________________________________________
على جزيرة صغيرة في وسط النهر كان يعيش السيد «سلحف» مع زوجته السيدة «سلحفاة»، وعلى ضفة النهر اليمنى كان يعيش الفيل، أما ضفة النهر اليسرى فقد عاشت عليها «فرس النهر». سبح سلحف باتجاه الضفة التي يعيش عليها الفيل وعندما وصل هتف: مرحباً أيها الفيل..
رد الفيل بامتعاض: السيد فيل لو سمحت!
قال سلحف : حسنا، السيد فيل أنت مدعو لحضور حفلة عيد ميلاد زوجتي «سلحفاة» غداً.
قال الفيل وقد رفع خرطومه عالياً: لا أحب الحفلات التافهة..
رد سلحف: إنها ليست حفلة تافهة، الفأر سيحضر وكذلك القرد، يمكنك أنت الحضور أيضاً..
علق الفيل متعجبا: أنا؟! فيل قوي وكبير مثلي يحضر حفل سلاحف! لا، شكراً لن آتي..
رد سلحف: حسناً أيها الفيل، لكن سيفوتك الكثير من المرح والمتعة..
رد الفيل بغرور: السيد فيل لو سمحت، كما أنني لا أرى أي متعة في مشاركة حيوانات ضعيفة مثلك حفلاتها!
علق سلحف: هذا رأيك!
سبحت السيدة سلحفاة باتجاه الضفة اليسرى من النهر وهتفت: مرحباً فرس النهر
وردت فرس النهر: السيدة فرس النهر لو سمحتِ!
ردت سلحفاة: حسناً، السيدة فرس النهر أنت مدعوة لحفل عيد ميلادي غداً.. نظرت فرس النهر لسلحفاة وقالت: لا أحب الحفلات التافهة!
وردت سلحفاة: إنها ليست حفلة تافهة، العنزة والأرنب سيحضران، يمكنك أنت الحضور أيضاً..
انزعجت فرس النهر: من.. أنا؟! السيدة فرس النهر الكبيرة والقوية تحضر حفل سلاحف! شكراً، لا أرغب بذلك..
قالت سلحفاة: حسناً فرس النهر، لكن سيفوتك الكثير من المرح والمتعة!
فرس النهر: السيدة فرس النهر من فضلك، كما أني لا أرى أي متعة في مشاركة حيوانات ضعيفة مثلك حفلتهم!
ردت السلحفاة: هذا رأيك!!
سبحت السلحفاة باتجاه جزيرتها والتقت بزوجها سلحف وسألته: من سيحضر حفل عيد ميلادي غداً؟
وأجاب السيد سلحف: الفأر والقرد سيحضران لكن الفيل لن يحضر..
ولماذا لن يحضر؟ سألت السيدة سلحفاة
فأجاب سلحف: يقول إنه فيل قوي وكبير ولن يحضر حفل سلاحف ضعيفة مثلنا!
علقت سلحفاة إنه فيل مغرور ومتعجرف
وسأل سلحف: ومن سيحضر ممن دعوتهن للحفلة؟
العنزة والأرنب سيحضران، لكن فرس النهر لن تحضر.. أجابت سلحفاة..
وسأل سلحف: ولماذا ؟
سلحفاة: لقد قالت إنها كبيرة وقوية ولا يسرها حضور حفل حيوانات ضعيفة وصغيرة مثل السلاحف!
وعلق سلحف: رأيها مثل رأي الفيل تماماً، كيف يمكن أن نضع حداً لغرور هذين الحيوانين المتعجرفين؟
فكرت السيدة سلحفاة ثم سألت: هل يوجد لدينا حبل طويل؟.. ورد سلحف: نعم.. وتابعت سلحفاة: نريد حجراً صغيراً وحاداً
يمكن أن نجد واحداً .. أجاب سلحف..
همست السيدة سلحفاة لزوجها سلحف بتفاصيل الخطة وبدآ تنفيذها..
ذهب سلحف إلى الفيل وحياه: مرحباً أيها الفيل! ورد الفيل بغضب: السيد فيل لو سمحت..
سلحف: حسناً يا سيد فيل، أرغب أن ألعب معك لعبة شد الحبل..
دهش الفيل: ماذا؟! فيل قوي وكبير مثلي يلعب لعبة شد الحبل مع حيوان ضعيف مثلك!
سلحف: أنا قوي مثلك تماماً يا سيد فيل، ألا تصدقني!
قهقه الفيل: هاهاها، حسناً سنجرب وسنرى قوتك!
سلحف: حسناً، خذ طرف الحبل هذا وعندما اهتف «هيا» ستشده إليك وسأشد أنا الطرف الآخر..
سبح سلحف باتجاه زوجته سلحفاة وأعطاها الطرف الثاني للحبل فأخذته وسبحت باتجاه فرس النهر وهتفت: مرحباً فرس النهر..
فرس النهر: السيدة فرس النهر لو سمحت، ماذا تريدين الآن؟
سلحفاة: أرغب أن ألعب معك لعبة شد الحبل..
دهشت فرس النهر: ماذا؟ السيدة فرس النهر الكبيرة والقوية تلعب لعبة شد الحبل مع سلحفاة ضعيفة مثلك! وردت سلحفاة: نعم أنا سلحفاة صغيرة لكنني لست ضعيفة.. قهقهت فرس النهر: هاهاها، حسناً سنرى..
مدت السيدة سلحفاة يدها: إذن خذي طرف الحبل هذا وعندما أهتف «هيا» ستبدأ المسابقة..
سبحت السيدة سلحفاة إلى جزيرتها والتقت بزوجها سلحف فهتفا معاً: هيا ..
سمع الفيل وفرس النهر كلمة البدء فبدآ بشد الحبل معتقدين أن سلحف وسلحفاة هما من يقومان بشد الحبل معهما همس الفيل: يبدو أن سلحف ليس ضعيفاً كما اعتقدت، إنه يشد الحبل بقوة، علي أن أشد بقوة أكبر وإلا سحبني .. وفكرت فرس النهر: لم أعتقد أن السلحفاة قوية إلى هذا الحد، وإذا لم أسحب الحبل بقوة أكبر، يمكن لها أن تسحبني وتسقطني في النهر..
همست سلحفاة لزوجها: هل أحضرت الحجر الحاد؟ .. ورد سلحف : ها هو.. سلحفاة: حسناً إنهما يشدان الحبل بقوة، اقطع الحبل يا سيد سلحف الآن..
قام السيد سلحف بقطع الحبل فانقذف الفيل وفرس النهر إلى الخلف وسقطا على ظهريهما ..
هتف السيد سلحف: هل أنت بخير يا سيد فيل؟!..
فرد الفيل: أنا بخير لكن لا تخاطبني بعد الآن بالسيد فيل، أنا الفيل فقط، لقد فاجأتني قوتك يا سيد سلحف، أنت قوي مثلي تماماً؟
وعلق السيد سلحف: لقد قلت لك ذلك، أليس كذلك؟..
وأجاب الفيل: أجل لقد قلت لي ذلك، أنا آسف، لقد كنت فيلاً مغروراً ..
السيد سلحف: لا بأس، سنراك في الحفلة إذن..
وأجاب الفيل: أجل بالطبع..
وهتفت السيدة سلحفاة لفرس النهر: هل أساعدك على النهوض يا سيدة فرس النهر..
فرس النهر: كلا، شكراً، ويمكن لك أن تخاطبيني بفرس النهر فقط، لقد كنت مغرورة ولم أعتقد أنك قوية إلى هذا الحد، أنا آسفة ..
السيدة سلحفاة: لا بأس، لكن هل ستحضرين إلى الحفلة؟
فرس النهر: طبعاً سأحضر، ماذا تحبين أن أحضر لك هدية؟
ابتسمت السيدة سلحفاة وغمزت بعينها: ما رأيك بحبل جديد؟