منتديات رحيل القمر
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا انضمامك الينا في منتدى رحيل القمر ..لتترك معنا بصمتك ..فلا ترحل دون

ان نرى بريق اسمك معنا ..يحلق في سماء منتدانا المتواضع ..وشكرا لك
منتديات رحيل القمر
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا انضمامك الينا في منتدى رحيل القمر ..لتترك معنا بصمتك ..فلا ترحل دون

ان نرى بريق اسمك معنا ..يحلق في سماء منتدانا المتواضع ..وشكرا لك









أهلا وسهلا بك إلى منتديات رحيل القمر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.




آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك شركة تركيب مكيفات اسبلت في عجمان
شارك اصدقائك شارك اصدقائك في خافقي رسم من ورق
شارك اصدقائك شارك اصدقائك اكبر ترحيب للشاعر سامر الرشق
شارك اصدقائك شارك اصدقائك شركة رش مبيدات بالدمام
شارك اصدقائك شارك اصدقائك رحيلي عنكم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الجديدة العضوة دمعه السعودية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ماهو مفهوم الاعاقة السمعية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفليبانسرين هل هو فياجرا نسائية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تركيب مظلات سيارات الرياض
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أترك لك هنا ... بصمه !! بـ ( حديث / دُعاء/ حكمة / نصيحة ) .. !!
الأحد 21 أبريل 2024, 19:37
الإثنين 15 أبريل 2024, 23:39
السبت 06 أبريل 2024, 18:24
الأربعاء 13 مارس 2024, 20:21
الأربعاء 13 مارس 2024, 20:11
الإثنين 19 فبراير 2024, 14:23
السبت 17 فبراير 2024, 09:53
الخميس 08 فبراير 2024, 11:29
السبت 03 فبراير 2024, 19:46
الأحد 14 يناير 2024, 01:59















منتديات رحيل القمر :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الاسلامى العام :: المـــراة المســــلمة

صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
شاطر

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:19
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الباب الثالث والسبعون

في ذكر النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن وفيه فصول

الفصل الأول في النكاح وفضله والترغيب فيه

قال الله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكمن من النساء مثنى وثلاث ورباع ) الآية وقال تعالى ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) وقال تعالى ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم ) الآية وقال رسول الله " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " وقال رسول الله " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عورا عندكم " وقال رسول الله " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " وقال " سوداء ولود خير من حسناء عقيم " وقال رسول الله " أحسن النساء بركة أحسنهن وجها وأرخصهن مهرا فينبغي للرجل إذا أراد أن يتزوج أن يرغب في ذات الدين وأن يختار الشرف والحسب "

 

 

 

 

حكي أن نوح بن مريم قاضي مرو أراد أن يزوج ابنته فاستشار جار له مجوسيا فقال سبحان الله يستفتونك وأنت تستفتيني قال لا بد أن تشير علي قال إن رئيسنا كسرى كان يختار المال ورئيس الروم قيصر كان يختار الحسب والنسب ورئيسكم محمد كان يختار الدين فانظر أنت بأيهم تقتدي وقال رجل للحسن إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له قال زوجها ممن يتقي الله عز وجل فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلم ها وقيل لرجل من الحكماء فلان يخطب فلانة أموسر من عقل ودين فقالوا نعم قال فزوجوه إياها ويستحب أن يختار البكر لقوله " عليكم بالأبكار فإنهن أطيب فواها وأنتق أرحاما " وقالوا أشهى المطي ما لم يركب وأحب اللآلئ ما لم يثقب وأنشد بعضهم

( قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطي إلى ما لم يركب )

( كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... نظمت وحبة لؤلؤ لم تثقب ) فأجابته إمرأة

( إن المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركبا )

( والدر ليس بنافع أربابه ... حتى يؤلف بالنظام ويثقبا ) قال خالد بن صفوان

( عليك إذا ما كنت في الناس ناكحا ... بذات الثنايا الغر والأعين النجل ) وقيل استشار رجل داود عليه السلام في التزويج فقال له سل سليمان وأخبرني بجوابه فصادفه ابن سبع سنين وهو يلعب مع الصبيان وراكبا قصبة فسأله فقال عليك بالذهب الأحمر أو الفضة البيضاء واحذر الفرس لا يضربك فلم يفهم الرجل ذلك فقال له داود عليه الصلاة والسلام الذهب الأحمر البكر والفضة البيضاء الثيب

 

 

 

الشابة ومن وراءهما كالفرس الجموح وقال رسول الله " تخيروا لنطفكم " وقال أنظر في أي شيء تضع ولدك فإن العرق دساس وقال عليه الصلاة والسلام " إياكم إياكم وخضراء الدمن قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله قال المرأة الحسناء في المنبت السوء " وأنشدوا فيه

( إذا تزوجت فكن حاذقا ... وأسأل عن الغصن وعن منبته ) وقال بعضهم

( وأول خبث الماء خبث ترابه ... وأول خبث القوم خبث المناكح ) وعن علي رضي الله تعالى عنه عن النبي قال " لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء فإن اللبن يعدي ) وقيل إن جعفر بن سليمان بن علي عاب يوما على أولاده وأنهم ليسوا كما يحب فقال له ولده أحمد بن جعفر إنك عمدت إلى فاسقات مكة والمدينة وإماء الحجاز فأوعيت فيهن نطفك ثم تريد أن ينجبن وإنما نحن كصاحبات الحجاز هلا فعلت في ولدك ما فعل أبوك فيك حين اختار لك عقيلة قومها فزوجها منك وأنشدوا

( صفات من يستحب الشرع خطبتها ... جلوتها الأولى الألباب مختصرا )

( صبية ذات دين زانه أدب ... بكر ولود حكت في نفسها القمرا )

( غريبة لم تكن من أهل خاطبها ... تلك الصفات التي أجلوا لمن نظرا )

( فيها أحاديث جاءت وهي ثابتة ... أحاط علما بها من في العلوم قرا ) وقال آخر

( مطيات السرور فويق عشر ... إلى العشرين ثم قف المطايا )

( فإن جزت المسير فسر قليلا ... وبنت الأربعين من الرزايا ) وقال آخر

( فإياك إياك العجوز ووطأها ... فما هو إلا مثل سم الأراقم )

 

 

 

أن العيش كله مقصور على الحليلة الصالحة والبلاء كله موكل بالقرينة السوء التي لا تسكن النفس إلى عشرتها ولا تقر العيون برؤيتها وفي حكمة سليمان بن داود عليهما السلام المرأة العاقلة تعمر بيت زوجها والمرأة السفيهة تهدمه

وروي أنه لما حضر أبو طالب نكاح رسول الله على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومعه بنو هاشم ورؤساء مضر خطب فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس ثم إن محمد بن عبد الله ابن أخي من لا يوزن به رجل من قريش إلا رجح به برا وفضلا وكرما ومجدا ونبلا فإن كان في المال قل فالمال ظل زائل ورزق حائل وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل

ولما خطب عمرو بن حجر الكندي إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس وأجابه إلى ذلك أقبلت عليها أمها ليلة دخولها بها توصيها فكان مما أوصتها به أن قالت أي بنية إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة ليكون لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا فأما الأولى والثانية فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة وأما السابعة والثامنة فالاحراز لماله والارعاء على حشمه وعياله وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصي له أمرا ولا تفشي له سرا فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره وإياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما والكآبة لديه إذا كان فرحا فقبلت وصية أمها فأنجبت وولدت له الحرث بن عمرو جد أمرئ القيس الملك الشاعر

 

 

 

الهيثم بن عدي الطائي عن الشعبي قال لقيني شريح فقال لي يا شعبي عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولا فقلت وما رأيت من عقولهن قال أقبلت من جنازة ظهرا فمررت بدورهن وإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت إليها واستسقيت وما بي عطش فقالت لي أي الشراب أحب إليك قلت ما تيسر قالت ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظن الرجل غريبا فقلت للعجوز ومن تكون هذه الجارية منك قالت هي زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة قلت هي فارغة أم مشغولة قالت بل فارغة قلت أتزوجينيها قالت إن كنت كفأ ( ولم تقل كفوا ) وهي لغة بني تميم فتركتها ومضيت إلى منزلي لأقيل فيه فامتنعت مني القائلة فلما صليت الظهر أخذت بيد إخواني من العرب الأشراف علقمة والأسود والمسيب ومضيت أريد عمها فاستقبلنا وقال ما شأنك أبا أمية قلت زينب ابنة أخيك قال ما بها عنك رغبة فزوجنيها فلما صارت في حبالي ندمت وقلت أي شيء صنعت بنساء بني تميم وذكرت غلظ قلوبهن فقلت أطلقها ثم قلت لا ولكن أدخل بها فإن رأيت ما أحب وإلا كان ذلك فلو شهدتني يا شعبي وقد أقبلت نساؤها بهدينها حتى أدخلت علي فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها فتوضأت فإذا هي تتوضأ بوضوئي وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبسني ملحفة قد صبغت بالزعفران فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناصيتها فقالت على رسلك أبا أمية ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله أما بعد فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأجتنبه فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به إما إمساك بمعروف أو تسريح باحسان أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين قال فأحوجتني

 

 

والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله أما بعد فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظا لي وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وأكره كذا وما رأيت من حسنة فابثثيها وما رأيت من سيئة فاستريها فقالت كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت ما أحب أن يملني أصهاري قالت فمن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له ومن تكرهه أكرهه قلت بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء قال فبت معها يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولا لا أرى منها إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهي قلت من هذه ؟ قالوا فلانة أم حليلتك قلت مرحبا وأهلا وسهلا فلما جلست أقبلت العجوز فقالت السلام عليك يا أبا أمية فقلت وعليك السلام ومرحبا بك وأهلا قالت كيف رأيت زوجتك قلت خير زوجة وأوفق قرينة لقد أدبت فأحسنت الأدب وريضت فأحسنت الرياضة فجزاكي الله خيرا فقالت أبا أمية إن المرأة لا يرى أسوأ حالا منها في حالتين قلت وما هما ؟ قالت إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها فإن رابك مريب فعليك بالسوط فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة فقلت والله لقد أدبت فأحسنت الأدب وريضت فأحسنت الرياضة قالت كيف تحب أن يزورك أصهارك ؟ قلت ما شاءوا فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية فمكثت معي يا شعبي عشرين سنة لم أعب عليها شيئا وكان لي جار من كندة يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك

( رأيت رجالا يضربون نساءهم ... فشلت يميني يوم تضرب زينب )

( أأضربها من غير ذنب أتت به ... فما العدل مني ضرب من ليس يذنب )

( فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب )

وخطب الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم على ألفي ألف في السر وخمسمائة ألف في العلانية فأجابه إلى ذلك وحملها إلى العراق فأقامت عنده ثمانية أشهر فلما خرج عبد الله بن

 

 

 

 

إلى عبد الملك بن مروان وافدا نزل بدمشق فأتاه الوليد بن عبد الملك على بغلة ومعه الناس فاستقبله ابن جعفر بالترحيب فقال له الوليد لكنك أنت لا مرحبا بك ولا أهلا قال مهلا يا ابن أخي فلست أهلا لهذه المقالة منك قال بلى والله وبشر منها قال وفيم ذلك ؟ قال لأنك عمدت إلى عقيلة نساء العرب وسيدة نساء بني عبد مناف فعرضتها عبد ثقيف يتفخذها بتفخذ قال وفي هذا عتبت علي يا ابن أخي ؟ قال نعم فقال عبد الله والله ما أحق الناس أن لا يلومني في هذا إلا أنت وأبوك لأن من كان قبلكم من الولاة كانوا يصلون رحمي ويعرفون حقي وإنك وأباك منعتماني رفدكما حتى ركبني الدين أما والله لو أن عبدا حبشيا مجدعا أعطاني بها ما أعطاني عبد ثقيف لزوجتها منه إنما فديت بها رقبتي فما راجعه كلمة حتى عطف عنانه ومضى حتى دخل على عبد الملك فقال ما لك يا أبا عباس ؟ قال إنك سلطت عبد ثقيف وملكته حتى تفخذ نساء بني عبد مناف فأدركت عبد الملك غيرة فكتب إلى الحجاج يقسم عليه أن لا يضع كتابه من يده حتى يطلقها ففعل قال ولم يكن يقطع الحجاج عنها رزقا ولا كرامة يجريها عليها حتى خرجت من الدنيا وما زال واصلا لعبد الله بن جعفر حتى مات وما كان يأتي عليه حول إلا وعنده عير مقبلة من عند الحجاج عليها أموال وكسوة وتحف

وحكي أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة سار إلى دير هند بنت النعمان وهي فيه عمياء مترهبة فاستأذن عليها فقالت من أنت ؟ قال المغيرة ين شعبة الثقفي قالت ما حاجتك ؟ قال جئت خاطبا قالت إنك لم تكن جئتني لجمال ولا مال ولكنك أردت أن تتشرف في محافل العرب فتقول تزوجت بنت النعمان بن المنذر وإلا فأي خير في اجتماع عمياء وأعور وكان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قد تزود عاتكة بنت عمرو بن نفيل وكانت من أجمل نساء قريش وكان عبد الرحمن من أحسن الناس وجها وأبرهم بوالديه فلما دخل بها غلبت على عقله وأحبها حبا شديدا فثقل ذلك على أبيه فمر به أبو بكر يوما وهو في غرفة له فقال يا بني إني أرى هذه

 

 

قد أذهلت رأيك وغلبت على عقلك فطلقها قال لست أقدر على ذلك فقال أقسمت عليك إلا طلقتها فلم يقدر على مخالفة أبيه فطلقها فجزع عليها جزعا شديدا وامتنع من الطعام والشراب فقيل لأبي بكر أهلكت عبد الرحمن فمر به يوما وعبد الرحمن لا يراه وهو مضطجع في الشمس ويقول هذه الأبيات

( فوالله لا أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق )

( فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها

ولا مثلها في غير شيء يطلق )

( لها خلق عف ودين ومحتد ... وخلق سوي في الحياء ومنطق ) فسمعه أبوه فرق له وقال له راجعها يا بني فراجعها وأقامت عنده حتى قتل عنها يوم الطائف مع رسول الله أصابه سهم فقتله فجزعت عليه جزعا شديدا وقالت ترثيه

( فآ ليت لا تنفك نفسي حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا )

( فتى طول عمري ما أرى مثله فتى ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا )

( إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا ) ثم تزوجها بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته ودعا الناس إلى وليمته فأتوه فلما فرغ من الطعام وخرج الناس قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين ائذن لي في كلام عاتكة حتى أهنيها وأدعو لها بالبركة فذكر عمر ذلك لعاتكة فقالت إن أبا الحسن فيه مزاح فائذن له يا أمير المؤمنين فأذن له فرفع جانب الخدر فنظر اليها فإذا ما بدا من جسدها مضمخ بالخلوق فقال لها يا عاتكة ألست القائلة

( فآ ليت لا تنفك نفسي حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا )

 

 

 

وقيل إن عمر لما قتل عنها جزعت عليه جزعا شديدا وتزوجت بعده الزبير بن العوام وكان رجلا غيورا وكانت تخرج إلى المسجد كعادتها مع أزواجها فشق ذلك عليه وكان يكره أن ينهاها عن الخروج إلى الصلاة لحديث رسول الله ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فعرض لها ليلة في ظهر المسجد وهي لا تعرفه فضرب بيده عجيزتها ثم انصرف فقعدت بعد ذلك عن الخروج إلى المسجد وكان يقول لها ألا تخرجين يا عاتكة ؟ فتقول كنا نخرج إذا الناس ناس وما بهم من باس وأما الآن فلا ثم قتل عنها الزبير قتله عمرو بن جرموز بوادي السباع وهو نائم ثم تزوجها بعده محمد بن أبي بكر فقتل عنها بمصر فقالت لا أتزوج بعده أبدا إني لأحسبني أني لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا عن آخرهم

وحكي عن الحرث بن عوف بن أبي حارثة أنه قال لخارجة بن سنان أترى أخطب إلى أحد فبردني قال نعم قال ومن هو ؟ قال أوس بن حارثة بن لام الطائي قال اركب بنا إليه فركبنا إليه حتى أتينا أوس بن حارثة في بلاده فوجدناه في فناء منزلة فلما رأى الحرث ابن عوف قال مرحبا بك يا حارث ثم قال ما جاء بك ؟ قال جئت خاطبا قالت لست هناك فانصرف ولم يكلمه فدخول أوس على امرأته مغضبا فقالت له من الرجل الذي سلم عليك فلم تطل معه الوقوف ولم تكلمه ؟ فقال ذلك سيد العرب الحارث بن عوف فقالت فما لك لا تستنزله ؟ قال إنه استهجنني قالت وكيف ؟ قال لأنه جاءني خاطبا فالت ألست تزعم أنه سيد العرب قال نعم قالت إذا لم تزوج سيد العرب في زمانه فمن تزوج ؟ قال قد كان ذلك قالت فتدارك ما كان منك قال فبماذا ؟ قالت بأن تلحفه فترده قال وكيف وقد فرط مني إليه ما فرط قالت تقول له إنك لقيتني وأنا مغضب لأمر فلك المعذرة فيما فرط مني فارجع ولك عندي كل ما طلبت قال فركب في أثرهما قال خارجة ابن سنان فوالله إنا لنسير إذ حانت مني التفاتة فرأيته فقلت للحرث وهو ما يكلمني هذا أوس في أثرنا فقال ما أصنع به فلما رآنا

 

 

 

 

لا نقف قال يا حاراث اربع علي فوقفنا له وكلمه بذلك الكلام فرجع مسرورا قال خارجة بن سنان فبلغني أن أوسا لما دخل منزله قال لزوجته ادعيى لي فلانة أكبر بناته فأتته فقال لها أي بنية هذا الحرث بن عوف سيد من سادات العرب جاءني خاطبا وقد أردت أن أزوجك منه فما تقولين ؟ قالت لا تفعل قال ولم ؟ قالت لأن في خلقي رداءة وفي لساني حدة ولست بابنة عمه فيراعي رحمي ولا هو بجارك في البلد فيستحي منك ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي بذلك مسبة قال لها قومي بارك الله فيك ثم دعا ابنته الأخرى فقال لها مثل قوله لأختها فأجابته بمثل جوابها فقال لها قومي بارك الله فيك ثم دعا بالثالثة وكانت أصغرهن سنا فقال لها مثل ما قال لأختيها فقالت له أنت وذاك فقال لها إني عرضت ذلك على أختيك فأبتاه ولم يذكر لها مقالتهما فقالت والله أني الجميلة وجها الرفيعةخلقا الحسنة رأيا فإن طلقني فلا أخلف الله عليه فقال لها بارك الله فيك ثم خرج إليه فقال زوجتك يا حارث بابنتي هئيسة قال قد قبلت نكاحها وأمر أمها أن تهيئها له وتصلح شأنها ثم أمر ببيت فضرب له وأنزله إياه ثم بعثها إليه فلما دخلت عليه لبث هنيهة ثم خرج إلي فقلت له أفرغت من شأنك ؟ قال لا والله قلت له وكيف ذلك ؟ قال لما مددت يدي إليها قالت مه أعند أبي وأخوتي هذا والله لا يكون ثم أمر بالرحلة فارتحلنا بها معا وسرنا ما شاء الله قال لي تقدم فتقدمت فعدل عن الطريق فما لبث أن لحقني فقلت أفرغت من شأنك ؟ قال لا والله قلت ولم ؟ قال قالت تفعل بي كما يفعل بألأمة السبية الأخيذة لا والله حتى تنحر الجزر والغنم وتدعو العرب وتعمل ما يعمل مثلك لمثلي فقلت والله إني لأرى همة وعقلا فقال صدقت قال أرجو الله أن تكون المرأة النجيبة فوردنا إلى بلادنا فأحضر الإبل والغنم ونحر وأولم ثم دخل عليها وخرج إلي فقلت أفرغت من شأنك ؟ قال لا والله قلت ولم ذلك ؟ قال دخلت عليها أريدها فقلت لها أحضرت من المال ما تريدين قالت والله لقد ذكرت من الشرف

 

 

 

ليس فيك قلت ولم ذاك ؟ قالت أتستفرغ لنكاح النساء والعرب يقتل بعضها بعضا وكان ذلك في أيام حرب قيس وذبيان قلت فماذا تقولين ؟ قالت أخرج إلى القوم فاصلح بينهم ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك ما تريد فقلت والله إني لأرى عقلا ورأيا سديدا قال فاخرج بنا فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح فاصطلحوا على أن يحسبوا القتلى ثم تؤخذ الدية فحملنا عنهما الديات فكانت ثلاثة الآف بعير فانصرفنا بأجمل ذكر ثم دخل عليها فقالت له أما الآن فنعم فأقامت عنده في ألذ عيش وأطيبه وولدت له بنين وبنات وكان من أمرهما ما كان والله أعلم بالصواب

وحكى الفضل أبو محمد الطيبي قال حدثنا بعض أصحابنا أن رجلا من بني سعد مرت به جاريه لأمية بن خالد بن عبد الله بن أسد ذات ظرف وجمال وكان شجاعا فارسا فلما رآها قال طوبى لمن كان له امرأة مثلك ثم اتبعها رسولا يسألها ألها زود ويذكره لها وكان جميلا فقالت للرسول وما حرفته فأبلغه الرسول ذلك فقال ارجع إليها وقل لها

( وسائلة ما حرفتي قلت حرفتي ... مقارعة الأبطال في كل شارق )

( إذا عرضت خيل لخيل رأيتني ... أمام رعيل الخيل أحمي حقائقي )

( أصبر نفسي حين لم أر صابرا ... على ألم البيض الرقاق البوارق ) فلحقها الرسول فأنشدها ما قال فقالت له ارجع إليه وقل له أنت أسد فاطلب لك لبوة فلست من نسائك وأنشدته تقول

( ألا إنما أبغي جوادا بماله ... كريما محياه كثير الصدائق )

( فتى همه مذ كان خود خريدة ... يعانقها في الليل فوق النمارق )

وحدث يحيى بن عبد العزيز عن محمد بن عبد الحكم عن الإمام

 

 

 

الشافعي رضي الله عنه قال تزوج رجل امرأة جديدة على امرأة قديمة فكانت الجارية الجديدة تمر على بيت القديمة فتقول

( وما يستوي الرجلان رجل صحيحة ... وأخرى رمى فيها الزمان فشلت ) ثم تعود وتقول

( وما يستوي الثوبان ثوب به البلى ... وثوب بأيدي البائعين جديد ) فمرت الجارية القديمة على باب الجديدة يوما وقالت

( نقل فؤادك ما استطعت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول )

( كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل ) وقال عمرو بن العلاء وكان أعلم الناس بالنساء

( فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بادواء النساء طبيب )

( إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ... فليس له في ودهن نصيب ) وسئل المغيرة بن شعبة عن صفة النساء فقال بنات العم أحسن مؤاساة والغرائب أنجب وما ضرب رؤوس الأقران مثل ابن السوداء وقال عبد الملك بن مروان من أراد أن يتخذ جارية للمتعة فليتخذها بربرية ومن أراد أن يتخذها للولد فليتخذها فارسية ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية قال الشاعر

( لا تشتمن امرأ ممن يكون له ... أم من الروم أو سوداء عجماء )

( فإنما أمهات القوم أرعية ... مستودعات وللأنساب آباء ) وقال الأصمعي أتاني رجل من قريش يستشيرني في امرأة يتزوجها فقلت يا ابن أخي أقصيرة النسب أم طويلته فلم يفهم علي فقلت يا ابن أخي أما القصيرة النسب فالتي إذا ذكرت أياما اكتفت به والطويلة النسب فهي التي لا تعرف حتى تطيل في نسبها فإياك أن تقع مع قوم قد أصابوا كثيرا من الدنيا مع دناءة فيهم فتضيع نسبك فيهم وخرج رجل من أهل الكوفة في غزاة فكسب جارية وفرسا وكان مملكا على ابنة عمه فكتب إليها يعيرها ويقول

 

 

 

 

( إلا بلغوا أم البنين بأننا ... غنينا واغنتنا الغطارفة النجد )

( بعيد مناط المنكبي إذا جرى ... وبيضاء كالتمثال زينها العقد )

( فهذا لأيام العدو وهذه ... لحاجة نفسي حين ينصرف الجند ) فلما ورد عليها كتابه وقرأته قالت يا غلام هات الدواة وكتبت جوابه تقول

( ألا فاقرء مني السلام وقل له ... غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد )

( إذا شئت أغناني غلام مرجل ... ونازعته في ماء معتصر الورد )

( وإن شاء منهم ناشئ مد كفه ... إلى عكن ملساء أو كفل نهدي )

( فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ... شهودا فتقضوها على النأى والبعد )

( فعجل إلينا بالسراح فإنه ... منانا ولا ندعو لك الله بالرد )

( فلا قفل الجنج الذي أنت فيهم ... وزادك رب الناس بعدا على بعد ) فلما ورد عليه كتابها لم يزد على أن ركب الفرس وأردف الجارية خلفه ولحق بابنة عمه فكان أول شيء بدأها به بعد السلام أن قال لها بالله عليك هل كنت فاعلة ذلك فقالت له الله في قلبي أعظم وأجل وأنت في عيني أذل وأحقر من أن أعصي الله فيك فكيف ذقت طعم الغيرة فوهب لها الجارية وانصرف إلى الغزاة والله تعالى أعلم بالصواب

الفصل الثاني في صفات النساء المحمودة

كتب الحجاج إلى الحكم بن أيوب أن أخطب لعبد الملك بن مراون امرأة جميلة من بعيد مليحة من قريب شريفة في قومها ذليلة في

 

 

مؤاتية لبعلها فكتب إليه قد أصبتها لولا عظم ثديها فكتب إليه لا يكمل حسن المرأة حتى يعظم ثديها فتدفي الضجيع وتروي الرضيع وقال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان صف لي أحسن النساء قال خذها يا أمير المؤمنين ملساء القدمين ردماء الكعبين ناعمة الساقين ضخماء الركبتين لفاء الفخذين ضخمة الذراعين رخصة الكفين ناهدة الثديين حمراء الخدين كحلاء العينين زجاء الحاجبين لمياء الشفتين بلجاء الجبين شماء العرنين شنباء الثغر محلولكة الشعر غيداء العنق مكسرة البطن فقال ويحك وأين توجد هذه قال تجدها في خالص العرب وفي خالص الفرس وقال حكيم عليكم بمن تربت في النعيم ثم أصابتها فاقة فأثر فيها الغنى وأدبها الفقر وقال رجل لخاطب ابغ لي امرأة لا تؤنس جارا ولا توطن دارا يعني لا تدخل على الجيران ولا تدخل الجيران عليها وفي مثل هذه قال الشاعر

( هيفاء فيها إذا استقبلتها صلف ... عيطاء غامضة الكعبين معطار )

( خود من الخفرات البيض لم يرها ... بساحة الدار لا بعل ولا جار ) وقال الأعشى

( لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ... ولم تر الشمس دونها الكلل ) وكانت امرأة عمران بن حطان من أجمل الناس وجها وكان هو من أقبح الناس وجها فقال لها يوما أنا وإياك في الجنة إن شاء الله تعالى فقالت له وكيف ذلك فقال لأني أعطيت مثلك فشكرت وأعطيت مثلي فصبرت والصابر والشاكر في الجنة وقال بعضهم رأيت في طريق مكة أعرابية ما رأيت أحسن منها وجها فقعدت أنظر إليها وأتعجب من جمالها فجاء شيخ قصير فأخذ بردائها وسار بها ومضى فلقيتها مرة أخرى فقلت لها من هذا الشيخ قالت زوجي قلت كيف يرضى مثلك بمثله فأنشد

 

 

 

( أيا عجبا للخود يجري وشاحها ... تزف إلى شيخ بأقبح تمثال )

( دعاني إليه أنه ذو قرابة ... يعز علينا من بني العم والخال ) وسمع بعضهم قائلا يقول

( ومن لا يرد مدحي فإن مدائحي ... نوافق عند الأكرمين نوامي )

( نوافق عند المشتري الحمد بالندى ... نفاق بنات الحرث بن هشام ) فقال يا ابن أخي ما بلغ من نفاق بنات الحرث بن هشام قال كن من أجمل الناس وجوها وكان أبوهن إذا زوجهن يسوفهن ومهورهن إلى بعولتهن فقال يا ابن أخي لو فعل هذا ابليس ببناته لتنافست فيهن الملائكة المقربون

وقال عبد الملك لابن أبي الرقاع كيف علمك بالنساء قال أنا والله أعلم الناس بهن وجعل يقول

( قضاعية الكعبين كندية الحشا ... خزاعية الأطراف طائية الفم )

( لها حكم لقمان وصورة يوسف ... ومنطق داود وعفة مريم ) وقالوا الوجه الحسن أحمر وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب وقالوا أن الوجه الرقيق البشرة الصافي الأديم إذا خجل يحمر وإذا فرق يصفر ومنه قولهم ديباج الوجه يريدون تلونه من رقته قال علي بن زيد في وصفه

( حمرة خلط صفرة في بياض ... مثل ما حاك حائك ديباجا ) ( وقال علي بن عبد ربه )

( بيضاء يحمر خداها إذا خجلت ... كما جرى ذهب في صفحتي ورق ) وقالوا إن الجارية الحسناء تتلون بتلون الشمس فهي بالضحى بيضاء وبالعشى صفراء فقال ذو الرمة

 

 

( بيضاء صفراء قد تنازعها ... لونان من فضة ومن ذهب ) قالوا ليس المرأة الجميلة التي تأخذ ببصرك جملة على بعد فإذا دنت منك لم تكن كذلك بل الجميلة التي كلما كررت بصرك فبها زادتك حسنا وقالوا إن أردت أن ينجب ولدك فاغضبها ثم قع عليها قال الشاعر

( ممن حملن به وهن عواقد ... حبك النطاق فعاش غير مهبل )

( حملت به في ليلة مزورة ... كرها وعقد نطاقها لم يحلل )

الفصل الثالث في صفة المرأة السوء نعوذ بالله تعالى منها

في حكمة داود عليه السلام " أن المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو منها إلا من رضي الله تعالى عنه " وقيل المرأة السوء غل يلقيه الله تعالى في عنق من يشاء من عباده وقيل لأعرابي كان ذا تجربة للنساء صف لنا شر النساء فقال شرهن النحيفة الجسم القليلة اللحم المحياض الممراض المصفرة الميشومة العسرة المبشومة السلطة البطرة النفرة السريعة الوثبة كأنها لسان حربة تضحك من غير عجب وتبكي من غير سبب وتدعو على زوجها بالحرب أنف في السماء وإست في الماء عرقوبها حديد منتفخة الوريد كلامها وعيد وصوتها شديد وتدفن الحسنات وتفشي السيآت تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان ليس في قلبها عليه رأفة ولا عليها منه مخافة إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء تأكل لما وتوسع ذما ضيقة الباع مهتوكة القناع صبيها مهزول وبيتها مزبول إذا حدثت تشير بالإصبع وتبكي في المجامع بادية من حجابها نباحة عند بابها تبكي وهي ظالمة وتشهد وهي غائبة

 

 

 

 

دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور ويقال إن المرأة إذا كانت مبغضة لزوجها فإن علامة ذلك أن تكون عند قربها منه مرتدة الطرف عنه كأنها تنظر إلى إنسان غيره من ورائه وإن كانت محبة له لا تقلع عن النظر إليه قال بعضهم

( لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتي ... ولكن قرين السوء يلقى معمر )

( فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلا ... وعذبها فيه نكير ومنكر ) وقال زيد بن عمير

( أعاتبها حتى قلت أقلعت ... أبى الله إلا خزيها فتعود )

( فإن طمثت قادت وإن طهرت زنت ... فهاتيك تزني دائما وتقود ) وقال داود عليه الصلاة والسلام المرأة السوء على بعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير والمرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب كلما رآها قرت عينه برؤيتها والله أعلم

الفصل الرابع في مكر النساء وغدرهن وذمهن ومخالفتهن

في حكمة داود عليه الصلاة والسلام وجدت في الرجال واحدا في ألف ولم أجد واحدة في جميع النساء وقيل إن عيسى عليه الصلاة والسلام لقي إبليس يسوق أربعة أحمرة عليها أحمال فسأله فقال أحمل تجارة وأطلب مشترين فقال ما أحدها قال الحمور قال من يشتريه قال السلاطين قال فما الثاني قال الحسد قال فمن يشتريه قال العلماء قال فما الثالث قال الخيانة قال فمن يشتريها قال التجار قال فما الرابع قال الكيد قال

 

 

 

فمن يشتريه قال النساء وقال حكيم النساء شر كلهن وشر ما فيهن قلة الاستغناء عنهن وقالت الحكماء لا تثق بامرأة ولا تغتر بمال وإن كثر وقال النساء حبائل الشيطان قال الشاعر

( تمتع بها ملسا عفتك ولا تكن ... جزوعا إذا بانت فسوف تبين )

( وخنها وإن كانت تفي لك إنها ... على قدم الأيام سوف تخون )

( وإن هي أعطتك الليان فانها ... لغيرك من طلابها ستلين )

( وإن حلفت أن ليس تنقض عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين )

( وإن سكبت يوم الفراق دموعها ... فليس لعمر الله ذاك يقين ) وقال ابن بشار

( رأيت مواعيد النساء كأنها ... سراب لمرتاد المناهل حافل )

( ومنتظر الموعود منهن كالذي ... يؤمل يوما أن تلين الجنادل ) قال بعض الحكماء لم تنه عن شيء قط إلا فعلته وقال الغنوي

( إن النساء متى ينهين عن خلق ... فإنه واقع لا بد مفعول ) وقال النخعي من اقتراب الساعة طاعة النساء ويقال من أطاع عرسه فقد أضاع نفسه وقال علي رضي الله تعالى عنه إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن اكفف أبصارهن بالحجاب فإن شدة الحجاب خير لهن من الارتياب وليس خروجهن بأضر من دخول من لا يوثق به عليهن فإن استطعت أن لا يعرفهن غيرك فافعل قال السمعاني

( لا تأمنن على النساء ولو أخا ... ما في الرجال على النساء أمين )

( إن الأمين وإن تحفظ جهده ... لا بد أن بنظرة سيخون ) وقال غيره

( لا تركنن إلى النساء ... ولا تثق بعهودهن )

 

 

 

( فرضاؤهن جميعهن ... معلق بفروجهن ) وقال علي رضي الله تعالى عنه لا تطلعوا النساء على حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن إلا لتدبير العيال إن تركن وما يردن أو ردن المهالك وأفسدن الممالك ينسين الخير ويحفظن الشر يتهافتن في البهتان ويتمادين في الطغيان وقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه ذل من أسند أمره إلى امرأة وقيل إن صيادا أتى أبرويز بسمكة فأعجبه حسنها وسمتها فأمر له بأربعة آلاف درهم فخطأته سيرين زوجته فقال لها ماذا أفعل فقالت له إذا جاءك فقل له أذكر كانت أم أنثى فإن قال لك ذكر فاطلب منه الأنثى وإن قال لك أنثى فاطلب منه الذكر فلما أتاه سأله فقال كانت أنثى فقال ائتني بذكرها فقال عمر الله الملك كنت بكرا لم تتزوج فقال زه وأمر له بثمانية آلاف درهم وقال اكتبوا في الحكمة الغدر ومطاوعة النساء يؤديان إلى الغرم الثقيل وقال حكيم اعص النساء وهواك وافعل ماشئت وقال عمر رضي الله تعالى عنه أكثروا لهن من قول لا فإن نعم تغريهن على المسألة قال أستعيذ بالله من أشرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر

ومما قيل في الباءة ذكر الجماع عند الإمام مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه قال هو نور وجهك ومخ ساقك منه أو أكثر وقال معاوية رضي الله تعالى عنه ما رأيت نهما في النساء إلا عرفت ذلك في وجهه وخلا تمام بجارية له فعجز عنها فقال ما أوسع حرك فأنشأت تقول

( أنت الفداء لمن قد كان يملؤه ... ويشتكي الضيق منه حين يلقاه ) وقال آخر

( شفاء الحب تقبيل ولمس ... وسحب بالبطون على البطون )

 

 

 

( ورهز تذرف العينان منه ... وأخذ بالمناكب والقرون ) وقالت امرأة من أهل الكوفة دخلت على عائشة بنت طلحة فسألت عنها فقيل هي مع زوجها في القيطون فسمعت شهيقا وشخيرا لم أسمع مثله ثم خرجت إلي وجبينها يتصبب عرقا فقلت لها ما ظننت حرة تفعل هذا بنفسها فقالت إن الخيل تشرب بالصفير وعاتبت امرأة زوجها على قلة إتيانها فأجابها يقول

( أنا شيخ ولي امرأة عجوز ... تراودني على ما لا يجوز )

( وقالت رق أيرك مذ كبرنا ... فقلت بلى قد اتسع القفيز ) وكان لرجل امرأة تخاصمه وكلما خاصمته قام إليها فواقعها فقالت ويحك كلما تخاصمني تأتيني بشفيع لا أقدر على رده وأتى رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وقال إن لي امرأة كلما غشيتها تقول قتلتني فقال اقتلها بهذه القتلة وعلي إثمها وقالوا من ل جماعه فهو أصح بدنا وأنقى جلدا وأطول عمرا ويعتبر ذلك بذكور الحيوان وذلك أنه ليس في الحيوان أطول أعمارا من البغال ولا أقصر أعمارا من العصافير وهي أكثرها سفادا والله تعالى أعلم بالصواب

الفصل الخامس في الطلاق وما جاء فيه

عن عبد الرحمن بن محمد بن أخي الأصمعي قال قال عمي للرشيد في بعض حديثه يا أمير المؤمنين بلغني إن رجلا من العرب طلق في يوم واحد خمس نسوة قال وكيف ذلك وإنما لا يجوز للرجل غير أربعة قال يا أمير المؤمنين كان متزوجا بأربعة فدخل عليهن يوما فوجدهن متنازعات وكان شريرا فقال إلى متى هذا النزاع ما أظن

 

 

هذا إلا من قبلك يا فلانة لامرأة منهن اذهبي فأنت طالق فقالت له صاحبتها عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان أصلح فقال لها وأنت أيضا طالق فقالت له الثالثة قبحك الله فوالله لقد كانتا إليك محسنتين فقال لها وأنت أيضا أيتها المتعددة أياديهما طالق فقالت الرابعة وكانت هلالية ضاق صدرك إلا أن تؤدب نساءك بالطلاق فقال لها وأنت طالق أيضا فسمعته جاره له فأشرفت عليه وقالت له والله ما شهدت العرب عليك ولا على قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة فقال لها وأنت أيتها المتكلمة فيما لا يعنيك طالق إن أجازني بعلك فأجابه زوجها قد أجزت لك ذلك فعجب الرشيد من ذلك وطلق امرأته فلما أرادت الارتحال قال لها اسمعي وليسمع من حضر إني والله اعتمدتك برغبة وعاشرتك بمحبة ولم أجد منك زلة ولم يدخلني عنك ملة ولكن القضاء كان غالبا فقالت المرأة جزيت من صاحب ومصحوب خيرا فما استقللت خيرك ولا شكوت ضيرك ولا تمنيت غيرك ولا أجد لك في الرجال شبيها وليس لقضاء الله مدفع ولا من حكمة علينا ممنع وقال رجل لابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما تقول في رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء فقال يكفيه من ذلك عدد نجوم الجوزاء

ذكر من طلق امرأته فتبعها نفسه قال الهيثم بن عدي كانت تحت ابن الغربان بن الأسود بنت عم له فطلقها فتبعتها نفسه فكتب إليها يعرض لها بالرجوع فكتبت إليه تقول

( إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بذلا ... إن الغزال الذي ضيعت مشغول ) فكتب إليها يقول

( إن كان ذا شغل فالله يكلؤه ... فقد لهونا به والحبل موصول )

( وقد قضينا من استظرافه وطرا ... وفي الليالي وفي أيامها طول )

 

 

 

 

وطلق الوليد بن يزيد زوجته سعدى فلما تزوجت اشتد ذلك عليه وندم على ما كان منه فدخل عليه أشعب فقال له هل لك أن تبلغ سعدى عني رسالة ولك عشرة آلاف درهم قال أقبضنيها فأمر له بها فلما قبضها قال له هات رسالتك قال ائتها فأنشدها

( أسعدى هل إليك لنا سبيل ... ولا حتى القيامة من تلاق )

( بلى ولعل دهرا أن يؤاتي ... بموت من خليلك أو فراق ) قال فأتاها أشعب فاستأذن عليها فأذنت له فدخل فقالت له ما بدا لك في زيارتنا يا أشعب فقال يا سيدتي أرسلني إليك برسالة ثم أنشدها الشعر فقالت لجواريها عليكن بهذا الخبيث فقال يا سيدتي إنه دفع إلي عشرة آلاف درهم فهي لك واعتقيني لوجه الله فقالت والله لا أعتقك أو تبلغ إليه ما أقول لك قال يا سيدتي فاجعل لي جعلا قالت لك بساطي هذا قال قومي عنه فقامت فأخذه وألقاه على ظهره وقال هاتي رسالتك فقالت

( أتبكي على سعدى وأنت تركتها ... فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع ) فلما بلغه الرسالة ضاقت عليه الأرض بما رحبت وأخذته كظمة فقال لأشعب اختر مني إحدى ثلاث إما أن أقتلك وأما أن أطرحك من هذا القصر وأما أن ألقيك إلى هذه السباع فتفترسك فتحير أشعب وأطرق مليا ثم قال يا سيدي ما كنت لتعذب عينا نظرت إلى سعدى فتبسم وخلى سبيله وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه الفرزدق الشاعر طلق النوار ثم ندم على طلاقها وقال

( ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار )

( فأصبحت الغداة ألوم نفسي ... بأمر ليس لي فيه اختيار )

( وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار )

 

 

 

( ولو أني ملكت بها يميني ... لكان علي للقدر الخيار ) وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه فندم قيس بن ذريح وكان أبوه أمره بطلاقها فطلقها وندم على ذلك فأنشأ يقول

( فنى صبري وعاودني رداعي ... وكان فراق لبتي كالخداع )

( تكنفني الوشاة فأزعجوني ... فيا للناس للواشي المطاع )

( فأصبحت الغداة ألوم نفسي ... على أمر وليس بمستطاع )

( كمغبون يعض على يديه ... تبين غبنه عند البياع ) وحدث العتبي قال جاء رجل بامرأة كأنها برج من فضة إلى عبد الرحمن بن الحكم وهو على الكوفة فقال إن امرأتي هذه شجتني فسألها عبد الرحمن فقالت نعم يا مولاي غير متعمدة لذلك كنت أعالج طيبا فوقع الفهر من يدي على رأسه وليس عندي علم ولا يقوى بدني على القصاص فقال للرجل علام تمسكها وقد فعلت بك ما أرى فقال يا مولاي إن صداقها علي أربعة آلاف درهم ولا تطيب نفسي بفراقها قال فإن أعطيتك الأربعة آلاف درهم تفارقها قال نعم قال هي لك قال فهي إذن طالق فقال لها عبد الرحمن احبسي علينا نفسك وأنشأ يقول

( يا شيخ يا شيخ من دلاك بالغزل ... قد كنت يا شيخ عن هذا بمعتزل )

( رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها ... فاعمد لنفسك نحو القرح الذلل ) والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:36
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


فلمّا فرغ من شعره قال له معاوية: يا إعرابي إنّي أراك تشتكي عاملاً من عمّالنا ولم تسمعه لنا! قال: أصلح الله أمير المؤمنين، وهو والله ابن عمّك مروان بن الحكم عامل المدينة. قال معاوية: وما قصّتك معه يا أعرابي. قال: أصلح الله الأمير، كانت لي بنت عمٍّ خطبتها إلى أبيها فزوّجني منها. وكنت كلفاً بها لما كانت فيه من كمال جمالها وعقلها والقرابة. فبقيت معها يا أمير المؤمنين، في أصلح حالٍ وأنعم بالٍ، مسروراً زماناً، قرير العين. وكانت لي صرمةً من إبلٍ وشويهات، فكنت أعولها ونفسي بها. فدارت عليها أقضية الله وحوادث الدّهر، فوقع فيها داءٌ فذهبت بقدرة الله. فبقيت لا أملك شيئاً، وصرت مهيناً مفكّراً، قد ذهب عقلي، وساءت حالي، وصرت ثقلاً على وجه الأرض. فلمّا بلغ ذلك أباها حال بيني وبينها، وأنكرني، وجحدني، وطردني، ودفعها عنّي. فلم أدر لنفسي بحيلةٍ ولا نصرةٍ. فأتيت إلى عاملك مروان بن الحكم مشتكياً بعمّي، فبعث إليه، فلمّا وقف بين يديه، قال له مروان: يا أيّها الرّجل لم حلت بين ابن أخيك وزوجته? قال: أصلح الله الأمير، ليس له عندي زوجة ولا زوجته من ابنتي قط. قلت أنا: أصلح الله الأمير، أنا راضٍ بالجّارية، فإن رأى الأمير أن يبعث إليها ويسمع منها ما تقول? فبعث إليها فأتت الجّارية مسرعةً، فلمّا وقفت بين يديه ونظر إليها وإلى حسنها وقعت منه موقع الإعجاب والاستحسان، فصار لي، يا أمير المؤمنين خصماً وانتهرني، وأمر بي إلى السّجن. فبقيت كأني خررت من السّماء في مكانٍ سحيقٍ، ثمّ قال لأبي بعدي: هل لك أن تزوّجها منّي، وأنقدك ألف دينارٍ، وأزيدك أنت عشرة آلاف درهمٍ تنتفع بها، وأنا أضمن طلاقها? قال له أبوها: إن أنت فعلت ذلك زوّجتها منك.
فلمّا كان من الغد بعث إليّ، فلمّا أدخلت عليه نظر إليّ كالأسد الغضبان، فقال لي: يا أعرابي طلّق سعدى. قلت: لا أفعل. فأمر بضربي ثم ردّني إلى السّجن، فلمّا كان في اليوم الثّاني قال: عليّ بالأعرابي. فلمّا وقفت بين يديه، قال: طلّق سعدى. فقلت: لا أفعل. فسلّط عليّ يا أمير المؤمنين خدّامه فضربوني ضرباً لا يقدر أحدٌ على وصفه، ثمّ أمر بي إلى السّجن؛ فلمّا كان في اليوم الثّالث قال: عليّ بالإعرابي، فلمّا وقفت بين يديه قال: عليّ بالسّيف والنّطع وأحضر السيّاف، ثمّ قال: يا أعرابي، وجلالة ربّي، وكرامة والدي، لئن لم تطلّق سعدى لأفرّقنّ بين جسدك وموضع لسانك.
فخشيت على نفسي القتل فطلّقتها طلقةً واحدةً على طلاق السّنّة، ثمّ أمر بي إلى السّجن فحبسني فيه حتّى تمّت عدّتها ثمّ تزوّجها، فبنى بها، ثمّ أطلقني. فأتيتك مستغيثاً قد رجوت عدلك وإنصافك، فارحمني يا أمير المؤمنين. فوالله يا أمير المؤمنين لقد أجهدني الأرق، وأذابني القلق، وبقيت في حبّها بلا عقلٍ، ثمّ انتحب حتىّ كادت نفسه تفيض. ثمّ أنشأ يقول:

في القلب منّي نارٌ
 
والنّار فيه الدّمار
والجّسم منّي سقيمٌ
 
فيه الطّبيب يحار
والعين تهطل دمعاً
 
فدمعها مـدرار
حملت منه عظيماً
 
فما عليه اصطبار
فليس ليلـي لـيلٌ
 
ولا نهاري نهـار
فارحم كئيباً حزيناً
 
فؤاده مستطـار
اردد عليّ سعادي
 
يثيبك الـجـبّـار

ثمّ خرّ مغشيّاً عليه بين يدي أمير المؤمنين كأنّه قد صعق به قال: وكان في ذلك الوقت معاوية متكّئاً، فلمّا نظر إليه قد خرّ بين يديه قام ثمّ جلس، وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. اعتدى والله مروان بن الحكم ضراراً في حدود الدّين، وإحساراً في حرم المسلمين: ثمّ قال: والله يا أعرابي لقد أتيتني بحديثٍ ما سمعت بمثله. ثمّ قال: يا غلام عليّ بداوةٍ وقرطاسٍ فكتب إلى مروان: أمّا بعد، فإنّه بلغني عنك أنّك اعتديت على رعيّتك في بعض حدود الدّين، وانتهكت حرمةً لرجلٍ من المسلمين. وإنّما ينبغي لمن كان والياً على كورةٍ أو إقليمٍ أن يغضّ بصره وشهواته، ويزجر نفسه عن لذّاته. وإنّما الوالي كالرّاعي لغنمةٍ، فإذا رفق به بقيت معه، وإذا كان لها ذئباً فمن يحوطها بعده. ثمّ كتب بهذه الأبيات:

ولّيت، ويحك أمراً لست تحكمـه فاستغفر الله من فعل امرئٍ زاني
قد كنت عندي ذا عقـلٍ وذا أدبٍ مع القراطيس تمثالاً وفـرقـان
حتّى أتانا الفتى العذريّ منتحـبـاً يشكو إلينا بـبـثٍّ ثـمّ أحـزان
أعطي الإله يميناً لا أكـفّـرهـا حقّاً وأبرأ مـن دينـي وديانـي
إن أنت خالفتني فيما كتبـت بـه لأجعلنّك لحماً بين عـقـبـانـي
طلّق سعاد وعجّلها مـجـهّـزةً مع الكميت، ومع نصر بن ذبيان
فما سمعت كما بلّغت في بـشـرٍ ولا كفعلك حقاً فعـل إنـسـان
فاختر لنفسك إمّا أن تجود بـهـا أو أن تلاقي المنايا بين أكـفـان
ثمّ ختم الكتاب. وقال: عليّ بنصر بن ذبيان والكميت صاحبيّ البريد. فلمّا وقفا بين يده قال: اخرجا بهذا الكتاب إلى مروان بن الحكم ولا تضعاه إلاّّ بيده. قال فخرجا بالكتاب حتّى وردا به عليه، فسلّما ثمّ ناولاه الكتاب. فجعل مروان يقرأه ويردّده، ثمّ قام ودخل على سعدى وهو باكٍ، فلمّا نظرت إليه قالت له: سيّدي ما الذي يبكيك? قال كتاب أمير المؤمنين، ورد عليّ في أمرك يأمرني فيه أن أطلّقك وأجهّزك وأبعث بك إليه. وكنت أودّ أن يتركني معك حولين ثمّ يقتلني، فكان ذلك أحبّ إليّ. فطلّقها وجهّزها ثمّ كتب إلى معاوية بهذه الأبيات:
لا تعجلنّ أمير المؤمنين فـقـد أوفي بنذرك في رفقٍ وإحسان
وما ركبت حراماً حين أعجبني فكيف أدعى باسم الخائن الزاني
أعذر فإنّك لو أبصرتها لجـرت منك الأماقي على أمثال إنسان
فسوف يأتيك شمسٌ لا يعادلهـا عند الخليفة إنسٌ لا ولا جـان
لولا الخليفة ما طلّقتـهـا أبـداً حتّى أضمّنّ في لحدٍ وأكفـان
على سعادٍ سلامٌ من فتىً قلـقٍ حتّى خلّفته بأوصابٍ وأحـزان
ثمّ دفعه إليهما، ودفع الجّارية على الصّفة التي حدّث له. فلمّا وردا على معاوية فكّ كتابه وقرأ أبياته ثمّ قال: والله لقد أحسن في هذه الأبيات، ولقد أساء إلى نفسه. ثمّ أمر بالجّارية فأدخلت إليه، فإذا بجاريةٍ رعبوبةٍ لا تبقي لناظرها عقلاً من حسنها وكمالها. فعجب معاوية من حسنها ثمّ تحوّل إلى جلسائه وقال: والله إنّ هذه الجّارية لكاملة الخلق فلئن كملت لها النّعمة مع حسن الصّفة، لقد كملت النّعمة لمالكها. فاستنطقها، فإذا هي أفصح نساء العرب. ثمّ قال: عليّ بالأعرابي.
فلمّا وقف بين يديه، قال له معاوية: هل لك عنها من سلوٍ، وأعوّضك عنها ثلاث جوارٍ أبكارٍ مع كلّ جاريةٍ منهنٍ ألف درهمٍ، على كلّ واحدةٍ منهنّ عشر خلعٍ من الخزّ والدّيباج والحرير والكتّان، وأجري عليك وعليهنّ ما يجري على المسلمين، وأجعل لك ولهنّ حظاً من الصّلات والنّفقات? فلما أتمّ معاوية كلامه غشي على الأعرابيّ وشهق شهقةً ظنّ معاوية أنّه قد مات منها. فلّما أفاق قال له معاوية: ما بالك يا أعرابي? قال: شرّ بالٍ، وأسوأ حالٍ، أعوذ بعد لك يا أمير المؤمنين من جور مروان. ثمّ أنشأ يقول:

لا تجعلني هداك الله من ملـكٍ كالمستجير من الرّمضاء بالنّار
أردد سعاد على حرّان مكتـئبٍ يمسي ويصبح في همٍّ وتذكار
قد شفّته قلقٌ ما مـثـلـه قـلـقٌ وأسعر القلب منـه أيّ إسـعـار
والله والله لا أنسى مـحـبّـتـهـا حتّى أغيّب في قبري وأحجـاري
كيف السّلوّ وقد هام الفـؤاد بـهـا فإن فعلت فإنـي غـير كـفّـار
فأجمل بفضلك وافعل فعل ذي كرمٍ لا فعل غيرك، فعل اللؤم والعـار
ثمّ قال: والله يا أمير المؤمنين لو أعطيتني كلّ ما احتوته الخلافة ما رضيت به دون سعدى. ولقد صدق مجنون بني عامر حيث يقول:
أبى القلب إلاّ حبّ ليل وبغّضت إليّ نساءٌ ما لـهـن ذنـوب
وما هي إلاّ أن أراها فجـاءةً فأبهت حتّى لا أكـاد أجـيب
فلمّا فرغ من شعره، قال له معاوية: يا أعرابي? قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: إنك مقرٌّ عندنا أنّك قد طلّقتها، وقد بانت منك ومن مروان، ولكن نخيّرها بيننا. قال: ذاك إليك، يا أمير المؤمنين. فتحوّل معاوية نحوها ثمّ قال لها: يا سعدى أيّنا أحبّ إليك: أمير المؤمنين في عزّه وشرفه وقصوره، أو مروان في غصبه واعتدائه، أو هذا الأعرابي في جوعه وأطماره? فأشارت الجّارية نحو ابن عمّها الأعرابي، ثمّ أنشأت تقول:
هذا وإن كان في جوعٍ وأطمـار أعزّ عندي من أهلي ومن جاري
وصاحب التّاج أو مروان عاملـه وكلّ ذي درهمٍ منهـم ودينـار
ثمّ قالت: لست، والله، يا أمير المؤمنين لحدثان الزمان بخاذلته، ولقد كانت لي معه صحبة جميلة، وأنا أحقّ من صبر معه على السّرّاء والضّرّاء، وعلى الشّدّة والرّخاء، وعلى العافية والبلاء، وعلى القسم الذي كتب الله لي معه. فعجب معاوية ومن معه من جلسائه من عقلها وكمالها ومروءتها وأمر لها بعشرة آلاف درهمٍ وألحقها في صدقات بيت المسلمين.
?الذي جاء شرٌّ من الذي مرّ
قال أبو الخطّاب: كان عندنا رجلٌ أحدبٌ فسقط في بئرٍ فذهبت حدبته وصار آدراً فدخل عليه جيرانه يهنّئونه فقال: الذي جاء شرٌّ من الذي مرّ.
?أعرابيٌّ يصف رجلاً جميلاً
ذكر أعرابيٌّ رجلاً جميلاً فقال: والله لو أبصرته العيدان لتحرّكت أوتارها، ولو رأته عاتق الخدر لطار خمارها.
وقال بعض الأعراب:

ماذا تظنّ سليمي إن ألمّ بـنـا مرجّل الرّأس ذو بردين مزّاح
خرٌّ عمامته، حلوٌ فكـاهـتـه في كفّه من رقى إبليس مفتاح
?رأي عائشة في خطيبة الرّسول
صلّى الله عليه وسلّم
يروى، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، خطب امرأةً من كلبٍ فبعث عائشة رضي الله عنها تنظر إليها، فقال لها: "كيف رأيتها"? قالت: ما رأيت طائلاً. قال: "لقد رأيت طائلاً، ولقد رأيت حالاً تجدينها حتى اقشعرّت كل شعرةٍ فيك". فقالت: وما دونك سترٌ يا رسول الله.
يرى صورته في وجه قتادة
ويروى عن حيّان بن عمير أنّه قال دخلت على قتادة بن ملحان فمرّ رجلٌ في أقصى الدّار فرأيت صورته في وجه قتادة، وذلك أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، مسح وجهه.
ذو النّسب والحسب قريبٌ من الله
وعن عون بن عبد الله، أنّه قال: من كان في صورةٍ حسنةٍ، ونسبٍ، وحسبٍ، ووسّع عليه في الرّزق، كان من خلصاء الله.
إشراق الوجه يجلو البصر
ويروى عن عائشة، رضي الله عنها، أنّها قالت: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل، فإن كانوا في القراءة سواء، فأصبحهم وجهاً. وعن ابن عباس أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "النّظر إلى الوجه يجلو البصر؛ والنّظر إلى الوجه القبيح يورث الفلج".
جمال الوجه فتنةٌ لعباد الله
قال حليّلان المغنّي: دخلت دار هارون الرّشيد فإذا أنا بجاريةٍ خماسيّةٍ، أحسن النّاس وجهاً، على يدها سطران مكتوبان بالغالية، فقرأتهما فإذا هما ممّا عمل في طران الله، فتنة لعباد الله وقال بعضهم: سمعت يحيى بن سفيان يقول: رأيت بمصر جاريةً بيعت بألف دينارٍ، فما رأيت وجهاً قط أحسن من وجهها صلّى الله عليها. قال: فقلت له يا أبا زكريّا، مثلك يقول هذا مع ورعك وفقهك? فقال: وما تنكر عليّ من ذلك? صلّى الله عليها وعلى كلّ مليحٍ: يا ابن أخي الصّلاة رحمة.
غدرت بزوجها وخانته
قال: خرج شامة بن لؤي بن غالب من مكّة حتّى نزل بعمان على رجلٍ من الأزد.
وكان شامة بن لؤي من أجمل خلق الله، فقراه وبات عنده. فلما أصبح قعد يستنّ فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها، فلمّا رمى، مضت إلى سواكه فأخذتها فمصّتها، فنظر إليها زوجها، فحلب ناقةً وجعل في اللبن سمّاً وقدّمه إلى شامة، فغمزته المرأة، فأراق اللبن وخرج يسير. فبينما هو في موضعٍ يقال له خرق الجّميلة أهوت ناقته في عرفجة? فانتشلها وفيها أفعى فنهشت مشفريها فحكتها على ساق شامة فمات. فقالت الأزد:

إذا ناقتي حلّت بليلٍ ففارقـت جملة لمّا أنبتّ منها قرينهـا
فقلت لها حثّي قليلاً فإنـنـي وإيّاك نخفي عبرةً سترينهـا
غدرت بنا بعد الصّفاء وخنتنـا وشرّ مصافي خلّةٍ من يخونها
الصّبا تبلسم قلب المحزون
قال سليمان بن أبي سمخ تزوّج رجلٌ من تهامة امرأةً من نجدٍ فلمّا نقلها إليه، قالت له: ما فعلت ريحٌ من نجد كانت تأتينا يقال لها الصبا ما رأيتها ههنا? فقال: يحجزها عنّا هذان الجّبلان. فأنشأت تقول:
أيا جبلي نعمان بـالـله خـلّـيا نسيم الصّبا يخلص إليّ نسيمهـا
فإنّ الصّبا ريحٌ إذا ما تنفّـسـت على قلب محزونٍ تجلّت همومها
أجد بردها أو يشف منّي حـرارةً على كبدٍ لم يبق إلا صميمـهـا
فرّقهما الفقر وجمعهما معاوية

   

قال الزّبير حدثني أبي، قال: كان عندنا بالمدينة رجلٌ من قريش كانت له امرأة تعجبه ويعجبها، وكانت تحول بينه وبين طلب الرّزق، وكلّ ذلك يحتمله لشدّة محبّته إيّاها فلمّا ساءت حاله وكثر دينه قال:
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفـسـه شكى الفقر أو لام الصّديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاًّ وأوشكـت قلوب ذوي القربى له أن تنكّـرا
فسر في بلاد الله والتمس الغـنـى تعش ذا يسارٍ أو تموت فتـعـذرا
ولا ترض من عيشٍ بدونٍ ولا تنـم وكيف ينام الليل من كان معسـرا
وما طالب الحاجات من حيث يبتغي من النّاس إلاّ من أجدّ وشـمّـرا
فلّما أصبح قال لامرأته: أنا، والله أحبّك، ولا صبر لي على ما نحن فيه من ضيق العيش، فجهّزيني. فجهّزته، فخرج حتّى قدم على معاوية بن أبي سفيان فقام بين الصّفّين، فأخبره بحاله، وأنشده الشّعر. فرقّ له، وأمر له بألف دينارٍ وقال له: لقد دلّني حالك على محبّتك لأهلك وكراهيّتك لفراقهم فخذ وانصرف إليهم فأخذها وانصرف راجعاً.
ألا أيّها الغيران
وأنشد الزّبير بن بكار: لجميل بن معمر:
لئن كان في حبّ الحبيب حبيبـه حدودٌ لقد حلّت عـلـي حـدود
ألا أيّها الغيران بي أن أحبّـهـا بسخطك ينمو حـبّـهـا ويزيد
فلو متّ كان الموت يخلف للهوى لها في فؤادي الوجد وهو جديد
وتحسب نسوانٌ إذا جـئت زائراً بثينة أنّـي بـعـضـهّن أريد
فتخبركم عنّا جنـوبٌ مـضـلّةٌ وتخبرنا هتف العـشـيّ بـرود
إذا بلغتكم حاجةٌ رجعـت لـنـا إليكم بأخرى مثلـهـا فـيعـود
يا حبّذا أمّ الوليد
وأنشد أيضاً لجميل بن معمر العذري:
تمتّعت منكم يا بثين بنـظـرةٍ على عجل والنّاعجات وقوف
فيا حبّذا أمّ الولـيد ومـربـعٌ لنا ولها بالمنحنى ومصـيف
بثنتان يسترن الوشاح عليهمـا وبطن كطيّ السّابريّ لطيف
أتصرم حبلي يا جميل?
وأنشداه في مثل ذلك أيضاً:
بثينة قالت يا جـمـيل وسـوّدت مجال القذى منها بثينة بالكحـل
أتصرم حبلي يا جميل وقـادنـي إليك الهوى قيد الجنيبة بالحـبـل
وقالت لقينا ما لقيت من الهـوى ما مسّ رأس من دهانٍ ولا غسل



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:37
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


باب ما جاء في وفاء النّساء
تعاهدا ألا يتزوّجا
حكى الأصمعي، عن رجلٍ من بني ضبّة قال: ضلّت لي إبلٌ فخرجت في طلبها حتّى أتيت بلاد بني سليم، فلمّا كنت في بعض تخومها، إذا جاريةٌ غشى بصري إشراق وجهها، فقالت: ما بغيتك فإنّي أراك مهموماً? قلت: إبلٌ ضلّت لي، فأنا في طلبها. قالت: فتحب أن أرشدك إلى من هي عنده? قلت: نعم. قالت: الذي أعطاكهنّ هو الذي أخذهنّ فإن شاء ردّهنّ، فاسأله من طريق اليقين لا من طريق الإختيار. فأعجبني ما رأيت من جمالها وحسن منطقها، فقلت لها: هل لك من بعلٍ? قالت: كان والله فدعي فأجاب إلى ما منه خلق، ونعم البعل كان. قلت لها: فهل لك في بعلٍ لا تذمّ خلائقه، ولا تخشى بوائقه? فأطرقت ساعةً ثمّ رفعت رأسها وعيناها تذرفان دموعاً فأنشأت تقول:
كنّا كغصنين من بانٍ غذاؤهـمـا ماء الجداول في روضات جنّات
فاجتثّ صاحبها من جنب صاحبه دهرٌ يكرّ بفرحـاتٍ وتـرحـات
وكان عاهدني إن خاننـي زمـنٌ أن لا يضاجع أنثى بعد موتـات
وكنت عاهدته أيضاً، فعـاجـلـه ريب المنون قريباً مذ سنـينـات
فاصرف عتابك عمّن ليس يصرفه عن الوفاء له خلب الـتّـحـيّات
قال: فانصرفت وتركتها.
على العهد باقيةٌ
قال الأصمعي: قال لي الرّشيد: امض إلى بادية البصرة فخذ من تحف كلامهم وطرف حديثهم. فانحدرت، فنزلت على صديقٍ لي بالبصرة، ثمّ بكّرت أنا وهو على المقابر، فلمّا صرت إليها إذا بجاريةٍ نادى إلينا ريح عطرها قبل الدّنوّ منها، عليها ثيابٌ مصبغاتٌ وحلى، وهي تبكي أحرّ بكاء. فقلت: يا جارية ما شأنك? فأنشأت تقول:
فإن تسألاني فيم حزني? فإنّـنـي رهينة هذا القـبـر يا فـتـيان.
أهابك إجلالاً، وإن كنت في الثّرى، مخافة يومٍ أن يسؤك مـكـانـي
وإنّي لأستحييك، والتّرب بـينـنـا، كما كنت أستحييك حين تـرانـي.
فقلنا لهاك ما رأينا أكثر من التّفاوت بين زيّك وحزنك فأخبري بشأنك? فأنشأت تقول:
يا صحب القبر، يا من كان يؤنسني حيّاً، ويكثر في الدّنيا مواساتـي،
أزور قبرك في حليٍّ وفي حلـلٍ، كأنّني لست من أهل المصيبـات؛
فمن رآني، رأى عبرىً مفجـعةً مشهورة الزّيّ تبكي بين أمواتي.
فقلنا لها وما الرّجل منك: قالت: بعلي، وكان يجب أن يراني في مثل هذا الزّيّ، فآليت على نفسي أن لا أغشى قبره إلاّّ في مثل هذا الزّيّ لأنّه كان يحبّه أيّام حياته، وأنكرتماه أنتما عليّ.
قال الأصمعي: فسألتها عن خبرها ومنزلها. وأتيت الرّشيد فحدّثته بما سمعت ورأيت، حتّى حدّثته حديث الجّارية. فقال: لا بدّ أن ترجع حتّى تخطبها إليّ من وليّها، وتحملها إليّ، ولا يكون من ذلك بد. ووجّه معي خادماً ومالاً كثيراً. فرجعت إلى قومها فأخبرتهم الخبر، فأجابوا وزوّجوها من أمير المؤمنين وحملوها معنا وهي لا تعلم. فلمّا صرنا إلى المدائن نما إليها الخبر، فشهقت شهقةً فماتت، فدفنّاها هنالك. وسرت إلى الرّشيد فأخبرته الخبر، فما ذكرها وقتاً من الأوقات إلاّّ بكى أسفاً عليها.


كان يحسبها راعيةً للعهد
توفّي رجلٌ وبقيت امرأته شابّةً جميلةً، فما زال بها النّساء حتّى تزوّجت. فلمّا كانت ليلة زفافها رأت في المنام زوجها الأوّل آخذاً بعارضتيّ الباب وقد فتح يديه وهو يقول:
حيّيت ساكن هذا البـيت كـلّـهـم إلاّّ الرّبـاب فـإنّـي لا أحـييهـا
أمست عروساً وأمسى مسكني جدثٌ بين القبـور وإنّـي لا ألاقـيهـا
واستبدلت بدلاً غيري، فقد علمـت أنّ القبور تواري من ثوى فـيهـا
قد كنت أحسبها للـعـهـد راعـيةً حتّى تموت وما جفّت مـآقـيهـا
ففزعت من نومها فزعاً شديداً، وأصبحت فاركاً وآلت أن لا يصل إليها رجلٌ بعده أبداً.
أذات عروسٍ ترى?!
ولمّا قتل عثمان، رضي الله عنه، وقفت يوماً على قبره نائلة بنت الفرافصة الكلبي، فترحّمت عليه ثمّ انصرفت إلى منزلها، ثمّ قالت: إنّي رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثّوب، وقد خفت أن يبلى حزن عثمان في قلبي. فدعت بفهرٍ فهتفت فاها، وقالت: والله لا يقعد رجلٌ منّي مقعد عثمان أبداً. وخطها معاوية فبعثت إليه أسنانها، وقالت: أذات عروسٍ ترى? وقالوا: لم يكن في النّساء أحسن منها مضحكاً.
لا تنكحي أغمّ القفا
كان هدبة بن خشرم العذري قتل ابن عمرٍ يقال له زياد بن زيد فطلبه سعيد بن العاص، وهو يلي المدينة لمعاوية فحبسه، فقال في السّجن قصيدته التي يقول فيها:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فـرجٌ قـريب
وفي سجنه يقول أيضاً:
ولمّا دخلت السّجن يا أمّ مـالـك ذكرتك والأطراف في حلق سمر
وعند سعيد غـير أنّـي لـم أبـح بذكرك إلاّّ من يذكّـر بـالأمـر

وسئل عن هذا، فقال: لمّا رأيت ثغر سعيدٍ شبّهت به ثغرها، وكان سعيد حسن الثّغر. فحبس هدبة سبع سنينٍ ينتظر به احتلام المستورد بن زيادة، فلمّا احتلم، أخرج صبح تلك الليلة إلى عامل المدينة فرغّبه في العفو، وعرض عليه عشر ديّاتٍ، فأبى إلاّّ القود. وكان ممّن عرض الدّيّات عليه الحسن بن علي، عليهما السّلام، وعبد الله بن جعفر وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم. فلمّا أبى، بعث هؤلاء وغيرهم من إخوانه بالحنوط والأكفان فدخل عليه رسولهم السّجن فوجدوه يلعب بالنّرد. فجلسوا ولم يقولوا له شيئاً، فلمّا لحظهم إذا بطرف بردٍ خرج من بعض الأكفان فأمسك، ثمّ قال: كأنّه قد فرغ من أمرنا? فقالوا: أجل. فقام فاغتسل ثمّ رجع إليهم فأخذ من كلّ واحدٍ ثوباً وردّ ما بقي. وأخرج ليقاد منه، فجعل ينشد الأشعار. فقالت له حيا المدينة: ما رأيت أقسى قلباً منك، تنشد الأشعار، وقد دعي بك لتقتل، وهذه خلفك كأنّها غزالٌ عطشانٌ تولول? يعني امرأته. فوقف، ووقف النّاس معه، فأقبل على حيا فقال:

وجدت بها ما لم تجـد أمّ واجـدٍ ولا وجد حبّي بابـنٍ أم كـلاب
وإنّي طويل السّاعدين شمرطـلٌ على ما اشتهيت من قوّةٍ وشباب.
فأغلقت الباب في وجهه. وعرض له عبد الرّحمن بن حسّان فقال: أنشدني! فقال له: على هذه الحال? قال: نعم. فابتدأ ينشده:
ولست بمفراحٍ إذا الدّهر سرّني ولا جازعٍ من صرفه المتقلّـب
ولا أتمنّى الشّرّ، والشّرّ تاركي، ولكن متى ما أحمل الشّرّ أركب
قال:ونظر رجلٌ إلى امرأته فدخلته غيرةٌ، وقد كان زيادة جدع أنفع بسيفه:
فإن يك أنفي بأن عنّي جمـالـه فما حسبي في الصّالحين بأجدعا
فلا تنكحي إنّ فرّق الدّهر بيننـا أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعـا
خنت يا فلانة عهدي
وعن أبي حمزة الكناني قال: كنت في حرس خالد بن عبد الله القسري، فقال خالد: من يحدّثني بحديثٍ عسى يستريح إليه قلبي? فقلت: أنا. فقال: هات. فقلت: إنّه بلغني أنّه كان فتىً من بني عذرة، وكانت له امرأةٌ منهم، وكان شديد الحبّ لها، وكانت له مثل ذلك، فبينا هو ذات يومٍ ينظر وجهها إذ بكى، فنظرت إلى وجهه وبكت، فقالت له: ما الذي أبكاك? قال: والله، أتصدقيني إن صدقتك? قالت: نعم. قال لها: ذكرت حسنك وجمالك وشدّة حبّي، فقلت أموت فتتزوّج غيري. فقالت: والله والله، أنّ ذاك الذي أبكاك? قال: نعم. قالت: وأنا ذكرت حسنك وجمالك وشدّة حبّي لك فقلت أموت فيتزوّج امرأةً غيري. قال الرّجل: فإنّ النّساء حرامٌ عليّ بعدك. فلبثا ما شاء الله.
ثمّ إنّ الرّجل توفّي فجزعت عليه جزعاً شديداً فخاف أهلها على عقلها أن يذهل، فأجمع رأيهم على أن يزوّجوها، وهي كارهةٌ، لعلّها تتسلّى عنه. فلمّا كان في الليلة التي تهدى فيها إلى بيت زوجها، وقد نام أهل البيت، والماشطة تهيّء من شعرها، إذ ناكت نومةً يسيرةً فرأت زوجها الأوّل داخلاً عليها من الباب وهو يقول: خنت يا فلانة عهدي، والله لا هنيت العيش بعدي فانتبهت مرعوبةً، وخرجت هاربةً على وجهها، وطلبها أخلها فلم يقعوا لها على خبر.

ماتا ودفنا معاً
قال إسحق خرجت امرأةٌ من قريش من بني زهرة إلى المدينة تقضي حقّاً لبعض القرشيّين. وكانت ظريفةً جميلةً، فرآها من بني أميّة رجلٌ فأعجبته، وتأمّلها فأخذت بقلبه، وسأل عنها فقيل له: هذه حميدة بنت عمر بن عبد الله بن حمزة. ووصفت له بما زاد فيها كلفه، فخطبها إلى أهلها فزوّجوه إيّاها على كرهٍ منها، وأهديت إليه فرأت من كرمه وأدبه وحسن عشرته ما وجدت به، فلم تقم عنده إلاّّ قليلاً حتّى أخرج أهل المدينة بني أميّة إلى الشّام، فنزل بها أمرٌ ما ابتليت بمثله، فاشتدّ بكاؤها على زوجها وبكاؤه عليها، وخيّرت بين أن تجمع معه مفارقة الأهل والولد والأقارب والوطن أو تتخلّف عنه مع ما تجد به، فلم تجد أخفّ عندها من الخروج معه مختارةً له على الدّنيا وما فيها. فلمّا صارت بالشّام صارت تبكي ليلها ونهارها ولا تتهنّأ طعاماً ولا شراباً شوقاً إلى أهلها ووطنها، فخرجت يوماً بدمشق مع نسوةٍ تقضي حقّاً لبعض القرشيّين فمرّت بفتىً جالسٍ على باب منزله، وهو يتمثّل بهذه الأبيات:
ألا ليت شعري، هل تغـيّر بـعـدنـا صحون المصلّى، أم كعهدي القرائن?
وهل أدور حول الـبـلاط عـوامـرٌ من الحيّ، أم هل بالمدينة سـاكـن?
إذا لمعت نحو الحـجـاز سـحـابةٌ، دعا الشّوق منّي برقها المـتـيامـن
وما أشخصتنا رغـبة عـن بـلادنـا، ولكـنّـه مـا قـدّر الـلـه كـائن.
فلمّا سمعت المرأة ذكر بلدها وعرفت المواضع، تنفّست نفساً صدّع فؤادها فوقعت ميتةً. فحملت إلى أهلها وجاء زوجها، وقد عرف الخبر، فانكبّ عليها فوقع عنها ميّتاً. فغسّلا جميعاً وكفًنا ودفنا في قبرٍ واحدٍ.
أرادها لحسن ثغرها فقط
وكانت خولة بنت منظور بن زياد الفزاري عند الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وكانت أختها عند عبد الله بن الزّبير، وهي أحسن النّاس ثغراً، وأتمّهم جمالاً. فلمّا رأى ذلك عبد الملك بن مروان قتل عبد الله بن الزّبير زوجها، ثمّ خطبها، فكرهت أن تتزوّجه وهو قاتل زوجها، فأخذت فهراً وكسّرت به أسنانها. وجاء رسول عبد الملك فخطبها، فأذنت له ليراها، فأدّى إليها رسالته ورأى ما بها، فقالت: ما لي عن أمير المؤمنين رغبة، ولكنّي كما ترى، فإن أحبّني فأنا بين يديه، فأتاه الرّسول فأعلمه بذلك، فقال: أنا، والله، إنّما أردتها على حسن ثغرها الذي بلغني، وأمّا الآن فلا حاجة لي فيها.

لا حرّ بوادي عوفٍ
وممّن يضرب به المثل في الوفاء جماعة بنت عوف بن محلم الشّيباني وذلك أنّ عمرو بن عبد الملك طلب مروان القرط وهو مروان بن زنباع العبسيّ فخرج هارباً حتّى هجم على أبيات بني شيبان، فنظر إلى أعظمها بيتاً ببصره فإذا هو بيت جماعة بنت عوف فألقى نفسه بين يديها فاستجارها فأجارته. ولحقته خيل عمرو فبعثت إلى أبيها فعرّفته أنّها أجارته فمنعهم عوف عنه وأنصرف أصحاب عمرو. فأرسل عمرو إلى عوف قد آليت ألا أقطع طلبي إلاّّ أن يضع يده في يدي. فقال عوف: والله ما يكون ذلك أبداً لكنّ يدي بين يديك ويده. قال، فرضي عمرو بذلك. فوضع مروان يده في يد عوف ووضع عوف يده في يد عمرو. فقال عمرو: لا حرّ بوادي عوف. فذهبت مثلاً.


توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:38
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


نساؤهم شرّ النّساء والفرع يجري على الأصل

وحكى المدائني: أنّ رجلاً من بني عقيلٍ كان يسمّى صخراً، وكانت له ابنة عمٍّ تدعى ليلى، فكان بينهما حبٌّ مبرّحٌ ولم يكن أحدهما يصبر عن الآخر ساعةً واحدةً، وكان لهما مكانٌ يجتمعان فيه للحديث في كلّ ليلةٍ. ثمّ إنّ أبا صخرٍ زوّج صخراً لامرأةٍ من الأزد، وصخرٌ لذلك كارهٌ؛ فلمّا بلغ ليلى الخبر قطعته، فمرض مرضاً شديداً. فكان أهله يقولون سحرته ليلى، لما كانوا يرونه يصنع بنفسه. وكانت ليلى أشدّ وجداً به وحبّاً له. فأرسلت جاريتها إليه وقالت لها: اذهبي إلى مكاننا وانظري هل تري صخراً، فإذا رأيته قولي له:

تعساً لمن بغير ذنـبٍ يصـرم قد كنت، يا صخر، زماناً تزعم
إنّك مشغـوفٌ بـنـا مـقـيمٌ حتّى بدا منك لنا المجمـجـم
قال:فأتته الجّارية فأبلغته قولها،ووجدته كالشّن البالي وجداً وحزناً، فقال: قولي لها:
فهمت الذي عبّرت، واللـه شـاهـدٌ لما كان عن رأيي ولا كان عن أمري
فإن كنت قد سمّيت صخراً فـإنّـنـي لأضعف عن حمل القليل من الهجر
ولست، وربّ البيت، أبغي سـواكـم حبيباً ولو عشنا إلى ملتقى الحشـر.
فقالت له الجّارية: يا صخر، إن كنت كارهاً لتزويج أبيك لك فاجعل أمر إمرأتك بيدي لتعلم ليلى أنّك لغيرها خالٍ ولعهدها راعٍ، وإنّك مكرهاً. قال: قد فعلت. قالت: فهي طالقٌ منك ثلاثاً. وأخبرت ليلى، فأظهرت من ذلك جزعاً وتراحعاً إلى ما كانا عليه من اللقاء، والجّارية تختلف بينهما. ولم يظهر صخر طلاق امرأته حتّى قال له أبوه: يا صخر ألا تبتني بأهلك? قال: وكيف وقد بانت منّي في يمينٍ حلفت بها. فأعلم أبوه أهل المرأة فقالت المرأة تهجو ليلى:
ألا بلّغا عـنّـي عـقـيلاً رسـالةً، فما لعقيلٍ من حـياءٍ ولا فـضـل:
نساؤكـم شـرّ الـنّـسـاء، وأنـتـم كذلك، إنّ الفرع يجري على الأصل.
أما فيكـم حـرّ يغـار بـأخـتـه? وما خير حرٍّ لا يغار على الأهـل!
قال، وهجتها ليلى حتّى شاع خبرها، وسعت الجّارية إلى أهل صخر وأهل ليلى وما هما عليه، وإنّهما يخاف عليهما من لؤم الفعل. ولم تزل حتّى جمعت بينهما وتزوّجها.

المهدي وحديث العشّاق
وحكى الأصمعي قال: خرج المهديّ حاجّاً، حتّى إذا كنّا ببعض الطّريق، إذا أعرابيٌّ يقول: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، أنا عاشقٌ- وكان المهدي يحبّ العشّاق وحديثهم- موكلٌ به بعض الغلمان. فلمّا نزل أمر بإحضاره، قال: أنت المنادي? قال: نعم، يا أمير المؤمنين. قال له: ما اسمك? قال: أبو ميّاس. قال أمير المؤمنين: من عشيقتك? قال له: ابنة عمّي، وقد أبى عليّ أبوها أن يزوّجنيها. قال: لعلّه أكثر منك مالاً? قال: أنا أكثر منه مالاً! قال له: فما قصّتك? قال له: ادن رأسك منّي. فجعل المهدي يضحك، وأصغى إليه برأسه. قال له: إنّي هجينٌ. قال له: ليس يضرّك ذلك أخو أمير المؤمنين وأكثر أولاده هجناء! ثمّ قال له وأين عمّك? قال له: على ثلاثة أميالٍ.
قال: فأرسل أمير المؤمنين في طلبه فجيء به فقال له: ما لك لا تزوّج أبا ميّاس، فإنّي أرى عليه نعمةً? قال: متاع سوءٍ، وليس مثلي يزوّج مثله. قال: فإنّ الذي كرهت ليس ممّا يعاب به عندنا، وأنا معطٍ صداق ابنتك عشرة آلاف درهمٍ، ومعوّضك ممّا ذكرت عشرة آلاف درهمٍ! قال: فذلك لك! قال فخرج أبو ميّاس وهو يقول:

واتّبعت ظبيةً بالغلاء وإنّـمـا يعطي الغلاء لمثلها أمثـالـي
وتركت أسواق القباح لأهلهـا إنّ القباح وإن رخصن غوالي.
المنتصر بالله وجارية سعيد الصّغير
قال سعيد الصّغير: كان المنتصر بالله في أيّام إمارته وجّهني إلى مصر في بعض أمور السّلطان، فاعترضن عند بعض النّخّاسين جاريةً تامة المحاسن حاذقةً بالغناء. فأبى مولاها أن يأخذ منّي إلاّّ ألف دينارٍ. ولم تكن تحضرني، ولا وجدت أن أقرضها، وأزعجني الشّخوص، وقد علقها قلبي وأخذني المقيم المقعد من حبّها. فلمّا قدمت إلى المنتصر وعرّفته ما بعثني فيه? سألني عن حالي وخبري. فأخبرته بمكان الجّارية وكلفي بها، وقصّتي مع مولاها. فأعرض عنّي وصار ما بي يزداد.
ولم أملك صبراً. وجعل المنتصر، كلّما دخلت وخرجت من عنده، يذكرها ويهيج أشواقي إليها، ويعيّرني بقلّة الصّبر عنها. وكان قد أمر ابن الخطيب أن يكتب إلى مصر في شراها وحملها إليه من حيث لا أعلم ولا أدري.
فلمّا سارت إليه، وعرضت عليه أمرها، فغنّت وعذرني، فأمر قيّمة جواريه فأصلحت من شأنها. فلمّا ذهب عنها ألم السّفر استجلسني يوماً وهو على فراشه. فلمّا غنّى جواريه كانت آخرهن. فلمّا سمعتها عرفتها وكرهت أن أعلمه حتّى ظهر عليّ ما كتمت، وغلب عليّ الصّبر، فقال لي: ما لك يا سعيد? قلت: خيراً أيّها الأمير!.
قال، فاقترح عليها صوتاً كنت أعلمته أنّي سمعته منها فاستحسنه من غنائها، فغنّته، فقال: هل تعرف هذا الصّوت? قلت: أي والله أيّها الأمير، فما تكون المعرفة وقد كنت أطمع في صاحبته! فأمّا الآن فقد يئست منها وكنت كقاتل نفسه بيده، وجالب حتفه إلى حياته. قال: والله يا سعيد ما اشتريتها إلاّّ لك، وما يعلم الله إنّي رأيت لها وجهاً إلاّّ السّاعة التي أدخلت عليّ، وأنا تركتها حتّى استراحت من تعب السّير، وهي لك. . فأكببت على رجليه، ودعوت له بما أمكنني من الدّعاء؛ وشكره عنّي من حضر من الجلساء، وأمر بها فحملت إلى منزلي. فما أحدٌ أحظى عندي منها، ولا لي ولدٌ أحبّ من ولدها.

من أحاديث المؤلّفين
ذكاء السّفهاء والقوّادين
من أحاديث المؤلّفين: ما حكاه أبو الحسن المدائني، قال: كان بمكّة سفيهٌ يجمع بين النّساء والرّجال على أقبح الرّيب؛ وكان من قريش، ولم يذكر اسمه، قال: فشكا أهل مكّة ذلك إلى الوالي فنفاه إلى عرفات. فأخذ بها منزلاً، ودخل مكّة مستتراً. فلقي حرفاءه من الرّجال والنّساء فقال لهم: وماذا يمنعكم منّي? قالوا له: وأين بك وأنت بعرفات! قال لهم: حمارٌ بدرهمين وقد صرتم إلى الأمن والنّزهة والخلوة واللذة. قالوا: نشهد بأنّك صادقٌ. فكانوا يأتونه، فكثر ذلك حتّى أفسد على أهل مكّة أحداثهم وسفهاءهم، فعادوا بالشّكاية على أميرهم، فأرسل وراءه، فأتي به فقال: أي عدوّ الله، طردتك من حرم الله عزّ وجلّ فصرت إلى المشعر الأعظم تفسد وتجمع بين الخبائث!! فقال: أصلح الله الأمير يكذبون عليّ ويحسدونني. فقالوا للوالي: بيننا وبينه واحدة تجمع حمير المكّارين وترسلها نحو عرفات، فإن قصدت داره لمّا اعتادت من السّير لها، فالقول كما قلنا، وإلاّّ فالقول كما قال. . . فقال للوالي: إنّ في ذلك دليلاً. وأمر بحمير المكّارين فجمعت ثمّ أرسلت فقصدت نحو منزله، وجاءه بذلك أمناؤه. فأمر بتجريده. فلمّا نظر إلى السّياط بكى، فقال له: ما يبكيك يا عدوّ الله? قال: والله، أصلح الله الأمير، ما من الضّرب جزعت، ولكن يسخر منّا أهل العراق ويقولون إنّ أهل مكّة يجيزون شهادة الحمير. فضحك الوالي وأمر بتخليته.
كان يمزح
قال المدائني: كان مزيد يسبق الحجّاج في كلّ عامٍ إلى الحجّ، وكان يأتي إلى المدينة في ثلاثة أيّامٍ على راحلته. فتأخّر مرّةً عن وقته الذي كان يجيء فيه لعلّةٍ أصابته، وكان لامرأته صديقٌ صوّافٌ. فلمّا تأخّر ظنّ الصّوّاف أنّه قد مات فأقام عندها ولم يبرح، وجاء مزيد فدخل على الوالي فأخبره ودنا إلى منزله. فلمّا رأى أنّه قرب من الباب تطلّع من كوّةٍ وإذا الصّوّاف مع امرأته في البيت، فلم يستفتح، فمضى إلى المخنّثين فدعاهم، فأتوا معه، فوقفوا على بابه، وأمرهم فضربوا طبولهم وزمروا، فاجتمع النّاس من كلّ ناحيةٍ، فأقبلوا يقولون له: يا أبا إسحاق، أشيءٌ حدث? فيقول لهم: تزوّجت امرأتي. فقالوا له: ما بك: وما هذه القصّة? فلم يخبرهم بشيءٍ. فوقف الصّوّاف خلف الباب وقال: يا أبا إسحاق أدن أكلّمك. فدنا منه فقال: إتّق الله في الفضيحة، وأنا أفتدي منك. فقال له: أردد عليّ مهرها ونفقتي عليها فقد أفسدتها. قال: وكم ذلك? قال خمسون ديناراً. فكتب رقعةً إلى غلامه في السّوق فبعث بها من قبض المال وجاء به. فقال: أي بني تفرّقوا. إنّما كنت أمزح. فقنّع رأس الصّوّاف وأنزله، وقعد مع امرأته وسكت.
من أخبار المخنّثين

قال أبو عثمان الجاحظ: كان عندنا بالبصرة مخنّثٌ يجمع بين الرّجال والنّساء في منزله. وكان بعض المهالبة يتعشّق غلاماً. فلم يزل المخنّث يتلطّف له حتّى أوقعه. قال: فلقيته من غدٍ، وقد بلغني الخبر، فقلت له: كيف كانت وقعة الجعرانة، فقد بلغني خبرها? قال: لمّا تدانى الأقوام وقع الالتزام، ورقّ الكلام، والتفّت السّاق بالسّاق، ولطّخ باطنها بالبصاق، وجعلت الرّماح تمور، وقرع البيض بالذّكور، وشفيت حرارات الصّدور، ومال كلّ واحدٍ فأصيبت مقاتل كلّ هجرٍ، وانعقد الوصل واتّصل الحبل. فلو كان أعدّ هذا الكلام لمسألتي قبل ذلك بدهرٍ كان قد أجاد وملح.

حبابة وسليمان بن عبد الملك
وحكى محمّد بن سلام، عن يونس، قال: حجّ سليمان بن عبد الملك فاشترى حبابة بألف دينارٍ، وكان اسمها العالية، فلمّا رجل بها قال الحارث بن خالد المخزومي:
ظعن الأمير بأحسن الخلق وغدا بليلٍ مطلع الشّـرق
وبدت لنا من تحت كلّتهـا كالشّمس أو كغمامة البرق
قال: وبلغ خبرها يزيد بن عبد الملك فقال: لقد هممت أن أحجر على سليمان. فبلغ سليمان ذلك فاتقاه وردّها إلى مولاها، فاشتراها رجلٌ من أهل مصر من مولاها بأربعة آلاف دينارٍ ورحل بها إلى مصر، وكانت في نفس سليمان إلى أن ولّي الخلافة. فقالت له يوماً سعدى بنت عبد الله بن عمر بن عثمان زوجته: يا أمير المؤمنين، هل بقي في نفسك شيءٌ تتمنّاه? قال: نعم، حبابة. فأرسلت سعدى رجلاً إلى مصر فاشتراها بخمسة آلاف دينارٍ وسار بها إلى سعدى، فاستأذنت سليمان أن تتنزّه في بستانه بالغوطة، وأن يزورها إذا استزارته. فأذن لها، فصيّغت حبابة وهيّأتها وأعلمتها بمكانها من قلب سليمان، وضربت له قبّة وشيٍ وفرشتها. ثمّ أرسلت إلى سليمان تستزيره، فزارها.وقد أجلست حبابة وراء سريرٍ وقالت له: يا أمير المؤمنين إنّي قد أخذت لك جاريةً ذكرت أنّها قد أخذت عن حبابة، فهل لك أن تسمعها? فقال: إن شئت. قالت: غنّي يا جارية. فغنّت سليمان صوتاً كان سليمان قد سمعه منها بالمدينة.
قال، فلمّا سمعه قال: حبابة وربّ الكعبة. فقالت: هي حبابة، ولك اشتريتها، فشأنك بها. فقامت وانصرفت وخلّتهما، فكان سليمان لا يزال يشكر سعدى على ذلك.

حديث سميّة الزّانية
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى: أنّ عليّاً عليه السّلام ولّى زياداً فارساً حين أخرج منها سهل بن حنيف فضرب بعضهم ببعضٍ حتّى غلب عليها، وما يزال يتنقّل في كورها حتّى أصلح أمر فارس. ثمّ ولاّه على اصطخر، وكان معاوية يتهدّده، ثمّ أخذ بشر بن أرطاة ابنته وكتب إليه يقسم عليه ليقتلها إن لم يدخل في طاعة معاوية. وتوفّي عليٌّ عليه السّلام، فكتب معاوية يدعوه إلى طاعته وأن يقرّه على عمله ويستخلفه إذا كان أبو مريم السّلولي شهد عنده أنّه جمع بين أبي سفيان وسميّة في الجاهليّة على الزّنا. وكانت سميّة من الزّانيات بالطّائف تؤدّي الضّريبة إلى الحارث بن كلدة. وكانت تنزل بموضعٍ ينزل فيه البغايا بالطّائف. فقال له: كره ترك المشورة من العيّ. فشاور زياد المغيرة بن شعبة قال: إرم الغرض الأقصى ودع عنك الفضول، فإنّ هذا الأمر لا يمدّ أحدٌ إليه يداً إلاّّ الحسن بن علي. وقد بايع لمعاوية، فخذ لنفسك، وانقل أصلك إلى أصله، وصل حبلك بحبله، وأعر النّاس منك أذناً صمّاء، وعيناً عمياء. فقال له زياد: يا ابن شعبة، لقد قلت قولاً لا يكون غرسه في غير منبته، لا أصلٌ يغذّيه ولا ماءٌ يسقيه. وعزم على ذلك، وقبل رأي المغيرة، وقدم على معاوية. فأرسلت إليه جويريّة، عن أمر معاوية، فأتاها ودنت له وكشفت شعرها بين يديه وقالت: أنت أخي، أخبرني بذلك أبي.
ثمّ أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع النّاس، فقام أبو مريم السّلولي فقال: أشهد أنّ أبا سفيان قدم علينا بالطّائف، وأنا خمّارٌ بالجاهليّة، فقال: إبغني بغياً فقلت له: لم أجد إلاّّ سميّة جارية الحارث بن كلدة! فقال: إئتني بها على ذفرها وقذرها. فقال زياد مهلاً، إنّما بعثت شاهداً ولم تبعث شاتماً. فقال أبو مريم: لو كنتم أبغضتموني كان أحبّ إليّ، فما شهدت إلاّّ بما عاينت ورأيت،فوالله لقد أخذ بكمٍّ درعها وأغلق الباب عليها، وقعدت، فلم ألبث أن خرج عليٌّ يمسح جبينه، فقلت: مه يا أبا سفيان? فقال: ما أصبت مثلها يا أبا مريم، لولا استرخاءٍ من ثديها وذفر مرفقيها. فقال زياد: أيّها النّاس، هذا الشّاهد قد ذكر ما سمعتم، ولست أدري حقّ ذلك من باطله، ومعاوية والشّهود أعلم بما قالوا. فقام يونس بن الثّقفي فقال: يا معاوية، قضى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بالولد للفراش؛ وشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان. فقال معاوية: والله يا يونس لتنتهين أو لأطيرنّ بك طيرةً يطيب وقوعها، هل إلاّّ إلى الله أقع، قال: نعم، فاستغفر الله. فقال ابن مفزع، ويقال أنّها لعبد الرّحمن بن أمّ الحكم ونحلها ابن مفزع:

ألا أبلغ معاوية بن صـخـرٍ مغلغلةً على الرّجل اليماني
أتغضب أن يقال: أبوك عفٌّ وترضى أن يقال: أبوك زان
فاشهـد أن آلـك مـن زيادٍ كآل الغيل من ولـد الأتـان
هل حفصة كذلك?!
وروى الهيثم بن عدي، أنّ الحسن بن علي تزوّج حفصة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، وكان المنذر بن الزّبير يهواها، فبلغ الحسن عنها شيئاً أنكره فطلّقها، فخطبها المنذر فأبت أن تتزوذجه، وخطبها عاصم بن عمر بن الخطّاب فتزوّجته، فرمى إليه المنذر بن الزّبير شيئاً فطلّقها، وخطبها المنذر فأبت أن تتزوّجه فدسّ لها امرأةً من قريش، فأتتها فتحدّثت معها ثمّ ذكرت لها المنذر، وأعلمتها أنّه قد شهّر بحبّها، فقالت: قد خطبني فآليت أن لا أتزوّجه. قالت: ولم ذلك? فوالله إنّه لفتى قريش وشريفها وابن شريفها. قالت: شهّرني وفضحني! قالت لها: والآن ينبغي أن تتزوّجيه ليعلم النّاس أنّ كلامه كان باطلاً. فوقع في نفسها كلامها، وجاءت المرأة إلى المنذر فقالت: أخطبها فقد أصلحت لك قلبها. فخطبها فنزوّجته، فعلم النّاس أنّه كان يكذب عليها.
وكان في نفس الحسن منها شيءٌ، وكان إنّما طلّقها لما أبلغه عنها الزّبير. فقال الحسن يوماً لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق? قال: نعم. فعدل الحسن إلى منزل حفصة فدخل عليها فتحدّثا طويلاً، ثمّ خرج، ثمّ قال لابن عتيقٍ يوماً آخر: هل لك في العقيق يا ابن أبي عتيقٍ? فقال له: ألا تقول هل لك في حفصة فتصير إليها على علمٍ، وأسعى لك منها فيما تحب?! فقال الحسن: أستغفر الله.

عاتكة المزواجة
ويروى أنّ عبد الله بن أبي بكرٍ الصّدّيق، رضي الله عنه، تزوّج عاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل فعشقها وأحبّها حبّاً شديداً حتّى منعته عن حضور الصّلوات في جماعة. فأمره أبو بكرٍ، رضي الله عنه. بطلاقها، ففارقها، فوجد عليها وجداً عظيماً، فأمره أن يراجعها، فراجعها وكانت عنده حتّى توفّي عنها. وكان قد أخذ عليها يميناً أن لا تتزوّج بعده، فجاءها عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، فأفتاها أن تنكح، فقالت: لست أقبل في هذا كلامك وحدك. لأنّه قد بلغها أنّه يريد أن يتزوّجها فجاءت بعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فأفتاها بذلك، فخطبها عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فتزوّجته، فبعث إليها بعشرين ديناراً كفّرت بها عن يمينها، ثمّ توفّي عنها فخطبها طلحة بن عبيد الله، فلقي الزّبير بن العوّام هناد بن الأسود، وكان لهناد امرأة كانت صديقةً لعاتكة فقال له الزّبير: ما أنا عنك براضٍ حتّى تزوّجني عاتكة بنت زيد. قال، فحلف هناد لامرأته إن هي لم تزوّج الزّبير لعاتكة ليجلدنّها مائة جلدة.
فانطلقت امرأة هنادٍ لعاتكة، وكانت عندها حتّى أتاها رسول طلحة بن عبيد الله فقالت له: فديتك ومن يردّ طلحة لقدمه وشرفه وسخائه? ولكن ردّي رسوله اليوم فإنّه سيزيدك ضعفاً ما أراد أن يعطيك. فردّته، فقالت امرأة هنادٍ لهناد: إلق طلحة فقل له: أما تستحي أنّ عاتكة ردّتك وحلفت أن لا تتزوّجك? ففعل ذلك، فقال طلحة: لا أتزوّجها أبداً. فأمرت الزّبير أن يرسل إليها، فجاءها رسوله وهي عندها فقالت لها امرأة هناد: قد بلغك ما في حقّ الزّبير من الشّدّة؛ أمّا والله لو تزوّجته ثمّ غلبت عليه ليكوننّ لك بذلك الشّرف في نساء قريش.
ثمّ لم تزل بها حتّى تزوّجت الزّبير. وسنذكر بقيّة خبرها بعد هذا إن شاء الله.

ابن زهير المخنّث القوّاد
قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: كان ابن زهير المدايني مخنّثاً، وكان يؤلّف بين الرّجال والنّساء، وكانت له قبّة خضراء وكان فتيان قريشٍ يقولون من يدخل قبّة ابن زهير لم يصنع في الفتوّة شيئاً.
قال: فواعد رجلٌ صديقةً له إلى قبّة ابن زهير فجاءت بعد العتمة، وجاء الرّجل، فتعشيّا، فقالت المرأة: أشتهي نبيذاً. فقال صاحبها لابن زهير: أطلب لنا نبيذاً. قال: من أين لنا في هذه السّاعة?! قال: لا بدّ منه. فلمّا ألحّ عليه عمد إلى حضضٍ فضربه بماءٍ وصيّره في قنّينةٍ ثمّ جاءه به فقال: والله ما وجدنا غير هذا فصبّ الرّجل منه في قدحٍ فذاقه فوجده مرّاً فكره أن يعيبه فيكرهه إليها فشرب ثمّ صبّ فسقاها. فلمّا صار في بطنه تحرّك. فقال لابن زهير: أين المخرج، فصعد إلى أن حرّكها بطنها فصعدت إلى أن تحرّك بطنه فصعد، فلم يزالا كذلك ليلتهما. فقال ابن زهير: امرأته طالقٌ إن كانا التقيا إلاّّ على الدّرجة حتّى أصبحا ممّا يختلفان، وجاء الصّبح ولم يقضيا حاجةً لأنّهما يطلبان النّبيذ في منزل ابن زهير القوّاد بعد العتمة.

جميل وبثينة، وكثيّر وعزّة
وكان جميل أيضاً لما اشتهر في بثينة توعّده أهلها، فكان يأتيها سرّاً فجمعوا له جميعاً يرصدونه، فقالت بثينة: يا جميل، احذر القوم. فاستخفى وقال في ذلك:
ولو أنّ ألفاً دون بثـينة كـلّـهـم غيارى وكلّ حارب مزمعٌ قتلي?
لحاولتها، إمّا نهـاراً مـجـاهـراً وإمّا سرى ليلٍ وإن قطّعوا رجلي.
فالتقى جميل وكثيّر فشكا كلّ واحدٍ منهما إلى صاحبه أنّه محصورٌ لا يقدر أن يزور. فقال جميل لكثير: أنا رسولك إلى عزّة. قال: فأتهم فأنشدهم ثلاث نوقٍ سودٍ مررن بالقاع، ثمّ احفظ ما يقال لك. قال فأتاهم جميل ينشدهم فقالت له جاريتها: لقد رأينا ثلاثاً سوداً مررن، عهدي بهنّ تحت الطّلحة فانصرف حتّى أتى كثير فأخبره. فأقاما، فلمّا نصف الليل أتيا الطّلحة فإذا عزّة وصاحبة لها. فتحدّثا طويلاً، وجعل كثير يرى عزّة تنظر إلى جميل. وكان جميل جميلاً وكان كثير دميماً فغضب كثير وغار، وقال لجميل: انطلق بنا قبل أن نصبح. فانطلقا: ثمّ قال كثير لجميل: متى عهدك ببثينة? قال في أوّل الصّيف، وقعت سحابة بأسفل وادي الدّوم فخرجت معها جارية ترخّص ثياباً. قال، فخرج كثير حتّى أناخ بآل بثينة فقالوا: يا كثير حدّثنا كيف قلت لزوج عزّة حين أمرها بسبّك قال كثير: خرجنا نرمي الجمار فوجدني قد اجتمع النّاس بي فطالعني زوجها، فسمع منّي إنشاداً، فقال لعزّة: اشتميه. فقالت: ما أراك إلاّّ تريد أن تفضحني? فألحّ وحلف عليها، فقالت مكرهةً: المنشد يعضّ بظر أمّه: فقلت:
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخـامـرٍ لعزّة من أعراضنا ما استحلت.
فقالت بثينة: أحسنت يا كثير. وقلت أبياتاً لعزّة أعاتبها فيهنّ وأنشدتها:
فقلت لها يا عزّ أرسل صاحبي على بعد دارٍ والموكّل مرسل
?بأن تجعلي بيني وبينك موعداً=وأن تأمريني بالذي فيه أفعل
وآخر عهدٍ منك يوم لـقـيتـكـم بأسفل وادي الدّوم والثّوب يغسل.
فقالت بثينة: يا جارية، أبغنا خطباً من الرّوضات لنذبح لكثير غريضاً من البهم: فراح إلى جميل فأخبره.
ثمّ إنّ بثينة قالت لبنات خالتها، وكانت اطمأنّت إليهنّ وتطلعهنّ على حديثها: أخرجن بنا إلى الدّومات فإنّ جميلاً مع كثيرٍ، وقد وعدته. فخرج جميل وكثير حتّى أتيا الدّومات، وجاءت بثينة وصواحبها. فما برحن حتّى برق الصّبح. وكان كثير يقول: ما رأيت مجلساً قط أحسن من ذلك المجلس، ولا فهماً أحسن من فهم أحدهما من صاحبه، ما أدري أيّهما كان أفهم!??????????????????????????? . ? ???????

??شروط الزّواج عند الجاحظ
قال أبو عثمان الجاحظ: إذا ابتلى الرّجل بمحبّة امرأةٍ لنظرةٍ نظر إليها، ولمحةٍ منها، لم يكن يزوّج مثله مثلها وكانت ممتنعةً، فالحيلة في ذلك أن يرسل إليها امرأةً قد كملت فيها سبع خصالٍ منهنّ: أن تكون كتومة السّرّ؛ وأن تكون خدّاعةً لها معرفةٌ بالمكر؛ وأن تكون فطنةً متيقظةً؛ وأن تكون ذات حرصٍ؛ وأن تكون ذات حظٍّ من مالٍ ولا تحتاج إلى النّاس ولا ينكر النّاس اختلافها ودخولها عليها، بأن تكون إمّا بيّاعة طيبٍ، أو قابلةً، أو صانعةً لآلة العرائس، وتقدّم إليها أرقّ وألطف ما تقدر عليه، ولا تدع شيئاً من الشّكوى واللطف، وتخبرها أنّ نفسه في يدها، وأنّها متمثّلةٌ بين عينيه، وأنّه لا ينسى ذكرها، وأنّه يراها في المنام كلّ ليلةٍ تضربه وتخاصمه، وأنّه إن لم ير منها نظرةً أو خلوةً هلك، وإنّه لم يمنعه من خطبتها إلاّّ خشية الامتناع من أهلها إن كان دونهم في الحسب والجاه والمال وخوف التّمنّع منها هي أيضاً. فإنّها إذا سمعت هذا وأمثاله مرّةً أو مرّتين لم تدع أن تمكنه بمالٍ إن قدرت عليه وأذنت له في خطبتها من أوليائها، فإذا شاوروها في ذلك. رضيت، وقد تمكّن قوله من قلبها، توصّل منها إلى ما أراد بحلال التّزويج دون حيلةٍ من حيل الحرام.
?ليس لهنّ من يعشقهنّ
وقال هارون بن المنذر: رأيت عطيطا المفتي يضرب جواريه على أنّ ليس لهنّ من يعشقهنّ. فقلت له? ويحك، أما تتقي الله? أيّ ذنبٍ لهنّ في هذا? ما أهون عليك! قال: إذا أردت أن أشتري كسوتهنّ أين قلت تكوهن لأنك مولاهن فقال وما لهن الزواني ألا تجعل كسوتهم عليهم?!? فقلت: إنّكنّ سمعتنّ ما قال? قلن: نعم، والله، ونجعل له أولاداً? قال: فتنفّس وقال: يقولون ما لا يفعلون!
?????????????سمّاها ليلى
قال الزّبير بن بكار: خرج أبو السّائب المخزومي وعبد الله بن جندب إلى موضعٍ يتنزّهان فيه، فلقيا ابن المولى الشّاعر، فصلح به ابن جندب. فقال: ما شأنك? وأنشد:
وأبكي فلا ليلى بكت من صبابةٍ لما بي ولا ليلى لذي الودّ تبذل
واخضع للعتبى إذا كنت مذنبـاً وإنّي إذ نبت كنت الذي أتنصّل
وقد زعمت أنّي سلوت وأننـي ثباتي عن إتيانها متـعـلّـل.
قال ابن جندب: من ليلى هذه? امرأته طالقٌ إن لم أفدها. قال: هي والله يا أخي فرسي سمّيتها ليلى.
?أمرته بتقوى الله
قال الزّبير بن بكار: قال عمر بي أبي ربيعة المخزومي:
أحنّ إذا رأيت حجال سعـدى وأبكي إن سمعت لها حنينـا
وقد أزف المسير فقل لسعدى فديتك أخبري ما تأمـرينـا.
قال، فسمعه ابن أبي عتيقٍ فخرج حتّى أتى الحيّان من أرض غطفان، ثمّ أتى خيمة سعدى، فاستأذن عليها وأنشدها البيتين ثمّ قال لها: ما تأمريه به? قالت: آمره بتقوى الله.
?النّساء فتن الرّجال
أبو غسّان المهدي قال: مرّ أبو بكر الصّدّيق، رضي الله عنه، في خلافته بطريقٍ من طرق المدينة، فإذا جارية تطحن وتنشد:
وعشقته من قبل قطع تمائمي متمايساً مثل القضيب النّاعم
وكأنّ نور البدر سنّة وجهـه ينمى ويصعد في ذؤابة هاشم
فدقّ عليها الباب فخرجت إليه، فقال: ويلك أحرّةً أم مملوكةً? قالت: مملوكةٌ يا خليفة رسول الله. قال: فمن هو? قال فبكت ثمّ قالت: يا خليفة رسول الله بحقّ الغير ألا انصرفت عنّي?! قال: وحقّه لا أريم مكاني أو تعلميني! . فقالت:
وأنا التي لعب الغرام بقلبهـا فبكت بحبّ محمّد بن القاسم،
قال، فسار إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه: وبعث إلى محمّد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقال: هؤلاء فتن الرّجال، فكم مات بهنّ كريمٌ، وعطب عليهنّ سليم!!. رأى القطع خيراً من فضيحة عاشقٍ


توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالسبت 24 مايو 2014, 19:41
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


عادةٌ غير مستحسنةٍ
وعن علقمة: أنّ معاذ بن جبل كان يأكل تفّاحةً ومعه امرأته فدخل علها غلامٌ، فناولته أمرأته تفّاحةً قد أكلت منها فأوجعها ضرباً.


غيرة المرأة على قدر لذّتها
وقال بعضهم: لذّة المرأة على قدر شهوتها، وغيرتها على قدر لذّتها. واستدل بإفراط غيرتها على إفراط حرصها. وهذا القول خطأ قد علمنا أنّ الرّجل أشدّ غيرةً على المرأة من المرأة على الرّجل. وربّما كان الذي يبدو من المرأة عند تسرّي زوجها بالسّراري وتزويجه المهيرات، وحين تراه مع بعضهنّ توهيماً للفعل أنّ ذلك من الطّربة والكراهة المشاركة فيه. وبعض ذلك يكون من طريق الألفة والنّفاسة به، وليس شكل ما تلقى المرأة إذا رأت فراشها، من شكل ما يلقى الرّجل إذا رأى على فراش امرأته رجلاً. لأنّ المرأة قد عاينت أنّ الرّجل له أربع نسوةٍ وألف جاريةٍ يطؤهنّ بملك اليمين، لما أحلّه الله في الشّريعة. وكذلك غيرة فحول الحيوان على إناثها، لأنّ فحل الحيوان يقاتل دونها كلّ فحلٍ يعرض لها حتّى تصير إلى الغالب. قال الرّاجز.
يغار والغيرة في خلق الذّكر والأمم تختلف في الغيرة. فمن الصّقالبة ناسٌ لا يتزوّجون من قربٍ منهم في النّسب ولا الدّار. وإذا مات البعل خنقت المرأة نفسها أسفاً عليه.
والمرأة في الهند إذا مات زوجها وأرادوا حرقه، جاءت ليحرقوها معه.
والدّيلميّ يخرج من الدّيلم إلى حدود ما بين دار الإسلام والدّيلم، ومعه امرأته وإخوانه وعمّاته فيبيعهنّ صفقةً واحدةً، ويسلّمهنّ إلى المبتاع، لا تدمع عينه ولا عينٌ واحدةٍ من عياله.

تكرّم طبرستان من العجائب
وأهل طبرستان لا يتزوّج الرّجل الجارية منهنّ حتّى يستبطن بها حولاً محرّماً ثمّ يقدم بها فيخطبها إلى أهلها ويتزوّجها، ثمّ يزعمون مع ذلك أنّه يجدها بكراً، وقد عانقها في إزارٍ واحدٍ سنةً كاملةً وهو لا يستبطن بها، ويحتمل وحشة الاغتراب، وانقطاع الأسباب. وإنّ من أعجب العجب أن يمكثا متعانقين في لحافٍ واحدٍ يحتجران عن ألّذ الأمور تكرّماً. وهذا التّكرّم عند علوج طبرستان من العجائب.
ثلاث خصالٍ من السّؤدد
قال معاوية، رضي الله عنه: ثلاث خصالٍ من السّؤدد، الصّلع، واندماج البطن، وترك الإفراط في الغيرة.
غيرة قيس بن زهير
ولمّا نزل قيس بن زهير ببعض العرب قال لهم: أنّي غيورٌ، وأنا فخورٌ، وأنا أنفٌ، ولكن لا أغار حتّى أرى، ولا أفخر حتّى افعل، ولا آنف حتّى أضام. فعابوه بقوله لا أغار حتّى أرى ويظنّ به إنّما عني رؤية السّبب لا رؤية المرافقة.
وعابوا معاوية أيضاً بقوله هذا ونسبوه إلى قلّة الغيرة وما أرى في قوله وترك الإفراط في الغيرة عيباً لأنّ الإفراط المجاوز للحقّ ولمقدار المصلحة وظلم الخليلة العفيفة والحرمة الكريمة غير لائقٍ.
وعاب النّاس قول هدبة بن خشرم حيث يقول:

فلا تنكحي إن فرّق الدّهر بيننا أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا
فهذا يأمرها بتزويج الأنزع القليل شعر القفا والوجه.
ولا أرى فيه عيباً أيضاً لأنّ إنّما قال ذلك ليذكّرها جمال نفسه ليزهدها في غيره.

عبد الملك يعيب قولاً على نصيب
وأمّا قول نصيبٍ:
أهيم بدعدٍ ما حـييت وإن أمـت فيا ليت شعري من يهيم بها بعدي

فإنّي لم أجد له تأويلاً. وعاب ذلك عليه عبد الملك بن مروان، وقال لجلسائه: أو لو كنتم قائلين هذا البيت ما كنتم تقولون? قالوا: لا ندري، فكيف كان أمير المؤمنين قائلاً: قال: كان يقول:

أهيم بدعدٍ ما حييت فـإن أمـت فلا صلحت دعد لذي خلّةٍ بعدي
بعض عادات العرب
وكان الرّجل من العرب إذا خرج مسافراً بدأ بالشّجرة يعقد خيطاً على ساقها أو على غصنً من أغصانها، فإذا رجع إلى أهله بدا إلى الشّجرة فنظر إلى الخيط، فإن كان منحلّاً حكم أنّ امرأته خانته، وإن كان على حاله حكم أنّها حفظته.
وأنشد أبو زيدٍ النحويّ:

هل ينفعك اليوم إن همت بهم كثرة ما توصي وتعفي والرّتم
والرّتم اسمٌ للخيط الذي يعقد في الخنصر لتذكّر الحاجة.
وكان معاوية بن أبي سفيان يتمثّل بقول الشّاعر:

ومراكبٍ رجع السّلام بكفّه ومودّعٍ لم يستطع تسليمـا
الغيور المتمطّق
وقال آخر:
وأضحى الغيور، أرغم الله أنفه، على ملتقانا قائماً يتـمـطّـق
وقد مدّ شدقيه من الغيظ والأذى كما مدّ شدقيه الحمار المحنّـق
الغيور في نظر الرّاعي
وقال الرّاعي:
وظلّ الغيور آرضـاً بـبـنـانـه كما عضّ برذون على الفاس جامح
لقد رابنـي أنّ الـغـيور يودّنـي وأنّ نداماي الكهول الجـحـاجـح
وصدّ ذوات الظّعن عنّي وقـد رأت كلامي لمراء السّنا الطّـوامـح?
ابن الدّمينة وخميص الحشا
وقال عبد الله بن الدّمينة:
ولمّا لحقنا بـالـحـمـول، ودونـنـا خميص الحشا تؤذي القميص عواتقه،
عرضنا، فسلمنا، فسـلـم كـارهـاً علينا، وتبريحٍ من الغيظ خـانـقـه.
فرافقته مقـدار مـيلٍ ولـيتـنـي، على زعمه، ما دمت حيّاً أرافـقـه



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالسبت 24 مايو 2014, 20:02
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


كتاب
الاستعداد للموت وسؤال القبر



النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 TX1yo
النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Klo0V
اســــم الـــكــتـــاب
الاستعداد للموت وسؤال القبر

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Bluline

نــــبــــذة عـــــن الـــكــتـــاب
كتاب يتكلم عن الاستعداد للموت ويتكلم عن عذاب القبر بطريقة رائعة مفيدة وشيقة ومرتبه

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Bluline

مـــؤلـــف الـــكـــتـــاب
زين الدين المعبري المليباري

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Bluline

حـــــجــــم الـــكـــتـــاب
1 ميجا

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Bluline

صــيــغــة الــكــتــاب
pdf

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Bluline

تــــحــــمــــيــــل مــــبــــاشــــر



إسـم الكتـاب : ‫الموت وأحواله
إعداد : أبو البراء المصري
حجـم الملف : 1.09 MO
نسخـة الكتـاب : النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 841974358
موقـع التحميـل : gulfup


















« كتآب » [♦] [ « الموت وأحواله »














النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Downlo10_zpscea4f4dd















پــآااااس فـك آلضغط :



لا يوجــد













[th]عنوان الكتاب[/th][th]اسم المؤلف[/th][th]حجم الملف[/th][th]نوع الملف[/th][th]تحميل[/th][th]المشاهدات[/th]
الاستعداد للموت
علي بن نايف الشحود
-
rar
النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Download





توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالأحد 25 مايو 2014, 18:21
المشاركة رقم:
راجية عفو الرحمن
مؤسسة الموقع

راجية عفو الرحمن

إحصائيةالعضو

انثى
عدد المساهمات : 10162
تاريخ التسجيل : 20/05/2011
نقاط : 19910
السٌّمعَة : 29
العمر : 52
الموقع : قلب احبتي
المزاج : الحمد لله
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


جزاك الله الف خير
على هذا التميز في مواضيعك
المفيدة والقيمة
اتمنى لك المواصلة
بالتوفيق والنجاح



توقيع : راجية عفو الرحمن





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالإثنين 26 مايو 2014, 19:19
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


الشيماء

مروركِ محل تقدير واحترام


اشكركِ من قلبي على هذا التواجد العطر

وهذه النسمات الرائعة

دمتِ بحفظ الرحمن

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 306085



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالإثنين 26 مايو 2014, 19:35
المشاركة رقم:
بنت المغرب
كبار الشخصيات

بنت المغرب

إحصائيةالعضو

انثى
عدد المساهمات : 2854
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
نقاط : 9356
السٌّمعَة : 9
العمر : 45
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


تسلم أناملك على مجهودك

بإنتظار جديدك المميز بكل شوق

يعطيك العافية و إلى الأمام



توقيع : بنت المغرب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالإثنين 26 مايو 2014, 19:44
المشاركة رقم:
حزين القلب
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 1267
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
نقاط : 5344
السٌّمعَة : 10
العمر : 36
المزاج : .
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


مروركِ محل تقدير واحترام

اشكركِ من قلبي على هذا التواجد العطر

وهذه النسمات الرائعة

دمتِ بحفظ الرحمن

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 306085



توقيع : حزين القلب





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 27 مايو 2014, 20:17
المشاركة رقم:
mon cour
عضو محترف

avatar

إحصائيةالعضو

عدد المساهمات : 1466
تاريخ التسجيل : 24/08/2013
نقاط : 5793
السٌّمعَة : 19
العمر : 36
المزاج : u
مُساهمةموضوع: رد: النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن


جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 306085



توقيع : mon cour





صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
الــرد الســـريـع
..





النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن - صفحة 2 Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى