عشاق اللحظات الأخيرة ..!!
حزمة من المتناقضات تصطحبها وتتعايش معها الشخصية الإرجائية،
فما يستغرق إنجازه يوما واحدا، تنجزه في أسبوع،
وما يجب إنجازه في أسبوع تنجزه في شهر أو شهرين.
ومن منطلق البطء الذي يشكل إيقاع حياتها الخاص،
تنسج شعارها الدائم والمحبب من الممكن
أن أفعل ذلك في الغد ويأتي الغد
وفي طياته أيضا دعوة أخرى للتأجيل لغد آخر.
وعلى الرغم من أن هذا النمط من الأداء معوق للشخص نفسه،
إلا أن هذه الشخصية تظل حالة إنسانية فريدة،
وعلى الجميع أن يعرف كيفية التصرف والتعامل معها،
سواء كان الزوج أو الزوجة أو الأهل والأصدقاء.
الطريف في الأمر، أن هذه الشخصية معطاءة ومحبة للخير والحياة،
لكنها غالبا، ما تضجر من النصيحة وتذكيرها بما يجب أن تقوم به،
كما أنها لا تعترف بالنسيان كمبرر لسلوكها الإرجائي.
في رأي الدكتورة نادية نظير جرجس،
استشارية المخ والأعصاب والطب النفسي بجامعة القاهرة وجامعة جايز بلندن،
أن:
هذا النمط من البشر، غالبا ما يكون صاحب شخصية وسواسية،
فهو يبحث عن التفاصيل الصغيرة قبل اتخاذ القرار مما يسبب له التعطيل في حياته،
وإرجاء اتخاذ القرارات بحثا عن مزيد من المعلومات،
وعادة ما يكون هذا الشخص دقيقا للغاية،
لكنه مع ذلك يفتقد المبادرة، ودائما ينتظر حتى يبدأ الآخرون،
ويستفيد من تجربتهم، لذلك يرجئ اتخاذ القرارات.
ونلاحظ على هذه الشخصية صعوبة أن تتخلص من أشيائها
وأغراضها فهي تتمسك بها بقوة.
وفي حالات أخرى تكون شخصية اعتمادية
لا تستطيع اتخاذ قرار بمفردها،
وتلجأ إلى شخص آخر ليساعدها في اتخاذ القرار،
مما يعني أنها شخصية تفتقد للثقة بالنفس.
ومن الممكن أن تكون الإرجائية بسبب الاكتئاب والنظرة السوداوية
للماضي والمستقبل، وعدم الحماس للفعل أو المبادرة باتخاذ القرار.
وتؤكد دكتورة نادية، على أهمية إعطاء هذا النمط من
الشخصية مسؤوليات صغيرة مع التشجيع المستمر حتى
تزداد ثقته بنفسه ويسهل عليه البدء فيما يريد إنجازه
أو استكمال ما بدأه. لكنها تحذر من النقد اللاذع واللوم المستمر،
لأن ذلك لا يساعدهم إطلاقا، فنحن بشر ولسنا كاملين،
وكل شخص له مميزاته وعيوبه.
ولا ترى الدكتورة نادية، أنه ليس من السهل على الشخص
الخروج من هذه الحالة بنفسه، بل يحتاج إلى مساعدة طرف آخر،
على الرغم من أن هذه الشخصية تكون فعالة جدا ونشيطة
في حال معرفتها لما تريد وتحديد أهدافها،
لذا يمكن للشخص نفسه تحديد ما يريد إنجازه
في لائحة قصيرة يقوم بانجازها بالتدريج.
(منقول )