[size=32]
الــتـــوحــد
[/size]
ينشأ مرض التوحد عن نمو غير طبيعي لبعض أجزاء المخ، والتوحد هو خلل معقد بالجهاز العصبي المركزي ويتميز بثلاث صفات جوهرية هي:
1 مشكلة في التفاعل مع المجتمع
2 خلل في التواصل اللفظي وغير اللفظي
3 نمط من التصرفات يتكرر مع اهتمامات ضيقة ومقيدة
وهناك عدد من الأعراض غالبا ما تكون مصاحبة للتوحد، وأغلب الذين يعانون من التوحد لديهم مشكلة في استخدام اللغة وتكوين العلاقات، وأيضا في تفسير ما يدور في العالم الخارجي حولهم أو الاستجابة له بشكل ملائم.
والتوحد يمكن تعريفه من جانب السلوك والتصرفات بأنه خلل في تطور الجهاز العصبي يبدأ في الطفولة المبكرة وبالرغم من أن تشخيص التوحد من الممكن ألا يتم إلا عندما يصل الطفل إلى سن ما قبل دخول المدرسة أو سن دخول المدرسة فإن أعراض وعلامات التوحد من الممكن أن تظهر عندما يكون الطفل في العمر من 12 إلى 18 شهر, كما تكون السلوكيات المميزة للتوحد تكاد تكون مؤكدة في أغلب الحالات عند سن ثلاث سنوات، ويمكن التعرف عليهم عند سن ما قبل المدرسة (5 سنوات) بظهور تأخر اكتساب اللغة وهى أول ما يظهر على الأطفال الذين يتأثرون بالمرض بصورة شديدة أما الأطفال الذين يكونون أحسن حالا فهم يعرفون بصفة عامة بالمشاكل السلوكية عندما يصلون إلى عمر 4 إلى 5 سنوات أو بالمشاكل الاجتماعية في سن متأخر عن ذلك, ويستمر التوحد طوال عمر الشخص المصاب به بالرغم من أن البعض من المصابين بالمرض لديهم القدرة على تعلم ضبط وتعديل سلوكهم إلى حد ما.
اسباب مرض التوحد
معظم حالات التوحد غير معروفة السبب ومع ذلك فإن الأبحاث تشير بقوة إلى العوامل الوراثية ، وكذلك فإن العوامل البيئية والمناعية والتحول الغذائي تؤثر في تطور المرض.
- ومن ناحية العامل الوراثي فكما يبدو للعلماء لا يوجد عامل وراثي واحد هو المتسبب في المرض، ولكن عدة عوامل ، والتي عندما تجتمع معا فإنها تزيد من مخاطر الإصابة بالتوحد, وفى الأسر التي يكون فيها طفل واحد مصاب بالتوحد يكون احتمال إصابة طفل آخر من 3 إلى 8 بالمائة, وفى التوائم الذين ينشأون من بويضة واحدة تصل نسبة الإصابة في أحدهم إذا أصيب الآخر إلى 30 بالمائة, كما تشير عدة أبحاث إلى أن نسبة الإصابة في الأطفال ذوى القرابة من الدرجة الأولى لأطفال مصابين تكون أكبر منها في الأقارب لأطفال عاديين.
- في بعض الأطفال يكون التوحد مرتبط بحالة مرضية أخري مثل العدوى عند الولادة بفيروس الحصبة الألمانية ، والفيروس المضخم للخلايا ، وداء القطط ، وبعض الأمراض الوراثية مثل التصلب الحدبي Tuberous Sclerosis ، وبعض الأمراض التي تصيب الجنين بعد الولادة مثل الالتهاب السحائي الميكروبي , ولا تعتبر هذه الأمراض سبب للتوحد حيث أن معظم الأطفال المصابون بهذه الأمراض لا يعانون من التوحد.
- التعرض لبعض العوامل البيئية يتفاعل مع العوامل الجينية لدى بعض الأسر ليزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
- وقد وضع الباحثين والعلماء نظريات لتفسير سبب التوحد لكن هذه النظريات لم تثبت, ومنها تعرض الطفل للزئبق الموجود في بعض التطعيمات كمادة حافظة، أو تعرض الطفل للصدمات النفسية
ويجب أن يقيم أي طفل من ناحية التوحد إذا مر بالآتي:
- إذا لم ينطق كالأطفال عند عمر سنه.
- إذا لم يستخدم الإشارات للتعبير كالأطفال عند عمر عام.
- إذا لم ينطق بكلمة واحدة عند عمر 16 شهر.
- إذا لم ينطق بكلمتين عند عمر عامين.
- عند فقدان الطفل اللغة أو المهارات الاجتماعية.
وعند ظهور أحد هذه العلامات يجب عدم الانتظار, فإن ذلك يعنى وجود إعاقة - حتى وإن لم تكن هذه الإعاقة بسبب التوحد وكانت بسبب مرض آخر - فالتشخيص المبكر والتدخل لهم أهمية كبيرة في تحسين النتائج على المدى الطويل لكل اضطرابات النمو بما فيها التوحد.
لا يوجد شفاء للتوحد حتى الآن سواء بالوسائل الطبية أو السلوكية ولكن مع معرفة أكثر عن التوحد توجد استجابات لبعض العلاجات التي تكون على شكل برامج تعليمية جيدة التخطيط والتي تركز على تنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية.
- طبيب الأطفال يقوم في العادة بتوجيه الطفل والمهتمين إلى متخصص في اضطرابات نمو الطفل لتقييم الحالة, وبعض الناس يفضلون أن يقوم هذا الأخصائي بتقديم العلاج لطفلهم ولكن لهم الحرية في اختيار المعالج.
- لا توجد معايير محددة لعلاج التوحد, وكثير من المحترفين لهم فلسفات وممارسات مختلفة في علاج التوحد.
- الأطفال المصابون بالتوحد يكون لديهم القدرة على استيعاب المعلومات التي يرونها عن التي يسمعونها ولذلك فإنهم يتعلمون بالمشاهدة.
- يصعب على المصابون بالتوحد فهم الجمل والتعليمات المطولة.
- يشمل العلاج تنمية قدرة الطفل على الاستيعاب والتعبير عن مشاعره كما يشمل أنشطة مهدئة مثل الموسيقى والأرجحة ومشاهدة التلفاز والفيديو وإعطاء الطفل فترات من الراحة لا نكلفه فيها بشيء.
- يمكن للأطفال المصابون بالتوحد حفظ الأشياء التي شاهدوها والتي سمعوها تكرارا, ويستطيعون تذكر حوارات كاملة دارت بعروض الفيديو أو كتاب يحبونه أو الطريق لبعض الأماكن.
- يمكن التدرج في تعليم الطفل المصاب بالتوحد بأشياء حقيقية مرئية مثل علب العصير ثم الملصقات على هذه العلب ثم صور العلب ثم رسوم للعلب وهكذا يكون التعليم بتدرج من الأشياء السهلة إلى الأصعب كما يمكن الاستعانة بمتخصص في مشاكل النطق.
- • والطريقة التقليدية للعلاج تشمل التعليم الخاص بكل حالة وترتيب تصرفاتها.
- وهناك أدلة تشير إلى أنه كلما كان العلاج المهني والمتعلق بالكلام والتصرفات - مبكرا كلما كانت النتائج أفضل على المدى الطويل.
- كما يشمل العلاج بجانب الاهتمام باللغة والكلام والتصرفات العلاج بالأدوية والعلاج التكميلي أو الطب التكميلى والدعم بالدراسات العلمية.
- هناك أدوية كثيرة مستعملة في علاج التوحد أهمها العلاجات الخاصة بالتشنجات والسلوكيات والانفعالات المصاحبة للتوحد مثل الاكتئاب والذي تستخدم له مضادات الاكتئاب والأدوية المعالجة للذهان والتي تقلل من العدوانية والتصرفات المتكررة عند بعض المصابين بالتوحد.
خصائص أطفال مرض التوحد :
-1 أنه لا يختلط بالأطفال في عمره أو أي نوع من الاختلاط الاجتماعي أي انه يضع نفسه في كوره من زجاج فيحب أن يكون معزولا فهو يري الناس من خلال الكرة الزجاجية و لكنه لا يختلط بهم.
-2 يفضل لعبه قديمة عنده حتى لو مكسورة و يتمسك بها كثيرا في حين أن عنده لعب جديدة.
-3 يتكلم عن موضوع واحد.
-4 السلوك غير منتظم.
-5 عدم وعي بالهوية الشخصية حيث نجد خلط بين أنا و أنت وقد يتكلم عن نفسه بضمير الغائب (ده عايز يأكل)
-6 عدم أمكانيه التعبير عن ما يريده أو ما يود القيام بة.
-7 تكرارا ما يقوله(تكرار ببغائي).
-8 لا يوجد لديه تواصل بصري أو نظرة ايجابية لدي الشخص الذي يتكلم معه.
-9 أكثر من50% لديهم تخلف عقلي.
-10 أنه لا يلبي النداء.
-11 من الممكن أن يكون الطفل لديه تأخر لغوي و يصدر كلام غير مفهوم و يقوم بتكرار الإعلانات التلفزيونية.
-12 يوجد لديه بعض الحركات الغريبة وكل طفل يكون لديه حركات غريبة معينه ثابتة و إذا حاولنا تغيير هذه الحركات يقابلها بالعنف.
-13 يفضلون الأشياء عن الأشخاص.
-14 يحب أن يتعرض للقرص أو الزغزغة أو الألم.
-15 لا يحب الضم إلي الصدر ولا يحب احد أن يلمسه.
16- يضحك بدون سبب.
-17 يقطع الورق.
-18 يصدر أصوات تشبه الصرخات.
19- قد يكون عدواني
-20 سهل التشكل
-21 صعب الاستجابة للعقاب أو المكافاءه.
صعوبات التشخيص في العمر المبكر من الطفولة
يصعب تشخيص اضطراب التوحد في مرحلة المهد أو الرضاعة، حتى العام الثاني وذلك للأسباب الآتية:
- 1. عدم اكتمال الأنماط السلوكية للطفل قبل عامه الثاني.
- 2. إصابة الطفل بالإعاقة الذهنية، يترتب عنها التركيز على الإعاقة الذهنية وإغفال تشخيص التوحد وعدم اكتشافه.
- 3. قد تكون مظاهر النمو طبيعية، ثم يحدث فجأة فقدان المهارات وخاصة عندما يتجاوز عمر الطفل العامين.
القواعد التي يجب مراعاتها في ملاحظه هؤلاء الأطفال:
1 يجب أن تبدءا الملاحظة بين الأخصائي و الطفل في حجره واحدة وحدهم.
2 يجب أن تكون الحجرة هادئة.
3 يجب ملاحظه ما يلفت انتباهه في الحجرة.
4 يجب أن يكون الأخصائي هادئ جدا و أن يحاول كسب ود الطفل دون التطفل عليه.
5 يجب ألا يقترب الأخصائي من الطفل و لكن يسمح للطفل أن يقترب منه.
6 يجب ألا يحدث الأخصائي حركات مفاجئه لان ذلك يخيف الطفل.
7 يجب بعد ملاحظه الطفل الانتقال إلي حجره أخرى وتكرار ذلك لان البيئة المختلفة تعطي فرصه جديدة لعمل مجموعه جديدة من الملاحظات.
8 يجب أن يكون الأخصائي كجزء من الحجرة (قطعه من الأثاث مثلا).
مفاتيح النفاذ لهؤلاء الأطفال:
الجدير بالذكر بأنه ليس هناك منهج علاجي معين متفق عليه بالنسبة لهؤلاء الأطفال ألا انه يوجد بعض المفاتيح.
أبعض هؤلاء الأطفال يفضلون الحواس القريبة (شم – لمس – تذوق ) عن الحواس البعيدة(سمع – بصر)
ببعضهم يحب الموسيقي.
تبعضهم يحب الألعاب التركيبية.
ثبعضهم يحب العب الحركي (المشي علي رجل واحده – النط –الحجل).
جبعضهم يحب اللعب التي تدور و تلف حول نفسها.
مشاكل الطفل المصاب بالتوحد
الطفل التوحدي يختلف عن غيره من الأطفال وخصوصاً في نقص التواصل الذي ينعكس على نقص المكتسبات السلوكية، وحصول سلوكيات غير مرغوبة، وعدم فهم الوالدين لتصرفات طفلهما يؤدي إلى تصرفات خاطئة في تعاملهما معه، بينما فهم وتوقع هذه المشاكل يؤدي إلى تشجيع السلوكيات السليمة والبناءة، وهنا سنقوم بطرح بعض المشاكل والحلول فلكل حالة ظروفها وعلاجها.
التواصل الاجتماعي
الطفل التوحدي ينعزل عن العالم الخارجي من حوله، وحتى عن أقرب الناس إليه، فليس هناك عواطف متبادلة مع الآخرين، وليس هناك مقدرة للتواصل معهم سواء كان ذلك لغوياً أو حركيا، لذلك يجب على الأم احتضانه ودغدغته والحديث معه، فهي لن تضره إذا اقتحمت عزلته.
الصراخ وعدم النوم
الصراخ وعدم النوم ليلاً من علامات التوحد التي تظهر في عمر مبكر في الكثير من أطفال التوحد، وقد تكون مصحوبة بالكثير من الحركة مما يستدعي رقابة الوالدين المستمرة وعنايتهما، فتؤدي إلى إجهاد الطفل ووالديه، لذلك فإن معرفتك لطفلك وما في داخله من مشاعر هي الطريق للأسلوب الأفضل للمعاملة.
نوبات الغضب والصراخ
نوبات الغضب والصراخ هي طريقة للتعبير عن النفس، فالطفل التوحدي تنقصه أدوات اللغة والتعبير عن غضبه أو لتغيير عاداته، وقد يستخدمها الطفل لتلبية طلباته ولمنع نوبة الغضب والصراخ يجب عدم الاستجابة له وعدم تنفيذ احتياجاته وتلبيتها بعد انتهاء النوبة وإفهامه ذلك باللعب معه والابتسام له، وإعطائه اللعبة المفضلة له.
التخريب
البعض من أطفال التوحد يعيشون هادئين في صمت لا يستطيعون التعبير عن عواطفهم وأحاسيسهم وبعضهم العكس، فنجد طفل قد يعجبه صوت تكسر الزجاج مثلاً، فنجده يقوم بتكسير الأكواب ليستمتع بأصوات التكسر، وآخر قد يجد المتعة في صوت تمزق الأوراق، فنجده يقوم بتمزيق الكتب والمجلات ليستمتع بأصوات التمزق، هؤلاء الأطفال يحتاجون المساعدة بالحديث معهم، بإفهامهم الخطأ والصواب، وإيجاد الألعاب المسلية وذات الأصوات ليستمتع بها وتكرار التوجيه بدون عنف.
الخوف
بعض أطفال التوحد يخافون من أشياء غير ضارة، وقد نرى نفس الأطفال يمشون في وسط طريق سريع غير آبهين بأصوات السيارات، ومن الصعوبة معرفة مسببات الخوف، وهذه المشاكل يمكن حلها إذا عرفت أسبابها وتم التعامل معها بعد تجزئتها إلى أجزاء صغيرة .
عدم الخوف
عدم الخوف يصعب التحكم فيه لذلك فإن الانتباه لهم ومراقبتهم خارج المنزل ووضع الحواجز على الدرج والشبابيك مهم جداً، ومراعاة شروط السلامة في الأجهزة الكهربية وإبعادها عنهم.
المهارات الأساسية
ينمو الطفل التوحدي بدون اكتساب الكثير من المهارات الأساسية، مما يجعل مهمة التدريب على عاتق الوالدين عبئاً كبيراً، ولكن بالصبر يمكن تدريب الطفل على بعض المهارات مثل قضاء الحاجة، العناية بالنفس، أسلوب الأكل، وغيره.
السلوك المحرج اجتماعيا
الأطفال العاديون قد يسببون الحرج لوالديهم بين الحين والآخر في وجود الآخرين، والأطفال التوحديون يفعلون الشيء ذاته بصورة متكررة ولمدة أطول مثل ترديد الكلام. الهروب من الوالدين خارج المنزل العبث في المحلات ورمي المعروضات الضحك من غير سبب تلك المشاكل تسبب إحراجاً للوالدين مما يضطر البعض منهم إلى ترك طفلهم في المنزل وهو أمر غير مرغوب فيه،
لذلك فإن مراقبة الطفل مهمة جداً وأن تقال له كلمة (لا) بصوت قوي مع تعبيرات واضحة على الوجه، حيث سيتعلم أن (لا) نوع من الردع والتحريم، أمّا الضرب فلا فائدة منه، كما أنه من المهم إظهار البهجة والشكر والامتنان حين يمضي التسّوق بدون تعكير، ومكافأته على ذلك.
إيذاء الذات
إيذاء الذات يتكرر بصورة واضحة عندما يكون الطفل غير مشغول بعمل ما أو لوجود إحباط داخلي لديه مما يجعله يعبر عن نفسه بإيذاء ذاته، وهذا الإيذاء مثل عض الأيدي وضرب الرأس في الحائط وعادة ما يكون ذلك مصحوباً بالغضب والتوتر.
أفضل وسيلة لعلاج الحالة هو معرفة سبب قلق الطفل واضطرابه، وإشغال أغلب يومه باللعب، والأمر يتطلب الكثير من الصبر والملاحظة، وقد يكون السبب بسيطاً يمكن حله، ومن المهم عدم إعطاء الطفل أي اهتمام أو مديح وقت النوبة، ولكن إظهارها بعد انتهاء النوبة.
الانعزالية
الانعزالية مشكلة تواجه الطفل التوحدي، فنراهم هادئين منطوين، ميالين إلى عزل أنفسهم عن المجتمع المحيط بهم بما فيهم والداهم، ليس لديهم اهتمام باللعب أو الأكل، ولكسر حاجز العزلة فإن الوالدين يلاقون الكثير من الصعوبات لدمجه وتدريبه.
التغذية
الغذاء مهم لبناء الفكر والجسم، وأن طفل التوحد نمطي في سلوكه، فقد يكون نمطياً في غذائه، فيتعود على نوع واحد من الغذاء ويرفض غيره، وعند تغييره يبدأ بالاستفراغ، كما أن نمطية الغذاء قد تؤدي إلى الإمساك الدائم والمتكرر.
مقاومة التغيير
الطفل التوحدي يعيش في عالمه الخاص، منعزلاً عن مجتمعه، غير قادر على الابتكار، وقد لا يتفاعل مع لعبته، بل إنه قد يرفض تحريكها، وقد يصاب بنوبة من الغضب عند محاولة التغيير، وقد يرفض الأكل لكي لا يغير من كيفية وضعه، كما أنه يصعب عليه التكيف مع المكان عند تغييره، فقد يحتاج إلى عدة أشهر لكي يتعود عليه.
مشكلة النوم
الكثير من المشاكل قد تؤدي إلى صعوبة حصول الطفل على النوم و العودة إليه بعد استيقاظه مثل المشاكل الجسمية الحركية فإذا كان قد بدأ في تعلم النوم لوحده فقد يتخيل وجود مخلوق مرعب في غرفته وانزعاجه من الأحلام كل ذلك يزيد من رغبته للنوم مع والديه. أخذ طفلك معك إلى الفراش يدل على الحب والشفقة والرحمة، ولكن ذلك لا يعلّم طفلك كيفية الذهاب بنفسه إلى الفراش
ولذلك فإنه يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من التخصصات الآتية:
- 1. طبيب أعصاب ووراثة
- 2. طبيب نفسي
- 3. طبيب أطفال
- 4. أخصائي نفسي
- 5. أخصائي إضطرابات اللغة وأمراض النطق
- 6. أخصائي علاج مهني
- 7. أخصائي تربية خاصة
لا نستطيع أن نقول ان التوحد مرض وراثي ولكنه يرتبط بعامل وراثي جزئيا كما يرتبط بالعامل البيئي
المساعدة الطبيه لاطفال التوحد
الفحوص والاختبارات لمرض التوحد
لا يوجد فحوص معملية ولا أشعة لتأكيد التشخيص، ولكن التشخيص يتم تأكيده بناء على ملاحظة تصرفات الطفل المصاب بالتوحد والمعلومات من أفراد العائلة, كما أن طبيب الأطفال يهتم بتمييز التشخيص عن الحالات المشابهة مثل التأخر العقلي وأمراض التمثيل الغذائي والأمراض الوراثية أو الصمم, وزيارة واحدة ليست كافية للتشخيص, ويلاحظ طبيب الأطفال تصرفات الطفل (عند الأطفال الصغار عند 18 شهر فصاعدا) وبالإضافة إلى ذلك استجابات الأطفال للأوامر البسيطة والأسئلة (عند عمر 4 سنوات فصاعدا)، ومن الممكن أن يستعين طبيب الأطفال بمتخصص في اضطرابات نمو الأطفال عندما يعتقد أن الحالة تحتاج إلى مزيد من التقييم، أو طبيب أمراض عصبية ، أو نفسية ، كما يشارك في تقييم الحالة أخصائي علاج أمراض النطق والتواصل ، وأخصائي السمعيات و أخصائي العلاج الوظيفي والمهني ، وأخصائي اجتماعي.
ويشمل تقييم حالة المريض على التاريخ المرضى ونتائج الفحص الطبي وتقييم السمع وبعض نتائج التحاليل والفحوص مثل الاختبارات الوراثية والمتعلقة بالتمثيل الغذائي وصور أشعة الرنين المغناطيسي للمخ والرسم الكهربي للمخ والكلام واللغة وتقييم التواصل وتقييم الإدراك والسلوكيات ويكون التركيز على المهارات الاجتماعية والعلاقات ومشاكل التصرفات
اولا علاج السلوك الإستحواذى و النمطى لدى الأطفال التوحدين ..
إن السلوك الإستحواذى و السلوك النمطى للأطفال التوحدين من أشهر و أهم السلوكيات التى تحتاج إلى تعديل و تدخل و فى هذه الدراسة صممت برامج المعالجة لكل طفل على حده بمساعدة والديه – و ترصيد هذه الدراسة التطور الذى حققه كل طفل .
أسلوب التغيير التدريجى :
إن السلوك الإستحواذى عند التوحدين يبدأ غالبا بمشكلات بسيطة فى الطفولة حيث القدرات و النشاطات بدائية ولذلك لا يهتم بها الأباء و لا يبذلون جهدا كبيرا لوقفها حتى يكبر الطفل أكثر و يزداد السلوك النمطى و المتكرر و إزعاجا و قد يصبح أكثر عنفا و عندئذ تكون المحاولات المباشرة لمنع هذا السلوك فاشلة و يفضل اتباع طريقة تدريجيه حيث أن السلوك يكون قد تطور على مدار سنوات وهنا مثال على أسلوب التغير التدريجى فى معالجة السلوك النمطى : أحمد طفل يبلغ 7 سنوات كان يقضى معظم وقته فى وضع العملات المعدنيه فى صف واحد بشكل طولى بحيث أن العملات المعدنية تملأ غرفة المعيشة و المطبخ و السلم و مدخل الحمام و غرفة النوم و أى محاولة من الوالدين لإزالة هذه الصفوف قصدا أو خطا تؤدى لنوبة غضب لأحمد شديدة .
ثانياً الروتين اللفظى :
كان لمحمد طريقة نمطية فى طرح أسئلة معينة بشكل يومى و طريقة واحدة للإجابات و كانت والدته مضطره للتجاوب معه فإذا حدث تغير بسيط جدا فى طريقة طرحها للأسئلة يدخل فى نوبة غضب حادة و طويله وكذلك كان عنيفا فى فرضه للقيود على طريقة تحدث الأخرين فمثلا إذا أخطأ أى شخص فى إستخدام ضمير أو أى ترتيب نحوى يظل يصرخ حتى يتم تصحيح الخطأ و لذلك وجدا أبويه صعوبه فى إصطحابه أمام الناس .
ثالثا : مقاومة التغيير :
هذه حالة خالد الذى عاد من المدرسة إلى البيت يوما فوجد والديه أخرجا دولاب كبير من المطبخ و بدأ يصرخ و يصيح و لم ينته لمدة يومين كاملين بعدها بدا هادئا جدا و سعيد و ارتاح الوالدين لذلك ولكن عندما أستيقظوا فى اليوم الثالث وجدوا أن جدار المطبخ ( المطلى حديثا ) قد شوه تماما برسم كبير لدولاب له نفس شكل الدولاب الأصلى .
فى مثل هذه الحالات من المقاومة فإن إدراك التغيير ما كان الأشياء هو المرحلة الأولى فى تعديل السلوك .
فعندما يتحمل الطفل التغييرات البسيط يمكن تشجيعه تدريجيا بقبول تغييرات أكبر وأوضح . حبذا لو هذه التغيرات متوقعة و متنبأ بها لدى الطفل فسيكون الطفل أكثر أستعدادا لتحمل التغييرات التى تحدث و بالتدريج سيبدأ بالإستمتاع بالتغيير .
رابعا : سلوك التجميع الأستحواذى :
بعض الأطفال المتوحدين يقومون بتجميع و تخزين عدد كبير من شيىء معين ويصرعلى تخزينه فى مكان معين و تدريجيا يمكن سحب هذه الأشياء الواحد بعد الأخر من مكان التخزين إلى مكان أخر حتى يتقبل هذا التغيير مع إستبدال هذا السلوك بنشاط أخر .
خامسا : سوء التكيف عند الإرتباط بالأشياء
من الطبيعى أن يرتبط الطفل الطبيعى بأشياء بعينها و ليس غيرها ( مثلا بطانيه ) فيشعر بالراحة و الإستقرار فى وجودها و يغضب جدا إذا لم يجدها فهذه ظاهرة طبيعية تكيفية و ليس هناك ما يدعو للتدخل و لكن من غير الطبيعى أن تستمر حتى سن المدرسة أو أن تستمر بحيث تؤثر و تمنعه من أداء نشاطات حياتية أخرى .
بالنسبة للطفل التوحدى فهذه الظاهرة تختلف فى الآتى :
1. أن الإرتباط لا يبدأ بالتناقص كلما يكبر الطفل .
2. يكون كاره التخلى عن هذا الشىء لأداء نشاط أخر .
3. طبيعة الشىء الذى يرتبط به يكون شىء غير عادى و ليس بالضرورة مصدر لراحته مثلا غطاء علبة أو جزء مكسور من لعبة لا قيمة له .
فى حالة الإرتباط بالأشياء لهذه الدرجة يدفع الطفل التوحدى أبويه لتوفير عدد كافى من غطاء العلب مثلا كبديل أو أى شىء يرتبط به الطفل حتى لا يتأزم حالته عند فقد الشىء الذى معه .
و يمكن إستخدام نظام التغيير التدريجى فى حل هذه المشكلة من حيث الزمن الذى يحمل فيه الطفل هذا الشىء أو حجمه أو تأثيره على النشاطات الأخرى .
مثال : سيف طفل عنده خمس سنوات منذ كان عمره عام بدء الإرتباط ببطانية بشده حيث يمسكها طوال اليوم و عند النوم .أيضا و كانت تتداخل مع كل نشاطات حياته بحجمها الكبير و الإلتفاف بها طوال اليوم . تدريجيا بدأت الأم إنقاص حجمها بإستخدام المقص بحيث لم يلحظ سيف نقص حجم البطانية التدريجى حتى و صلت إلى حجم صغير فتخلى عنها تدريجيا أيضا .
و الشىء المثير جدا أن سيف كان مرتبط أيضا بتجميع كروت بريد معينة فلما قل أهتمامه بالبطانية قل أهتمامه فى نفس الوقت بكروت البريد دون أن نبدأ حتى فى وضع برنامج للحد من إستخدام الكروت بشكل مباشر .
الأعراض البديلة :
غالبا عندما نعد سلوك ما بنجاح يحل محله أعراض بديلة إى أنه عندما يتم التخلى عن الشىء الأول نهائيا يحل محله شىء اخر ( أداة بديلة ) و هذا يوضح أن الإرتباط له هدف أخر بعيد الأداة نفسها ( و لكن فى بعض الأحيان لا يمكن إستبدال الأداة بغيرها ) و تفسير ذلك أن التوحد لا يستطيع تكوين أرتباطات إجتماعية طبعية وربما يكون مصدر ذلك القلق فيلجأ للإرتباط الملحوظ و الدائم بالأشياء أو تكرار أفعال أو ترتيب أشياء بشكل نمطى .
فأين مكان السبب النظرى لهذه الظاهره فمن وجهه النظر العملية أمكن فى أغلب الأحيان معالجة هذا الأرتباط بوسائل التغير التدريجى .
فمهما استبدلت بأعراض بديلة فلن تكون أقوى مما سبقها و يمكن تغيرها بسهوله أكثر من المرة الأولى فمثلا بعد أن تخلى سيف عن البطانية و كروت البريد بدأ يرتبط بلعبة " باص أحمر بلاستيك " فى البدء حاول أبويه التعديل عن طريق فك قطع الباص ليعيد سيف تركيبها قطعة تلو الأخرى ثم بدءا يشجعانة على دفع السيارة للأمام و للخلف مع تبادل الأدوار فى اللعبة و إذا لاحظوا إرتباطه بسيارة معينة يتم إستبدالها بأخرى و بهذه الطريقة تم الإستفادة من هذه العادة بتنمية مهارات الفك و التركيب تارة و بتنمية ممارسات إجتماعية و تبادل الأدوار فى اللعب مما أفاد الطفل التطور بشكل عام .