(15)
دعاء عمر رضي الله عنه على نفسه
... عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما نفر من منى، أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة من بطحاء فألقى عليها طرف رداءه، ثم استلقى، ورفع يديه إلى السماء، ثم قال: اللهم كبرت سني وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع، ولا مفرط، فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن فمات رحمه الله .
(16)
النعمان يقسم على ربه
... عن أبي ثابت بن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال النعمان بن قوقل رضي الله عنه يوم أحد: اللهم إني أقسم عليك أن أُقتل، فأدخل الجنة، فقُتل، فقال رسول الله r: «إن النعمان أقسم على الله، فأبره فلقد رأيته يطأ في حظيرتها ما به من عرج».
([1]) الحافظ أبي الدنيا، مجابو الدعوة؛ تحقيق محمد عبد القادر عطاء، ص66 [بتصرف].
([2]) المرجع السابق، 63.
(17)
دعاء المكروب
... عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل من أصحاب رسول الله r من الأنصار يكنى أبا معلق، وكان تاجرًا يتجر بمال له ولغيره يضرب به الآفاق، وكان ناسكًا ورعًا فخرج مرة فلقيه لص مقنع بسلاح فقال له: ضع ما معك فإني قاتلك، قال: ما تريد إلى دمي؟ شأنك بالمال، قال: أما المال فلي، ولست أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات قال: صلَّ ما بدا لك، فتوضأ، ثم صلى أربع ركعات، فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعَّال لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي يُضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، قال دعا: بها ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه، فطعنه، فقتله ثم أقبل إليه، فقال: قم قال من أنت؟ بأبي أنت وأمي؛ فقد أغاثني الله بك اليوم، قال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول، فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي: دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ، وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء، استجيب له مكروبًا كان، أو غير مكروب .
([1]) المرجع السابق، ص64-65.
(18)
دعاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
... عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: شكا أهل الكوفة سعدًا رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه، حتى قالوا: إنه لا يحسن يصلي، قال سعد: أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله r، لا أخرم – أي لا أنقص – عنها، أركد في الأوليين وأحذف الآخرين، قال عمر رضي الله عنه: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، ثم بعث رجالاً يسألون عنه في مجالس الكوفة فكانوا لا يأتون مجلسًا إلا أثنوا عليه خيرًا، وقالوا معروفًا، حتى أتوا مسجدًا من مساجدهم، فقال رجل يقال له أبو سعدة، فقال: اللهم إذا سألتمونا، فإنه كان لا يعول في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية، فقال سعد رضي الله عنه: اللهم إن كان كاذبًا فاعم بصره، وأطل فقره، وعرضه للفتن.
قال عبد الملك: فأنا رأيته يتعرض للإماء في السكك، فإذا قيل له: كيف أنت يا أبا سعدة؟ قال: كبير فقير مفتون، أصابتني دعوة سعد.
([1]) المرجع السابق، ص73-74.
يتبع
.