قالت قطرة ماء للغمام :
حين أكون بينك و بين الأرض يتنازعني الحنين،
كما يتنازع النفس بين التواضع و الكبر، فأنظر إلى الأرض، فأعلم شوقها إلي،
و انظر إلى صويحباتي في جوف الغمام فيهزني الحنين، و لكن حين أرى حوجة الأرض و ساكنيها يكتنفني نداء الواجب، فأجيب نداء الحق،
و إغاثة الملهوف المستجير لأخفف عنه حرارة الجو،
و سقيا العطشى، فأزيد من سرعتي.
و حين استقر في الأرض، أجد الحنين قد احتواه التواضع،
فأنزل إلى طبقات الأرض السفلى في سجود و تسبيح بحمد ربي،
فأسمع نداء جزور الشجر ـ أن أعينها في توصيل الغذاء ـ فاجيبها،
حتى إذ انتهى المهمة أجد شعاع شمس رفعني إليك.
فأدرك أن التواضع هو الذي أعادتني إليك،
فأنظري أيتها الغمام كم يستظل بك.