و في الصباح يا مدينة الضباب
|
و الشمس أمنيّة مصدور تدير رأسها الثقيل
|
من خلل السحاب
|
سيحمل المسافر العليل
|
ما ترك الداء له من جسمه المذاب
|
و يهجر الدخان و الحديد
|
و يهجر الأسفلت و الحجر
|
لعله يلمح في درام من نهر
|
يلمح وجه الله فيها وجهه الجديد
|
في عالم النقود و الخمور و السّهر
|
**
|
ربّ صباح بعد شهر بعد ما الطبيب
|
يراه من يعلم ماذا خبّأ القدر
|
بألف ألف رائع عجيب
|
بالحلي و الحجر
|
باللّعب الخبيئة
|
يفجأ غيلان بها يا طول ما انتظر
|
يا طول ما بكى و نام تملأ الدموع
|
برنّة الأجراس أو بصيحة الذئاب
|
عوالم الحلم له و تنشر القلوع
|
يجوب فيها سندباد عالم الخطر
|
هناك فارس النحاس يرقب العباب
|
و يشرع السهم ليرمي كل من عبر
|
**
|
إن يكتب الله لي العود إلى العراق
|
فسوف ألثم الثرى أعانق الشجر
|
أصيح بالبشر
|
يا أرج الجنّة يا إخوة يا رفاق
|
ألحسن البصري جاب أرض واق واق
|
ولندن الحديد و الصّخر
|
فما رأى أحسن عيشا منه في العراق
|
ما أطول الليل و أقسى مدية السّهر
|
صديئة تحزّ عينيّ إلى السّحر
|
**
|
و زوجتي لا تطفئ السراج قد يعود
|
في ظلمة الليل من السّفر
|
و تشعل النيران في موقدنا برود
|
هو المساء و هو يهوى الدفء و السّمر
|
**
|
و تنطفي مدفأتي فأضرم اللهيب
|
و أذكر العراق ليت القمر الحبيب
|
من أفق العراق يرتمي عليّ آه يا قمر
|
أما لثمت وجه غيلان ؟ أنا الغريب
|
يكفيه لو لثمت غيلان ؟ أن انتثر
|
منك ضياء عبر شبّاك الأب الكئيب
|
ومسّ منه الثّغر و الشّعر
|
أحسّ منه أنّ غيلان ( شذى و طيب
|
من كفّه الليّنة انتشر )
|
عابث شعري صاح آه جاء
|
أبي و عاد من مدينة الحجر
|
وشدّ بالرداء
|
ما أطول الليل و أقسى مدية السّهر
|
و مدية النوم بلا قمر
|