالثالثة وكانت أصغرهن سنا فقال لها مثل ما قال لأختيها فقالت له أنت وذاك فقال لها إني عرضت ذلك على أختيك فأبتاه ولم يذكر لها مقالتهما فقالت والله أني الجميلة وجها الرفيعةخلقا الحسنة رأيا فإن طلقني فلا أخلف الله عليه فقال لها بارك الله فيك ثم خرج إليه فقال زوجتك يا حارث بابنتي هئيسة قال قد قبلت نكاحها وأمر أمها أن تهيئها له وتصلح شأنها ثم أمر ببيت فضرب له وأنزله إياه ثم بعثها إليه فلما دخلت عليه لبث هنيهة ثم خرج إلي فقلت له أفرغت من شأنك ؟ قال لا والله قلت له وكيف ذلك ؟ قال لما مددت يدي إليها قالت مه أعند أبي وأخوتي هذا والله لا يكون ثم أمر بالرحلة فارتحلنا بها معا وسرنا ما شاء الله قال لي تقدم فتقدمت فعدل عن الطريق فما لبث أن لحقني فقلت أفرغت من شأنك ؟ قال لا والله قلت ولم ؟ قال قالت تفعل بي كما يفعل بألأمة السبية الأخيذة لا والله حتى تنحر الجزر والغنم وتدعو العرب وتعمل ما يعمل مثلك لمثلي فقلت والله إني لأرى همة وعقلا فقال صدقت قال أرجو الله أن تكون المرأة النجيبة فوردنا إلى بلادنا فأحضر الإبل والغنم ونحر وأولم ثم دخل عليها وخرج إلي فقلت أفرغت من شأنك ؟ قال لا والله قلت ولم ذلك ؟ قال دخلت عليها أريدها فقلت لها أحضرت من المال ما تريدين قالت والله لقد ذكرت من الشرف

 

 

 

ليس فيك قلت ولم ذاك ؟ قالت أتستفرغ لنكاح النساء والعرب يقتل بعضها بعضا وكان ذلك في أيام حرب قيس وذبيان قلت فماذا تقولين ؟ قالت أخرج إلى القوم فاصلح بينهم ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك ما تريد فقلت والله إني لأرى عقلا ورأيا سديدا قال فاخرج بنا فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح فاصطلحوا على أن يحسبوا القتلى ثم تؤخذ الدية فحملنا عنهما الديات فكانت ثلاثة الآف بعير فانصرفنا بأجمل ذكر ثم دخل عليها فقالت له أما الآن فنعم فأقامت عنده في ألذ عيش وأطيبه وولدت له بنين وبنات وكان من أمرهما ما كان والله أعلم بالصواب

وحكى الفضل أبو محمد الطيبي قال حدثنا بعض أصحابنا أن رجلا من بني سعد مرت به جاريه لأمية بن خالد بن عبد الله بن أسد ذات ظرف وجمال وكان شجاعا فارسا فلما رآها قال طوبى لمن كان له امرأة مثلك ثم اتبعها رسولا يسألها ألها زود ويذكره لها وكان جميلا فقالت للرسول وما حرفته فأبلغه الرسول ذلك فقال ارجع إليها وقل لها

( وسائلة ما حرفتي قلت حرفتي ... مقارعة الأبطال في كل شارق )

( إذا عرضت خيل لخيل رأيتني ... أمام رعيل الخيل أحمي حقائقي )

( أصبر نفسي حين لم أر صابرا ... على ألم البيض الرقاق البوارق ) فلحقها الرسول فأنشدها ما قال فقالت له ارجع إليه وقل له أنت أسد فاطلب لك لبوة فلست من نسائك وأنشدته تقول

( ألا إنما أبغي جوادا بماله ... كريما محياه كثير الصدائق )

( فتى همه مذ كان خود خريدة ... يعانقها في الليل فوق النمارق )

وحدث يحيى بن عبد العزيز عن محمد بن عبد الحكم عن الإمام

 

 

 

الشافعي رضي الله عنه قال تزوج رجل امرأة جديدة على امرأة قديمة فكانت الجارية الجديدة تمر على بيت القديمة فتقول

( وما يستوي الرجلان رجل صحيحة ... وأخرى رمى فيها الزمان فشلت ) ثم تعود وتقول

( وما يستوي الثوبان ثوب به البلى ... وثوب بأيدي البائعين جديد ) فمرت الجارية القديمة على باب الجديدة يوما وقالت

( نقل فؤادك ما استطعت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول )

( كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل ) وقال عمرو بن العلاء وكان أعلم الناس بالنساء

( فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بادواء النساء طبيب )

( إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ... فليس له في ودهن نصيب ) وسئل المغيرة بن شعبة عن صفة النساء فقال بنات العم أحسن مؤاساة والغرائب أنجب وما ضرب رؤوس الأقران مثل ابن السوداء وقال عبد الملك بن مروان من أراد أن يتخذ جارية للمتعة فليتخذها بربرية ومن أراد أن يتخذها للولد فليتخذها فارسية ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية قال الشاعر

( لا تشتمن امرأ ممن يكون له ... أم من الروم أو سوداء عجماء )

( فإنما أمهات القوم أرعية ... مستودعات وللأنساب آباء ) وقال الأصمعي أتاني رجل من قريش يستشيرني في امرأة يتزوجها فقلت يا ابن أخي أقصيرة النسب أم طويلته فلم يفهم علي فقلت يا ابن أخي أما القصيرة النسب فالتي إذا ذكرت أياما اكتفت به والطويلة النسب فهي التي لا تعرف حتى تطيل في نسبها فإياك أن تقع مع قوم قد أصابوا كثيرا من الدنيا مع دناءة فيهم فتضيع نسبك فيهم وخرج رجل من أهل الكوفة في غزاة فكسب جارية وفرسا وكان مملكا على ابنة عمه فكتب إليها يعيرها ويقول

 

 

 

 

( إلا بلغوا أم البنين بأننا ... غنينا واغنتنا الغطارفة النجد )

( بعيد مناط المنكبي إذا جرى ... وبيضاء كالتمثال زينها العقد )

( فهذا لأيام العدو وهذه ... لحاجة نفسي حين ينصرف الجند ) فلما ورد عليها كتابه وقرأته قالت يا غلام هات الدواة وكتبت جوابه تقول

( ألا فاقرء مني السلام وقل له ... غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد )

( إذا شئت أغناني غلام مرجل ... ونازعته في ماء معتصر الورد )

( وإن شاء منهم ناشئ مد كفه ... إلى عكن ملساء أو كفل نهدي )

( فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ... شهودا فتقضوها على النأى والبعد )

( فعجل إلينا بالسراح فإنه ... منانا ولا ندعو لك الله بالرد )

( فلا قفل الجنج الذي أنت فيهم ... وزادك رب الناس بعدا على بعد ) فلما ورد عليه كتابها لم يزد على أن ركب الفرس وأردف الجارية خلفه ولحق بابنة عمه فكان أول شيء بدأها به بعد السلام أن قال لها بالله عليك هل كنت فاعلة ذلك فقالت له الله في قلبي أعظم وأجل وأنت في عيني أذل وأحقر من أن أعصي الله فيك فكيف ذقت طعم الغيرة فوهب لها الجارية وانصرف إلى الغزاة والله تعالى أعلم بالصواب

الفصل الثاني في صفات النساء المحمودة

كتب الحجاج إلى الحكم بن أيوب أن أخطب لعبد الملك بن مراون امرأة جميلة من بعيد مليحة من قريب شريفة في قومها ذليلة في

 

 

مؤاتية لبعلها فكتب إليه قد أصبتها لولا عظم ثديها فكتب إليه لا يكمل حسن المرأة حتى يعظم ثديها فتدفي الضجيع وتروي الرضيع وقال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان صف لي أحسن النساء قال خذها يا أمير المؤمنين ملساء القدمين ردماء الكعبين ناعمة الساقين ضخماء الركبتين لفاء الفخذين ضخمة الذراعين رخصة الكفين ناهدة الثديين حمراء الخدين كحلاء العينين زجاء الحاجبين لمياء الشفتين بلجاء الجبين شماء العرنين شنباء الثغر محلولكة الشعر غيداء العنق مكسرة البطن فقال ويحك وأين توجد هذه قال تجدها في خالص العرب وفي خالص الفرس وقال حكيم عليكم بمن تربت في النعيم ثم أصابتها فاقة فأثر فيها الغنى وأدبها الفقر وقال رجل لخاطب ابغ لي امرأة لا تؤنس جارا ولا توطن دارا يعني لا تدخل على الجيران ولا تدخل الجيران عليها وفي مثل هذه قال الشاعر

( هيفاء فيها إذا استقبلتها صلف ... عيطاء غامضة الكعبين معطار )

( خود من الخفرات البيض لم يرها ... بساحة الدار لا بعل ولا جار ) وقال الأعشى

( لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ... ولم تر الشمس دونها الكلل ) وكانت امرأة عمران بن حطان من أجمل الناس وجها وكان هو من أقبح الناس وجها فقال لها يوما أنا وإياك في الجنة إن شاء الله تعالى فقالت له وكيف ذلك فقال لأني أعطيت مثلك فشكرت وأعطيت مثلي فصبرت والصابر والشاكر في الجنة وقال بعضهم رأيت في طريق مكة أعرابية ما رأيت أحسن منها وجها فقعدت أنظر إليها وأتعجب من جمالها فجاء شيخ قصير فأخذ بردائها وسار بها ومضى فلقيتها مرة أخرى فقلت لها من هذا الشيخ قالت زوجي قلت كيف يرضى مثلك بمثله فأنشد

 

 

 

( أيا عجبا للخود يجري وشاحها ... تزف إلى شيخ بأقبح تمثال )

( دعاني إليه أنه ذو قرابة ... يعز علينا من بني العم والخال ) وسمع بعضهم قائلا يقول

( ومن لا يرد مدحي فإن مدائحي ... نوافق عند الأكرمين نوامي )

( نوافق عند المشتري الحمد بالندى ... نفاق بنات الحرث بن هشام ) فقال يا ابن أخي ما بلغ من نفاق بنات الحرث بن هشام قال كن من أجمل الناس وجوها وكان أبوهن إذا زوجهن يسوفهن ومهورهن إلى بعولتهن فقال يا ابن أخي لو فعل هذا ابليس ببناته لتنافست فيهن الملائكة المقربون

وقال عبد الملك لابن أبي الرقاع كيف علمك بالنساء قال أنا والله أعلم الناس بهن وجعل يقول

( قضاعية الكعبين كندية الحشا ... خزاعية الأطراف طائية الفم )

( لها حكم لقمان وصورة يوسف ... ومنطق داود وعفة مريم ) وقالوا الوجه الحسن أحمر وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب وقالوا أن الوجه الرقيق البشرة الصافي الأديم إذا خجل يحمر وإذا فرق يصفر ومنه قولهم ديباج الوجه يريدون تلونه من رقته قال علي بن زيد في وصفه

( حمرة خلط صفرة في بياض ... مثل ما حاك حائك ديباجا ) ( وقال علي بن عبد ربه )

( بيضاء يحمر خداها إذا خجلت ... كما جرى ذهب في صفحتي ورق ) وقالوا إن الجارية الحسناء تتلون بتلون الشمس فهي بالضحى بيضاء وبالعشى صفراء فقال ذو الرمة

 

 

( بيضاء صفراء قد تنازعها ... لونان من فضة ومن ذهب ) قالوا ليس المرأة الجميلة التي تأخذ ببصرك جملة على بعد فإذا دنت منك لم تكن كذلك بل الجميلة التي كلما كررت بصرك فبها زادتك حسنا وقالوا إن أردت أن ينجب ولدك فاغضبها ثم قع عليها قال الشاعر

( ممن حملن به وهن عواقد ... حبك النطاق فعاش غير مهبل )

( حملت به في ليلة مزورة ... كرها وعقد نطاقها لم يحلل )

الفصل الثالث في صفة المرأة السوء نعوذ بالله تعالى منها

في حكمة داود عليه السلام " أن المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو منها إلا من رضي الله تعالى عنه " وقيل المرأة السوء غل يلقيه الله تعالى في عنق من يشاء من عباده وقيل لأعرابي كان ذا تجربة للنساء صف لنا شر النساء فقال شرهن النحيفة الجسم القليلة اللحم المحياض الممراض المصفرة الميشومة العسرة المبشومة السلطة البطرة النفرة السريعة الوثبة كأنها لسان حربة تضحك من غير عجب وتبكي من غير سبب وتدعو على زوجها بالحرب أنف في السماء وإست في الماء عرقوبها حديد منتفخة الوريد كلامها وعيد وصوتها شديد وتدفن الحسنات وتفشي السيآت تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان ليس في قلبها عليه رأفة ولا عليها منه مخافة إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء تأكل لما وتوسع ذما ضيقة الباع مهتوكة القناع صبيها مهزول وبيتها مزبول إذا حدثت تشير بالإصبع وتبكي في المجامع بادية من حجابها نباحة عند بابها تبكي وهي ظالمة وتشهد وهي غائبة

 

 

 

 

دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور ويقال إن المرأة إذا كانت مبغضة لزوجها فإن علامة ذلك أن تكون عند قربها منه مرتدة الطرف عنه كأنها تنظر إلى إنسان غيره من ورائه وإن كانت محبة له لا تقلع عن النظر إليه قال بعضهم

( لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتي ... ولكن قرين السوء يلقى معمر )

( فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلا ... وعذبها فيه نكير ومنكر ) وقال زيد بن عمير

( أعاتبها حتى قلت أقلعت ... أبى الله إلا خزيها فتعود )

( فإن طمثت قادت وإن طهرت زنت ... فهاتيك تزني دائما وتقود ) وقال داود عليه الصلاة والسلام المرأة السوء على بعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير والمرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب كلما رآها قرت عينه برؤيتها والله أعلم

الفصل الرابع في مكر النساء وغدرهن وذمهن ومخالفتهن

في حكمة داود عليه الصلاة والسلام وجدت في الرجال واحدا في ألف ولم أجد واحدة في جميع النساء وقيل إن عيسى عليه الصلاة والسلام لقي إبليس يسوق أربعة أحمرة عليها أحمال فسأله فقال أحمل تجارة وأطلب مشترين فقال ما أحدها قال الحمور قال من يشتريه قال السلاطين قال فما الثاني قال الحسد قال فمن يشتريه قال العلماء قال فما الثالث قال الخيانة قال فمن يشتريها قال التجار قال فما الرابع قال الكيد قال

 

 

 

فمن يشتريه قال النساء وقال حكيم النساء شر كلهن وشر ما فيهن قلة الاستغناء عنهن وقالت الحكماء لا تثق بامرأة ولا تغتر بمال وإن كثر وقال النساء حبائل الشيطان قال الشاعر

( تمتع بها ملسا عفتك ولا تكن ... جزوعا إذا بانت فسوف تبين )

( وخنها وإن كانت تفي لك إنها ... على قدم الأيام سوف تخون )

( وإن هي أعطتك الليان فانها ... لغيرك من طلابها ستلين )

( وإن حلفت أن ليس تنقض عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين )

( وإن سكبت يوم الفراق دموعها ... فليس لعمر الله ذاك يقين ) وقال ابن بشار

( رأيت مواعيد النساء كأنها ... سراب لمرتاد المناهل حافل )

( ومنتظر الموعود منهن كالذي ... يؤمل يوما أن تلين الجنادل ) قال بعض الحكماء لم تنه عن شيء قط إلا فعلته وقال الغنوي

( إن النساء متى ينهين عن خلق ... فإنه واقع لا بد مفعول ) وقال النخعي من اقتراب الساعة طاعة النساء ويقال من أطاع عرسه فقد أضاع نفسه وقال علي رضي الله تعالى عنه إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن اكفف أبصارهن بالحجاب فإن شدة الحجاب خير لهن من الارتياب وليس خروجهن بأضر من دخول من لا يوثق به عليهن فإن استطعت أن لا يعرفهن غيرك فافعل قال السمعاني

( لا تأمنن على النساء ولو أخا ... ما في الرجال على النساء أمين )

( إن الأمين وإن تحفظ جهده ... لا بد أن بنظرة سيخون ) وقال غيره

( لا تركنن إلى النساء ... ولا تثق بعهودهن )

 

 

 

( فرضاؤهن جميعهن ... معلق بفروجهن ) وقال علي رضي الله تعالى عنه لا تطلعوا النساء على حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن إلا لتدبير العيال إن تركن وما يردن أو ردن المهالك وأفسدن الممالك ينسين الخير ويحفظن الشر يتهافتن في البهتان ويتمادين في الطغيان وقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه ذل من أسند أمره إلى امرأة وقيل إن صيادا أتى أبرويز بسمكة فأعجبه حسنها وسمتها فأمر له بأربعة آلاف درهم فخطأته سيرين زوجته فقال لها ماذا أفعل فقالت له إذا جاءك فقل له أذكر كانت أم أنثى فإن قال لك ذكر فاطلب منه الأنثى وإن قال لك أنثى فاطلب منه الذكر فلما أتاه سأله فقال كانت أنثى فقال ائتني بذكرها فقال عمر الله الملك كنت بكرا لم تتزوج فقال زه وأمر له بثمانية آلاف درهم وقال اكتبوا في الحكمة الغدر ومطاوعة النساء يؤديان إلى الغرم الثقيل وقال حكيم اعص النساء وهواك وافعل ماشئت وقال عمر رضي الله تعالى عنه أكثروا لهن من قول لا فإن نعم تغريهن على المسألة قال أستعيذ بالله من أشرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر

ومما قيل في الباءة ذكر الجماع عند الإمام مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه قال هو نور وجهك ومخ ساقك منه أو أكثر وقال معاوية رضي الله تعالى عنه ما رأيت نهما في النساء إلا عرفت ذلك في وجهه وخلا تمام بجارية له فعجز عنها فقال ما أوسع حرك فأنشأت تقول

( أنت الفداء لمن قد كان يملؤه ... ويشتكي الضيق منه حين يلقاه ) وقال آخر

( شفاء الحب تقبيل ولمس ... وسحب بالبطون على البطون )

 

 

 

( ورهز تذرف العينان منه ... وأخذ بالمناكب والقرون ) وقالت امرأة من أهل الكوفة دخلت على عائشة بنت طلحة فسألت عنها فقيل هي مع زوجها في القيطون فسمعت شهيقا وشخيرا لم أسمع مثله ثم خرجت إلي وجبينها يتصبب عرقا فقلت لها ما ظننت حرة تفعل هذا بنفسها فقالت إن الخيل تشرب بالصفير وعاتبت امرأة زوجها على قلة إتيانها فأجابها يقول

( أنا شيخ ولي امرأة عجوز ... تراودني على ما لا يجوز )

( وقالت رق أيرك مذ كبرنا ... فقلت بلى قد اتسع القفيز ) وكان لرجل امرأة تخاصمه وكلما خاصمته قام إليها فواقعها فقالت ويحك كلما تخاصمني تأتيني بشفيع لا أقدر على رده وأتى رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وقال إن لي امرأة كلما غشيتها تقول قتلتني فقال اقتلها بهذه القتلة وعلي إثمها وقالوا من ل جماعه فهو أصح بدنا وأنقى جلدا وأطول عمرا ويعتبر ذلك بذكور الحيوان وذلك أنه ليس في الحيوان أطول أعمارا من البغال ولا أقصر أعمارا من العصافير وهي أكثرها سفادا والله تعالى أعلم بالصواب

الفصل الخامس في الطلاق وما جاء فيه

عن عبد الرحمن بن محمد بن أخي الأصمعي قال قال عمي للرشيد في بعض حديثه يا أمير المؤمنين بلغني إن رجلا من العرب طلق في يوم واحد خمس نسوة قال وكيف ذلك وإنما لا يجوز للرجل غير أربعة قال يا أمير المؤمنين كان متزوجا بأربعة فدخل عليهن يوما فوجدهن متنازعات وكان شريرا فقال إلى متى هذا النزاع ما أظن

 

 

هذا إلا من قبلك يا فلانة لامرأة منهن اذهبي فأنت طالق فقالت له صاحبتها عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان أصلح فقال لها وأنت أيضا طالق فقالت له الثالثة قبحك الله فوالله لقد كانتا إليك محسنتين فقال لها وأنت أيضا أيتها المتعددة أياديهما طالق فقالت الرابعة وكانت هلالية ضاق صدرك إلا أن تؤدب نساءك بالطلاق فقال لها وأنت طالق أيضا فسمعته جاره له فأشرفت عليه وقالت له والله ما شهدت العرب عليك ولا على قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة فقال لها وأنت أيتها المتكلمة فيما لا يعنيك طالق إن أجازني بعلك فأجابه زوجها قد أجزت لك ذلك فعجب الرشيد من ذلك وطلق امرأته فلما أرادت الارتحال قال لها اسمعي وليسمع من حضر إني والله اعتمدتك برغبة وعاشرتك بمحبة ولم أجد منك زلة ولم يدخلني عنك ملة ولكن القضاء كان غالبا فقالت المرأة جزيت من صاحب ومصحوب خيرا فما استقللت خيرك ولا شكوت ضيرك ولا تمنيت غيرك ولا أجد لك في الرجال شبيها وليس لقضاء الله مدفع ولا من حكمة علينا ممنع وقال رجل لابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما تقول في رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء فقال يكفيه من ذلك عدد نجوم الجوزاء

ذكر من طلق امرأته فتبعها نفسه قال الهيثم بن عدي كانت تحت ابن الغربان بن الأسود بنت عم له فطلقها فتبعتها نفسه فكتب إليها يعرض لها بالرجوع فكتبت إليه تقول

( إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بذلا ... إن الغزال الذي ضيعت مشغول ) فكتب إليها يقول

( إن كان ذا شغل فالله يكلؤه ... فقد لهونا به والحبل موصول )

( وقد قضينا من استظرافه وطرا ... وفي الليالي وفي أيامها طول )

 

 

 

 

وطلق الوليد بن يزيد زوجته سعدى فلما تزوجت اشتد ذلك عليه وندم على ما كان منه فدخل عليه أشعب فقال له هل لك أن تبلغ سعدى عني رسالة ولك عشرة آلاف درهم قال أقبضنيها فأمر له بها فلما قبضها قال له هات رسالتك قال ائتها فأنشدها

( أسعدى هل إليك لنا سبيل ... ولا حتى القيامة من تلاق )

( بلى ولعل دهرا أن يؤاتي ... بموت من خليلك أو فراق ) قال فأتاها أشعب فاستأذن عليها فأذنت له فدخل فقالت له ما بدا لك في زيارتنا يا أشعب فقال يا سيدتي أرسلني إليك برسالة ثم أنشدها الشعر فقالت لجواريها عليكن بهذا الخبيث فقال يا سيدتي إنه دفع إلي عشرة آلاف درهم فهي لك واعتقيني لوجه الله فقالت والله لا أعتقك أو تبلغ إليه ما أقول لك قال يا سيدتي فاجعل لي جعلا قالت لك بساطي هذا قال قومي عنه فقامت فأخذه وألقاه على ظهره وقال هاتي رسالتك فقالت

( أتبكي على سعدى وأنت تركتها ... فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع ) فلما بلغه الرسالة ضاقت عليه الأرض بما رحبت وأخذته كظمة فقال لأشعب اختر مني إحدى ثلاث إما أن أقتلك وأما أن أطرحك من هذا القصر وأما أن ألقيك إلى هذه السباع فتفترسك فتحير أشعب وأطرق مليا ثم قال يا سيدي ما كنت لتعذب عينا نظرت إلى سعدى فتبسم وخلى سبيله وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه الفرزدق الشاعر طلق النوار ثم ندم على طلاقها وقال

( ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار )

( فأصبحت الغداة ألوم نفسي ... بأمر ليس لي فيه اختيار )

( وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار )

 

 

 

( ولو أني ملكت بها يميني ... لكان علي للقدر الخيار ) وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه فندم قيس بن ذريح وكان أبوه أمره بطلاقها فطلقها وندم على ذلك فأنشأ يقول

( فنى صبري وعاودني رداعي ... وكان فراق لبتي كالخداع )

( تكنفني الوشاة فأزعجوني ... فيا للناس للواشي المطاع )

( فأصبحت الغداة ألوم نفسي ... على أمر وليس بمستطاع )

( كمغبون يعض على يديه ... تبين غبنه عند البياع ) وحدث العتبي قال جاء رجل بامرأة كأنها برج من فضة إلى عبد الرحمن بن الحكم وهو على الكوفة فقال إن امرأتي هذه شجتني فسألها عبد الرحمن فقالت نعم يا مولاي غير متعمدة لذلك كنت أعالج طيبا فوقع الفهر من يدي على رأسه وليس عندي علم ولا يقوى بدني على القصاص فقال للرجل علام تمسكها وقد فعلت بك ما أرى فقال يا مولاي إن صداقها علي أربعة آلاف درهم ولا تطيب نفسي بفراقها قال فإن أعطيتك الأربعة آلاف درهم تفارقها قال نعم قال هي لك قال فهي إذن طالق فقال لها عبد الرحمن احبسي علينا نفسك وأنشأ يقول

( يا شيخ يا شيخ من دلاك بالغزل ... قد كنت يا شيخ عن هذا بمعتزل )

( رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها ... فاعمد لنفسك نحو القرح الذلل ) والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:21
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


أفضل الثّلاثة: العفيف الجواد
وممّا فضل به بسطام بن قيس على عامر بن طفيل وعتبة بن الحارث بن شهاب. أنّ بسطاماً كان فارساً عفيفاً جواداً؛ وكان عتبة فارساً عفيفاً بخيلاً؛ وكان عامر فارساً جواداً عاهراً. فاجتمعت في بسطام ثلاث خصالٍ شريفةٍ فبذلك فضلهما بسطام.
ساد بعفافه
قال الشّعبي تنافر عامر بن الطّفيل بن ملك بن جعفر وعلقمة بن علاثة بن الأحوص إلى هرم بن قطبة بن سنان الذّبياني حكيم العرب فقال لعلقمة: بأيّ شيءٍ أنت أسود من عامر? قال: أنا بصيرٌ، وهو أعورٌ، وأنا أبو عشرة وهو عقيمٌ، وأنا عفيفٌ وهو عاهرٌ.
العوام أكثر النّاس عذراً

وإنّما أطلقت العرب حديث الرّجال إلى النّساء لمّا كانوا يرون من النّقص في الرّيب، ويأخذون أنفسهم بحفظ الجيران، وما يعرف بعضهم من بعضٍ من استعمال الوفاء، والتّحرّز من العار. لأنّ الرّجل منهم كان يصون حرمة جاره وصاحبه كصيانة الابنة والأخت والزّوجة من حرمه. لا يرى أحدٌ منهم لنفسه رخصةً في إضاعة ذلك، وإنّما يتحمّل الغدر، ويرخص نفسه فيه، من باين البوادي، وخالط الحضر، لأنّه رأى أجناس العبيد، وأخلاط العوام، وقد نشأوا على عادةٍ فجروا عليها ولن يستوي من كرم طبعه وصحّت بنيته وترك الفواحش وجانبها تنزّهاً عنها ولأنّها محظورةٌ عليه وغير مباحة له. وأحبّ شيءٍ إلى الإنسان ما منع عنه. فترك الأوّل طبعٌ، وترك هذا تكلّفٌ. وأمّا العوام وأخلاط النّاس فلا يكادون يتورّعون عن محرّمٍ، ولا يستحيون من عارٍ، وهم أكثر العالم غدراً.

شهادة المسح ع
قال المسيح عليه السّلام: لا يزني طرفك بما غضضت بصرك.
أحبلها بنظراته
ونظر أشعث إلى ابنه يوماً وهو يديم النّظر إلى امرأته فقال له يا بني أظنّ نظرك إليها قد أحبلها. أخذ هذا بعض الشّعراء فقال:
ولي نظرةٌ لو كان يحبل ناظرٍ بنظرته أنثى لقد حبلت منّي
رشقوها بأبصارهم فعنّفتهم
مرّت امرأةٌ بقومٍ من بني نمير فرشقوها بأبصارهم وأداموا النّظر إليها، فقالت: قبّحكم الله يا بني نمير، فوالله ما أخذتم بقول الله تبارك وتعالى: " قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم" ولا بقول الشّاعر:
فغضّ الطّرف إنّك من نميرٍ فلا كعباً بلغت ولا كلابـا
فخجل القوم ممّا قالت وأطرقوا.
أربعٌ لا يشبعن من أربع
وكان يقال: أربعٌ لا يشبعن من أربع: عينٌ من نظر، وأذنٌ من خبر وأرضٌ من مطر، وأنذى من ذكر.
يخاف عينيها
قال إسحاق بن بهيل: رأيت رجلاً في طريق مكّة وعديله في المحمل وجاريةٍ قد شدّ عينيها وكشف سائر وجهها فقلت له في ذلك، فقال: إنّما أخاف عينيها لا عيون النّاس.
حلقت شعرها لأنّه رآه خصي
وكان عند بعض القرشيين امرأةٌ عربيّةٌ فدخل عليها خصي لزوجها وهي واضعةٌ خمارها تمشّط شعرها، فحلقت شعرها، وقالت: لا يصحبني شعرٌ نظر إليه غير ذي محرّمٍ منّي.
الزّنا ليس فقط بإجهاد النّفس
وقال رجلٌ لأعرابي: ما الزّنا عندكم? قال: النّظرة، والقبلة. قيل له: ليس هذا الزّنا عندنا! قال: وما هو? قال: أن يجلس بين شعبها الأربع ثمّ يجهد نفسه. قال: بأبي أنت، ليس هذا زانياً هذا طالب ولد!.
   

ليلة الدّير وما ليلة الدّير?
قيل لأبي الطّمحان القبني: أخبرنا عن أقبح ذنوبك? قال: ليلة الدّير. قيل: وما ليلة الدّير? قال: نزلت على نصرانيّةٍ فأكلت طفشلاً بلحم خنزير، وشربت من خمرها، وزنيت بها، وسرقت كساءها، ومضيت.
لو تمرّست به ما استعصمت
وقال الجاحظ: قرأ قارىء: قالت فذلكنّ الذي لمتني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم. فقال إبراهيم بن عزوان: لا والله ما سمعت بأعدل من هذه الفاسقة، أمّا والله لو تمرّست بي ما استعصمت.
منعه ثلاثةٌ عندها
بات أعرابيٌّ ضيفاً لبعض الحضر فرأى امرأته، فهمّ أن يأتي إليها في الليل فمنعه الكلب؛ ثمّ أراد ذلك مرّةً أخرى، فمنعه ضوء القمر؛ ثمّ أرادت ذلك في السّحر، فإذا عجوزٌ قائمةٌ تصلّي. فلمّا رأى ذلك قال:
لم يخلق الله شيئاً كنت أبغـضـه غير العجوز وغير الكلب والقمر
هذا يبوح، وهذا يستصـاء بـه، وهذه سبحةٌ قوّامة الـسّـحـر
عيدان القيان أجمل
وصف أعرابيٌّ رجلاً ماجناً فقال: والله لو أبصرته عيدان القيان لتحرّكت أوتارها، ولو رأته مومسةٌ لطار خمارها.
بغت ثلاث مرّاتٍ

وحكى خريدة بن أسماء، قال: حججنا، ونحن في رفقةٍ، إذ نزلنا منزلاً ومعنا امرأةٌ نامت ثمّ انتبهت وحيّةٌ على عنقها لا تضرّها بشيءٍ، فلم يجترىء أحدٌ منّا أن ينحيها عنها، فلم تزل كذلك حتّى أبصرت الحرم فانسابت ومضت عنها، فحمدنا الله ودخلنا مكّة فقضينا نسكنا، ورأى الغريض المغنّي المرأة وقد سمع الحديث وما تحاكاه النّاس عنها فقال لها: يا شقيّة ما فعلت حيّتك? قالت: في النّار. قال: ستعلمين في النّار. قال فضحكت المرأة ولم تفهم ما أراد وارتحلنا منصرفين حتّى إذا كنّا بالموضع الذي حين نزلناه جاءت الحيّة حيث انسابت وتطوّقت عليها، فلمّا تألّمت المرأة عرفتها، ثمّ صفّرت الحيّة، فإذا الوادي يسل علينا من جنباته حيّاتٍ، فنهشتها حتّى بقيت عظاماً ونحن نرى ذلك. ثمّ انصرفنا جميعاً فقلنا للجارية التي معها: ويحك خبّرينا بخبر هذه المرأة، فقد والله رأينا منها عجباً? قالت: نعم بغت ثلاث مرّاتٍ، تلد في كلّ مرّةٍ غلاماً، فإذا وضعته حمت تنّوراً ورمته فيه وتكتم خبره. قال: فقلت سبحان الله ما أعجب هذا. وذكرت قول الغريض لها ستعلمين من في النّار، فزادنا ذلك تعجّباً منها.

على غير ذنبٍ جناه
قال أحمد بن يحيى: كان مرثد، عمّ عمرو بن قميئة الشّاعر، عنده امرأةٌ جميلةٌ، وكان قد كبر، وكان يجمع بني أخيه وبني عمّه في منزله للغداء كلّ يومٍ. وكان عمرو بن قمية شابّاً جميلاً، وكانت أصبع رجله الوسطى والتي تليها مفترقتين. فخرج مرثد يرمي بالقداح، فأرسلت امرأته إلى عمرو بن قميئة: ابن عمّك يدعوك. فجاءت به من دير البيوت، فلمّا دخل عليها لم يجد عمّه فأنكر أمرها، فراودته عن نفسها، فقال لها: لقد جئت بأمرٍ عظيمٍ، وما كان مثلي يدعى لمثل هذا! قالت: لتفعلنّ ما أقول لك أو لأسوأتك. قال: إلى المساءة دعوتني! ثمّ أنّه قام فخرج. وأمرت بجفنةٍ فكبّت على إثر رجله فلمّا رجع مرثد وجدها متغضّبةً فقال لها: ما لك? قالت: إنّ رجلاً من قومك قريب القرابة جاء يستامني نفسي ويريد فراشك منذ خرجت. قال: ومن هو? قالت: أمّا أنا فلا أسمّيه، ولكن قم فاقتف أثره تحت الجفنة. فلمّا رأى الأثر عرفه فأعرض عنه وجفاه، ولم يزده على ذلك، وكان أعجب الخلق إليه. وعرف ابن قميئة ذلك وكره أن يخبره فقال:
لعمرك ما نفسي بجـدٍّ رشـيدةٍ تؤامرني شرّاً لأصرم مـرثـدا
عظيمٌ رماه القدر لا متـعـبّـسٌ ولا مؤيس منها إذا هو أخمـدا
فقد ظهرت منـه بـوائق جـمّةً وأفرغ في لومي مراراً وأصعدا
على غير ذنبٍ أن أكون جنّيّتـه سوى قول باغٍ جاهد فتهـجّـدا
وبلغت الأبيات مرثداً فكشف عن الأمر حتّى تبين له، فطلّق امرأته وعاد على ما كان عليه لابن أخيه.
الله يعلم شأن ذاك الجار
وذكر هشام بن محمّد الكلبي، عن الحصين بن لبيد قال: كان الحطيئة نازلاً في بني المسند من بني ضبّة فرأى لبنة بنت قرطة أخت العلاء، وكانت فاسدةً، فأعجبته فكلّمها فأجابته، فوقع عليها، فحملت منه. ثمّ ارتحل الحطيئة، فلمّا بان حملها، زوّجها العلاء بن غالب بن صعصعة فولدت الفرزدق على فراشه فنسب إليه. ففي ذلك يقول جرير بن الخطفي.
كان الحطيئة جار أمّك مرّةً والله يعلم شأن ذاك الجـار
لا تفخرنّ بغالبٍ ومحـمّـدٍ وافخر بعبس يوم كلّ فخار
اختبره ونفاه
قال: وقدم الفرزدق على عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المدينة، فأكرمه وأحسن ضيافته. فبلغه أنّه زانٍ أن يختبر ذلك، فقال لجاريةٍ له: انطلقي إلى الفرزدق، وعمر في حجرةٍ له ينظر ما يصنع الفرزدق، فأتته الجّارية بالغسل والدّهن، وذهبت لتغسل رأسه، فوثب عليها فركضته وقالت: لعنك الله من شيخ. ثمّ خرجت فأتت عمر فأخبرته فنفاه من المدينة. وقال جرير:
نفاك الأعزّ بن عبد العزيز وحقّك تنفى من المسجـد
فقال الفرزدق:
فأوعني وأجلّني ثـلاثـاً كما وعدت بمهلكها ثمود
ودخا الفرزدق يوماً على سليمان بن عبد الملك، وهو خليفةٌ، فقال: أنشدني يا أبا فراس! فأنشده قصيدته حتّى بلغ إلى قوله:
خرجن إليّ لم يطمثن قبلي فملن أصحّ من بيض النعام
فبتن بجانبي مصـرعـاتٍ وبت أفض أغلاق الختـام
قال ما لم يفعل
فقال له سليمان: ما أظنّك يا أبا فراسٍ إلاّ قد أحللت نفسك، أقررت عندي بالزّنا، وأنا إمامٌ، ولا بدّ من إقامة الحدّ عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، ما أحللت نفسي إن كنت تأخذ بقول الله وتعمل به. قال سليمان: فبقول الله نأخذ عليك الحد. قال الفرزدق: فإنّ الله يقول: "والشّعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون، وإنّهم يقولون ما لا يفعلون". وأنا، يا أمير المؤمنين، قلت ما لم أفعل. فتبسّم سليمان، وقال: تلافيتها يا أبا فراس، ودرأت الحدّ عن نفسك. وخلع عليه، وأمر له بجائزة.
طلب غنيمةً فوجد أيراً
قال أبو عبيدة: هوى أبو العبّاس الأعمى امرأةً ذات بعلٍ فراسلها فأعلمت زوجها، فقال لها: أطمعيه. فأطمعته، ثمّ قال: أرسلي إليه فليأتك. فأرسلت إليه، فأتاها، وجلس زوجها إلى جانبها، فقال لها أبو العبّاس: إنّك وصفت لنا فألمسينا. فأخذت يده فجعلتها على أير زوجها وقد أنعظ، فنثر يده وعلم أنّه قد كيد، فخرج من عندها وقال:
أتيتك زائراً فوضعت كفّي على أيرٍ أشدّ من الحـديد
عليّ أليّة ما دمـت حـيّاً أمسّك طائعـاً ألا أعـود
فخيرٌ منك من لا خير فيه وخيرٌ من زيارتكم قعودي
طيّبة عليه حراماً
وكان بشّار الأعمى يرتع، فبلغ امرأته ذلك، فعاتبته مراراً فحلف لها. وإنّها سألت عن المكان الذي يمضي إليه فدلّت على امرأةٍ تجمع بين النّساء وبين الرّجال، فبذلت لها شيئاً وسألتها إذا جاءها بشّار أن تبعث إليها. ففعلت، وقالت: أبشّار قد وقعت اليوم امرأة من أجمل النّساء ووصفتها له فطرب إليها، فلمّا خلا بها وخالطها ضربت بيديها في لحيته وشتمته، وقالت: أين إيمانك الفاجرة? فقال لها: لعنك الله ألا تركتني حتّى أقضي حاجتي، فوالله ما رأيت أبرد منك حلالاً، ولا أطيب منك حراماً! !
زوجة الرّشيد ومخارق
قال إسحاق بن إبراهيم: كان مخارق يهوى البهار جارية أمّ جعفر وشغف بها حتّى أفضى غايته في حبّها. فبينما هو منصرفٌ ذات ليلةٍ من دار المأمون في دجلة، وقد عمل الشّراب فيه، وأمّ جعفر جالسة في دارها على دجلة إذ رفع عقيرته يغنّي شعر عبّاس بن الأحنف:
إن يمنعوني ممرّي قرب داركـم، فسوف أنظر من بعدٍ إلى الدّار.
ما ضرّ جيرانكم، والله يكلؤهـم، لولا شقائي إقبـالـي وإدبـاري
لا يقدرون على منعي، وإن جهدوا إذا مررت، وتسليمي بإجهـاري.
فسمعت أمّ جعفر صوته فأمرت خدّامها فصاحوا بملاحة فقدم وصعد إليها، فدعت له بكرسيٍّ وصينيّةٍ فيها نبيذٌ فشرب، وخلعت عليه وقالت لجواريها: أضربن معه. فكان أوّل ما تغنّى به:
أغـيب عـنـك بـودٍّ لا يغـيره نأي المحلّ ولا صرفٌ من الزّمن
فإن أعش فلعلّ الدّهر يجمعـنـا وإن أمت فبطول الشّوق والحزن
قد حسّن في عينيّ ما صنـعـت حتّى أرى حسناً ما ليس بالحسـن
قال، فاندفعت البهار تباريه في الصّوت وتغنّي:
تعتلّ بالشّغل عنّا لا تكلّـمـنـا والشّغل للقلب ليس الشّغل للبدن
فضحكت أمّ جعفر، وقالت، ما رأيت ولا سمعت قط بأحسن من هذا. ووهبت له الجّارية فأخذها وانصرف.
أخذ الجّارية والعتيدة والدّنانير

قال إبراهيم بن الخطيب: حدّثني مخارق قال: كنت عند الرّشيد فلمّا أراد الانصراف قال لي: يا مخارق بكّر عليّ. فقلت: نعم يا أمير المؤمنين. فلمّا أصبحت بكّرت أريد ما ذكره، فإذا جارية راكبة وهي أحسن النّاس عينين في النّقاب، فنظرت إليها، ونظرت إليّ، فلم أملك نفسي وتعشّقتها وتبعتها حتّى دخلت منزل المعبدي الهاشمي، فقلت لغلماني: إذا كان المغرب فصيروا إليّ، فإذا كنت في الدّنيا خرجت إليكم، وإذا كنت متّ فقد قضيت وطراً. قال: واقتحمت ودخلت الدّار، فإذا جماعةٌ مجتمعون وقد أحضروا طعاماً فأكلت معهم، وأحضر الشّراب، وغنّت الجّارية فإذا هي أحذق النّاس وأطيبهم، فغنّيت، فقال المعبدي: ما أحسنه وأبهاه، فمن هو? فقال له القوم: ما نعرفه. فقال: ما أظرف هذا يدخل منزلي بغير أمري أبغوا إليّ صاحب الشّرطة. وكلّ ذلك بمسمعي، قالت الجّارية: يا مولاي لا تفعل، لعلّ له عذراً. فبحياتي هب لي جرمه فقد رحمته، وأحسب أنّ هذه صناعته. قال: فطابت نفسي فلمّا خرجت قال لي: يا فتى تغنّي? فقلت: نعم. فغنّيت، فطرب القوم وقال المعبدي: إن كان في الدّنيا مخارق فأنت هو! قلت: نعم أنا مخارق وحدّثته حديثي والسّبب في دخول منزله، فسرّ وفرح ودعا بدواةٍ وقرطاسٍ وأقبل يكتب ويعود إليه الجواب، ثمّ وزن مالاً ووجّه به.
فلمّا كان بالعشيّ قال: يا غلام هات تلك العتيدة. فأحضر عتيدةً مملوءةً طيباً، وقال: هات ذلك التّخت. فأحضره إيّاه، فقال: أتدري ما نحن فيه: قلت: لا. قال: قد اشتريت لك الجّارية بأربعين ألف دينار، وهذه عتيدةٌ فيها طيب، وتخت ثياب. فأخذت بيدها وانصرفت بها عروساً، فلمّا أصبحت بكّرت على الرّشيد فقال لي: يا ابن الفاعلة أين كنت? فحدّثته الحديث فسرّ به، وقال: ما توهّمت أنّ في أهلي مثل هذا. وأمر من ساعته أن يحمل إليه أربعون ألف دينار.

أخذ الجّارية لشعره وأدبه
وكان ليوسف بن القاسم، وهو أبو أحمد بن يوسف، وزير المأمون، غلامٌ أسودٌ متأدّبٌ نشأ في الأعراب فهوى جاريةً لرجلٍ قرشيٍّ، فشكاه القرشيّ لمولاه، فضربه وحبسه، وحلف أن لا يطلقه إلاّ بعد شفاعة من شكاه، فقيل له: ويحك أتحبّك كما تحبّها? فقال:
كلانا سواءٌ في الهوى غير أنّها تجلد أحياناً وما بي من تجلّـد
تخاف وعيد الكاشحين وإنّـمـا جنوني عليها حين أنهي وأوعد
فبلغ مولاه شعره فقال: وإنّ فيه لهذا الفضل! فركب من وقته إلى القرشيّ فقال له: أسألك أن تبيعني هذه الجّارية بأيّ ثمنٍ شئت. فقال: ما أفعل حتّى أعرف السّبب في ذلك. فعرّفه الخبر وأنشده البيتين، فقال: أشهدك إنّي قد وهبت له الجّارية، وأنا أعطي الله عهداً أن أخذت لها ثمناً أبداً، لشفاعتك وأدب الغلام. ووجّه الجّارية معه فدفعها إلى الغلام.
المتوكّل يعيش همّ المحبّين
قالوا كان المتوكّل جالساً يوماً في القصر الذي يقال له المختار إذ مرّ خادمٌ أسودٌ لفتيحة مبادراً يريد الدّخول إلى دار النّساء، فسقط منه كتابٌ مختومٌ، فأمر من جاءه بالكتاب وفتحه فإذا فيه مكتوبٌ:
أكثري المحو في الكتاب ومحّه بريق اللسان لا بالبنان  
وأمرّي الختام فوق ثنايا ك الـعـذاب الـمـفـلـجـات الـحــســـان
إنّـنـي كـلّـمــا مـــررت بـــحـــرفٍ فيه مـحـوٌ لـطـعـتـه بـلــســـانـــي
فأراهـا تـقـــبـــيلة مـــن بـــعـــيدٍ أهـديت لـي ومـا بـرحـت مـكـــانـــي
فقال: يا فتح ما ترى? قلد اجترأ ليّ من كتب هذا الشّعر! عليّ بالخادم. فأتي به، وقد علم الخادم إنّ الكتاب سقط منه فطار عقله خوفاً ورعباً، فقال له: من دفع هذا الكتاب إليك وأنت آمن? فإن صدقت نجوت، وإن لم تصدق ضربت عنقك. قال: يا مولاي إنّ لمولاتي فتيحة وكيلاً يتصرّف في أمرها من أبناء البرامكة وهو يحبّ جاريتها نسيم الكاتبة، وأنا أسعى بينهما بالكتب التي يتكاتبان بها. فقال له: امض بلا خوف عليك. ثمّ قام المتوكّل فدخل على فتيحة وقال لها خذي في أمر جاريتك نسيم الكاتبة فإنّي قد زوّجتها من فلان وكيلا وأنقدت عنه عشرة آلاف درهمٍ. وأمر بإحضار الوكيل فقال له: هل لك في نسيمٍ? فذهب عقله، وطار قلبه، وخاف خوفاً شديداً، فقال له: تكلّم وأنت آمن، فقد زوّجتك بها، ومهرتها عشرة آلاف درهمٍ وأمرت لا بعشرة آلاف تولم بها. وسأل فتيحة تعجيل زفافها إليه ففعلت.
خدعها القوّاد

وحكى الهيثم بن عدي، عن ابن عبّاس، قال: كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تحت عبد الملك بن مروان، وكان يجد بها ويحبّها حبّاً شديداً، فغضبت عليه، فطلب رضاها بكلّ أمرٍ، فأبت حتّى أضرّ به ذلك وشكا إلى خاصّته. فقال له عمر بن الأسدي: ما لي إن أرضيتها? قال له: حكمك. قال، فخرج فأتاها وجلس بين يديها يبكي. فقال له حاضنتها: ما لك يا أبا حفص? قال: لقد جئت إلى بنت عمّي في أمرٍ مهمٍّ عظيمٍ، فاستأذني لعلّها تقضي حاجتي. فقالت: ما بالك? فقال لها: قد عرفت حالي مع أمير المؤمنين عبد الملك، ولم يكن لي غير ابنين، فتعدّى أحدهما على الآخر فقتله. فقلت: أنا وليّ الدّم وقد عفوت. فقال أمير المؤمنين: ما أحبّ أن أعوّد رعيّتي هذا. وهو قتله بالغداة فنشدتك الله ألا كلّمته فيه، وسألته في إبقائه لي، فإنّك تجمعين في ذلك إحياءه وإحياء نفسي. فإنّه إن قتله قتلت نفسي. فقالت: ما أكلّمه. فقال لها: ما أظنّك تكسبين شيئاً أحبّ من إحياء نفسين. . . وبكى بكاءً شديداً: فلم يزل بها صواحبها وخدمها وحاشيتها حتّى قالت: عليّ بثيابي. فلبست، وكان بينها وبينه بابٌ قد ردمته. فأمرت بفتحه ثمّ دخلت. فأقبل أحد الغلمان فقال: يا أمير المؤمنين هذه عاتكة. قال: ويلك رأيتها? قال: نعم يا أمير المؤمنين. وإذا هي قد أقبلت وعبد الملك على سريره. فسلّمت، فسكت، فقالت: أمّا والله لولا مكان عمر ابن بلال ما فعلت، ولا أتيتك والله. إن عدا أحد بنيه على الآخر فقتله، وهو الوليّ وقد عفا عنه، لتقتله? قال: أي والله، وهو راغمٌ. قالت: أنشدك الله أن لا تفعل. فدنت فأخذت بيده،فأعرض عنها، فأخذت أرجله فقبّلتها، فأكبّ عليها وضمّها إلى نفسه ورفعها إلى سريره، وقال: قد عفوت عنه. فتراضيا.
وراح عبد الملك فجلس مجلس الخاصّة، فدخل عمر بن بلال، فقال: يا أبا حفص ألطفت الحيلة في القيادة فلك حكمك! فقال: يا أمير المؤمنين، ألف دينارٍ ومزرعة بما فيها من الرّقيق والآلة. قال: هي لك. قال: ومرابض لولدي وأهل بيتي. قال: وذلك كلّه لك. . . وبلغ عاتكة الخبر فقالت: ويلي على القوّاد خدعني.

حسب الاتّفاق بعد حين
ويروى أنّ معاوية بن أبي سفيان، رحمه الله، رأى، كاتباً له يكلّم جاريةً لامرأته فاختة بنت قريظة، في بعض طرق داره، فقال له: أتحبّها? قال: أي والله، يا أمير المؤمنين. قال: أخطبها من فاختة. فخطبها. وكلّم معاوية فاختة فأجابته، فزوّجها منه، فدخل معاوية وبين يديه عتيدة من العطر لعرس جاريتها، فقال: هوّني عليك يا بنت قريظة، إنّي أحسب الاتّفاق كان بعد حين.
يغلبن الكرام ويغلبهنّ اللئام
قال عمر بن شبّة: كان الأحنف بن قيس يوماً جالساً مع معاوية،إذ مرّت بهما وصيفة فدخلت بيتاً من البيوت، فقال معاوية: يا أبا بحر، أنا والله أحبّ هذه الجّارية وقد أمكنتني منها لولا الحياء من مكانك. فقال الأحنف: فأنا أقوم. بل تجلس لئلّا تستريب بنا فاطمة. فقال الأحنف: شأنك. فقام معاوية إليها. فبينا هو يماجنها إذ خرجت بنت قريظة فقالت للأحنف: يا قوّاد، أين الفاسق. فأومأ الأحنف إلى البيت الذي هو فيه، فأخرجته ولحيته في يدها، فقال لها الأحنف: أرفقي بأسيرك، رحمك الله. فقالت: يا قوّاد، وتتكلّم أيضاً? فقال معاوية: يغلبن الكرام ويغلبهنّ اللئام.
ثقبها ثقب اللؤلؤ
قال ابن شبّة: كانت بالمدينة امرأةٌ يقال لها صهباء، من أحسن النّاس: وكانت من هذيل. وكانت رتقاء. فتزوّجها ابن عمٍّ لها. فمكث حيناً لا يقدر عليها لشدّة ارتقاقها، فأبغضته بغضاً شديداً، فطلبت منه الطّلاق فطلّقها. ثمّ إنّه أصاب أهل المدينة مطرٌ شديدٌ، في الخريف، وسيلٌ عظيمٌ. فخرج أهل المدينة، وخرجت صهباء مع أهلها، وخرج ابن جحشٍ وأصحابٌ له للنزهة. فلمّا انتصف النّهار وخلا الوادي، خرجت صهباء واستنقعت في السّيل، وخرج ابن جحشٍ ولم تشعر به صهباء، فرآها وأحبّها وتهالك عليها.
وكان بالمدينة دلّالةٌ على النّساء يقال لها قطبة. وكانت تداخل القرشيين بنسائهم: فلقيها ابن جحشٍ فسألها عن صهباء فقال: اخطبيها عليّ. قالت: قد خطبها عيسى بن طلحة بن عبيد الله، وأنعم له بها أهلها ولا أراهم يتخطّون عيسى إليك. . فشتمها ابن جحشٍ وقال: كلّ مملوكٍ لي حرٌّ لوجه الله إن تحتالي فيها حتّى أتزوّجها، لأضربنّك ضربةً بالسّيف- وكان مقداماً جسوراً- ففزعت منه فدخلت على صهباء وأهلها، فتحدّثت معهم، ثمّ ذكرت ابن عمّها، فقال لعمّة صهباء: ما باله فارقها? فأخبرتها خبره فأصغت إلى عمّتها فقالت لها، وأسمعت صهباء: أمّا والله لو كان ابن جحشٍ لنقبها نقب اللؤلؤة. ثمّ خرجت من عندهم.
فأرسلت إليها صهباء أن مري ابن جحشٍ فليخطبني. فلقيت قطبة ابن جحشٍ فأخبرته الخبر. فخطبها، فأنعمت له، وأبى أهلها إلاّ عيسى بن طلحة. وأتت صهباء إلى ابن جحشٍ فتزوّجها وأفتضها من ساعته. وفيها يقول:

دار الصّهباء الذي لا ينتـهـي عن ذكرها أبداً ولا ينهـاهـا
صفراء يطويها الضّجيع لطافةً طيّ الجمانة ليّناً مثـنـاهـا
نعم الضّجيع إذا النّجوم تغوّرت بالقرب أخراها على أولاها



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:25
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


باب ما جاء في خلق النّساء


   

أوصاف النّساء
إذا كانت المرأة ضخمةً في تعمّدٍ وعلى اعتدالٍ فهي: رمجلة. فإذا زاد ضخمها ولم تقبح فهي: مسبحلة. فإذا كانت طويلةً قيل: جاريةٌ سبطةٌ وعيطبول. فإذا كانت بها مسحةٌ من جمالٍ فهي: جيلةٌ ووضيئةٌ. فإذا أشبه بعضها في الحسن بعضاً فهي: حسّانةٌ. فإذا استغنت بجمالها عن الزّينة فهي: غانيةٌ. فإذا كانت لا تبالي أن تلبس ثوباً حسناً ولا قلادةً فاخرةً فهي: معطالٌ. فإذا كان حسنها ثابتاً كأنّها رسمت به فهي: وسيمةٌ. فإذا قسم لها حظٌّ وافرٌ من الحسن فهي: قسيمةٌ.
وقالوا: وقال الصّباحة في الوجه الوضّاءة في البشرة. الجمال في الأنف. الحلاوة في العينين. الملاحة في الفم. الظّرف في اللّسان. الرّشاقة في القدّ. اللّباقة في الشّمائل. كمال الحسن في الشّعر.
والمرأة الرّعبوبة: البيضاء. الزّهراء: التي يضرب بياضها إلى صفرةٍ كلون القمر والبدر. والهجان: الحسنة البياض.
والمرأة طفلةٌ ما دامت صغيرةً؛ ثمّ وليدةٌ إذا تحرّكت؛ ثمّ كاعبٌ إذا كعب ثديها؛ ثمّ ناهدٌ إذا زاد؛ ثمّ معصرٌ إذا أدركت؛ ثمّ خودٌ إذا توسّطت الشّباب.
والزّجاء: الدّقيقة الحاجبين الممتدّتهما حتّى كأنّهما خطّا بقلمٍ. والبلج: إن يكون بينهما فرجةً، وهو يستحبّ، ويكره القرن وهو اتّصالهما. والدّعج: أن تكون العين شديدة السّواد مع سعة المقلة. والبرج: شدّة سوادهما وشدّة بياضهما. والنّجل: سعتهما. الكحل: سواد جفونهما من غير كحلٍ. الحور: اتّساع سوادهما.
الشّنب: رقّة الأسنان واستواؤهما وحسنها. الرّتل: حسن تنضيدها واتّساقها. التّفليج: تفرج ما بينهما. الشّتت: تفرّقها في غير تباعدٍ في استواءٍ وحسنٍ يقال منه، ثغرٌ شتيتٌ. الأشر: تحديدٌ في أطراف الثّنايا يدلّ على الحداثة. الظّلّم: الماء الذي يجري على الأسنان من البريق. الجيد: طول العنق. التّلع: إشرافها.
وإذا كانت المرأة شابّةً حسنة الخلق فهي: خود. فإذا كانت جميلة الوجه حسنة المعرى فهي: بهنكة. فإذا كانت دقيقة المحاسن فهي: مملودةٌ. فإذا كانت حسنة القدّ، ليّنة العصب: فهي: خرعبةٌ. وإذا كانت لم يركب بعض لحمها بعضاً فهي: مبتلةٌ. فإذا كانت لطيفة البطن فهي خمصانةٌ. فإذا كانت لطيفة الكشحين فهي: هضيمٌ. فإذا كانت لطيفة الخصر مع امتداد القامة فهي: ممشوقةٌ. فإذا كانت طويلة العنق في اعتدالٍ وحسنٍ فهي: عطبول. فإذا كانت عطيمة العجيزة فهي: رداحٌ. فإذا كانت سمينةً ممتلئة الذّراعين والسّاقين فهي خدلجةٌ.
فإذا كانت سمينةً ترتجّ من سمنها فهي مرمادةٌ. فإذا كانت ترعد من الرّطوبة والغضاضة فهي برهرهةٌ: فإذا كانت كأنّ الماء يجري في وجهها فهي رقراقةٌ. فإذا كانت رقيقة الجلد ناعمة البشرة فهي: بضّةٌ. فإذا عرفت في وجهها نضرة النّعيم فهي: نظرةٌ. فإذا كان فيها فتورٌ عند القيام لسمنها فهي: أناةٌ ووهنانةٌ. فإذا كانت طيّبة الرّيح فهي بهنانةٌ. فإذا كانت عظيمة الخلق مع جمالٍ فهي عرهرةٌ. فإذا كانت ناعمةً جميلةً فهي: عبقرةٌ: فإذا كانت مثنيّةً للينٍ وتعمّدٍ فهي: غيداء وغادةٌ. فإذا كانت طيّبة الفم فهي: رشوفٌ. فإذا كانت طيّبة ريح اليد فهي: أنوفٌ. فإذا كانت طيّبة الخلوة فهي: رصوفٌ. فإذا كانت لعوباً ضحوكاً. فهي: شموعٌ. فإذا كانت تامّة الشّعر فهي: فرعاء. فإذا لم يكن لمرفقيها حجمٌ من سمنها فهي: درماء. فإذا ضاق ملتقى فخذيها لكثرة لحمها فهي: لفّاء.
فإذا كانت حييّةً فهي: خفرةٌ وخرّيدةٌ. فإذا كانت منخفضة الصّوت فهي: رخيمةٌ. فإذا كانت محبّةً زوجها متحببّةً إليه فهي: عروبٌ. فإذا كانت نفوراً من الرّيب فهي: نوارٌ. فإذا كانت تجتنب الأقذار فهي: قذورٌ. فإذا كانت عفيفةً فهي: حصانٌ. وإذا كانت عاملة الكفّين فهي صناع.
فإذا كانت كثيرة الولد فهي: بنون. فإذا كانت قليلة الولادة فهي: نزورٌ. فإذا كانت تلد الذّكور فهي: مذكارٌ. فإذا كانت تلد الإناث فهي: مئناثٌ. فإذا كانت تلد مرّةً ذكراً ومرّةً أنثى فهي: مهابٌ. فإذا كانت لا يعيش لها ولدٌ فهي: مقلاتٌ. فإذا كانت تلد النّجباء فهي: منجابٌ. فإذا كانت تلد الحمقاء فهي: محمقةٌ.
فإذا كانت يغشى عليها عند الجماع فهي: ربوخٌ. والممكورة: المطويّ الخلق. واللّدنة: اللّينة النّاعمة. والمقصدة: التي لا يراها أحدٌ إلاّّ أعجبته. والخبرنجة: الجّارية الحسنة الخلق في استواءٍ. والمسبطرّة: الجسيمة. والعجزاء: العظيمة العجيزة. والرّعبوبة: الرّطبة. والرّجراجة: الدّقيقة الجلد. والرّتكة: الكثيرة اللّحم؛ والطّفلة النّاعمة. والرّود: المتثنّية اللّينة. والأملود: النّاعمة؛ ومثلها الخرع- مأخوذٌ من نبت الخروع وهو نبتٌ ليّنٌ- والبارقة: البيضاء الثّغر. والدّهثمة: السّهلة. والعاتق: التي لم تتزوّج. والبلهاء: الكريمة، والمفضّلة عن السّره الغرّيرة. والعيطموس: الفطنة الحسناء.
والسّلهبة: الخفيفة اللّحم، والمجدولة الممشوقة. والسّرعوفة: النّاعمة الطّويلة. والفيصاء والعفّاء: الطّويلة العنق. والتّهنانة أيضاً: الضّحّاكة المهللّة.
والغيلم: الحسناء. والخليق: الحسنة الخلق؛ وقال الفرّاء هي أحسن النّاس حيث نظر ناظرٌ، أي هي أحسن النّاس وجهاً. وقال أبو عمرو: ويقال للمرأة إذا كانت حسناء: كأنّها فرسٌ شرهاء- والشّرهاء: الحديدة النّفس- وامرأةٌ حسنة المعارف- ومعارفها: وجهها- والمتحرّية: الحسنة المشية في خيلاء. والشّموس: التي لا تطمع الرّجل في نفسها، وهي الذّعور. وامرأةٌ ظمياء: إذا كانت سمراء، وشفّةٌ ظمياء كذلك. ويقال لها إنّها لحسنة العطل أي الجسم. ويقال عبقةٌ أي التي يشاكلها كلّ النّاس.

اختلاف النّاس في أمورٍ عدّةٍ
ونذكر اختلافات النّاس في الثّدي والعجز والمجدولة من النّساء والضّخمة الطّويلة، والغضيضة. واختلاف شهواتهم في الممسوحة والمفلكة والكاعب والنّاهد والمنكسرة. ومن استحسن الثّدي الضّخم الذي يملأ الكفّين، ومن ذمّ ذلك.
وممّن وصف الشّحم عبد بني الحسحاس حيث يقول:

توسّدني كفّاً وترفع مـعـصـمـاً عليّ وتحنو رجلهـا مـن ورائيا
أميل بها ميل النّـزيف، وأتّـقـي بها القطر، والشّقّان من عن شماليا

فسحيم لم يتّخذها هدفاً تستر عنه الرّيح والقطر إلاّّ وهي في غاية الضّخم.

   

لا يريدها خنّاء قبّاء
وقال أبو عبيدة: دخل مالك الأشتر على عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، في صبحة بنائه على نسائه فقال: كيف وجد أمير المؤمنين أهله! قال كالخير من امرأةٍ، لولا أنّها خنّاء قبّاء قال: وهل يريد الرّجال من النّساء إلاّّ ذلك يا أمير المؤمنين? قال: كلاّ، حتّى تدفىء الضّجيع، وتروي الرّضيع.
تفضيل المرأة المجدولة
وهذا يدلّ على العجب بالضّخم والشّحم. وأكثر البصراء بجواهر النّساء الذين هم جهابذة هذا الأمر يقدّمون المجدولة، فهي تكون في منزلةٍ بين السّمينة والممشوقة مع جودة القدّ وحسن الخرط. ولا بدّ أن تكون كاسية العظام. وإنّما يردون بقولهم مجدولةً جدولة العصب وقلّة الاسترخاء، وأن تكون سليمةً من الزّوائد والفضول، لذلك قالوا خمصانةً وسيفانةً، وكأنّها جدل عنانٍ وغصن بانٍ وقضيب خيزران.
والتّثنّي من مشية المرأة أحسن ما فيها. ولا يمكن ذلك الضّخمة والسّمينة. ووصفوا المجدولة فقالوا: أعلاها قضيبٌ، وأسفلها كثيبٌ.
وقال بعض الأعراب:

لها قسمةٌ من خوط بانٍ ومن نقـىً ومن رشأ الغزلان جيد ومـذرف
يكاد كليل الطّرف يكلـه خـدّهـا إذا ما بدت من خدرها حين تطرف
وقال آخر:
ومجدولةٍ جدل العنان إذا مشت تنوء بخصريها ثقال الرّوادف
وقال آخر:
ومجدولةٌ، أمّا مجال وشاحهـا فغضٌّ، وأمّا ردفها فكثـيب؛
لها القمر السّاري نصيبٌ، وإنّها لتطلع أحياناً لـه فـيغـيب.
وقال أبو نواس. وقد أحسن ما شاء:
أحللت من قلبي هواك محـلّةً ما حلّها المشروب والمأكول.
بكمال صورتك التي في مثلهـا يتحيّر التّشبيه والـتّـمـثـيل.
فوق القصيرة، والطّويلة فوقها؛ دون السّمين، ودونها المهزول.
وأمّا قول الأعشى حيث يقول:
غرّاء فرعاء مصقولٌ عـوارضـهـا تمشي الهوينا كما يمشي الوحى الوجل
كأنّ مشيتها مـن بـيت جـاريتـهـا مرّ السّـحـابة لا ريثٌ ولا عـجـل
فقد وصفها كما ترى بالضّخم، ولكنّه يذكر أفراطاً.
وقال الأحوص:

من المدمجات اللّحم جدلاً كأنّها عنانٌ ضاع أنعمت أن تجوّدا
قال أبو عثمان الجاحظ: كان أبو معمر بن هلال يقول: عذرت الرّجل الطّويل الأير حتّى يتمنّاها ضخمةً. ولكن ما عذر الصّغير الأير في ذلك?.
وفي اختلافهم في الثّدي
أنشد للمرار بن سعيد
صلبة الخدّ طويلٌ جيدها سجمة الثّدي ولمّا ينكسر
وقال النّابغة في النّهود:
يحططن بالعيدان في كلّ مقعدٍ ويخبّأن رمّان الثّديّ النّواهـد
وأنشد لمسلم بن الوليد:
فأقسمت أنسى الدّاعيات إلى الصّبى وقد فجأتها العين والشّـرّ واقـع
فغطّت بأيديها ثمـار صـدورهـا كأيدي الأسارى أثقلتها الجوامـع
وذمّ أعرابيٌّ امرأةً فقال: والله ما بطنها بوالدٍ، ولا شعرها بواردٍ، ولا ثديها بناهدٍ، ولا فوهها بباردٍ.
وكتب الحجّاج بن يوسف إلى الحكم بن أيّوب قال: اخطب على عبد الملك امرأةً جميلةً من بعيدٍ، مليحةً من قريبٍ، شريفةً في قومها، ذليلةً في نفسها، أمةً لبعلها. . فكتب إليه: أصبتها، وهي خولة بنت مسمع، لولا عظم ثديها! فكتب إليه الحجّاج: لا يحسن بدن المرأة حتّى يعظم ثدياها فتدفي الضّجيع، وتروي الرّضيع.
وقال آخر يذمّ عظم الثّدي:

لعمري لبيضٌ يحتللن بـقـفـزةٍ لطائف ثدي الصّدر غيد السّوالف
أحبّ إلينا من ضخام بطـونـهـا لآباطها تحت الثّدي تعـاطـف
في الممسوحة الصّدر
وقال آخر في الممسوحة التي لم يبد بصدرها شيءٌ:
وعلّقت ليلى وهي بكـرٌ خـريدةٌ ولم يبد للأتراب من ثديها حجـم
صغيرين نرعى البهم، يا ليت أنّني إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
وقال نصيب:
ولولا أن يقال: صبا نصيبٌ. لقلت: بنفسي النّشو الصّغار؛
بنفسي كلّ مهضومٍ حشاهـا إذا ظلمت فليس لها انتصار.
إذا ما الزّلّ ضاعفن الحشـايا كفاها أن يلاث بهـا الإزار
وقال ذو الرّمّة:
بعيدات مهوى كلّ قرطٍ عقدنـه لطاف الحشا تحت الثّدي الفوالك
وذكر آخر ابتداء النّهود فقال:
نظرت إليها نظرةً وهي عاتـقٌ على حين شبّت واستبان نهودها
وليس في الحيوان شيءٌ واسع الصّدر غير الإنسان. ولا في جميع الحيوان أنثى في صدرها ثديٌ إلاّّ المرأة والفيلة، وكذلك الرّجل. والعرب تمدح الرّجال والنّساء بطول الأعناق. قال الشّاعر:
آراءٌ في طول الأعناق
ومن كلّ شيءٍ قد قضيت لبانتـي سوى ضخم أعجازٍ ثقال الرّوادف
وهصري أعناقاً تلين وتنـثـنـي كما كان خيطان الأراك الصّعائف
وقيل لإبراهيم بن النّظام: أيّ مقادير الثّدي أحمد? قال: وجدت النّاس يختلفون في الشّهوات، وسمعت الله تبارك وتعالى حين وصف حور العين جعلهنّ كواعب أتراباً. ولم يقل فوالك ولا نواهد. وقالت العرب: يسار الكواعب. ولم تقل يسار النّواهد ولا يسار الفوالك.
ولم أرهم يختلفون في مدح عظم الرّكب كما اختلفوا في مقادير النّدي في طول الأعناق. يقول الشّمردل.

ويشبهون ملوكاً في مهابتهـم وطول أنصبة الأعناق والأمم
وقال آخر:
طوال أنصبة الأعناق لم يجدوا ريح الإماء إذا راحت بأذفار.
وهوة حسنٌ ما لم يطل جدّاً، فإذا أفرط كان عيباً. كما عيب بذلك واصل بن عطاء رئيس المعتزلة فسمّي عنق نعامة، وعيب بذلك جعفر بن يحيى البرمكي.
وكذلك قال فيه الحسن بن هانىء:

ذاك الوزير الذي طاولت علاوته كأنّه ناخرٌ في السّيف بالطّـول
وقد زعموا أنّه أوّل من اتّخذ هذا الأطواق العراض، فاستحسنها النّاس بعده، فاتّخذوها.
آراءٌ في صفة الأعكان
وفي صفة الأعكان يقول يزيد بن معاوية:
لها عكنٌ بيضٌ كأنّ غضونها إذا شفّ عنها السّابري فداح
وقال أبو الطّيّب المتنبّي:
يضمّها المسك ضمّ المستهام بها حتّى يصير على الأعكان أعكانا
وقال آخر:
غرّاء واضحة أقراب خرعـبة طوع العناق فلا بكرٌ ولا نصف
وقال النّابغة الذّبياني:
والبطن ذو عكنٍ لـطـيفٍ طـيّه، والنّحر ينفجه بـثـدي مـعـقّـد
محطوطة المتنين غير مـفـاضةٍ ريّا الرّوادف بضّة المـتـجـرّد
وإذا لمست، لمست أجثم جاثـمـاً متحيّزاً بمـكـانـه مـلء الـيد
وإذا نزعت، نزعت عن مستحصفٍ نزع الحزوّر بالرّشاء المخـضـد
وأنشد لأعرابيٍّ آخر:
لمّا رأيت أنّ الرّحيل قد حان قامت تهادى في رقيق الكتّان
بواضح الوجه قليل الخـيلان وعكن مثل متون الغـزلان



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:28
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن



وقال عبد بني الحسحاس:
من كلّ بيضاءٍ لها كعثب         مثل سنام البكرة المائل
وحلف ابن مطيع اللّيثي الشّاعر أنّ جاريته خردانة كانت تستلقي على ظهرها فتشخص كتفاها ومنكباها حتّى لقد كان يتدحرج الرّمّان والأترج من تحت خصريها.
قالوا: كانت الزّبّاء بنت عبد الله تصبّ جرّة الماء على رأسها فلا يصيب فخذيها للبد عجيزتها.
وقال الشّاعر:
نفج الجفينة لا ترى لكعوبهـا         حجماً وليس لساقها ظنبـوب
عظمت روادفها وسهّل وجهها         والوالدان نجـيبةٌ ونـجـيب
ومن مليح ما قيل في هذا، قول الأعرابي:
أبت الرّوادف والثّديّ لقمصهـا         مسّ البطون وإن تمسّ ظهورا
وإذا الرّياح مع العشيّ تناوحت         نبّهن حاسدةً وهجـن غـيورا
والعرب تمدح الملوك بسعة العيون كما يصفون ذلك النّساء ويستحسنونه.
قال ذو الرّمّة:
ومختلقٌ للملك أبيض قد غمز         أشمّ ألجّ العين كالقمر البدر
لمّا أنشد بشّار بن برد قول الشّاعر:
ألا إنّما ليلى عصا خيزرانةٍ         إذا لمسوها بالأكفّ تلـين
ضحك بشّار من قوله عصا خيزرانةٍ وقال: لو زعم أنّها عصا رندٍ أو عصا ندّ لهجّنها وكان ذلك خطأً بعد أن جعلها عصاً. فهلاّ قال كما قلت:
إذا قامت لسبحتها تثـنّـت         كأنّ عظامها من خيزران
وكانت ميمونة عند هشام بن عبد الملك، خلف عليها بعد العزيز قال: لو أنّ رجلاً ابتلع ميمونة ما اعترض في حلقه منها شيءٌ للينها. وقال بشّار:
إذا مشت نحو بيت جارتهـا         خلت من الرّمل خلفها حقف
يرتجّ من مرطها مؤزّرهـا         وفوقه غصن بانةٍ قصـف.
ما قيل في الضّخمة
وقد قيل في الضّخمة:
قليلة لحم النّـاظـرين يزيّنـهـا         شبابٌ ومخفوضٌ من العيش بارد
أرادت لتنتاش الرّواق فلم تـقـم         إليه ولكنّ طأطـأتـه الـولائد.
وقال آخر أيضاً:
ضوء برقٍ بدا لعينيك أم شبّت بذي الأثل من سلافة نار
أوقدتها بالمسك والعنبر اللّدن فتاةً يضيق عنها الإزار
وأنشد أيضاً:
وتبدي على المتن من شعرها         عناقيد كرمٍ تـدلّـين سـودا
ويجري السّواك على بـاردٍ         لذيذٍ من الدّرّ يبدي نضـيدا
وما زانها العقد لـكـنّـهـا         تزيّن بالنّحر منها العقـودا
كشمس الضّحى بين أترابهـا         موافين يوماً ليشهدن عـيدا
فكم من قتيلٍ بتلك الـعـيون         وكم من قتيلٍ تولّى عمـيدا
فإن يك عنّي قسا قلـبـهـا         فلم يجعل الله قلبـي حـديدا
أعيذك بالله أن تـشـتـمـي         بنا واشياً أو تطيعي حسـودا
وقال جران العود، وقد تزوّج فلقي منها برحاً، وكانت حسنة الشّعر فقال:
ألا لا يغـرّنّ امـرؤٌ نـوفـلـيّةً         على الرّأس منها أو ترائب وضّح
ولا فاحمٌ يشفي الدّهـان كـأنّـه         أساود يزهاها بعينـيك أفـطـح
وأنشد لآخر:
لا تنه قلبك أن يتوق إلى الحما         إنّ القلوب إلى سعاد تتـوق
فرعاء تسحب من قيامٍ شعرها         وتغيب فيه وهو جثل مونـق
فكأنّه ليلٌ عليهـا مـغـدفٌ         وكأنّها فيه نهـارٌ مـشـرق
وأنشد لآخر:
مقدورةٌ مـا أن لـهـا مـثـل         لي عندها العبرات والـخـبـل
فلشعرها من شعـرهـا زجـل         ولعينها من عينـهـا كـحـل
إن شئت قلت، إذا هي انصرفت،         بين الرّوادف والحشا نـصـل
وأنشد لآخر وذكر طول العنق:
وأعجبتني فيها غداة لقيتهـا         تبلبل أردافٍ لها ومحاجـر
وجيدٍ كأملود الرّخامى رعايةً         بمنهلّةٍ صبّت عليه الغـدائر
وقد وصفوا الأفواه والرّيق والشّفاه
قال بعضهم:
ومقبّلٌ عذب المذاق كـأنّـه         بردٌ تحدّر من غمام ماطـر
هنّ الدّواء لدائنا، وشفـاؤنـا         من كلّ داءٍ باطنٌ أو ظاهر.
وقال ذو الرّمّة:
لمياء في شفتيها حوةٌ لعسٍ         وفي اللّثاة وفي أنيابها شنب
العلاقة بين الرّيق وطيب الرّيح
والعرب يزعمون أنّ أطيب الأفواه أفواه الظّباء؛ كما أنّ أبعارها أطيب رائحةً من سائر الأباعر. ويزعمون أنّ ليس في السّباع أطيب أفواهاً من الكلاب. وفي النّاس أطيب أفواهاً من الزّنج. ويزعمون أنّ علّة ذلك كثرة الرّيق، لأنّ علّة الخلوف، جفوف الرّيق، والبخر يحدثه الكبر وقد اعترى إشرافاً من النّاس.
الشّيخ البخر
قال: سارر أبو الأسود الدؤولي عبيد الله بن زياد، فلمّا أدنى فاه من أنف عبيد الله خمر أنفه عبيد الله فجذب أبو الأسود يده فنحّاها، وقال: إنّك والله لن تسود حتّى تصير لسرار الشّيخ البخر. فعجب النّاس من جلده ومراسه. والأفواه الموصوفة بالنّتن أفواه الأسود وأفواه الصّقور.
النّهي عن استعمال المسواك
والشّعوبيّة وغيرهم ينهون عن السّواك. وقالوا: إنّما يعتري الخلوف من يستاك، والمره من يكتحل والشّعث من يدّهن. وزعموا السّواك يقلّل الأسنان ويأكل ما عليها من اللّحم، أني اللثّة، ويذهب العمور التي بينها ويرخيها.
وقال حسين بن مطير:
بمرتجّة الأرداف هيفٌ خصورها         عذابٌ ثناياها عجافٌ قـيودهـا
يريد أنّها صلابٌ عجافٌ غير وارمةٍ ولا مسترخيةٍ والسّواك يوهنها ويزيلها عن أماكنها.
الدّفاع عن السّواك
وزعموا أنّ السّواك يجلب ماء الوجه فيغني على الأيّام نضرة اللون وحمرة الوجنات، كما يصنع رضاع الطّفل في لبة المرأة وفي لون وجهها فإذا تحلب الماء المستكن في الغلاصم والأفواه أعقب ذلك في الأفواه جفوفاً، فإذا جفّت لعد الرّيق أدرثها خلوفاً. فقال من ردّ على هؤلاء: قد علمنا أنّ من أعظم الأمم التي عليها مدار الأمور في العقل والعلم والرّضا قد اجتمعوا على السّواك والخضاب فلو كان السّواك يورث البخر لم تكن هاتان الأمّتان مع ما فيهما من بعد الغور وشدّة الغزل بالنّساء والتّقرّب إلى قلوبهنّ والاستهتار بهنّ ليجهل هذا القدر من العيب الفاحش. فمن أحبّ أن يعرف إفراط العرب في الغزل والصبابة بالنّساء فليقرأ أشعارهم وأحاديثهم الإسلاميّة، وليقرأ كتب الهند في الباه، ولو تتبّعت أشعارهم في استعمال النّساء للسّواك لطال به الكتاب.
عمر والمرأة
وعن عمر بن دينار، قال: سمعت الحسن بن علي ، عليهما السّلام يقول لذريح بن سنّة: حل لك أن فرّقت بين قيسٍ ولبنى! أما إنّي سمعت عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، يقول: ما أبالي مشيت إلى الرّجل بالسّيف أو فرّقت بينه وبين امرأته! .
إثمه في عنقها
قال الزّبير بن بكار: دخلت عزّة على أمّ البنين بنت عبد العزيز فقالت: أقسمت عليك بأيّ شيءٍ وعدت كثيراً حيث يقول:
قضى كلّ دينٍ فوفّى غريمـه         وعزّة ممطولٌ معنّى غريمها
قالت لها: وعدته فمطلته سنةً، فلمّا ألحّ في التّقاضي هجرته، فضمّني وإيّاه طريقٌ بعد حينٍ فاستحييت منه فقلت: حيّاك الله يا جمل، ولم أحيّه، فقال:
حيّتك عزّة بعد الهجر وانصرفت         فحيّ ويحك من حيّاك يا جمـل
ليت التّحيّة كانت لي فأجعلـهـا         مكان: يا جملٌ؛ حيّاك يا رجـل
وهو على تقاضيه إلى اليوم. قالت: أقسمت عليك، ألاّ قضيته إيّاه وإثمه في عنقي?.
أريحيّة عبد الملك بن مروان
أبو عبيدة قال: كان بأرض الحجاز رجلٌ له ابنةٌ جميلةٌ فهويها ابن عمٍّ لها فبذل لها أربعة آلاف درهمٍ، فأبى أبوها أن يزوّجها منه، وأجدبت البادية، فدخل ابن عمّها على عمّه ذات يومٍ فشكا إليه ما يلقى. فقال له: قد كنت بذلت لنا أربعة آلاف درهمٍ، فأعطنا إيّاها، فأنت أحبّ إلينا لقرابتك. قال له: أجّلني شهراً. فأجّله، ولم يكن مع الفتى إلاّّ ناقةً، فركبها ومضى إلى عبد الملك بن مروان فطلب الإذن فلم يؤذن له. فقال: إنّي رسول فلانٍ عامل أمير المؤمنين على الحجاز. فأدخل عليه من ساعته. قال: معك كتابٌ من فلان? قال: لا، قال فرسالةٌ? فأنشأ يقول:
ماذا يقول أمير المؤمـنـين لـمـن         أدلى إليك بلا قـربـى ولا سـبـب
مدلّهٌ، عقـلـه مـن حـبّ جـاريةٍ         موصوفةٍ بكمال الـحـسـن والأدب
خطبتها إذ رأيت النّاس قد لـهـجـوا         بذكرها، والهوى يدعو إلى العطـب
فقلت، لي حسبٌ زاكٍ، ولي شـرفٌ         قالوا: الدّراهم خيرٌ من ذوي الحسب،
إنّـا نـريد ألـوفـاً مـنـك أربـعةً         ولست أملك غير الحسّ والقـتـب.
فامنن عليّ، أمير المؤمنـين، بـهـا،         واجمع بها شمل هذا البائس العـرب
فما وراءك، بعد اللـه، مـطّـلـبٌ،         أنت الرّجاء وأقصى غاية الطّـلـب
فضحك عبد الملك وأمر له بأربعة آلاف درهمٍ، وقال هذا صداق أهلك، وزاده أربعةً أخرى وقال له أولم بهذه، وأنفق عليها منها. فقبضها ومضى. فتزوّج بالجّارية.
خبلت عقله

وكان إسحاق بن سليمان بن علي شابّاً ظريفاً، محبّاً للشّعر. فخرج ذات يومٍ، وأبوه يلي البصرة، لأبي جعفر المنصور، متنزّهاً إلى ناحية البادية. فلقي أعرابيّاً فصيحاً إلاّّ أنّه شاحب اللون، مصفرّاً، ظاهر النّحول فاستنشده، فمضى عنه، فقال له ما بالك، فوالله، إنّك لفصيحٌ! قال له أما ترى الجبلين? قال: قلت بلى. قال: في طلابهما ما شغلني عن إنشادك. قلت: وما ذاك? قال: ابنة عمٍّلي قد تيّمتني، وأذهلت عقلي، وتالله أنّه يأتي عليّ لا أدري أفي السّماء أنا أم في الأرض. قال: قلت وما يمنعك منه? قال: قلّ ذات يدي!. قلت: وكم مهرها? قال خمسون ناقةً. قال: قلت: فيزوّجونك إذا دفعتها? قال: نعم. فقلت له أنشد لي ممّا قلت فيها! فأنشدني:
سعى العلم الفرد الذي في طلاله         غزالان مكحـولان يرتـعـيان
أرعتهما صيداً فلم أستطعهـمـا         وخبلاً ففاتاني وقد خبـلانـي.
قال. فقلت له: يا أعرابي، لقد قتلتني بقتلك، فنفيت من العبّاس إن لم أقم بأمرك. فرجع إلى البصرة فأخذ جماعةً من أهله وما أحتاج إليه، وحمل معه الأعرابي، وسار إلى الجّارية فخطبها إلى الفتى، فزوّجه، وساق إليه خمسين ناقةً وأقام عندهم ثلاثة أيّامٍ نحر فيها ثلاثين جزوراً، ووهب للأعرابي وللجارية مثل ذلك، وانصرف إلى البصرة.
لا يخفى عنه مخاطبة الكاتب والحائك
قال نفطويه: لمّا فرغ المهدي من بناء قصره ركب للنّظر إليه، فدخله فجأةً وأخرج من هناك من النّاس، فبقي رجلان خفيّان عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما وهو دهش ممّا يفعل فقال له: ممّن أنت? قال: أنا أنا قال: ويلك: لا أدري! قال: لك حاجةً? قال: لا. قال أخرجوه أخرج الله نفسه فدفع في قفاه، فلمّا أخرج قال لبعض الغلمان: اتبعه من حيث لا يعلم حتّى يصل إلى منزله، فاسأله عن صنعته فإنّي أخاله حائكاً. فخرج الغلام يقفوه ثمّ أتى الآخر فاستنطقه فأجابه بقلبٍ جريءٍ، ولسانٍ طلقٍ، قال له: من أنت? قال: رجلٌ من أبناء رجال دعوتك. قال: فما جاء بك إلى ههنا? قال: جئت لأنظر إلى هذا البناء الحسن، وأتمتّع بالنّظر إليه، وأكثر الدّعاء لأمير المؤمنين بطول البقاء ودوام العزّ، وهلاك الأعداء. قال: ألك حاجةً? قال: نعم، خطبت ابنة عمّي فردّني وقال: لا مال لك. وإنّي لها عاشقٌ، وبها وامقٌ، قال: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم قال: جعلني الله فداك، يا أمير المؤمنين، قد وصلت فأجزلت الصّلة، ومننت فأعظمت المنّة. فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيّامك خيراً من أوّلها، وأمتعك بما به أنعم عليك، وأمتع بك رعيّتك. فأمر أن تعجّل صلته ووجّه بغلامٍ آخر معه قال: سل عن مهنته فإنّي أخاله كاتباً: فرجع الرّسولان جميعاً فقال الرّسول الأول: وجدت الرّجل حائكاً، ولم يرجع إليه قلبه، ولا ثاب إلى نفسه. وقال الآخر: وجدت الرّجل كاتباً. فقال المهدي أنا إبن المنصور لا يخفى عنّي مخاطبة الكاتب والحائك.
أريحيّة الجّارية برير?
قال أحمد بن أبي خثعمة: أخبرتني مولاة، كانت لآل جعفر بن أبي جعفر المنصور، قالت: علق عيسى بن جعفر جاريةً لأمّ ولده فمنعته إيّاها غيرةً عليه، وتبعتها نفسه، فدسّت جاريةً لعيسى يقال لها برير إلى مولاتها في أن تبيعها منها، وأرغبتها، فباعتها منها، فأخذتها برير فصنعتها وكانت لبرير من عيسى ليلةً فوجّه إليها بخلعةٍ وبقدحٍ غاليةٍ تضمخ به شعرها.
فلمّا كانت ليلتها ألبست الجّارية الخلعة وضمخت رأسها ووجّهت بها إليه، فلمّا رآها سألها عن حالها فأخبرته بالخبر. وإنّها آثرت هوى نفسه على هوى نفسها. فسرّ بذلك ودعا ببرير فأعتقها وتزوّج بها ومهرها ضياعاً بالكوفة لها قدر. فقالت برير: إنّ من شكر الله على ما وهب لي من رأي أمير المؤمنين أن أجعل ما أعطاني من هذه الضّياع قربةً لله عزّ وجل، تجري للأمير وليّ أجرها. فأوقفها على أهل بيتٍ من الأنصار منهم ابن معاذٍ فلم يزل ذلك يجري عليهم.
زوّجها الرّشيد وأمر لها بالمال

قال إبراهيم بن المهدي: حجبت مع الرّشيد، فلمّا كنّا بالمدينة خرجت إلى العقيق أسير على دابّتي وليس معي غلامٌ، فوقفت على بئر عروة وعليها جاريةٌ سوداء وفي يدها دلوٌ تملأ قربةً لها، فقلت: يا هذه اسقني. فنظرت إليّ وقالت: أنا مشغولةٌ عنك. فقرعت قربوسي بمقرعتي موقّعاً بها على القربوس، وغنّيت. فلمّا سمعت ذلك منّي ملأت دلوها وبادرت به إليّ وقالت: اشرب يا عمّ فشربت، فقالت: بالله يا عم أين أهلك أحمل إليهم هذه القربة? فقلت: بين يدي. فمضت معي حتّى أتت المضرب فلمّا رأت الولدان والخدم ذعرت، فقلت لها: لا بأس عليك. وأخذت الماء وأمرت من وصله، فقال لي الغلمان: قد جاء رسول أمير المؤمنين مراراً فمضيت إليه، فقال لي: أين كنت? فأخبرته بخبر الجّارية، فأمر بطلبها، فأتي بها، فأمر بابتياعها من مولاها، وأعتقها، وقال لها: هل من تودّينه يودّك وتحبّينه يحبّك? قالت: نعم عبدٌ لآل فلان. فأمر بابتياعه وأعتقه ثمّ زوّجها إيّاه، وأمر لهما بمالٍ.
أرجعه من اليمن وزوّجه من يحب
حجّ الرّشبد سنة إحدى عشرة من خلافته، فلمّا نزل بالكوفة، بعد قفوله من الحج، دعا إسماعيل بن صبيح فقال: إنّي أردت الليلة أن أطوف في محال الكوفة وقبائلها فتأهبّ لذلك، قلت: نعم. فلمّا مضى ثلث الليل قام وقمت معه، وركب حماراً وركبت أنا آخر، ومعي خادمٌ ومعه خادمٌ من خاصّة خدمه. فلم نزل نطوف المحال والقبائل حتّى انتهينا إلى النّخع فسمعنا كلاماً. فقال الرّشيد لأحد الخادمين: أدن من الباب وتعرّف ما هذا الكلام? فتطلّع من موضعٍ في الباب فرأى نسوةً يغزلن حول مصباحٍ وجاريةٍ منهنّ تنشد شعراً وتردّد أبياته وتتبّع كلّ بيتٍ برنةٍ وأنّةٍ، وتبدي زفرةً: وتفيض عبرةً، والنّسوان اللواتي معها يبكين لبكائها فحفظ الخادم من شعرها هذه الأبيات:
هل أرى وجـه حـبــيبٍ شـــفـــنـــي،         بعـد فـقـدانـيه، أفـــراط الـــجـــزع؛
قد برى شوقي إليه أعظمي، وبلى قلبي هواه وفزع.           
ليت دهراً مرّ، والقلب به         جذلٌ، والـعـيش حـلـــوٌ قـــد رجـــع؛
وعــفـــت آثـــاره مـــنـــه فـــيا،         ليت شـعـري، مـا بـه الـدّهـر صـنـــع?
قد تـمـسّـكـت عـلـــى وجـــدي بـــه         بجـمـيل الـصّـبـر، لـو كـان نـــفـــع.
فقال للخادمين: أعرفا الموضع إلى غد. ورجعنا إلى البصرة، فلمّا طلع الفجر وفرغ من صلاته وتسبيحه، قال للخادمين: أمضيا إلى الدّار فإن كان فيها رجلٌ من وجوه الحيّ فجيئا به حتّى أسأله عمّا أريده. فسار الخادمان إلى الدّار فلم يجدا فيها رجلاً، فدخلا إلى مسجد الحيّ فقالا لأهله: أمير المؤمنين يقرأ عليكم السّلام ويقول لكم: أحببت أن يجيئني منكم أربعةً أسألهم عن أمرٍ. قالوا: سمعاً وطاعةً. وقاموا معهما فدخلوا على الرّشيد، فقرّبهم وأدناهم، وقال لهم: طفت البارحة في بلدكم تفقّداً لأحوالكم، فسمعت في دارٍ من دياركم امرأةً تنشد شعراً وتبكي. وقد خفت أ تكون مغيبةً، وأنّ نزاع النّفس أهون من نزاع الشّوق، وقطع الأوصال أهون من قطع الوصال، وقد أحببت أن أعرف خبرها منكم.
قالوا: يا أمير المؤمنين، هذه البارعة بنت عوف بن سهم كان أبوها زوّجها ابن عمٍّ لها يقال له سليمان بن همام على عشرة آلاف درهمٍ، فهلك أبواهما من قبل أن يجتمعا، فاكتتب زوجها مع عاملك إلى اليمن لقلّة ذات يده، وخرج منذ خمس سنين، فحزنت عليه، وطال شوقها إليه، فهي تنشد الأشعار فيه وتستريح إلى ذكره. فأمر الرّشيد من ساعته أن يكتب إلى عامله باليمن في حمل سليمان بن همام على البريد إلى حضرته إلى بغداد.
فما مضت أيّامٌ بعد وصول الرّشيد حتّى دخل عليه إسماعيل بن صبيح، فقال: يا أمير المؤمنين قد وصل النّخعي الذي أمرت بحمله إليك. فأمر بإدخاله عليه، فنظر إلى رجلٍ معتدل القامة، ظاهر الوسامة، ذرب اللسان، حسن البيان، فقال: أنت سليمان بن همام? قال: نعم، يا أمير المؤمنين. قال له: أقصص عليّ خبرك! فقصّ عليه الخبر فوجده مطابقاً لمّا خبّره به الأربعة النّفر، فأمر له بعشرين ألف درهمٍ، فأخذ ذلك من يومه ورحل إلى الكوفة فدخل بأهله وكان الرّشيد يتعاهده ببرّه.
تمّ الكتاب بعون الله وتوفيقه
قال إبراهيم بن المهدي: حجبت مع الرّشيد، فلمّا كنّا بالمدينة خرجت إلى العقيق أسير على دابّتي وليس معي غلامٌ، فوقفت على بئر عروة وعليها جاريةٌ سوداء وفي يدها دلوٌ تملأ قربةً لها، فقلت: يا هذه اسقني. فنظرت إليّ وقالت: أنا مشغولةٌ عنك. فقرعت قربوسي بمقرعتي موقّعاً بها على القربوس، وغنّيت. فلمّا سمعت ذلك منّي ملأت دلوها وبادرت به إليّ وقالت: اشرب يا عمّ فشربت، فقالت: بالله يا عم أين أهلك أحمل إليهم هذه القربة? فقلت: بين يدي. فمضت معي حتّى أتت المضرب فلمّا رأت الولدان والخدم ذعرت، فقلت لها: لا بأس عليك. وأخذت الماء وأمرت من وصله، فقال لي الغلمان: قد جاء رسول أمير المؤمنين مراراً فمضيت إليه، فقال لي: أين كنت? فأخبرته بخبر الجّارية، فأمر بطلبها، فأتي بها، فأمر بابتياعها من مولاها، وأعتقها، وقال لها: هل من تودّينه يودّك وتحبّينه يحبّك? قالت: نعم عبدٌ لآل فلان. فأمر بابتياعه وأعتقه ثمّ زوّجها إيّاه، وأمر لهما بمالٍ.
أرجعه من اليمن وزوّجه من يحب
حجّ الرّشبد سنة إحدى عشرة من خلافته، فلمّا نزل بالكوفة، بعد قفوله من الحج، دعا إسماعيل بن صبيح فقال: إنّي أردت الليلة أن أطوف في محال الكوفة وقبائلها فتأهبّ لذلك، قلت: نعم. فلمّا مضى ثلث الليل قام وقمت معه، وركب حماراً وركبت أنا آخر، ومعي خادمٌ ومعه خادمٌ من خاصّة خدمه. فلم نزل نطوف المحال والقبائل حتّى انتهينا إلى النّخع فسمعنا كلاماً. فقال الرّشيد لأحد الخادمين: أدن من الباب وتعرّف ما هذا الكلام? فتطلّع من موضعٍ في الباب فرأى نسوةً يغزلن حول مصباحٍ وجاريةٍ منهنّ تنشد شعراً وتردّد أبياته وتتبّع كلّ بيتٍ برنةٍ وأنّةٍ، وتبدي زفرةً: وتفيض عبرةً، والنّسوان اللواتي معها يبكين لبكائها فحفظ الخادم من شعرها هذه الأبيات:
هل أرى وجـه حـبــيبٍ شـــفـــنـــي،         بعـد فـقـدانـيه، أفـــراط الـــجـــزع؛
قد برى شوقي إليه أعظمي، وبلى قلبي هواه وفزع.           
ليت دهراً مرّ، والقلب به         جذلٌ، والـعـيش حـلـــوٌ قـــد رجـــع؛
وعــفـــت آثـــاره مـــنـــه فـــيا،         ليت شـعـري، مـا بـه الـدّهـر صـنـــع?
قد تـمـسّـكـت عـلـــى وجـــدي بـــه         بجـمـيل الـصّـبـر، لـو كـان نـــفـــع.
فقال للخادمين: أعرفا الموضع إلى غد. ورجعنا إلى البصرة، فلمّا طلع الفجر وفرغ من صلاته وتسبيحه، قال للخادمين: أمضيا إلى الدّار فإن كان فيها رجلٌ من وجوه الحيّ فجيئا به حتّى أسأله عمّا أريده. فسار الخادمان إلى الدّار فلم يجدا فيها رجلاً، فدخلا إلى مسجد الحيّ فقالا لأهله: أمير المؤمنين يقرأ عليكم السّلام ويقول لكم: أحببت أن يجيئني منكم أربعةً أسألهم عن أمرٍ. قالوا: سمعاً وطاعةً. وقاموا معهما فدخلوا على الرّشيد، فقرّبهم وأدناهم، وقال لهم: طفت البارحة في بلدكم تفقّداً لأحوالكم، فسمعت في دارٍ من دياركم امرأةً تنشد شعراً وتبكي. وقد خفت أ تكون مغيبةً، وأنّ نزاع النّفس أهون من نزاع الشّوق، وقطع الأوصال أهون من قطع الوصال، وقد أحببت أن أعرف خبرها منكم.
قالوا: يا أمير المؤمنين، هذه البارعة بنت عوف بن سهم كان أبوها زوّجها ابن عمٍّ لها يقال له سليمان بن همام على عشرة آلاف درهمٍ، فهلك أبواهما من قبل أن يجتمعا، فاكتتب زوجها مع عاملك إلى اليمن لقلّة ذات يده، وخرج منذ خمس سنين، فحزنت عليه، وطال شوقها إليه، فهي تنشد الأشعار فيه وتستريح إلى ذكره. فأمر الرّشيد من ساعته أن يكتب إلى عامله باليمن في حمل سليمان بن همام على البريد إلى حضرته إلى بغداد.
فما مضت أيّامٌ بعد وصول الرّشيد حتّى دخل عليه إسماعيل بن صبيح، فقال: يا أمير المؤمنين قد وصل النّخعي الذي أمرت بحمله إليك. فأمر بإدخاله عليه، فنظر إلى رجلٍ معتدل القامة، ظاهر الوسامة، ذرب اللسان، حسن البيان، فقال: أنت سليمان بن همام? قال: نعم، يا أمير المؤمنين. قال له: أقصص عليّ خبرك! فقصّ عليه الخبر فوجده مطابقاً لمّا خبّره به الأربعة النّفر، فأمر له بعشرين ألف درهمٍ، فأخذ ذلك من يومه ورحل إلى الكوفة فدخل بأهله وكان الرّشيد يتعاهده ببرّه.
تمّ الكتاب بعون الله وتوفيقه




توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:29
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


الكاذبة الفاجرة الضّارطة
كانت لبعض الصّالحين امرأةً تبغضه، فكان إذا نهاها عن أمرٍ دعت الله أن يريحها منه، وأن يعجّل طلاقها، فأضجرته يوماً فطلّقها، فسجدت لله شكراّ، فقال الرّجل: اللهمّ إنّها وضعت إليك فما ّكاذباً، ووجهاً وقاحاً، ورفعت أستاً مجاهرةً بالفحشاء فاجرةً. فوثب سنور في البيت فأفزعها، فضرطت، فقال: الحمد لله الذي سهّل فرقتك وعجّل فضيحتك.
باب ما جاء في الغيرة
يروى عن عروة بن الزّبير، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول وهو على المنبر: "لا شيء أغير من الله." وعن عبد الله بن مسعودٍ أنّه قال: أنّ الله ليغار للمسلم فليغر وعنه، وعن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: "ليس شيءٌ أغير من الله ، من أجل ذلك حرّم الفواحش." وعن كعب بن مالك أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: "الغيرة، غيرتان: فغيرةٌ يحبّها الله، وغيرةٌ يكرهها الله". قلنا يا رسول الله، ما الغيرة التي يحبّها الله، قال: "أن يغار أن يأتي معاصي الله، وينتهك محارمه". قلنا وما الغيرة التي يكرهه: قال "أن يغار أحدكم في غير كنهه." وعن عبد الملك بن عمير بن عبد الله بن بكار أنّه قال: "الغيرة غيرتان: غيرةٌ يصلحها بها الرّجل أهله، وغيرةٌ تدخله النّار".
ويروى: أنّ سارة كانت تحبّ إبراهيم خليل الرّحمن. فمكثت معه دهراً لا ترزق ولداً، فلمّا رأت ذلك وهبت له هاجر، وكانت أمةً لها قبطيّةً، فولدت لإبراهيم إسماعيل، صلّى الله عليهما، فغارت من ذلك سارة ووجدت في نفسها، وعتبت على هاجر. فحلفت لتقطعنّ عضواّ من أعضائها فقال لها إبراهيم، صلّى الله على نبينا وعليه: هل لك أن تبري يمينك? قالت: كيف أصنع? قال: أثقبي أذنيها وخصّفيها. والخصف هو الخياطة. ففعلت ذلك بها، فوضعت في أذني هاجر قرطين فازدادت حسناً. فقال سارة: إنّي إنّما زدتها جمالاً: فلم تتركه على كونها معه. ووجد بها إبراهيم وجداً شديداً، فنقلها إلى مكّة وكان يزورها في كلّ وقتٍ من الشّام لشغفه بها، وقلّة صبره عنها.

الكلام عن بعد ممنوع
وعن ابن أبي مليكة: أنّ ابن عمرو سمع امرأته تكلّم امرأةً من وراء جدار، بينها وبينها قرابةً لا يعلمها ابن عمرو، قال: فجمع لها جرائد ثمّ أتى فضربها بها.


توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:31
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


الغيرة المفرطة

نزل عاصم بن عمر الخطّاب، رضي الله عنه، خيّمته بقديد. بفناء بيتٍ من بيوت قديد، وهو يريد مكّة معتمراً، فحطّ رحله، وكان رجلاً جسيماً من أعظم النّاس بدناً، وأحسنهم وجهاً. فأرسلت إليه ربّة البيت: يا هذا إنّ لي زوجاً غيوراً يمرّ الإنسان بجانب بيتي فيضربني، وإن رآك في هذا المنزل لقيت منه شرّاً، فأنشدك الله ألا تحوّلت عنّي! فأرسل إليها: إنّي قد نزلت وأنا مرتحلٌ عن قليل وليس عليك من زوجك بي بأس، والتّحويل يشقّ علي. قال فردّت إليه الرّسول حتّى تحوّل عنها. ومرّت به عجوزٌ خارجةٌ من عندها فدعاها وسألها عن المرأة، فقالت: هي خرديّة بن أكتم، وتزوّجها ربيع بن أصرم، ولها بنيٌّ صغيرٌ سمّته باسم أبيها. ثمّ ذهبت العجوز. وقال عاصم بن عمر أبيات شعرٍ. ثمّ دخل زوجها واستقرّ في منزله، فلمّا فرغ من شعره سمعه وهو يضربها فصبر حتّى علم أنّه شفى غيظه ثمّ إنّه أتاه، فصاح به، فخرج، فقال له: بأبي أنت، ما عرضك لي? فأخبره خبره وخبرها، فقال: بأبي أنت، لو كنت معي في منزلي ما كان عليّ منك بأس.

أبت أعراقه إلاّ احمراراً

قال كان عقيل بن علقمة من الغيرة والأنفة على ما ليس عليه أحد علمناه، فخطب إليه عبد الملك بن مروان ابنته على أحد بنيه، فقال: أمّا إذا كنت فاعلاً فجنّبني هجناك. وخطب عقيل وقال:

رددت صحيفة القرشيّ لمّا
   

 
   

أبت أعراقه إلاّ احمراراً

لقمان الحكيم الغيور


علي بن سليمان الأخفش قال: قال ابن الكلبي: كان لقمان بن عاد حكيم العرب غيوراً، فبنى لامرأته صرحاً وجعلها فيه، فنظر إليها رجلٌ من الحي فعلقها، فأتى قومه فأخبرهم وجده بها، وسألهم الحيلة في أمره. فأمهلوه حتّى أراد لقمان الغزو، فعمدوا إلى صاحبهم وشدّوه في حزمة سيوفٍ وأتوا إلى لقمان فاستودعوها إيّاه، فوضع السّلاح في بيته، فلمّا مضى تحرّك الرّجل في السّيوف، فقانت إليه المرأة تنظر فإذا هي برجلٍ، فشكا إليها حبّه إيّاها، فأمكنته من نفسها، فلم يزل معها مقيماً حتّى قدم لقمان فردّته في السّيوف كما كان، وجاء قومه فاحتملوه. وإنّ لقمان نظر يوماً إلى نخامةٍ في السّقف فقال: من تنخّم هذه? فقالت: أنا. قال: فتنخّمي. فقصرت فقال: يا ويلتاه والسّيوف دهتني. فقتلها ثمّ نزل فقلي ابنته صخر قاعدةً فأخذ حجراً فهشّم رأسها فماتت. وقال: أنت أيضاً امرأة. فضربت العرب بذلك المثل. فكان يقول المظلوم منهم ما أذنبت إلاّ ذنب صخر.

??????عمر والنّعمان بن نضلة

???????????????ولّى عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، النّعمان بن نضلة العوي بميسان، وأراد رحيل امرأته معه، فأبت ذلك وكرهته. فلمّا وصل إلى ميسان أراد أن يغيرها فترحل إليه، فكتب إليها:

ألا هل أتى الخنساء أنّ خليلهـا
   

 
   

بميسان يسقى في زجاجٍ وحنتم

إذا شئت غنتني دهاقين قـريةٍ
   

 
   

وصاحبه يجثو على خدٍّ مبسـم

فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني
   

 
   

ولا تسقني بالأصغر المتثـلّـم

لعلّ أمير المؤمـنـين يسـوؤه
   

 
   

تنادمنا في الجوسق المتـهـدّم

فبلغت الأبيات عمر بن الخطّاب، فقال: أي والله، وأبي وأبيك، يسوؤني. يا غلام ، اكتب بعزله. فلمّا قدم على عمر بكّته بهذا، فقال: يا أمير المؤمنين ما شربها قط، ولا قلت الأبيات إلاّ بسبب كذا. فقال عمر: أظنّ ذلك ولكن لا تعمل لي عملاً أبداً.

ذاق طعم الغيرة ضرب البعث على رجلٍ من أهل الكوفة فخرج إلى أذربيجان فاشترى فرساً وجاريةً وكان مملكاً بابنة عمّه فكتب ليغريها:

ألا بلغ أمّ المؤمـنـين بـأنّـنـا
   

 
   

غنينا وأغنينا الغطارفة الجّـرد

بعيد مناط المنكبـين إذا جـرى
   

 
   

وبيضاء كالتّمثال زيّنها العـقـد

فهـذا لأيّام الـغـدو وهـــذه
   

 
   

لحاجة نفسي حين ينصرف الجّند

فلمّا ورد كتابه، دعت بالدّواة وكتبت إليه:

إذا شئت غناني غـلامٌ مـرجـلٌ
   

 
   

ونازعته في ماء معتصر الـورد

وإن شاء منهم ناشىءٌ مدّ كـفّـه
   

 
   

إلى كبدٍ ملساء أو كفـلٍ نـهـد

فما كنتم تقضون حاجة أهـلـكـم
   

 
   

شهوداً فتقضوها على النّأي والبعد

فعجّل علينا بـالـسّـراح فـإنّـه
   

 
   

مناناً ولا ندعو لك اللـه بـالـرّدّ

ولا قفل الجند الذي أنـت فـيهـم
   

 
   

وزادك ربّ النّاس بعداً على بعد

فلمّا ورد كتابها لم يزد على أن ركب الفرس وأردف الجّارية ولحق بها، فكان أوّل شيءٍ بدأها به أن قال لها: بالله أكنت فاعلةً ما قلت? فقالت: الله في قلبي أعظم وأجلّ، وأنت في عيني أحقر وأذلّ من أن أعصي الله فيك. ثمّ قالت له: كيق ذقت طعم الغيرة? فوهب لها الجّارية، ورجع إلى مكانه.

أثر الغيرة عند روح بن زنباع

قالت هند بنت النّعمان بن بشيرٍ لزوجها روح بن زنباع، وكان شديد الغيرة: عجباً منك كيف يسوّدك قومك وفيك ثلاث خصالٍ أنت من جذام وأنت جبان، وأنت غيور? فقال لها: أمّا في جذام فإنّي في أرومتها؛ وأمّا الجبن فإنّما لي نفسٌ واحدةٌ فأنا أحفظها، ولو كانت لي نفسٌ أخرى لجدت بها؛ وأمّا الغيرة فحقيقٌ لمن كانت له امرأةٌ حمقاء مثلك أن يغار عليها مخافة أن تجيئه بولدٍ من غيره فتقذف به في حجره.

عبد الله بن سيرة الشّديد الغيرة


حكى دعبل بن عليٍّ قال: عبث عطّارٌ اسمه فيروز بامرأةٍ من الشّام تسومه عطراً فعلقت بقلبه، فقعد لها على طريقها، فلمّا أضجرها قالت: والله لو أنّ عبد الله بن سيرة بقربي ما طمعت في هذا منّي. فبلغت عبد الله بن سيرة هذه الكلمة وهو في البعث بأرمينية، فترك مركزه وأقبل لا يلوي على أحدٍ، حتىّ وقف ببابها ليلاً، وكان يوصف بشدّة الغيرة، فاستأذن عليها، فأذنت له، فقال لها: أيّتها المرأة من هذا الذي عبث بك حتّى تمنّيت أنّي بقربك? قالت: رجلٌ عطّار. قال لها: فما ابتنى? قالت: لا. قال لها: فعديه الليلة القابلة وإنّي أسبقه إلى بيتك.
فبعثت إليه تقول له: إذ أبيت إلاّ ما تريد، فهلمّ إلى بيتي الليلة عندي. فأقبل إليها وقد سبقه ابن سيرة، فلمّا دخل وثب عليه وضربه ضربةً رمى برأسه، ثمّ قتل خادمها، وقال لها: إنّما قتلته لئلّا يطلع على الخبر أحدٌ من النّاس. ثمّ ناولها مائة دينارٍ، وقال لها: اشتري بها خادماً وانفقي باقيها على نفسك. ثمّ قال: هلمّي فأساً فقلع رأس البالوعة ثمّ جرّهما فألقاهما فيها، ثمّ سوّى رأس البالوعة، وقال للمرأة: أظهري أنّ الخادم قد أبق. ثمّ خرج، ولم يعلم به أحد، ولم يأت منزله حتّى قدم أرمينيّة وقال في ذلك:

إنّ المنـايا لـغـيرانٍ لـمـعـرضةٌ
   

 
   

يغتاله النّحـر أو يغـتـالـه الأسـد

أو عقربٌ أو شجى في الحلق معترضٌ
   

 
   

أو حيّةٌ في أعالي منتـهـى الـزبـد

حما زوجة ابن الدّمينة

وكانت لابن الدّمينة امرأةٌ يقال لها حما، وكان مزاحم بن عمر السّلولي يأتيها ويتحدّث إليها، فمنعها ابن الدّمينة من ذلك فاشتدّ ذلك عليه، فقال مزاحم عند ذلك يذكرها:

يا ابن الدّمينة والأخبار تحملها
   

 
   

وخد النّجائب تبديها وتنميهـا

أمارةٌ، كيّةٌ ما بين عانتـهـا
   

 
   

وبين سرّتها لا شكّ كاويهـا

فلمّا بلغ ابن الدّمينة ذلك عرف العلامة التي في زوجته وعلم أنّه لم ير ذلك منها إلاّ وقد أفضى إليها. فأتى امرأته فقال: قد بلغني غشيان مزاحم لك، وقد قال فيك ما قال. فأنكرت ذلك، وقالت: والله ما أرى ذلك الموضع قط. قال: فما أعلمه بعلامتك التي وصفها? قالت: النّساء رأين ذلك إذ كنت جارتهنّ، فتحدّثن بذلك، فسمعه مزاحم. وتغافل ابن الدّمينة عن مزاحم حتّى ظنّ أنّه ذهب من قلبه، ثمّ قال لامرأته: لئن لم ترسلي إليه الليلة يأتيك في موضع كذا لأقتلنّك. فأرسلت إليه: إنّك قد سمّعت بي ولا أحبّ أن تأتيني وأنا سآتيك في موضع كذا. فقعد في الموضع ابن الدّمينة وأصحابه، وجاء مزاحم وهو يظنّ أنّها في الموضع الذي وعدته به، فخرجوا إليه وأوثقوه وصرّوا صرّةً من رملٍ في ثوبٍ وضربوا بها كبده حتّى مات، واحتملوه حتّى أتوا به ناحية دور قومه فطرحوه بها. وجاء أهله فأخذوه ولم يجدوا به أثر سلاح، فعلموا أنّ ابن الدّمينة قتله. ورجع ابن الدّمينة إلى امرأته فقتلها وقتل ابنه له منها، وطلبه السّلوليّون فلم يجدوه:

ليلى وحارثة بن عوف



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:31
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


وحكى الثّوريّ: أنّ رجلاً من بني عقيل تعلّق جاريةً وأبى أهلها أن يزوّجوه إيّاها، وكانت من أجمل النّساء، وكان اسمها ليلى، فسمع بها رجلٌ موسرٌ من ثقيف يقال له حارثة بن عوف، فقدم على أهلها فأرغبهم، فزوّجوه وظعن بها. فقال العقيلي الذي كان تعلّقها:

ألا إنّ ليلى العامريّة أصبحـت
    

 
    

تقطع إلاّ من ثقيفٍ وصالـهـا

كأنّ مع الرّكب الذين تحمّلـوا
    

 
    

غمامة صيفٍ زعزعتها شمالها

ثمّ اشتدّ شوقه وزاد ولعه، فخرج في أثرها حتّى قدم الطّائف، فانتسب أنّه أخٌ لها وصدّقت هي فأدخله زوجها، وذبح له ونحر، وكان صاحب خمرٍ. فجلس هو والثّقفي يشربان وهي تسقيهما فلمّا أخذت الخمر في العقيلي باح بسرّه، فلمّا سمعه الثّقفي همّ به ثمّ غلبه السّكر فخرج العقيلي تحت الليل وتبعه الثّقفي بأكلب له عقرٌ فأدركه وقد شارف بلاد بني كليب، وقد غلبه العطش فمات. فخلى أكلبه على جيفته فأكلته. فسمعت بذلك الكلابيّون فرحلوا في أثر الثّقفي فأدركوه فقتلوه وخلوا عليه أكلبه فأكلته. وسمع العقيليّون بخبر الرّجلين فركبوا إلى المرأة فطرقوها في منزله فقتلوها، ورحلوا. فوثبت عليها أكلب زوجها فأكلتها. فقال جار الثّقفي:

لعمري لقد ساق العقيلي حتفـه
    

 
    

وما خبر ليلى كان عنها بأبعـد

وخبر الفتى القيسيّ قد سيق نحوه
    

 
    

وأمسى مقيماً بين أضلاع أزبـد

أقاموا جميعاً رهن أجواف أكلبٍ
    

 
    

كذلك أمر الله في اليوم والغـد

الغيرة من الإيمان

ويروى عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: "الغيرة من الإيمان، وأيما رجلٍ أحسّ بشيءٍ من الفجور في أهله فلم يغيره، إلاّ بعث الله إليه ملكاً يقول له غر أربعين يوماً، فإن لم يفعل مسح بجانحه على عينيه، فإن رأى حسناً لم يدره، وإن رأى قبيحاً لم ينكره".

الجّهاد على الرّجال والغيرة على النّساء

وعنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: كتب الجّهاد على رجال أمّتي، والغيرة على نسائها، فمن صبرت منهنّ واحتسبت أعطاها الله أجر الشّهيد.

رأيٌ لعلي في المرأة

وعن علي عليه السّلام أنّه قال: من أطاع امرأته في أربع أكبّه الله في النّار على وجهه. أن يعطيها في أن تذهب إلى العرسات وإلى المعلّمات وإلى الحمّامات وإلى الجنائز.

الأحوص وأم جعفر

وقال الأحوص يتشبّب بأم ّجعفر الحطميّة:

أدور، فلولا أن أمّ جـعـفـر
    

 
    

بأبياتكم، ما درت حـيث أدور

وما كنت دوّاراً ولكن ذا الهوى،
    

 
    

إذا لم يزر لا بـدّ أن سـيزور

لقد منعت معروفها أمّ جعفـر،
    

 
    

وإنّي إلى معروفها لـفـقـير

فاستعدى أيمن، أخوها، عليه عامل المدينة وكان أيمن جسيماً ضخماً وكان الأحوص نحيفاً، فدفع إلى كلّ واحدٍ منهنّ سوطاً وقال لخالد: أضرب الأحوص. فقال بعض الشّعراء:

لقد منع المعروف من أمّ جعفرٍ
    

 
    

أخو ثقةٍ عند الحفاظ صبـور

علاك بمتن السّوط حتّى لقيتـه
    

 
    

بأصغر من ماء الصّفاق يفور

قال الأحوص بعد ذلك:

إذا أنا لم أغفر لأيمـن ذنـبـه
    

 
    

فمن ذا الذي يعفو له ذنبه بعدي

يسيء فأعفو ذنبه، فـتـردّنـي
    

 
    

أيادٍ يدانيها مبـاركةً عـنـدي

من الغيرة إلى البوادي

تزوّج عبد الله بن يزيد الحنفي امرأةً حسناء، وكان رجلاً ثقيلاً جسيماً ظريفاً، فأحبّها حبّاً شديداً، وكان من أشدّ النّاس غيرةً. فدعاه حبّه لها، وشدّة غيرتها عليها، أن خرج بها إلى بعض البوادي فابتنى لها قصراً وسكن به وأقام معها مدّةً.

لم يكن شأنه العفاف ولكن. . .

وخرج عمر بن سعيد العبدي يريد سفراً له، فأخذته السّماء في بعض الطّريق فنظر، فإذا هو بقصرٍ عظيمٍ، فعدل إليه، وقرع بابه، فخرج إليه عبد الله بن يزيد فعرفه، فسلّم عليه وأنزله، وهيّأ له طعاماً ثمّ دعا بشرابٍ من خمرٍ عتيقٍ. فبينما هما يشربان إذ تطلّعت المرأة فرأت ابن سعيدٍ وكان غلاماً شابّاً، وسكر زوجها سكراً شديداً فخرجت المرأة إلى عمر بن سعيد فحدّثته وآنسته ودعته إلى نفسها فأبى، وقال: ما كنت بالذي أفعل برجلٍ أتاني منزله. ولم يزل يدافعها حتّى أفاق عبد الله بن يزيد من سكره، فأنشأ عمر يقول:

ربّ بيضاء خصرها يتثنّـى
    

 
    

قد دعتني لوصلها فـأبـيت

لم يكن شأني العفاف ولكـن
    

 
    

كنت ندمان زوجها فاستحيت

فعلم عبد الله بن يزيد ما أراد، فلمّا انصرف عمر بن سعيد عمد عبد الله إلى المرأة فجعل في عنقها حبلاً وعلّقها به إلى السّقف، فاضطربت حتّى ماتت. وعلم أنّ النّساء لا حفظ لهنّ، وآلى على نفسه أنّه لا يتزوّج امرأةً أبداً. وترك قصره وعاد إلى منزله.

إذا نام الحارس أفاقت العقرب

وقال الفضيل بن الهاشمي: كنت مع ابنة عمّي نائماً على سريرٍ إذ ظهرت إليّ بعض جواري، فنزلت، فقضيت حاجتي، ثمّ انصرفت. فبينما أنا أراجع، إذ لدغتني عقربٌ فصبرت حتّى عدت إلى موضعي من السّرير، فغلبني الوجع، فصحت، فقالت لي ابنة عمّي: ما لك? قلت لها: لدغتني عقربٌ. قالت: وعلى السّرير عقربٌ? قلت: نزلت لأبوّل فأصابتني، ففطنت، فلمّا أصبحت جمعت خدمها واستحلفتهنّ أن لا يقتلن عقرباً في دارها إلى سنةٍ. ثمّ قالت:

إذا عصي الله في دارنا
    

 
    

فإنّ عقاربنا تغضـب

ودارٍ إذا نام حرّاسـهـا
    

 
    

أقام الحدود بها العقرب

الذّئاب تعدو على من لا كلاب له


قالوا وبينا ابن أبي ربيعة في الطّواف، إذ رأى جاريةً من أهل البصرة، فأعجبته، فدنا منها، فكلّمها، فلم تلتفت إليه. فلمّا كان في الليلة الثّانية عاودها، فقالت له: إليك عنّي أيّها الرّجل فإنّك في موضعٍ عظيم الحرمة! وألحّ عليها وشغلها عن الطّواف، فأتت زوجها، فقالت له: تعال معي فأرني المناسك. فأقبلت وهو معها وعمر جالسٌ على طريقها فلمّا رأى الرّجل معها عدل عنها فقالت:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له
    

 
    

وتتّقي مربض المستأسد الحامي

فحدّث المنصور هذا الحديث، فقال: وددت أنّه لم تبق فتاةٌ من قريش في خدرها إلاّ سمعت الحديث.

لا يراعي لابن عمّه محرماً

وكان عمارة بن الوليد بن المغيرة بن الوليد سيف الله من فتيان قريشٍ جمالاً وشعراً، وهو الذي جاءت به قريش إلى أبي طالب قالوا: هذا عمارة، قد عرفت حاله، فخذه بدل ابن أخيك محمّداً نقلته. فقال لهم أبو طالب: ما أنصفتموني تعطوني ابن أخيكم أحفظه وأعطيكم ابن أخي تقتلوه? وبعثت قريش عمارة بن الوليد، وعمرو بن العاص إلى النّجاشي في أمر من قدم إليه من المهاجرين، فلمّا كانوا في السّفينة ومع عمرو امرأته أمّ عبد الله فقال لها عمارة: قبّليني. فقال لها عمرو: قبّلي ابن عمّك. وقال عمرو في ذلك:

ليعلم عمّارٌ أنّ من شـرّ شـيمةٍ
    

 
    

لمثلك أن يدعى ابن عمٍّ له ابن ما

أإن كنت ذا بردين أحوى مرجلاً
    

 
    

ولست تراعي لابن عمّك محرّماً

إذا المرء لم يترك طعاماً يحبّـه
    

 
    

ولم ينه قلباً عارياً حيث يمّـمـا

قضى وطراً منه وغـادر سـبةً
    

 
    

إذا ذكرت أمثالها تملأ الفـمـا

وقعد عمرو على منجاف السّفينة لقضاء الحاجة، فدفعه عمارة، فألقاه في البحر، فما تخلّص حتّى كاد يموت. فلمّا صار إلى النّجاشي أظهر له عمرو أنّه لم يحفل بما أصابه منه، فجاده عمارة يوماً فحدّثه أنّ زوجة الملك النّجاشي علّقته وأدخلته إلى نفسها، فلمّا تبيّن لعمرو حال عمارة وشى به عند الملك واخبره خبره، فقال له النّجاشي: أئتني بعلامةٍ أستدلّ بها على ما قلت? فعاد عمارة، فأخبره عمرو بأمره وأمر زوجة النّجاشي فقال له عمرو: لا أقبل هذا منك إلاّ أن تعطيك من دهن الملك الذي لا يدّهّن به غيره. فكلّمها عمارة في الدّهن، فقالت له: أخاف من الملك. فأبى أن يرضى منها إلاّ أن تعطيه من ذلك الدّهن، فأعطته منه، فأعطاه إلى عمرو، فجاء إلى الملك، فأمر السّواحر فنفخن في إحليله، فذهب مع الوحش، فلم يزل متوحّشاً حتّى خرج إليه عبد الله بن أبي ربيعة في جماعةٍ من أصحابه، فجعل له على الماء شركاً، فأخذه، فجعل يصيح به: أرسلني فإنّي أموت إن أمسكتني. فأمسكه، فمات في يده.

عائشة تغار على خديجة

عروة بن الزّبير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما غرت على امرأةٍ لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ما غرت على خديجة. ولقد هلكت قبل أن يتزوّجني بثلاث سنينٍ، لما أسمع من كثرة ذكره إيّاها. وكان يذبح الشّاة فيفرّقها على صدائق خديجة. قال ودخل رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، على خديجة وهي في مرضها الذي توفّيت فيه فقال لها: " بالكره منّي يا خديجة ما أرى منك، وقد يجعل الله في الكره خيراً كثيراً. أما علمت أنّ الله زوّجني معك في الجنّة مريم ابنة عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون? " قالت: وقد فعل الله ذلك برسوله? قال: " نعم" . قالت: فبالرّفاء والبنين.



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:32
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


باب ما جاء في غدر النّساء
رأي عمر في النّساء
قال عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه: أستعيذوا بالله من شرار النّساء وكونوا من خيارهنّ على حذرٍ.
رأي الملك عمرو في النّساء
قال عمرو الملك:
إنّ من غرّه النّسـاء بـودٍّ بعد هندٍ لجاهلٌ مغـرور
حلوة العين واللسان وفيهـا كلّ شيءٍ يجن فيه الضّمير
رأي طفيل الغنوي في النّساء
وقال طفيل الغنوي:
إنّ النّساء لأشجارٌ تبـين لـنـا منهنّ مرٌّ، وبعض المرّ مأكول
إنّ النساء متى ينهين عن خلـقٍ فإنّه واقعٌ لا بـدّ مـفـعـول
إنّ تقويم الضّلوع انكسارها
وفي حديث المرفوع أنّ المرأة خلقت من ضلعٍ عوجاء، فإن ذهبت تقوّمها كسرتها، فاستمع بها على عوجٍ فيها.
وكان أبو ذرّ الغفّاري يقعد على منبر رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم فينشده:

هي الضّلع العوجاء لست تقيمهـا ألا إنّ تقويم الضّلوع انكسارهـا.
أيجمعن ضعفاً واقتداراً على الفتى أليس عجيباً ضعفها واقتدارهـا?
في خلافهنّ البركة
وفي الحديث شاوروهنّ وخالفوهنّ، فإنّ في خلافهنّ البركة.
??????علقمة طبٍّ بأدواء النّساء
قال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنّساء فـإنّـنـي بصيرٌ بأدواء النّساء طـبـيب
إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله فليس له في ودّهنّ نـصـيب
??تلين لك ولغيرك
وقال آخر:
تمتّع بها، ما ساعفتك، ولا تكـن جزوعاً إذا بانت، فسوف تبـين.
وإن هي أعطتك الليان فإنّـهـا، لغيرك من طلّابهـا سـتـلـين؛
وخنها وإن كانت تفي لك، إنّـهـا على قدم الأيّام سـوف تـخـون
وإن حلفت أن ليس تنقض عهدها، فليس لمخضوب البنـان يمـين
???????????? ???تحجّ وتكشف عن وجهها للشّباب
وقال أبو عبيدة: حجّت امرأة عجير السّلولي معه، فأقبلت لا تطرق على شابٍّ في الرّفقة إلاّّ وتكشف وجهها، فقال في ذلك:
أيا ربّ لا تغفر لعتمة ذنبهـا، وإن لم يعاقبها العجير، فعاقب
حرامٌ عليك الحجّ لا تطعمينـه إذا كان حجّ المسلمات الثّوائب
للفارس العجلان منها نصيب
?وقال أعرابيٌّ:
لا تكثري قولاً منحتـك ودّنـا، فقولك هذا للـفـؤاد مـريب،
تعدين ما أوليتني منك قـابـلاً، وللفارس العجلان منك نصيب?
?لم تكن عنده شريفة



أراد رجلٌ أن يشتري قينةً وقد كان أحبّها، فبات عند مولاها ليلةً فأمكنته من نفسها وكان الامتناع منه، فأنشأ يقول:
ما رأينا بواسط كسـلـيمـى منظراً لو تزينه بـعـفـاف
بت في جنبها وبات ضجيعـي جنب القلب طاهر الأطراف
فأقيمي مقامنـا ثـمّ بـينـي، لست عندي من فتية الأشراف
?لا يشتهي الفاجرة
وقال آخر:
لا أشتهي رنق الـحـياة ولا الـتـي تخاف وتغشاها المعبـدة الـحـرب
ولكنّني أهـوى مـشـارب أحـرزت عن النّاس حتّى ليس في صفوها عيب
????الإصبع لا تستر زانية
وقال أعرابيٌّ أيضاً
تبعتك لما كان قلـبـك واحـداً، وأمسكت لمّا صرت نهباً مقسما.
ولن يلبث الحوض الوثيق بنـاؤه على كثرة الورّاد أن يتهـدّمـا
?الباغية دون اكتفاء
وقال أبو نواس:
ومظهرةٍ لخلق الله حـبّـاً، وتلقي يالتّحـيّة والـسّـلام
أتيت فؤادها أشـكـو إلـيه، فلم أخلص إليه من الزّحـام
فيا من ليس يكفيها خـلـيل، ولا ألفا خلـيلٍ كـلّ عـام،
أراك بقيّةً من قوم موسـى، فهم لا يصبرون على طعام.
?إذا غاب بعلٌ جاء بعل
وكان رجلٌ يحبّ امرأةً فخطب في اليوم الذي ماتت فيه، فقيل له في ذلك فقال:
خطبت كما لو كنت قدّمت قبلها لكانت بلا شكٍ لأوّل خاطـب
إذا غاب بعلٌ كان بعلٌ مكانـه فلا بدّ من آتٍ وآخر ذاهـب
?تزوّجته وطافت بالبيت عريانةً
وعن المطّلب بن الوداعة السّهميّ قال: كانت ضباعة بنت عامر، من بني عامر بن صعصعة، تحت عبد الله بن جدعان. فمكثت عنده زماناً لا تلد، فأرسل إليها هشام بن المغيرة: ما تصنعين بهذا الشّيخ الكبير الذي لا يولد له: فقولي له فليطلّقك. فقالت ذلك لعبد الله بن جدعان، فقال لها: إنّي أخاف إن طلّقتك تتزوّجي هشام بن المغيرة??! قالت له:فإنّ لك عليّ أن لا أفعل هذا. قال لها: فإن فعلت، فإنّ عليك مائةً من الإبل تنحرينها وتنسجين ثوباً يقطع ما بين الأخشبين وتطوفين بالبيت عريانةً. قالت: لا أطيق ذلك.
وأرسلت إلى هشام فأخبرته، فأرسل إليها ما أهون ذلك، وما يكن بك من ذلك، أنا أيسر من قريش في المال، ونسائي أكثر النّساء بالبطحاء، وأنت أجمل النّساء ولا تعابين في عريك، فلا تأبي ذلك عليه. فقالت لابن جدعان: طلّقني، فإن تزوّجت هشاماً فعليّ ما قلت. فطلّقها بعد استيثاقه منها. فتزوّجها هشام، فنحر عنها مائة جزور، وأمر نساؤه فنسجن ثوباً يملأ ما بين الأخشبين، ثمّ طافت بالبيت عريانةً. قال المطّلب: فأتبعها بصري إذا أدبرت وأستقبلها إذا أقبلت، فما رأيت شيئاً ممّا خلق الله منها وهي واضعة يدها على فرجها وقريش قد أحدقت بها، وهي تقول:

اليوم يبدو بعضه أو كلّه وما بدا منه فلا أحلّـه
التّلفيق عند الزّبير بن بكار
قال الزّبير بن بكار: خطب الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من عمّه الحسين بن علي رضي الله عنهما فقال له: يا ابن أخي، قد انتظرت هذا منك انطلق معي، فخرج معه حتّى أدخله منزله ثمّ أخرج إليه ابنته فاطمة وسكينة، وقال له: اختر أيّهما شئت! فاختار فاطمة، فزوّجه إيّاها. فلمّا حضرت الحسن الوفاة قال لها: إنّك امرأة مرغوب فيك، متشوّف إليك لا تتركين، وإنّي ما أدع في قلبي حسرةً سواك. فتزوّجي من شئت سوى عبد الله بن عمر بن عثمان. ثمّ قال لها: كأنّي قد خرجت وقدمت جاءك لابساً حلّته، مرجلاً جمته، يسير في جانب النّاس معترضاً لك، ولست أدع من الدّنيا همّاً غيرك. فلم يدعها حتّى استوثق منها بالإيمان.
ومات الحسن، فأخرجت جنازته، فوافاه عبد الله بن عمر وكان يجد بفاطمة وجداً شديداً، وكان رجلاً جميلاً كان يقال له المطرف من حسنه، فنظر إلى فاطمة وهي تلطم وجهها على الحسن، فأرسل إليها مع وليدة له: أنّ لابن عمّك أرباً في وجهك فارفقي به. فاسترخت يدها واحمرّ وجهها حتّى عرف ذلك جميع من حضرها. فلمّا انقضت عدّتها خطبها فقالت: كيف أفعل بإيماني? قال لها: لك بكلّ مالٍ مالان؛ وبكلّ مملوكٍ مملوكان. فوفّى لها وتزوجها فولدت له محمّداً. وكان يسمّى من حسنه الدّيباج والقاسم ورقيّة.
وقال الزّبير: لمّا حضرت الوفاة حمزة بن عبد الله بن الزّبير خرجت عليه فاطمة بنت القاسم بن علي بن جعفر بن أبي طالب فقال لها: كأنّي????????? بك تزوّجت طلحة بن عمر بن عبد الله بن معمر، فحلفت له بعتق رقيقها، وإنّ كلّ شيءٍ لها في سبيل الله أن تزوّجته أبداً. فلمّا توفّي حمزة بن عبد الله وحلّت، أرسل إليها طلحة بن عمر فخطبها فقالت له: قد حلفت. وذكرت يمينها، فقال لها: أعطيك بكلّ شيءٍ شيئين. وكانت قيمة رقيقها وما حلفت عليه عشرين ألف دينار، فأصدقها ضعفها فتزوّجته، فولدت له إبراهيم ورملة. فزوّج طلحة ابنته رملة من إسماعيل بن علي بن العبّاس بمائة ألف دينار وكانت فائقة الجمال والخلق، فقال إسماعيل لطلحة بن عمر: أنت أتجر النّاس. قال له والله ما عالجت تجارةً قط. قال: بلى حين تزوّجت فاطمة بنت القاسم بأربعين ألفاً فولدت لك إبراهيم ورملة، فزوّجت رملة بمائة ألف دينار فربحت ستّين ألفاً وإبراهيم.

تزوّجته قبل انقضاء عدّتها
وعن هشام بن الكلبي قال: قال عبد الله بن عكرمة: دخلت على عبد الرّحمن بن هشام أعوده فقلت: كيف تجد? فقال: أجد بي والله الموت، وما موتي بأشد عليّ من أمّ هشام، أخاف أن تتزوّج بعدي. فحلفت له أنّها لا تتزوّج بعده فغشي وجهه نوراً، وقال: الآن فلينزل الموت متى شاء. فلمّا انقضت عدّتها تزوّجت عمر بن عبد العزيز. فقلت في ذلك?.
فإن لقيت خيراً فلا يهنـيهـا وإن تعست بؤساً فللعين والفم
فلمّا بلغها ذلك كتبت إليّ: قد بلغني ما تمثّلت به، وما مثلي في أخيك إلاّّ كما قال الشّاعر:
وهل كنـت إلاّّ والـهـاً ذات تـرحةٍ قضت نحبها بعد الحنين الـمـرجّـع
فدع ذكر من قد وارت الأرض شخصه ففي غير من قد وارت الأرض مقنع
قال: فبلغ منّي كلّ مبلغ. فحسبت حسابها فإذا هي قد عجّلت بالتزوّج وبقي عليها من عدّتها أربعة أيّام. فدخلت على عمر فأخبرته فانقضى النّكاح.
هل يزول الهوى بعد الموت
قال الزّبير بن بكار: كانت إمرأةٌ من العرب تزوّجت رجلاً، فكانت تجد به، ويجد بها وجداً شديداً، فتحالفا وتعاهدا أن لا يتزوّج الباقي منهما. فما لبث أن مات بعلها، فتزوّجت، فلامها أهلها على نقض عهدها، فقالت:
لقد كان حبّي ذاك حبّاً مبرّحـاً وحبّي لذا مـات ذاك شـديد.
وكانت حياتي عند ذلـك جـنّةٌ وحبّي لذا طول الـحـياة يزيد
فلمّا مضى، عادت لهذا مودّتي، كذاك الهوى بعد الممات يبـيد
لم ترع لبعلها حرمةً
حكى الهيثم بن عدي قال:عاهد رجلٌ امرأته وعاهدته أن لا يتزوّج الباقي منهما،فهلك الرّجل، فلم تلبث المرأة أن تزوّجت. فلمّا كان ليلة البناء بها رأت في أوّل الليل شخصاً فتأمّلته، فإذا هو زوجها، وهو يقول لها: نقضت العهد ولم ترعي له. وأصبحت فأتمّت نكاحها.
تركها وأوصى بها فخانته
وروى ابن شهاب: أنّ رجلاً من الأنصار غزا فأوصى ابن عمٍّ له بأهله، فأتى ابن عمّ الرّجل ليلة من الليالي فتطلّع على حال زوجة ابن عمّه فإذا بالبيت مصباحٌ يزهر ورائحةٌ طيّبةٌ، وإذا برجلٍ متّكىءٍ على فراش ابن عمّه وهو يتغنّى ويقول:
وأشعث غرّة الإسلام منّي خلوت بعرسه بدر التّمام
أبيت على ترائبها ويغـدو على جرداء لاحقة الحزام
كأنّ مجامع الرّبلات منها فئام ينتمـين إلـى فـئام

فلم يقدّر الرّجل أن يملك نفسه حتّى دخل عليه فضربه حتّى قتله. ورفع الخبر إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فصعد المنبر وخطب وقال: عزمت عليكم أن كان الرّجل الذي قتل حاضراً ويسمع كلامي فليقم. فقال: أبعده الله، ما كان من خبره? فأخبره وأنشده الأبيات، فقال: أضربت عنقه? قال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: أبعده الله، فقد هدر دمه.

لم ترع عهداً ولم يرع قرابةً
قال أبو عمرو الشّيباني: كان أبو ذؤيب الهذلي يهوى امرأةً يقال لها أم عمرو، وكان يبعث إليها خالد ابن أخيه زهير، فراودت الغلام عن نفسها، فامتنع وقال: أكره أن يبلغ أبا ذؤيب. فقالت له: ما يراني وإيّاك إلاّّ الكواكب. فبات وقال:
ما ثمّ إلاّّ أنا والكـواكـب وأمّ عمرو فلنعم الصّاحب
فلمّا رجع إلى أبي ذؤيب استراب به، وقال: والله إنّي لأجد ريح أمّ عمرو منك. ثمّ جعل لا يأتيه إلاّّ استراب به، فقال خالد:
يا قوم ما لي وبـي ذؤيب، كنت إذا ما جئته من غيب،
يمسّ عطفي، ويشمّ ثوبـي، كأنّنـي أربـتـه بـريب.
فقال أبو ذؤيب، وهي من قصيدة من جيّد شعره:
دعا خالداً أسرى ليالي نـفـسـه يولي على قصد السّبيل أمورهـا
فلمّا توفّاها الشّـبـاب وغـدره، وفي النّفس منه غدرها وفجورها
لوى رأسه عنّي، ومـال بـودّه، أغانيج خودٍ كان حينـاً يزورهـا
تعلّقـهـا مـنـه دلال ومـقـلة يظلّ لأصحاب السّفاه يثـيرهـا
فأجابه خالد:
فلا يبعدنّ الله عقلـك إن غـزا وسافر والأحلام جمٌّ غيورهـا
وكنت إماماً للعشيرة تنتـهـي إليك إذا ضاقت بأمرٍ صدورها
وقاسمها بالله جـهـداً لأنـتـم ألذّ من الشّكوى إذا ما يسورها
فلم يغن عنه خدعه حين أزمعت صريمته والنّفس مرّ ضميرها
قال:وكان أبو ذؤيب أخذها من ملك بن عويمر وكان ملك يرسله إليها، فلمّا كبر أخذت أبا ذؤيب، فلمّا كبر أخذت خالداً. وقال:
تريدين كيما تجـمـعـينـي وخـالـداً وهل يصلح السّيفان، ويحك، في غمد?
أخالدٌ، مـا راعـيت مـنّـي قـرابةً فتحفظني بالغيب أو بعض ما تبـدي



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:33
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


عن قريبٍ تبيع كفلها
قال أبو عبيدة: كان صخر بن عبد الله الشّريد يتعشّق ابنة عمّه سلمى بنت كعب، وكان يخطبها فتأبى عليه، فأقام على ذلك حيناً ثمّ أغارت بنو أسدٍ على بني سليمٍ فغلبوهم وصخر غائب. وأخذت سلمى فيمن أخذ من النّساء، وقتل عددٌ منهم، وأسر آخرون. وأقبل صخر فنظر إلى ديارهم بلقعاً وأخبر الخبر، فشدّ عليه سلاحه، واستوى على فرسه، وأخذ أثرهم حتّى لحقهم، فلمّا نظروا إليه قالوا: هذا كان شرّد من بني سليم، وقد أحبّ الله أن لا يدع منهم أحداً. فجعل يبرز إليه الفارس بعد الفارس فيقتله، فلمّا أكثر فيهم القتل، حلّت أسارى بني سليم بعضها بعضاً، وثاروا على بني أسد.
ونظر صخر إلى سلمى وهي مع عبد أسود، قد شدّها على ظهره، فطعنه صخرٌ فقتله واستنقذ سلمى ورجع بها. وقد أصابته طعنة أبي ثور الأسدي في جنبه، وتزوّج سلمى. وكان يحبّها ويكرمها، ويفضّلها على أهله. ثمّ بعد ذلك انتقض جرحه فمرض حولاً، وكان نساء الحيّ يدخلن إلى سلمى عوائد فيقلن: كيف أصبح صخر? فتقول: لا حيّ فيرجى ولا ميت فينسى. ومرّ بها رجلٌ وهي قائمةٌ وكانت ذات خلقٍ وأرداف، فقال: أيباع هذا الكفل? فقالت: عن قريبٍ فسمعها صخر، ولم تعلم، فقال لها: ناوليني السّيف أنظر هل صدىءٌ أم لا? وأراد قتلها، فناولته ولم تعلم، فإذا هو لا يقدر على حمله فقال:

أرى أمّ صخرٍ ما تملّ عيادتـي وملّت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازةً عليك ومن يغترّ بالـحـدثـان
فأيّ امرىءٍ ساوى بأمٍ حـلـيلةٍ فلا عاش إلاّّ في شقا وهـوان
أهمّ بأمر الحرم لو أستطيعـه، وقد حيل بين العير والنّـزوان
لعمري لقد أيقظت من كان نائماً وأسمعت من كانت لـه أذنـان
فللموت، خيرٌ من حياةٍ كأنّـهـا محلة يعسوب برأس سـنـان.

قال: ونتأت في موضع الجرح قطعةً فأشاروا عليه بقطعها، فقال لهم: شأنكم. فلمّا قطعت مات.

غدرت حتّى بأبيها
قال كان السّاطرون والملك، ملك اليونانيين، قد بنى حصناً يسمّى الثّرثار ولم يكن له بابٌ ظاهرٌ فكلّ من غزاه من الملوك رجع عنه خائباً حتّى غزاه سابور ذو الأكتاف، ملك فارس، فحصره أشهراً لا يقدر على شيءٍ. فأشرفت يوماً من الحصن النّضيرة ابنة الملك، فنظرت إلى سابور فهويته، وكان من أجمل النّاس وأمدّهم قامةً، فأرسلت إليه: إن أنت ضمنت لي أن تتزوّجني وتفضّلني على نسائك دللتك على فتح هذا الحصن. فضمن لها ذلك فأرسلت إليه: أن أنثر في الثّرثار تبناً واجعل الرّجال يتبعونه حتّى يروا حيث يدخل. فإنّ ذلك المكان يفضي إلى الحصن، وفيه بابه. ففعل ذلك سابور، وعمدت النّضيرة إلى أبيها فسقته الخمر حتّى أسكرته، فلم يشعر أهل الحصن إلاّّ وسابور معهم وهم آمنون.
قال: فلمّا فر سابور بالحصن، وقتل الملك أبا نضيرة، وجمع جنده، تزوّج بالنّضيرة فباتت معه مسهرةً لا تنام تتقلّب من جنبٍ إلى جنب. فقال لها سابور: ما لك لا تنامين? فقالت: إنّ جنبي تجافى عن فراشك. قال: ولم، فوالله ما نامت الملوك على ألين منه ولا أوطأ، وإنّ فرشه لزغب اليمام. فلمّا أصبح سابور نظر إلى ورقة آس بين أعكانها، فتناولها، فدمى موضعها. فقال لها: ويحك بماذا كان أبوك يغذّيك? قالت: بالمخّ والزّبد والبلح والشّهد وصفو الخمر. فقال لها سابور: إنّي لجديرٌ أن لا أستبقيك بعد إهلاك أباك وقومك، وكانت حالك عندهم هذه الحالة التذ تصفين، وأمر بإحضار فرسين فربطت إلى أرجلهما بغدائرها ونفّرا فقطعاها نصفين، فذلك قول عدي حيث يقول:

والحصن صبّت عليه داهيةٌ من قعره أيد مناكـبـهـا
من يعد ما كان وهو يعمره أرباب ملك جزل مواهبها
وصلت الخيانة حتّى إلى أمّ البنين?
ويروى أنّ وضّاح اليمن نشأ هو وأمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان بالمدينة صغيرين فأحبّها وأحبّته، وكان لا يصبر عنها حتّى إذا شبّت حجبت عنه، فطال بهما البلاء. فحجّ الوليد بن عبد الملك فبلغه جمال أمّ البنين وأدبها فتزوّجها ونقلها معه إلى الشّام فذهب عقل وضّاح عليها وجعل يذوب وينحل فلمّا طال عليه البلاء وصار إلى الوسواس خرج إلى مكّة حاجاً وقال لعلّي أستعيذ بالله ممّا أنا فيه وأدعو الله فلعلّه يرحمني.
فلمّا قضى حجّه شخص إلى الشّام فجعل يطوف بقصر الوليد بن عبد الملك في كلّ يومٍ لا يجد حيلةً حتّى أرى في يومٍ من الأيّام جاريةً صفراء خارجةً من القصر تمشي فمشى معها ولم يزل بها حتّى أنست به فقال لها: أتعرفين أمّ البنين بموضعي? فقالت: عن مولاتي تسأل? قال لها: هي ابنة عمّي، وإنّها لتسرّ بموضعي لو أخبرتها، قالت: فأنا أخبرها.
فمضت الجّارية فأخبرت أمّ البنين فقالت لها: ويلك أحيٌّ هو? قالت لها: نعم يا مولاتي. قالت لها: إرجعي إليه، وقولي له كن مكانك حتّى يأتيك رسولي، فإنّي لا أدع الاحتيال لك: واحتالت له فأدخلته في صندوق، فمكث عندها حيناً فإذا أمنت أخرجته فقعد معها، وإذا خافت عين رقيب أدخلته في الصّندوق.
وأهدي يوماً لوليد جوهر فقال لبعض خدمه خذ هذا العقد وأمض به إلى أمّ البنين وقل لها: أهدي هذا إلى أمير المؤمنين فوجّه به إليك. فدخل الخادم مفاجأةً ووضّاح معها قاعد فلمحه الخادم،ولم تشعر أمّ البنين، فبادر إلى الصّندوق فدخله.
وأدّى الخادم الرّسالة وقال: هبي لي من هذا الجوهر حجراً واحداً. فقالت له: لا أمّ لك، فما تصنع بهذا. فخرج وهو عليها حنق، فجاء الوليد فأخبره الخبر ووصف له الصّندوق الذي رآه دخله، فقال له: كذبت، لا أمّ لك: ثمّ نهض الوليد مسرعاً فدخل إليها وهي في ذلك البيت وفيه صناديق كثيرة فجاء حتّى جلس على ذلك الصّندوق الذي وصف له الخادم فقال لها: يا أمّ البنين هبي لي صندوقاً من صناديقك هذه? قالت: أنا لك يا أمير المؤمنين، وهي لك، فخذ أيّها شئت. قال: ما أريد إلاّّ هذا الذي تحتي. قالت له يا أمير المؤمنين إنّ فيه شيئاً من أمور النّساء. فقال: ما أريد غيره. قالت فهو لك.
قال فأمر به فحمل، ودعا بغلامين وأمرهما أن يحفرا حتّى وصلا إلى الماء ثمّ وضع فمه في الصّندوق وقال يا صاحب الصّندوق قد بلغنا عنك شيء فإن كان حقّاً فقد دفنّا خبرك، وإن كان كذباً فما أهون علينا، إنّما دفنّا صندوقاً. وأمر بالصّندوق فألقي في الحفيرة، وأمر بالخدّام الذي عرفه فقذف معه، وردّ التّراب عليهما. قال فكانت أمّ البنين لا ترى إلاّّ في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت ذات يومٍ مكبوبةً على وجهها ميّتة.

استطعن التّخلص في آخر لحظة
وروي عن أبي نواس قال حجبت مع الفضل بن الرّبيع فلمّا كنّا بأرض فزارة أيّام الرّبيع، نزلنا منزلاً بفنائهم ذا أرضٍ أريضٍ، ونبتٍ غريضٍ، وقد اكتست الأرض نبتها الزّاهر، وبرزت براخم غررها والتّحف أنوار زخرفها الباهر ما يقصر عن حسنه النّمارق المصفوفة، ولا يداني بهجته الزّرابي المبثوثة. فزادت الأبصار في نضرتها، وابتهجت النّفوس بثمارها. فلم نلبث أن أقبلت السّماء بالسّحاب، وأرخت عزاليها ثمّ اندهمت برذاذٍ ثمّ بطشٍ ثمّ بوابلٍ حتّى إذا تركت الدّيم، كالوهاد انقشعت وأقلعت وقد غادرت الغدران مترعةً برفقٍ، والقيعان ناضرةً تتألّق، يتضاحك بأنوار الزّهرالغضّ حتّى إذا هممت بتشبيه منظرٍ حسنٍ رددته إليه، وإذا تقت إلى موضعٍ طيّبٍ لم يجد في البكاء معولاً إلاّّ عليه. فسرحت طرفي راتعاً في أحسن منظرٍ، واستنشقت من رياها أطيب من ريح المسك الأذفر. فقلت لزميلي: ويحك أمض بنا إلى هذه الخيمات، فلعلّنا نلقى من نأثر عنه خبراً، نرجع به إلى بغداد.
فلمّا انتهينا إلى أوائلها إذا نحن بخباء على باب جارية مبرقعة بطرف مريض وسنان النّظر قد حشي فتوراً، ومليء سحراً، فقلت لصاحبي: والله إنّها لترنو عن مقلة لا رقية لسليمها ولا برء لسقيمها. فقال لي: وكيف السّبيل إلى ذلك? فقلت: استسقها ماءً. فدنونا منها فاستسقيناه فقالت نعم، ونعما عين وإن نزلتما ففي الرّحب والسّعة. ثمّ قامت تتهادى كالدّعص الملبد. فراعني والله ما رأيت منها، فأتت بالماء فشربت منه، وصببت باقية على يدي، ثمّ قلت: وصاحبي عطشانٌ أيضاً. فأخذت الإناء ودخلت الخباء ثمّ جاءت، فقلت لصاحبي: تعرض لكشف وجهها. فقال:

إذا بارك الله في ملبـسٍ فلا بارك الله في البرقع
تريك عيون المها غـرّةً وتكشف عن منظرٍ أشنع
فمرّت مسرعةً وأتت وقد كشف البرقع وتقنّعت بخمارٍ أسود وأنشأت وهي تقول:
ألا حيّ ضيفي معشر قد أراهما أضلّا ولمّا يعرفا مبتغاهـمـا
هما استقيا ماءً على غير ظمأةٍ ليستمتعا باللحظ ممّن سقاهمـا
يذمّان تلباس البـراقـع ضـلّة كما ذمّ تجرا سلعةً مشتراهمـا
قال: فشبّهت، والله كلامها بعقد درٍّ وهي من سلكه. فهو ينتثر بنغمةٍ عذبةٍ رخيمةٍ لو خوطبت به الصّمّ الصّلاب لانبجست ماءٌ لرطوبة منطقها، وعذوبة لفظها، بوجهٍ يظلم لنوره ضياء العقول، ويتلف من رؤيته مهج النّفوس. فهي كما قال:
فرقّت وجلّت واستكرت فأكملت فلو جنّ إنسانٌ من الحسن جنّت
فلم أتمالك أن خررت ساجداً، فقالت: ارفع رأسك غير مأجورٍ، ولا تذمّنّ بعدها برقعاً. فكشف البرقع عمّا يطرد الكرى، ويشغل الهوى، من غير بلوغ أربٍ، ولا إدراك طلبٍ. وليس إلاّّ الحين المملوب، والقدر المكتوب، والأمل المكذوب. فبقيت والله معقول اللسان عن الجواب، حيران لا أهتدي إلى طريق الصّواب. والتفت إليّ صاحبي لمّا رأى لهفي فقال: ما هذه الخفّة لوجهٍ، إنّما برقت لك بارقةً لعلّك ما تدري ما تحتها. أما سمعت قول الشّاعر? حيث يقول:
على وجه مّيٍ مسحةٌ من ملاحةٍ وتحت الثّياب العار لو كان باديا
فقالت: بئس ما ذهبت إليه، لا أبالك، لأنّا أشبه بقول الشّاعر حيث يقول:
منعمة حوراء يجري وشاحـهـا على كشح مرتج الرّوادف أهضم
خزاعيّة الأطراف كنديّة الحشـا فزاريّة العينـين طـائيّة الـفـم

ثمّ رفعت ثيابها حتّى جاوزت نحرها، فإذا هي كقضيب فضّةٍ قد شيّب بماء الذّهب، يهتزّ على مثل كثيب؛ ولها صدرٌ كالورد عليه رمّانتان أو حقان من عاجٍ يملآن يد اللامس؛ وخصرٍ مطويّ الاندماج، يهتزّ في كفلٍ رجراج، لو رمت عقده لانعقد؛ وسرّةٍ مستديرةٍ يقصر وهمي عن بلوغ وصفها؛ تحت ذلك أرنبٌ جاثمٌ أو جبهة أسدٍ غادرٍ، وفخذان لفّاوان، وساقان خدلجان يحسان الخلاخيل، وقدمان خمصاوان. فقالت: أعارٌ ترى? قلت: لا والله، قال: فخرجت عجوزٌ من الخباء وقالت: أيّها الرّجل امض لشأنك، فإنّ قتيلها مطلول لا يودى، وأسيرها مكبول لا يفدى. فقالت لها الجّارية: دعيه فمثله قول ذي الرّمّة:

وإن لم يكن إلاّّ تمتّع ساعةً قليلاً فإنّي نافعٌ لي قليلها
فولّت العجوز وهي تقول:
فما لك منها، غير أنّك ناكـحٌ بعينيك عينيها، فهل ذاك نافع?
قال: فبينما نحن كذلك إذ ضرب الطّبل للرّحيل فانصرفت بكمدٍ قاتلٍ، وكربٍ داخلٍ،ونفسٍ هائمةٍ، وحسرةٍ دائمةٍ، فقلت في ذلك:
رسم الكرى بين الجفون مخيل عفا عليه بكا علـيك طـويل
يا ناظراً ما أقلعت لحظـاتـه حتّى تشخص بيتهنّ قـتـيل
أحللت من قلبي هواه محـلّةً ما حلّها المشروب والمأكول
بكمال صورتك التي في مثلها يتحيّر التّشبيه والتّـمـثـيل
فوق القصيرة والطّويلة فوقها دون السّمين ودونها المهزول
قال: فوالله ما انتفعت بحجٍّ ولا لقيت أحداً ممّا كنت تأهّبت للقائه. ثمّ رجعنا منصرفين، فلمّا كنّا بذلك المنزل وقد تضاعف نوّاره، واعتمّ نبته، وتزايد حسنه، قلت لصاحبي: امض بنا إلى صاحبتنا. فلمّا مضينا وأشرفنا على الخيام ونحن دونها، سترني روضةً أريضةً مونقةً، عليها جمان الطّلّ، يغازلها كالأعين النّجل، وقد أشرقت بدموعها على قضب الزّبرجد، وهبت ريح الصّبا فصبت له الأغصان،وتمايلت تمايل النّشوان. فصعدنا ربوةً، ونزلنا وهدةً، فإذا هي بين خمسٍ لا تصلح أن تكون خادمةً لإحداهنّ، وهنّ يجنين من نوّار ذلك الزّهر، وينقلبن على ما أعتم من عشبةٍ وزهرة. فلمّا رأيننا تقربن، فسلّمنا عليهنّ. وقالت الجّارية من بينهن: وعليك السّلام، ألست صاحبي آنفاً? قلت: بلى، ولكنّ لحبّي كان ذلك. فقلن لها: أو تعرفينه? قالت: نعم. فقصّت عليهنّ القصّة كلّها ما كتمت منها حرفاً واحداً.
قلن لها: ويحك، أفما زوّدته شيئاً? قالت زوّدته والله موتاً مريحاً، ولحداً ضريحاً. فانبرت لها أنضرهنّ وجهاً، وأرقّهنّ خدّاً، وأرشقهنّ قدّاً، وأبدعهنّ شكلاً، وأكملهنّ عقلاً، فقالت: والله ما أجملت بدءاً، ولا أحسنت عوداً، ولقد أسأت في الرّدّ،ولم تكافئيه بالودّ، وإنّي أحسبه إليك وامقاً، وإلى لقائك تائقاً، فما عليك من إسعافه في هذا المكان ومعك من لا ينمّ عليك. فقالت لها: يا تعساً إلى ما دعوتني، والله لا أفعل من ذلك شيئاً أو تفعلينه وتشركيني في حلوه ومرّه، وخيره وشرّه. فقالت لها: تعساً تلك إذا قسمة ضيزي تعشقين أنت فترهبين، وتوصلين فتقطعين، ويرغب فيك فتزهدين، ويبذل لك الودّ فتمنعين الرّفد، ثمّ تأمريني أن أشاركك فيما يكون منك شهوةً ولذّةً، ومنّي عناءً وسخرةً? ما أنصفت في القول، ولا أجملت في الفعل.
قالت أخرى منهنّ: قد أطلتنّ الخطاب في غير قضاء أربٍ? فاسألن الرّجل عن قصّته وما في نفسه من بقيّته? فلعلّه لغير ما أنتنّ فيه. فقلن: حيّاك الله وأقرّ بك عيناً، من أنت، ومن تكون? فقلت: أمّا الاسم فالحسن بن هانىء الحكمي وأنا من شعراء السّلطان الأعظم ومن يتزيّن بمجلسه، ويفتخر بحمده وشكره، ويتّقي لسانه. قصدت لتبريد غلّةٍ، وإطفاء لوعةٍ قد أحرقت الكبد، وأذابت الجسد، ثمّ استبطنت الأحشاء فمنعت من القرار، ووصلت الليل بالنّهار. فقالت: لقد أضفت إلى حسن المنطق والمنظر، كريم الخيم والمخبر، وأرجو أن تبلغ أمنيتك، وتنال بغيتك. فهل قلت شيئاً في صبوتك? قلت: نعم. قلن: أنشد فأنشدتهنّ:

حجبت رجاء الفوز بالأجر قاصداً، لحطّ ذنوب من ركوب الكبـائر،
فأبت، كما آب الشّقيّ بـخـفّـه حنين، فلم أوجر بتلك المشاعـر
دهتني بعينيها، وبهجة وجهـهـا، فتاةٌ، كمثل الشّمس أسحر ساحر؛
منعمةٍ، لو كان للبـدر نـورهـا، لمّا طلعت بيض النّجوم الزّواهر.
فإن بذلت، نلت الأماني كلّـهـا، وإن لم تنلني، زرت أهل المقابر.
فقلن: أحسنت، والله. ثمّ قالت: إنّها والله ساعتك الطّولى، إن خالفتني! قالت: لقد سمعت جوابي. فقالت أخرى: أجيبيها إلى ما دعت من الشّركة لتكن إحداكنّ في الأمر. فقلن: قد انتصفت، وقد أطلتنّ الخطاب على أمرٍ فأمضيه قبل انتشار الحي، فالوقت ممكن، والمكان خالٍ. فأجمعن على ذلك ولست أشكّ فيما أظهرن، ثمّ قلن: بمن تبدأ? قلت اقترعن. فوقعت القرعة على أملحهنّ. فصرت إلى باب المغارة هناك، فأدخلتني وأبطأت عنّي قليلاً، وجعلت أتوق وأنظر إلى دخول إحداهن. فبينا أنا كذلك، إذ دخل عليّ أسود كأنّه سارية، بيده أيره وهو منعظ كمثل ذراع البكر. فقلت: ما تريد? قال: أنيكك. فأهمّتني والله نفسي، فصحت بصاحبي، وكان أجلد منّي، فخلّصني من الأسود. ولم أكد أخلص منه فخرجت من المغارة فإذا هنّ ينظرن من الخيمات كأنّهنّ لآلىء ينحدرن من سلكٍ، وهنّ يتضاحكن حتّى غبن عن بصري. فأسرعنا الرّجعة إلى رحالنا فقلت لصاحبي: من أين جاء الأسود? قال: كان يرعى غنماً عند ربوةٍ من المغارة، فأومأن إليه، فأسرع نحوهنّ، فأوحين إليه شيئاً فرابني ذلك. فأسرعت نحوك فسبقني ودخل عليك، ولولا ذلك لكان قد تمكّن منك الأسود. فقلت: أتراه كان يفعل? قال لي: فأنت في شكٍّ من هذا? فقلت له: اكتم عليّ. وانصرفت وأنا والله أخزى من ذات النّحيين.
فاجرة السّرداب
قال دعبل بن علي: بينا أنا سائرٌ بباب الكرج وقد استولى الفكر على قلبي فحضرني بيت شعرٍ خطر به لساني من غي النّطق به، فقلت:
دموع عيني لها انبساط ونوم جفني له انقباض
وإذا جاريةٌ معترضةٌ تسمع كلامي فقالت:
وذا قليلٍ لمـن دهـتـه بلحظها الأعين المراض
فلم أعلم أنّي خاطبت جاريةً أعذب منها لفظاً، ولا أسحر طرفاً، ولا أنضر خدّاً، ولا أحسن مشياً، ولا أرجح عقلاً. فوددت أنّ كلّ جارحةٍ منّي عينٌ تنظر، أو قلبٌ يفهم، أو أذنٌ تسمع. فقلت:
أترى الزّمان يسرّنا بتلاقٍ ويضمّ مشتاقاً إلى مشتاق
ما للزّمان يقال فيه وإنّما أنت الزّمان فسرّنا بتلاقٍ
قال: فلحظتها، وتبعتني. وذلك حين أملاقي، واختلال حالي. فقلت: مالي إلاّّ منزل صريع الغواني، فأتيته، واستوقفتها، ودخلت إليه. وقلت: ويلك يا مسلم، أجمل لك الحبروجة على الباب تقلّ له الدّنيا وما فيها من عسرٍ وضيقةٍ. قال لي: شكوت إلى ما كدت أبدؤك به الشّكوى، ولكن أئت بها على كلّ حال. فلمّا دخلت قال لي: والله ما أملك إلاّ هذا المنديل. فقلت له: هو البغية. قال، فأخذته فبعته بثلاثين درهماً، واشتريت خبزاً ولحماً ونبيذاً. وإذا هما يتنازعان حديثاً كأنّه قطع الرّوض ذكرت به قول بشّار فقلت:
وحديثٍ كأنّه قـطـع الـرّو ض وفيه الصّفراء والحمراء
فقال لي مسلم: بيتٌ نظيفٌ، ووجهٌ ظريفٌ، ولا نفل ولا ريحان? أخرج فالتمس لنا ذلك. قال، فخرجت وجئت بما طلب،فإذا لا حسّ منهما ولا أثر لهما، فجعلت أطيل الذّكر، وأرجم الظّنّ، حتّى إذا جنّ الليل وفي قلبي لهيب النّيران، ثاب عليّ عقلي وقلت: لعلّ الطّلب يوقعني على موضعٍ خفيٍّ. فوقفت على باب سردابٍ وإذا هما قد نزلا ومعهما جميع ما يحتاجان إليه فأكلا وشربا ونعما. فدلّيت رأسي وصحت مسام ثلاث مرّاتٍ، فلم يكلّمني بأكثر من أن قال لي: محلّنا، والنّفقة من عندنا، وأنت فضولي، ما هذا الذي تقترح? اصبر مكانك حتّى يؤذن لك، فبقيت طول ليلتي أتقلّى على جمر الغضا لا أعرف أين أنا. فلمّا انشقّ الصّبح إذا به طلع وطلعت الجّارية في أثره، فأسرعت إليه وخرجت تعدو ولم تخاطبني، فكانت أعظم حسرةٍ نزلت بي.
باب ما جاء في الزّنا والتّحذير من عواقبه


توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:35
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5329
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


بسم الله الرحمن الرحيم
باب ما جاء في وصف النّساء
المرأة بين معاوية وصعصعة
قال معاوية لصعصعة: أيّ النّساء أحبّ إليك? قال: المواتية لك فيما تهوى. قال: فأيّهن أبغض إليك? قال: أبعدهنّ لما ترضى. قال معاوية: هذا النّقد العاجل. فقال صعصعة: بالميزان العادل.
وقال معاوية: ما رأيت نهماً في النّساء إلاّ عرف ذلك في وجهها.


   

قضاء عمر في المرأة
شكت امرأةٌ إلى زوجها قلّة إتيانه إليها، فقال لها: أنا وأنت على قضاء عمر. قالت: قضى عمر أنّ الرّجل إذا أتى امرأته في كلّ طهرٍ فقد أدّى حقّها.
الشّرّ مجلبةٌ للجّماع
وقع بين امرأةٍ وزوجها شرٌّ فجعل يكثر عليها بالجّماع، فقالت له: أبعدك الله!
اقتلها وعليّ إثمها
جاء رجلٌ إلى علي، رضي الله عنه، فقال له: إنّ لي امرأةً كلّما غشيتها تقول قتلتني. فقال: اقتلها وعليّ إثمها.
غدرت به زوجته فقتلها
غزا ابن هبيرة الغسّاني الحارث بن عمر فلم يصبه في منزله، فأخرج ما وجد له، واستاق امرأته فأصابها في الطّريق، وكانت من الجمال في نهايةٍ، فأعجبت به، فقالت: له أنج فوالله لكأنّي به يتبعك كأنّه بعيرٌ أكل مراراً. فبلغ الخبر الحارث فأقبل يتبعه حتّى لحقه فقتله، وأخذ ما كان معه، وأخذ امرأته. فقال له: هل أصابك? فقالت: نعم، والله ما اشتملت النّساء على مثله قط. فلطمها ثمّ أمر بها فوثّقت بين فرسين ثمّ أحضرهما حتى تقطّعت. ثمّ أنشأ:
كلّ أنثى وإن بدا لك منها
 
آية الودّ حبّها خيتعـور
إنّ من غرّه النّساء بـودٍّ
 
بعد هذا لجاهلٌ مغرور
رأي الحكماء وغيرهم في المرأة
قال بعض الحكماء: لم تنه قط امرأةٌ عن شيءٍ إلاّ فعلته. للغنوي:
إنّ النّساء متى ينهين عن خلقٍ
 
فإنّه واقعٌ لابدّ مـفـعـول
ولغيره:
لا تأمن الأنثى حبتك بودهـا إنّ النساء ودادهنّ مقـسّـم
اليوم عندك دلّها وحديثـهـا وغداً لغيرك كفّها والمعصم



رأي أعرابيٍّ في النّساء
سئل أعرابيٌّ عن النّساء، وكان ذا همٍّ بهنّ، فقال: أفضل النّساء أطولهنّ إذا قامت، وأعظمهنّ إذا قعدت، وأصدقهنّ إذا قالت، التي إذا ضحكت تبسّمت، وإذا جوّدت؛ التي تطيع زوجها، وتلزم بيتها؛ العزيزة في قومها، الذّليلة في نفسها، الولود، التي كلّ أمرها محمود.
الذّنب يساوي الطّلاق
طلّق رجلٌ امرأته، فقالت له: أبعد صحبةً خمسين سنةً قال: ما لك عندنا ذنبٌ غيره?.
رأي عبد الملك في الجّواري
قال عبد الملك بن مروان: من أراد أن يتّخذ جاريةً للمتعة، فليتّخذها بربريّةً ومن أراد للولد فليتّخذها فارسيّةً؛ ومن أرادها للخدمة فليتّخذها روميّةً.
الأصمعي وبنات العمّ
قال الأصمعي: بنات العمّ أصبر، والغرائب أنجب. وما ضرب رؤوس الأبطال كابن عجميّة.
أعوذ بعدلك يا أمير المؤمنين
من جور مروان
ذكر أنّ معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يومٍ بمجلسٍ كان له بدمشق على قارعة الطّريق، وكان المجلس مفتّح الجوانب لدخول النّسيم، فبينما هو على فراشه وأهل مملكته بين يديه، إذ نظر إلى رجلٍ يمشي نحوه وهو يسرع في مشيته راجلاً حافياً، وكان ذلك اليوم شديد الحرّ، فتأمّله معاوية ثمّ قال لجلسائه: لم يخلق الله ممّن أحتاج إلى نفسه في مثل هذا اليوم. ثمّ قال: يا غلام سر إليه واكشف عن حاله وقصّته فوالله لئن كان فقيراً لأغنينّه، ولئن كان شاكياً لأنصفنّه، ولئن كان مظلوماً لأنصرنّه، ولئن كان غنياً لأفقرنّه. فخرج إليه الرسول متلقياً فسلّم عليه فردّ عليه السّلام. ثمّ قال له: ممّن الرّجل? قال: سيّدي أنا رجلٌ أعرابيٌّ من بني عذرة، أقبلت إلى أمير المؤمنين مشتكياً إليه بظلامةٍ نزلت بي من بعض عمّاله. فقال له الرّسول: أصبحت يا أعرابي? ثمّ سار به حتّى وقف بين يديه فسلّم عليه بالخلافة ثمّ أنشأ يقول:
 معاوي يا ذا العلم والحلم والفضـل ويا ذا النّدى والجود والنّابل الجزل
 أتيتك لمّا ضاق في الأرض مذهبي فيا غيث لا تقطع رجائي من العدل
وجد لي بإنصافٍ من الجّائر الـذي شواني شيّاً كان أيسـره قـتـلـي
 سباني سعدى وانبرى لخصومـتـي وجار ولم يعدل، وأغصبني أهلـي
 قصدت لأرجو نفعه فـأثـابـنـي بسجنٍ وأنواع العذاب مع الكـبـل
 وهمّ بقتلـي غـير أن مـنـيّتـي تأبّت، ولم أستكمل الرّزق من أجلي
 أغثني جزاك الـلـه عـنّـي جـنّةً فقد طار من وجدٍ بسعدى لها عقلي



توقيع : حزين القلب





صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
الــرد الســـريـع
..





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى