منتديات رحيل القمر
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا انضمامك الينا في منتدى رحيل القمر ..لتترك معنا بصمتك ..فلا ترحل دون

ان نرى بريق اسمك معنا ..يحلق في سماء منتدانا المتواضع ..وشكرا لك
منتديات رحيل القمر
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا انضمامك الينا في منتدى رحيل القمر ..لتترك معنا بصمتك ..فلا ترحل دون

ان نرى بريق اسمك معنا ..يحلق في سماء منتدانا المتواضع ..وشكرا لك









أهلا وسهلا بك إلى منتديات رحيل القمر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.




آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك شركة تركيب مكيفات اسبلت في عجمان
شارك اصدقائك شارك اصدقائك في خافقي رسم من ورق
شارك اصدقائك شارك اصدقائك اكبر ترحيب للشاعر سامر الرشق
شارك اصدقائك شارك اصدقائك شركة رش مبيدات بالدمام
شارك اصدقائك شارك اصدقائك رحيلي عنكم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الجديدة العضوة دمعه السعودية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ماهو مفهوم الاعاقة السمعية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفليبانسرين هل هو فياجرا نسائية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تركيب مظلات سيارات الرياض
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أترك لك هنا ... بصمه !! بـ ( حديث / دُعاء/ حكمة / نصيحة ) .. !!
الأحد 21 أبريل 2024, 19:37
الإثنين 15 أبريل 2024, 23:39
السبت 06 أبريل 2024, 18:24
الأربعاء 13 مارس 2024, 20:21
الأربعاء 13 مارس 2024, 20:11
الإثنين 19 فبراير 2024, 14:23
السبت 17 فبراير 2024, 09:53
الخميس 08 فبراير 2024, 11:29
السبت 03 فبراير 2024, 19:46
الأحد 14 يناير 2024, 01:59















منتديات رحيل القمر :: التاريخ والحضارات والتراث الاسلامي والعربي :: التاريخ والحضارات :: التاريخ الاسلامي

صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
شاطر

مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 11 يونيو 2013, 01:51
المشاركة رقم:
yassin lhabibe
المراقب العام

yassin lhabibe

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 757
تاريخ التسجيل : 28/05/2013
نقاط : 6854
السٌّمعَة : 1
العمر : 32
المزاج : الحمد لله
مُساهمةموضوع: مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي


مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي


تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي

تمهيد للفترة الإسلامية:

أ- أرض المغرب : عبارة الغرب الإسلامي يقصد بها المغرب و الأندلس
و هي المنطقة الممتدة غرب مصر حتى المحيط الأطلسي و هي تنقسم إلى مغرب أدنى و يقصد به إفريقية (تونس) ثم المغرب الأوسط ( الجزائر) ثم المغرب الأقصى ( المغرب الحالي ) فالأندلس.

ب- سكان المغرب قبل الفتح الإسلامي : هناك تشابه بين الإنسان الامازيغي و نظيره المشرقي سواء الحامي ( المصري) أو السامي ( اليمني ) بالإضافة إلى تشابه اللهجات و الكتابات البربرية مع لهجات و كتابات جنوب الجزيرة العربية مما يرجح الأصل المشرقي للبربر . و هم ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين : البتر و يعرفون بالبداوة و الترحال و البرانس و يعرفون بالاستقرار و الزراعة .و أهم القبائل البربرية هي الزناتية و الصنهاجية و المصمودية .

ج- بعض المظاهر الحضارية للبربر قبل الإسلام :
الحياة الاجتماعية: هناك تشابه بين النظام القبلي البربري و نظيره العربي. فهم موزعون إلى مستقرين و رحل و مساكنهم تختلف حسب نمط عيشهم.
الحياة الدينية: عرف الإنسان المغربي القديم عدة ديانات كالوثنية ذات الأصل المصري و الفينيقي و الروماني أو الديانات السماوية كاليهودية
و المسيحية التي تخلى عنها المغاربة بمجرد اعتناقها من طرف الدولة الرومانية
و اعتنقوا مكانها المذهب الدوناتي .
النشاط الاقتصادي: في أنشطتهم الاقتصادية كان السكان يمارسون إما الرعي أو حماية القوافل أو تجارة القوافل أو الاشتغال بالزراعة لدى المستعمرين، أما التجارة الخارجية فقد كانت بيد الفينيقيين ثم الرومان ثم البيزنطيين.
الحالة السياسية : مر المجتمع المغربي بالحكم القرطاجي ثم الروماني ثم الوندالي ثم البيزنطي . و في كل مرة كانت تحدث ثورات ضد المستعمرين و استطاع المغاربة أن يكونوا ممالك أو اتحادات أمازيغية لمواجهة المستعمر .


الفصل الأول

الفتح الإسلامي للمغرب و الأندلس
أ- فتح المغرب:

1- فتح المغرب استمرار للفتح في المشرق : بعد وفاة الرسول و القضاء على المرتدين انطلقت الجيوش الإسلامية من أرض الحجاز لتوسيع دائرة الدولة الإسلامية .فتوجهت إلى بلاد الشام و بلاد فارس و مصر مصطدمة في ذلك بالجيوش الفارسية و البيزنطية . و قد تعين على الدولة الإسلامية باستمرار تأمين حدودها الغربية مما دفعها دائما إلى مزيد من الفتوحات غربا لطرد القوات البيزنطية .

2- مراحل الفتح : تأثرت عملية الفتح بالظروف السياسية التي مرت منها الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين و الدولة الأموية و مقاومة البيزنطيين و موقف السكان البربر من الفاتحين العرب ، و قد مرت بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : كانت بمثابة استكشاف لما هو غرب مصر حيث فتح عمرو بن العاص برقة و طرابلس في عهد عمر بن الخطاب ثم فتح عبد الله بن سعد بن أبي سرح إفريقية في عهد عثمان بن عفان لكنه رحل عنها مقابل جزية سنوية . و في عهد معاوية تجددت الفتوحات بعد تحريض من أهل افريقية فوجه جيشا يقوده معاوية بن حديج حيث قام بعدة معارك في العمق التونسي ثم في سنة 250 ه تم تعيين عقبة بن نافع كوال خاص على افريقية ليقود منها الحملات المنظمة مستقبلا.
المرحلة الثانية : تميزت هذه المرحلة بتباين سياسيات كل من عقبة بن نافع و ابي مهاجر الدينار ، فالأول كان يعتمد سياسة الشدة و المواجهة مع البربر مما جعلهم يتحالفون مع البيزنطيين ضده أما الثاني الذي سيأتي بعده فسيعتمد سياسة التصالح مع البربر مما سيمكنه من الانتصار على البيزنطيين و التقدم في الفتوحات لكن في عهد يزيد بن معاوية سيعود عقبة بن نافع بسياسته العنيفة مع البربر التي ستنتهي بمقتله عند بلدة تهودا مما سيعيد الفتوحات إلى نقطة الصفر خصوصا مع الاضطرابات السياسية التي عرفتها الدولة الأموية ممثلة في ثورة عبد الله بن الزبير .لكن بعد إخمادها ستتجدد الفتوحات على عهد عبد الملك بن مروان الذي سيكلف واليه الجديد زهير بن قيس بإعادة فتح إفريقية و المغرب حيث سينجح في هزم كسيلة و قواته لكنه سيقتل بعد ذلك في إحدى المعارك مع البيزنطيين .
المرحلة الثالثة : في سنة 72ه سيعين عبد الملك بن مروان حسان بن النعمان واليا على إفريقية و سيتمكن هذا الوالي من فتح قرطاجة و هزم الكاهنة زعيمة البربر سنة 82 ه و سيشيد مدينة تونس لتكون قاعدة للأسطول الإسلامي حيث بنى بها دار لصناعة السفن . و قد كان من أهم أعماله أنه أقام ديوانا للجند الذي صار مكونا من العرب و البربر لضبط العناصر المحاربة و أجورها ثم أيضا قام بتنظيم ديوان الخراج لضبط المداخيل و النفقات المالية ثم كذلك اقتسام الأراضي الزراعية بين العرب و البربر ثم اهتم كذلك بنشر الإسلام و اللغة العربية بين البربر بواسطة الفقهاء .
كل هاته الأعمال من طرف حسان بن النعمان مكنت من توطيد الفتح الإسلامي لإفريقية و المغرب الأوسط مما سيمهد الطريق لوال جديد اسمه موسى بن نصير لفتح المغرب الأقصى في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك حيث سيتبع خطة سلفه في إدماج البربر في الدولة الإسلامية لينطلق بعد ذلك لفتح الأندلس رفقة القائد البربري طارق بن زياد .
3-نظرة على الفتوحات : من خلال ما سبق نرى أن الفتوحات الإسلامية ببلاد المغرب عرفت تعثرا واضحا و عدم استقرار لان العرب في البداية عجزوا عن استمالة البربر و فك تحالفهم مع البيزنطيين لكن يبدو أنهم وعوا الدرس فاستمالوهم إليهم و أدمجوهم في الجيش و اقتسموا معهم الأراضي الزراعية
و نشروا بينهم تعاليم الإسلام فانفتحت أمامهم بلاد الغرب بسهولة مما يجعلنا نفهم أن سبب مقاومة البربر و ارتدادهم لم يكن دينيا بل سياسيا فقط.

ب - فتح الأندلس :

يقصد بالأندلس القسم الجنوبي لشبه الجزيرة الإيبرية و قد حمل هذا الإسم نظرا لاستقرار قبائل الوندال الجرمانية به و قد كان يسكنه منذ الفتح الإسلامي القوط الغربيون ذوو الديانة المسيحية و اللغة اللاتينية .

1- الظروف الممهدة للفتح الإسلامي :
كانت الظروف التي تمر منها الأندلس آنذاك أكثر من مشجعة للفتح الإسلامي ، فقد كانت إسبانيا تعاني من تدهور عام تمثل في صراعات سياسية على الحكم و اضطهاد ديني لليهود و ضرائب ثقيلة و انهيار في الإنتاج الزراعي الذي أدى إلى المجاعة و انتشار الطاعون مما جعل البلاد مهيأة لقدوم الفاتحين الذي يرى بعض المؤرخين المسلمين انه كان من مصلحتهم فتح الأندلس لإشغال البربر عن الردة بل و كذلك لإشغال العرب يمانيين و قيسيين و إبقائهم بعيدين عن مركز الخلافة .

2- مراحل الفتح :
تميزت عملية الفتح بثلاث مراحل : أولا المرحلة الاستكشافية حيث تم إرسال السرايا المقاتلة لجس نبض القوط ثم بعد ذلك عبرت قوات طارق بن زياد المضيق بأمر من ابن نصير ، و سينجح هذا القائد البربري في هزيمة ملك القوط لذريق في معركة لكه سنة 92 ه ثم في النهاية ستعبر قوات موسى بن نصير لتلتحم مع قوات طارق بن زياد لاستكمال عمليات الفتح و القضاء على جيوب المقاومة القوطية باستثناء مثلث جبلي في الشمال الغربي الذي سيصبح فيما بعد نواة لحركة الاسترداد .

3- نتائج الفتح:
فيما يخص الطرف الاسباني فقد استفاد من الفتح الإسلامي شيوع الأمن
و الحرية الدينية لكل من النصارى و اليهود بالإضافة الى إمكانية تملكهم للأراضي الزراعية نظير خراج يدفعونه للدولة بعد أن كانوا مجرد عبيد أو فلاحين لدى الإقطاعيين و رجال الكنيسة .أما فيما يخص الطرف الإسلامي فقد استفاد من حصوله على الغنائم الضخمة و انتعاش الحركة الاقتصادية و الزراعية و التجارية نتيجة شيوع الأمن و الاستقرار و انخفاض الضرائب و إلغاء نظام الإقطاع . أما على المستوى الاجتماعي فقد عرفت البلاد امتزاج العناصر العربية بأهل البلاد الأصليين مع عامل سلبي تمثل في انتقال الصراع القيسي اليماني من المركز إلى الطرف الغربي من الدولة الإسلامية ( الأندلس تحديدا ).
















الفصل الثاني

الغرب الإسلامي في عصر ولاة الخلافة المشرقية

أ- عصر الولاة في الأندلس :

1- الغزوات في جنوب فرنسا : استطاعت الغزوات الإسلامية ان تصل إلى بوردو بقيادة الأمير عبد الرحمان الغافقي لكنها ستتوقف إثر الهزيمة التي سيتعرض لها المسلمون في معركة بلاط الشهداء عند بواتييه .

2- العلاقة بين الفاتحين و اللاحقين : تميزت العلاقة بضعف الاستقرار
و ظهور النزاع بين العناصر الفاتحة للأندلس و الوافدة عليها بعد الفتح خصوصا حول توزيع الفئ من الأرض . و قد تركز هذا الصراع بين القبائل اليمنية و القبائل القيسية ، بحيث صار مصير كل فريق منهما رهنا بانتماء الوالي إليه ، أما فيما يخص علاقة العرب بالبربر فقد شملها التوتر أيضا نظرا لان العرب استقروا بالمناطق الخصبة و تركوا للبربر المناطق الجبلية الواقعة على الحدود مما دفعهم إلى الثورة و التمرد ، أيضا ظهر نزاع بين الفاتحين الأوائل أو ما يعرف بالبلديين و الوافدين الجدد من أبناء الشام .
هذه الاضطرابات السياسية التي عمت بلاد الأندلس انعكست إلى مجاعة و وباء فاستغل المسيحيون هذه الظروف و شرعوا في حروب الاسترداد و قد ساعدهم على ذلك انهيار الدولة الأموية في الأندلس ابتداء من سنة 138 ه .

ب- عصر الولاة بإفريقية و المغرب :

1- السياسة العامة للولاة :تميز الولاة بتعصبهم لطائفتهم القيسية أو اليمينية بحيث صار معتادا ان يصادر الوالي اللاحق أموال الوالي السابق بل و ينكل به هو و أتباعه . أما عن علاقتهم بالبربر فإنهم باستثناء الوالي إسماعيل حفيد أبي مهاجر الذي عينه عمر بن عبد العزيز ، فقد تميزت هذه العلاقة بالتوتر و سوء السيرة مثل الوالي يزيد بن ابي مسلم الذي فرض الجزية على مسلمي البربر و كذلك عمر المرادي نائب الوالي عبد الله بن الحباب الذي أراد تخميس أراضي البربر رغم إسلامهم .
كما هو واضح فإن توقف الفتوحات دفع دولة الخلافة إلى البحث عن موارد مالية جديدة ، فلجأت إلى فرض جبايات جديدة و مصادرة أموال و أراضي البربر مما سيدفعهم لاحقا للثورة .
2- ثورات البربر: كان لسياسة السلطة الحاكمة المتعسفة و انتشار مبادئ الخوارج بين البربر دور أساسي في دفعهم إلى الثورة .فقد تزامن ذلك مع ظهور الخوارج في بلاد البربر ممثلين في فرقتي الاباضية في طرابلس و جبل نفوسة
و الصفرية في المغرب الأقصى . و قد قاموا بثورات عنيفة تغلبت عليها الدولة الحاكمة بصعوبة بالغة مما سيقنع الخوارج الصفرية بالابتعاد عن مراكز العواصم و الاستقرار جنوبا في الصحراء في سجلماسة ، فأسسوا بها إمارة بني مدرار سنة 140 ه حيث سيعرف الغرب الإسلامي عقب انهيار الدولة الأموية انفصال العديد من الإمارات و استقلالها بذاتها كإمارة برغواطة سنة 127 ه و إمارة نكور سنة 123 ه و الإمارة الأموية بالأندلس سنة 138 ه . مما جعل الغرب الإسلامي كله منفصلا سنة 140ه .
و لقد حاول الخليفة العباسي جعفر المنصور أن يستعيد سيطرته على الغرب الإسلامي فبعث بقوات مهمة تحت قيادة محمد بن الأشعث الخزاعي لكنه لم ينجح في مهمته مما دفعه الى توارث الولاية في افريقية في أسرة المهلبيين التي استطاعت التغلب على الخوارج ، فأسس إمامهم عبد الرحمان بن رستم إمارته بتاهرت بعيدا عن طريق الحملات العباسية .لكن ولاية المهلبيين لم تدم في افريقية بسبب النزاع بين العنصر العربي و الفارسي في الجيش ، ففكر الخليفة العباسي هارون الرشيد في حل آخر و هو جعل ولاية إفريقية تتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي تحت أسرة بني الأغلب سنة 184 ه .
كان من نتائج هذه الثورات أن ساءت الأحوال الاقتصادية و الزراعية، أما من الناحية البشرية فقد عرفت البلاد المغربية امتزاج العنصر العربي بالعنصر الفارسي بالبربري ، أما من الناحية السياسية فقد تأكد انفصال الغرب الإسلامي بإماراته المستقلة عن الخلافة المشرقية .



الفصل الثالث

عصر الإمارات المستقلة

بعد القرن الثاني الهجري حدث تحول جذري في الوضع السياسي للمغرب ، فبعد أن كان خاضعا للقوى الأوربية ثم الخلافة الإسلامية المشرقية ، فإنه نجح في تحقيق الاستقلال السياسي من خلال عدة إمارات متباينة سياسيا و مذهبيا.

* إمارة بني صالح في نكور :
1- الإمارة خلال القرنين الثاني و الثالث :
ظهرت إمارة نكور كأول إمارة مستقلة على أساس المذهب السني في أقصى شمال المغرب الأقصى ، و قد امتد عمرها السياسي من سنة123ه الى سنة305ه و يعتبر صالح بن منصور مؤسسها الأول الذي استقر بهذه المنطقة ة اسلم أهلها على يديه و دانوا له بالطاعة ثم خلفه بعد ذلك ابنه المعتصم ثم إدريس بن صالح ثم ابنه سعيد بن إدريس الذي سيؤسس مدينة نكور سنة 123 التي ستتعرض لهجوم المجوس النورمانديين سنة 244 ه ثم بعد الأمير سعيد حكم ابنه صالح بن سعيد ثم ابنه الأصغر الأمير سعيد .
الملاحظ ان هذه الإمارة رغم صغر حجمها قد عانت من تمرد البربر
و التقلبات السياسية و أطماع جيرانها الأقوياء مما جعلها تعيش باستمرار وضعا سياسيا قلقا.
2- الإمارة بين التبعية للعبيديين و الامويين و الاستقلال :
عانت الإمارة من قوة جيرانها الشيعيين حيث هاجمها عامل عبيد الله الشيعي على تيهرت مصالة بن حبوس ، فاستولى عليها سنة 305ه لكنها ستعود إلى التمرد بدعم من الأمويين ثم بعد ذلك سيعود إليها الشيعيون و سيدخلونها سنة 308 ه ، لكنها ستتمرد في عهد إسماعيل بن عبد الملك الذي سيقتله القائد الشيعي صندل الفتى سنة 323 ه و مرة أخرى ستتمرد الإمارة تحت قيادة ابن الرومي ثم ستنتقل الإمارة بعد ذلك إلى أسرة بني جرثم مستفيدة من التنافس العبيدي الأموي حول المغرب. و في سنة 410 ه سيحكم الإمارة أسرة بربرية من ازداجة كان آخر أمرائها عز بن يوسف الذي قتله المرابطون عند دخولهم نكور سنة 460 ه منهيين بذلك عهد هذه الإمارة المستقلة .

* إمارة تامسنا البرغواطية :
1- النشأة و التطور :
يقع إقليم تامسنا بين نهر ام الربيع جنوبا و نهر سلا شمالا و البحر المحيط غربا و جبال فازاز ( الأطلس المتوسط ) شرقا و هو غني بموارده الاقتصادية من زراعة و رعي و تجارة ، اما قبائله فيغلب عليها الأصل الزناتي و قد عرفت إمارة برغواطة بنزوعها للاستقلال منذ العصر الروماني و في العصر الإسلامي بسبب مظالم الأمويين اعتنقت مذهب الخوارج الصفرية و شاركت في ثورتهم ثم في سنة 123 استقلت تحت قيادة طريف . و الملاحظ انه ربما إمعانا في الاستقلال قد أبدع أمراؤها ديانة جديدة خاصة بالبربر لا سيما في عهد الأمير يونس بن الياس مما سيجر عليه عداوة جيرانه الادارسة متهمين اياه بالارتداد و سيتمكنون من فتح هذه الإمارة و ضمها إلى مجال نفوذهم في عهد إدريس الأول .
لكن إمارة برغواطة سيتجدد ظهورها عند ضعف الأدارسة على يد الأمير أبو عقير يحمد سنة 270ه و سيخلفه بعد ذلك ابنه أبو الأنصار عبد الله ثم أبي المنصور عيسى الذي سيوطد العلاقة مع أمويي الأندلس بإرسال سفيره إليه زمور بن موسى ، لكن في عهد الأمير أبو حفص عبد الله سيهجم المرابطون على إمارته و يقضون عليها .

2- العلاقات التجارية و العسكرية :
رغم الحروب التي عرفتها برغواطة مع جيرانها فإن العلاقات التجارية معهم ظلت كما هي ، فكانوا يتاجرون مع سجلماسة المدرارية و الادارسة بفاس و كذلك مع الأندلس عن طريق الملاحة البحرية . أما عن قوتهم العسكرية فقد كانت تتكون من 15200 فارس من مختلف القبائل البرغواطية . و قد عانت كثيرا من أطماع جيرانها الادارسة و العبيديين و الامويين و ايضا من إمارة بني يفرن بسلا مما أنهكها بشدة ثم جاء المرابطون فقضوا عليها سنة 460ه .

*إمارة سجلماسة المدرارية :
1- التطور السياسي :
مثلما ظهرت إمارة برغواطة من خلال حركة الخوارج الصفرية فقد ظهرت أيضا إمارة بني مدرار المكناسيين بسجلماسة سنة 140 ه في واحة تافيلالت بعيدا عن القيروان و قد سكنها خليط من القبائل الزناتية و السودانية و الصنهاجية ،
و تميزت في البداية بتولية أمرائها من أفراد ليست لهم عصبية قوية كعيسى بن يزيد الأسود ربما تحت تأثير تعاليمهم الخوارجية الديموقراطية حتى لا يستبد أميرهم بالحكم و يسهل عزله او قتله اذا انحرف عن مبادئهم . و قد بلغت أوجها
في عصر الإمام اليسع أبو منصور بفضل توافد العديد من الأقوام عليها من
الأندلسيين الربضيين و الخوارج الاباضية و انتعاش تجارتها القائمة على الذهب
و الفضة.لكنها ستعاني من تدخلات الاباضية في عهد الأمير المنتصر و عهد الأمير بن ميمون . أما الأمير اليسع الثاني فقد حاول توسيع نفوذ إمارته غربا و جنوبا للربط بين السودان و البحر الأبيض المتوسط لكن أهميتها التجارية جعلتها محط أطماع العبيديين فاستولوا عليها سنة 396 ه و مع ذلك فقد عرفت الإمارة بعض المحاولات الاستقلالية على عهد الأمير الشاكر لله الذي اعتنق المذهب السني و بعض أبنائه لكنها ستبوء بالفشل نظرا لقوة جيرانها العبيديين و الامويين
و المرابطين

2- العلاقات المدرارية :
كانت سجلماسة محاطة بجيران كثيرين بمذاهب مختلفة لذلك أقامت معهم علاقات متباينة ، فمثلا يقال أنها اعترفت بالخلافة العباسية درءا لشر الاغالبة أما فيما يخص الادارسة فقد ناصبتهم العداء الصريح لأطماعهم فيها أما الرستميين فقد تقاربت معهم بسبب تقارب المذهبين الصفري السجلماسي و الاباضي الرستمي ، أما بالنسبة للاندلسيين فانه رغم الاختلاف المذهبي فقد تعاملت معهم تجاريا لكنهم سيضمونها لنفوذهم عن طريق احد حلفائهم الزناتيين، أما فيما يخص بلاد السودان فقد تبادلوا معها التمر و الحناء و المنسوجات و النحاس و الفضة مقابل الذهب
و العبيد مما جعلها إمارة شديدة الثراء ، الأمر الذي سيغري المرابطين بالسيطرة عليها قبل انطلاقهم نحو الشمال .
*إمارة تاهرت الرستمية :
1- مراحل تطور الإمارة :
مرت الإمارة بعدة مراحل أولاها كانت مرحلة التأسيس حيث أسست على يد عبد الرحمان بن رستم الفارسي معتمدا المذهب الاباضي الذي ظهر أول مرة بين قبائل جبل نفوسة بإقليم طرابلس ثم بعد ذلك تم تأسيس مدينة تاهرت نظرا لموقعها التجاري بين الشرق و الغرب و الصحراء و البحر .و تميزت هذه الإمارة بتنوع ساكنيها و ازدهار تجارتها حتى سميت بعراق المغرب . أيضا تميزت بنظامها السياسي الديموقراطي القائم على الشورى خصوصا في عهد عبد الرحمان بن رستم . لكن في عهد ابنه عبد الوهاب سيتحول نظام الشورى إلى نظام الوراثة مما سيجر على الإمارة تبعات هذا الأمر حيث ستعرف عدة انشقاقات ممثلة في الحركة النكارية و الحركة الخلفية و الحركة النفاثية في عهد الامام أفلاح الذي استطاع أن يتغلب عليهما بسياسة التفرقة بين القبائل و إقالة العمال غير المرغوب فيهم من طرف السكان ، فاستطاع ان يضمن الاستقرار طيلة فترة حكمه . لكن الإمارة ستدخل بعده مرحلة الاضطرابات باندلاع الصراع بين مكوناتها البربرية

و العربية والفارسية حول الإمامة ، فحكمها محمد بن مسالة من قبيلة نفوسة ثم بعد ذلك حكمها أبي يقظان ثم أبو حاتم فالإمام يقظان إلى ان جاء العبيديون و قضوا عليها.

2- بعض المظاهر الحضارية في تاهرت :
تميز الجهاز الإداري للإمارة بالبساطة و قد كان ينقسم إلى وظائف تحتكرها نفوسة كالإمامة و القضاء و الشرطة و بيت المال، أما الفرس فقد نالوا قيادة الجيش. و قد كان يدعم هذا الجهاز مجلس استشاري أحيانا و مما يمكن ذكره حول الإمامة بهذه الإمارة هو انها كانت شورية في الأول ثم صارت تعتمد على دعم القبائل ثم على رضى العامة ..
أما فيما يخص مظاهر العمران فقد حافظت الإمارة الى حد ما على طبع البساطة مع بعض مظاهر البذخ الذي كانت تحده خشونة القبائل البدوية ، إلا انه فيما يخص الحياة العلمية فقد عرفت ثراء كبيرا و تسامحا مع باقي الفرق غير الاباضية .و قد خلف الاباضيون مؤلفات عدة تعرضت للإتلاف عند دخول العبيديين.
3- العلاقات الرستمية :
بخصوص الاغالبة ، رغم العداوة الظاهرة فإن الرستميين تميزت علاقتهم معهم بالمسالمة مع بعض الاصطدامات بسبب انشغال كل واحد بمشاكله الداخلية . لذلك ظلت قوافل التجارة تتردد بين الجهتين أما بالنسبة للادراسة فقد توترت علاقتهم معهم في البداية ليسودها السلام لانشغال كل طرف بمشاكله الداخلية ، أما مع أمويي الأندلس فان المصالح التجارية بين البلدين فرضت منطقها عليهما فتعاونا فيما بينهما حيث بنى الأندلسيون مرفأي تنس و وهران و زود الرستميون الأندلس بذهب إفريقيا . و فيما يخص السودان فقد تهادى الأمراء الرستميون مع ملوكها نظرا لتجارة الذهب القائمة بين البلدين .

* إمارة الأغالبة في إفريقية :
1- التطور السياسي :
بسبب التهديد الخوارجي و الادريسي فضل هارون الرشيد جعل هذه الإمارة وراثة شبه مستقلة بيد الاغالبة مقابل خراج قدره 40000 دينار . وقد كان من اهم المشاكل التي عانت منها هو الثورات المستمرة للجند ، لذلك فضل الأمراء إبعادهم إلى الحدود و إشغالهم بالغزوات جنوب ايطاليا بينما انشأ الأمراء الاغالبة حرسا جديدا من الزنوج المخلصين لكنه سيعجز عن حماية الإمارة من الخطر الشيعي الذي سينطلق غربا من موطن قبيلة كتامة .

2- مظاهر حضارية :
بالنسبة للإدارة فقد كانت تشبه نظيرتها العباسية من وزير و حاجب و صاحب البريد مع سيطرة العنصر العربي عليها ، أما بالنسبة للجيش فقد انقسم إلى عنصر عربي و عنصر فارسي و آخر زنجي بالإضافة إلى العبيد الصقالبة . و يذكر أن الجند العربي كان كثير التمرد و الفتن مما دفع الأمراء الاغالبة إلى توجيهه نحو الثغور .
أما فيما يخص الاقتصاد فقد اهتم الأمراء بنظام السقي و توسيعه عن طريق فرض جبايات ثقيلة على الفلاحين و اهتموا كذلك بنظامي الصيرفة و الحسبة و هو ما تدل عليه تعدد فتاوي الفقهاء في هذا المجال ، أيضا تمتعت الإمارة بمنافع التجارة الصحراوية و البحرية مما نوع مداخيل الدولة .
بخصوص الجانب الفكري فقد كان الاغالبة سنيين على المذهب الحنفي ثم غلب عليهم المذهب المالكي ، و قد حاولوا في المجال المجال الثقافي أن ينافسوا مدن الشرق و الاندلس انطلاقا من القيروان . أما بالنسبة للسياسة الخارجية فقد ظلوا مخلصين للعباسيين و على عداء دائم مع الرستميين و الادارسة و أمويي الأندلس.

* الدولة الادريسية :
أ- ظروف النشأة :
تجمعت عدة ظروف ساهمت في قيام الدولة الادريسية . أولا ظهور الحركة الشيعية المعتدلة المتمثلة في الزيدية و هي فرقة ترفض مبدأ الوصية و لا تعادي أبا بكر و عمر و لا ترى ضرورة قصر الخلافة في سلالة فاطمة بالإضافة إلى تبنيها لآراء المعتزلة فيما يخص إقامة دولة العدل و التوحيد بالإضافة إلى مبدأ العدل الاجتماعي مما اكسبها الكثير من الأنصار في المشرق حيث كانوا يعانون من ظلم العباسيين و تنكرهم لمبادئهم التي نادوا بها للثورة على الأمويين ، ثم يأتي العامل الثاني في نشأة الدولة الادريسية ممثلا في القرار الذي اتخذته الحركة الشيعية الزيدية في الانتقال إلى الأقاليم البعيدة عن المركز العباسي اقتداء بالخوارج ، خصوصا بعد تلقيها الهزائم تلو الهزائم على يد العباسيين من ثورة محمد النفس الزكية 145ه بالحجاز إلى ثورة أخيه إبراهيم بالعراق إلى ثورة ابن أخيهما الحسين بن علي في الحجاز سنة 169ه التي قضى عليها العباسيون في معركة فخ ، ففر ادريس بن عبد الله إلى المغرب مستفيدا من التمهيد السابق للدعوة اليزيدية في الغرب الاسلامي ، فقد كان أخوه محمد النفس الزكية قد وجه سنة 145 إخوته لنشر دعوته في الأمصار الإسلامية و منها مصر و افريقية فكان أن انتصرت دعوته في المغرب بعد أن فشلت في المشرق . أما العامل الثالث لقيام هذه الدولة هو الاستعداد الكبير للمغرب للانفصال عن المشرق خصوصا بعد ثورة ميسرة الخارجي ثم العامل الرابع هو التهديد الذي لقيته قبائل بلاد طنجة و على رأسها قبيلة أوربة من طرف برغواطة مما دفعها إلى أن تلتف حول زعيم ذو نسب شريف لتتحد فيما بينها .
ب- تأسيس الدولة و عهد قوتها (172-221):
بعد مبايعة ادريس بن عبد الله من طرف زعيم قبيلة أوربة إسحاق بن محمد بن عبد الحميد سنة 172 بايعته باقي القبائل القريبة من فاس و هي ترهنة ، مغيلة ، أوربة ، صدينة ، هوارة ، مكناسة ، زواغة . فقام بعد ذلك بغزو بلاد برغواطة
و تادلا و تلمسان و هناك من فسر هذه التوسعات بسبب اقتصادي كالسيطرة على الطريق التجاري الصحراوي و هناك من يري أن هذه التوسعات تعود لرغبة الادارسة لتكوين دولة خلافة ادريسية كبرى تنطلق من المغرب نحو المشرق مما دفع العباسيين و ولاتهم بافريقية للتخلص من ادريس الأول و راشد الوصي
و ادريس الثاني و بث الخلاف بينه و بين قبيلة اوربة ، مما سيدفعه إلى بناء عاصمة جديدة بفاس و مغادرة و ليلي ليستقل بنفسه عن أوربة و أيضا لمراقبة ممر تازة.
و قد تميزت هذه العاصمة بعدوتيها ، عدوة الاندلس بعد قدوم الربضيين إليها من الأندلس و اشتهرت بالفلاحة و عدوة القرويين بعد قدوم الوافدين عليها من القيروان و اشتهرت بالنشاط التجاري و العلمي بعد تأسيس جامع القرويين . و قد فاس تعرف غالبا بحييها الى ان وحدها الزناتيون ضمن سور واحد.
كان أيضا من انجازات ادريس الثاني التقليص الكبير لإمارة برغواطة
و استعادة تلمسان و تارودانت . لكنه مات مسموما بتدبير من الأغالبة ، ليخلفه ابنه محمد (213-221) الذي يعتبر حكمه خاتمة مرحلة قوة الدولة. و أهم
ما يذكر عنه هو تقسيم البلاد إلى عشر ولايات جعل عليها إخوته و الواضح أن هذا التقسيم استدعته الطبيعة التعددية للقبائل المغربية و رفضها للحكم المركزي أما بالنسبة للسياسة الخارجية فقد عاشت الدولة محاطة بخصومها الأمويين و الخوارج و الاغالبة و البرغواطيين .
ج- مرحلة الضعف و الانقسام :
بعد فترة استقرار في عهد الأمير علي (221-234) و أخيه الأمير يحي بن محمد (249-252) ستدخل الدولة الادريسية في طور التدهور على يد الأمير يحي بن يحي السىء السيرة . و قد تجلى هذا التدهور في نزوع الأقاليم نحو الاستقلال مستغلة في ذلك التقسيم الإداري الذي أقامه الأمير محمد ، فعانت الدولة من تمرد الأمراء كالأمير داود بن ادريس والي منطقة ممر تازة و ملوية و ثورة الخوارج
و انتقال الإمامة إلى سلالة عمر بن ادريس في شخص ابنه علي (252- 266)
و انفصال تلمسان و نكور و ظهر البرغواطيين من جديد و الحملة الشيعية على فاس مما اضطر الادراسة للجوء إلى الشمال الغربي ليقعوا بين مطرقة العبيديين
و سندان الأمويين الذين سيقضون على آخر معقل لهم بحجر النسر سنة 375ه .
د- مظاهر حضارية :
المظهر الإداري :
على المستوى المركزي: استعان إدريس الأول (172-175) بمولاه راشد
و إسحاق بن عبد الحميد زعيم أوربة ، لكن ابنه ادريس الثاني بسبب تقلب ولاء زعماء أوربة و خضوعهم لإغراءات الاغالبة فانه سيتخذ له بطانة من العرب الوافدين من افريقية و الأندلس و سيبادر إلى تأسيس مدينة فاس مع فرقة عسكرية نظامية مكونة من العرب .
على المستوى الجهوي : قام الأمير محمد بتقسيم البلاد إلى ولايات و توزيعها على إخوته لكن هذا سيدفع كلا من الأميرين بن عيسى صاحب شالة ( منطقة تامسنا) و الأمير القاسم والي طنجة إلى التمرد على أخيهما محمد مما سيضطره إلى تكليف أخيه الأمير عمر لمحاربتهما .
التطور العمراني و التجاري :
تظهر كثرة مراكز سك العملة بالمدن ة القرى حجم الرواج التجاري بالإمارة الادريسية و كذلك النزوع اللامركزي في إنتاج العملة المطابق لللامركزية في الحكم. غير أن مدينة فاس ظلت تمثل المركز الرئيسي للتجارة في المغرب الأقصى إلى جانب سجلماسة و ازدهرت كذلك عمرانيا بفضل كثرة الوافدين عليها من افريقية و الأندلس فتوسعت المدينة و الجامعان الأصليان و بني جامع جديد هو جامع القرويين من طرف فاطمة الفهرية سنة 245ه و انتشرت بها القيساريات
و الفنادق و الحمامات و المطاحن مما يدل على الرخاء الذي عرفته خصوصا في عصر الأمير يحيى بن يحيى كما أورد ذلك اليعقوبي.

خلاصة حول الامارات المغربية (ق2-3):
من خلال الأحداث التي جرت نهاية القرن الثالث و مطلع القرن الرابع نلاحظ أن :
- التجارة استمرت بين إمارات الغرب الإسلامي رغم خلافاتها المذهبية
و السياسية و الدليل على ذلك وجود عملات هذه الإمارات خارج حدودها .
- ازدهار التجارة كان سببا في ازدهار العمران كما هو الشأن في الشرق الإسلامي فكان العالم الإسلامي بذلك يعيش فترة ازدهاره التجاري و العمراني .
- الازدهار التجاري و العمراني كان سببا في انتعاش فكري كان ينحو تدريجيا نحو الاتجاه السني حيث بدأ من الإمارة السنية إلى غيرها من الإمارات .
- التجربة الاستقلالية التي مر منها المغرب الإسلامي كانت تحت رعاية اسر حاكمة مشرقية في الغالب طبقت نوعا من المركزية المحدودة و لم تكن ثورة ضد العرب و الإسلام كما ادعى بعض المستشرقين .
- جميع امارت المغرب الإسلامي مرت بنفس مراحل النشأة و القوة و الانهيار
و عاشت فيما بينها في حالة تدافع و توازن في القوى حتى جاء العبيديون و قضوا عليها جميعا.
و طبعا يبقى السؤال كيف استطاع العبيديون القضاء على هذه الامارات بسهولة. و للإجابة عليه هناك من يرجع السبب إلى التدهور السياسي الذي عانت منه هذه الإمارات نتيجة تخليها عن مبادئها و وعودها التي قدمتها في البداية ممثلة في العدل و المساواة ، مما أدى إلى تمرد القبائل و منازعتها للسلطة المركزية ،
و هناك من يرجعه إلى تدهور المداخيل التجارية بسبب سيطرة القبائل على المسالك التجارية الصحراوية و حرمان الإمارات منها مما دفعها إلى أن تركز على الإقطاع الزراعي ، الشيء الذي دفع البورجوازية المتضررة من تدهور التجارة إلى أن تشجع قيام دولة كبرى تضمن سير القوافل التجارية ، فكان أن تحالفت و مهدت الطريق للعبيديين .
و على العموم إذا كانت هذه الإمارات قد فشلت في تحقيق حكم مركزي فأن هذا الهدف سيتحقق في عهد الدولة المرابطية .

* الدولة الأموية في الأندلس ( عصر الامارة) :
بعد سقوط الدولة الأموية على يد العباسيين سنة 132 ه انتقل أمير أموي إلى الأندلس و استقل بها سنة 138ه مكتفيا بلقب الأمير دون الخليفة لعدم وجود ارض الحرمين داخل مجال نفوذه . و ستبلغ الأندلس أوج مجدها في القرن الرابع الهجري ، و يمكن تقسيم العصر الأموي بها إلى مرحلتين : مرحلة الإمارة (158-316) و مرحلة الخلافة (316-420) .
أ- مشاكل تأسيس الإمارة:
رغم نجاح عبد الرحمان الداخل في تأسيس إمارته المتستقلة إلا انه عانى كثيرا من الثورات على حكمه و ذلك لأنه لم يقبل أن يكون أداة طيعة في يد إحدى القبائل فوازن بينها و ضرب بعضها ببعض ، و احتفظ بنفس المسافة من كل واحدة منها يمانية و قيسية و بربرية . أيضا واجه الأمير عبد الرحمان معارضة من داخل أسرته الحاكمة و دسائس من العباسيين بتحريضهم لأبي العلاء الجذامي
و شارلمان ملك الفرنجة ، لكن كل هذه الثورات سيرد عليها بقسوة أما بالنسبة لتحالف العباسيين مع الفرنجة فسيرد عليه بعقد صداقة مع إمبراطور بيزنطة سنة 225ه.
و فيما يخص الجانب الاجتماعي الحضاري فقد عرفت الأندلس امتزاجا بشريا نتجت عنه طائفة المولدين و المستعربين النصارى و احتكاك البيئة الأندلسية بنظيرتها الشامية ، فتشابهت عمارة قرطبة بعمارة دمشق و غرست فواكه الشام بالأندلس و ساد المذهب المالكي بها.
ب- الإمارة بين الاستقرار و الاضطراب ( أو عصر الأميرين هشام و الحكم )
سيرة الأمير هشام :
كان تنصيب هشام أميرا على الأندلس انتصارا للحزب الأندلسي المولدي
و انتكاسة للحزب العربي الشامي بزعامة أخيه الأمير سليمان ، مما دفعه إلى الثورة عليه . لكن ثورته ستبوء بالفشل بينما سيستمر أخوه هشام في اتباع سياسة أبيه في الموازنة بين العصبيات و سيزيد عليها بالاعتماد على الأجناد المرتزقة .
الأمير هشام تميز أيضا باعتماد المذهب المالكي بدلا من مذهب الإمام الاوزاعي ، و اشتهر عنه العدل و الغزو و حب العمران.
سيرة الأمير الحكم :
عرف عهده ثورة كل من عميه سليمان و عبد الله اللتان سيقضي عليهما ، لكن أشهر ثورة سيعرفها عهده و التي سيقترن بها اسمه ( الحكم الربضي) هي ثورة المولدين في طليطلة و قرطبة ، و يبدو أنها كانت ثورة للطبقة الوسطى ممثلة في التجار و المزارعين و الحرفيين من أهل البلد على الطبقة الارستقراطية العربية المحتكرة لكل الامتيازات . هذه الثورة غذاها أيضا تحريض الفقهاء الذين تدنى وضعهم في عهده .لكنها ستنتهي بمقتل عدد كبير من الربضيين و نفي من تبقى منهم نحو المغرب حيث سيساهمون في إعمار مدينة فاس و منحها طابعا أندلسيا ، فسمي حيهم هناك بعدوة الأندلس .
* بعض الجوانب الحضارية :
رغم كون الأندلس إمارة أموية إلا أنها لم تكن نسخة مطابقة للخلافة الأموية في دمشق، بل تميزت عنها في عهد الأمير هشام باعتمادها المذهب المالكي مكان مذهب الاوزاعي لان بساطته كما أوضح ابن خلدون تناسب عقلية المغاربة
و الأندلسيين ، أما الأمير الحكم فقد كان أول من سك عملة وطنية فضية .
ج- عهد عبد الرحمان الأوسط : تنظيم و حضارة و انفتاح(206-238ه)
*تنظيمات مساعدة على مراقبة البلاد :
كان للأندلسيين في عهد عبد الرحمان الثاني نظام وزارة متخصص ، فكان لهم لحسبان المال وزيرا و النظر في حوائج المتظلمين وزيرا و النظر في أحوال الثغور وزيرا إلخ..
و على رأس هؤلاء الوزراء كان هناك حاجب يتردد بينهم و بين الخليفة و قد كان هؤلاء الوزراء يتقاضون رواتبا شهرية و يورثون مناصبهم لأبناء أسرهم من موالي الأمويين .
بالإضافة إلى النظام الوزاري ، كانت هناك تنظيمات إدارية أخرى كصاحب السوق ( المحتسب ) و صاحب الشرطة العليا ( مخابرات) و صاحب الشرطة السفلى الذي ينظر في أحوال عامة الناس.
* وصول تأثيرات الحضارة العراقية :
تميز عهد عبد الرحمان الثاني برواج السلع العراقية ، خاصة الثياب و الكتب
و الموسيقى العراقية ممثلة في زرياب الذي سينشر أساليب الطهي العراقي
و طرق تصفيف الشعر و ارتداء الملابس حسب الفصول أو ما يعرف بمراسيم زرياب . أما في ميدان العمارة فقد شيد عبد الرحمان الثاني عدة منشآت كجامع إشبيلية و قصره المشهور بأبراجه الزجاجية و سوري قرطبة و إشبيلية .
و فيما يخص الحياة الفكرية فقد تميزت بظهور بعض العلماء الموسوعيين كعباس بن فرناس كأول من حاول الطيران و ميل الشباب المسيحي إلى دراسة اللغة العربية رغم محاولات الكنيسة لثنيهم عن ذلك .
* الجهاد البحري و العلاقات الدبلوماسية مع النصارى :
شيد أمويو الأندلس أسطولا قويا لحراسة السواحل الجنوبية و الغربية للأندلس و تنشيط التجارة البحرية و قد نافسهم في ذلك الأغالبة حلفاء العباسيين . و لقد دفعت العلاقات المتوترة بين العباسيين و الأمويين إلى أن ينهج كل واحد منهما سياسة دبلوماسية متفتحة ، تقوم على المصلحة لا على الاعتبارات الدينية . فتحالف الأمويون مع البيزنطيين ضد العباسيين . أما العلاقات مع الفرنجة فقد طبعت دوما بالتوتر و الصراع ، حيث هاجم الأسطول الأموي مرسيليا و جزر البليار ردا على هجومات أسطول الفرنجة على شرق الأندلس . غير أن خطرا جديدا سيتهدد غرب الأندلس المكشوف السواحل ، حيث سيهجم عليه النورماند المتبربرين " المجوس" سنة 230ه . مما سيدفع الأمير عبد الرحمان ببناء سور إشبيلية و دارا لصناعة السفن و عددا من المحارس و الرباطات على الساحل الغربي لرد خطرهم.
د- عصر الطوائف: ( الربع الاخير من القرن الهجري)
* على المستوى الداخلي :
كما هو واضح ، فإن طبيعة المجتمع الأندلسي التعددية و المكون من مجموعات غير متجانسة من عرب يمانية و قيسية و مولدين و مستعربين و بربر و عجز الأمراء الأمويين عن احتواء هذه التناقضات ، دفع بالمجموعات الأندلسية المختلفة إلى الثورة و التمرد و النزوع نحو الاستقلال منذ أواخر عهد الأمير محمد بن عبد الرحمان (238-267ه) . فاستقل بنو حجاج اللخميون بإشبيلية و بنو ذي النون البربر بطليطلة و بنو قسي المولدون بسرقسطة إلخ ..
و يمكن رد هذه الفتن و الإنفصالات إلى رغبة المجتمع الأندلسي في التعبير عن شخصيته الحضارية المستقلة التي عجزت الارستقراطية العربية عن احتوائها، فتنافست الإمارات الطائفية فيما بينها ثقافيا و عمرانيا ، و ظهرت إلى الوجود أنماط جديدة من الشعر كفن الموشحات.
هذا التطور الحضاري في الشخصية الأندلسية سيعرف مداه في عهد عبد الرحمان الناصر الذي سيعيد الوحدة إلى البلاد و ينشر نفوذها جنوبا في المغرب حيث سيدخل في صراع مع الفاطميين الشيعيين.
* العلاقات الخارجية :
بالنسبة للفرنج فإن ملكهم فرذلند كان يهادي الأمير محمد من حين لآخر ، أما فيما يخص النورمانديين فقد هاجموا إشبيلية و شرق الاندلس ، لكنه استطاع ردهم على أعقابهم بفضل الاسطول الموجود و التحصينات القوية التي سبق إنشاؤها من قبل .
و بالنسبة للعلاقات مع العدوة المغربية ، فقد تميزت على عهد الامير محمد بالمهاداة مع أمير سجلماسة ، حيث أهداه هذا الاخير أول زرافة ، رغم اختلافاتهما المذهبية . أما العلاقة مع الأدارسة فقد طبعها الفتور بينما تميزت مع الأغالبة بالمهادنة ، نظرا لانشغال كل طرف بمشاكله الداخلية .

خاتمة:
نستخلص مما سبق ان بلاد الغرب الإسلامي استفادت من الفتح الإسلامي لها حيث خلصها من الاحتلال البيزنطي ثم بدورها ستتخلص من الحكم المشرقي بعد سقوط الخلافة الأموية ، و ستأخذ طريقها نحو تأسيس كيانات سياسية خاصة بها و إن بشكل متعثر و مبعثر في آن واحد ، لكنها مع ذلك ستكتسب تجربة سياسية هامة ستساعدها فيما بعد على تكوين كيان سياسي قوي و إمبراطوري و هو ما سيتضح في عهد الدولة المرابطية و الموحدية .
المصدر :

د. أحمد عزاوي / مختصر في تاريخ المغرب . تقديم :د. محمد الغرايب



توقيع : yassin lhabibe





مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي - صفحة 2 Emptyالجمعة 14 مارس 2014, 15:36
المشاركة رقم:
iyad mon
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

عدد المساهمات : 2756
تاريخ التسجيل : 17/08/2013
نقاط : 6957
السٌّمعَة : 13
العمر : 40
المزاج : تمام
مُساهمةموضوع: رد: مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي


مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي


يسلموووو على الموضوعے الجميلے
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

نتمنـى منكے الاكثر والتقدمے الى الافضلے
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

فيے مواضيعكے الاكثر من رائعهے
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

♥♥♥♥♥ اياد ♥♥♥♥♥


توقيع : iyad mon





مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي - صفحة 2 Emptyالأربعاء 08 أكتوبر 2014, 13:34
المشاركة رقم:
راجية عفو الرحمن
مؤسسة الموقع

راجية عفو الرحمن

إحصائيةالعضو

انثى
عدد المساهمات : 10162
تاريخ التسجيل : 20/05/2011
نقاط : 19890
السٌّمعَة : 29
العمر : 52
الموقع : قلب احبتي
المزاج : الحمد لله
مُساهمةموضوع: رد: مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي


مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي


شكرا لك وبارك الله فيك
على جمال موضوعك
نتمنى تواصلك الدائم
وجديدك المميز


توقيع : راجية عفو الرحمن





صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
الــرد الســـريـع
..





مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي - صفحة 2 Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى