في بيت أم العنود/
ياسمين: جوري
جوري: نعم
ياسمين: دوامي في رمضان يتغير
جوري: صدق متى صار؟
ياسمين: أروح ثمان و ارجع الساعه وحده بالليل
جوري تشهق: متأخر!
ياسمين: عادي ترانا رمضان يعني وحده تعتبر بدري
جوري: مو بدري يا ياسمين و الدليل إنك خايفه تقولين لأمي حصه..صح؟
ياسمين: أبيك تساعديني عليها
جوري: ما أقدر اخاف تزعل علي..هي كل ما جلست معها قالت لي حاولي تخلينها تترك هالشغل
ياسمين تتنهد: يعني للحين مو راضيه!
جوري: و لا عمرها بترضى..كلنا مو راضين لك التعب بدون داعي..ياسمين ارحمي نفسك دراستك صعبه و دوام ما ترتاحين؟
ياسمين بإصرار: بس أنا كذا مرتاحه..جوري كنتي مقتنعه بوجهة نظري وش اللي غيرك؟
جوري: أجل المفروض أنا أولى في هالشغل أنا ابعد منك عنهم أنا المفروض اعتمد على نفسي و أخاف من بكره و اللي بيصير فيه
ياسمين ابتسمت: تغيرتي يا جوري أول مره اسمعك تناقشين بهالعناد
جوري: لأني خايفه من نهاية هالشغل..إلى متى يا ياسمين؟
ياسمين: لحد ما اتخرج
جوري تشهق: ياسمين حرام عليك!
ياسمين: وش فيك يا جوري أبيك عون صرتي علي فرعون! تدرين خليك هنا أنا بأروح اكلم أمي عن دوامي..و دام هذا رأيك لا تتناقشين مع أمي في شغلي أبدا..مو ناقصه تجتمعون علي
جوري تتنهد: مادري ليه نتعب نفسنا و أنت مالك إلا اللي براسك
تركتها ياسمين و راحت تبدأ مناقشه أصعب مع أمها..لكن كالعاده..النهايه كانت من صالحها..
*من بكره-أول أيام رمضان*
في كلية اللغه الإنجليزيه/
كانت رغد طول المحاضره سرحانه و مكشره..و أسيل تطالعها بإستغراب..و ما صدقت خلصت المحاضره التفتت عليها..
أسيل: رغوده وش فيك؟
رغد: كله على الفاضي
أسيل: وش اللي على الفاضي
رغد: تخطيطنا لنادر و ياسمين ما نجح
أسيل: ليه؟ لا تقولين طلع نادر يحب مرام صدق
رغد: لا..بس يبي يخطب من بنات خاله و يسكن في الشرقيه..تخيلي شكله من رجع لنا وهو يخطط متى بيروح عننا
أسيل: يمكن مو هذا قصده..يمكن يحب وحده من بنات خاله
رغد: لا هو ما حدد..ما قال بأخطب بنت خالتي..قال أبي اخطب من بنات خالي..يعني كل اللي يهمه انه يرجع يعيش بينهم و بس
أسيل: رغد نادر طول عمره بعيد عننا..مو بعد هالعمر كله تبينه يتعود علينا بسرعه
رغد: أكثر من سنه عاش بيننا معقوله ما حس فيها انه أخونا! ليه؟
أسيل: و الله مادري نادر شخصيته غامضه ما تقدرين تتوقعين وش احساسه أو وش يفكر فيه
رغد: بس هو أخوي الكبير..كيف تبيني اسكت و أنا اشوف اني بأخسره..أنا متأكده انه لو راح الشرقيه بينسانا
أسيل: فكري انه هو مرتاح كذا..ما تقدرين تجبرينه يعيش في مكان ما تعود عليه..و أنت تقدرين تكلمينه بأي وقت و ما تنقطعين عنه..هذا الحل الوحيد لأنه مو بيدك تتحكمين في حياته
رغد تتنهد و تتلفت: وينها حلا؟
أسيل: يعني ما تعرفينها حلا و أول يوم من رمضان أكيد غايبه زين ان جت باقي الأسبوع
في الشرقيه-قبل المغرب/
كانت أسماء جالسه في البيت لحالها..تركي مشغول كثير..لدرجة إنه بيفطر في الشركه..و هي كانت لحالها..حتى إياد نايم..تذكرت هالوقت..(أكيد أهلي مجتمعين عند أمي حصه كالعاده..يا الله وش كثر مشتاقه لهم كأن لي سنه ما شفتهم مو كأنه اسبوعين..يارب تصبرني على هالأيام و نرجع بسرعه وسط أهلنا)
سمعت جوالها يدق..و أول ما شافت رقم تركي فرحت..
أسماء: هلا حبيبي
تركي: أهلين عمري وش أخبارك؟
أسماء: تمام
تركي: بس صوتك تعبان فيك شي؟
أسماء: لا بس عشاني من طلعت من عندي ما تكلمت مع أحد
كسرت خاطره..ما أخطأ يوم وصى عليها جيرانهم اللي اتعرف على ولدهم أمس..
تركي: اسمعي قلبي أنا أمس تعرفت على جارنا و قبل شوي دق على أهله عازمينك على الفطور جهزي نفسك بتمرك أخته بعد ساعه
أسماء: بس إحراج ما أعرفهم
تركي: تتعرفين عليهم اليوم ما يصير كذا تجلسين لحالك
أسماء: زين و أنت متى ترجع؟
تركي: الساعه عشر أكون عندك إن شاءالله..يله اتركك تتجهزين..مع السلامه قلبي
أسماء: مع السلامه حبيبي انتبه لنفسك
في بيت أم العنود=قبل آذان المغرب بنص ساعه/
كان الكل كالعاده مجتمعين أول أيام رمضان عندها على الفطور..و البنات في المطبخ يجهزون كل شي..
حلا تطلع الحلى من الثلاجه: و هذا حلى حلا الحلو
ياسمين بإستغراب: واااو روعه معقوله أنتي اللي مسويته!
أسيل: تكذب هاذي ما تعرف تسوي قهوه..مره وحده تسوي هالحلا الخطير..أنت لينا اللي مسويته صح؟
لينا: لا حلا اللي مسويته الصبح مادري كيف طلع منها
حلا: أنا عندي مواهب بس ما تطلع إلا بمزاجي
أسيل: روحي بس أنت و بأول يوم من رمضان تصحين الصبح وتطبخين..ما أصدق!
لينا تضحك: انتظري نذوقه يمكن يطلع شكل على الفاضي
حلا: بتذوقون و تعرفون قيمتي
جوري تدخل عندهم: جهزت السفره يله جيبوا القهوه
جهزوا كل شي..و اجتمعوا على السفره..ينتظرون الأذان..
أم عمر: وين شوق؟
حلا: و ليه تسألين عنها ما كأنك مغديتها اليوم أربع مرات
أسيل: حرام عليك المسكينه ما قامت إلا العصر متى مداها تتغدى أربع مرات
حلا: و أنت واقفه لي على الوحده اعتبريها صيغة مبالغه
أم العنود: اسكتوا خلونا نذكر الله
طاح وجه أسيل و حلا..و البنات كانوا يضحكون عليهم..
أذن المغرب و افطروا..و بعد عشر دقايق جت شوق و جلست معهم..
شوق: ياسلام هذا حلا أم حمد زين جايبينه على بالي ما أحد شافه
الكل التفت على حلا اللي من اليوم غثتهم بحلاها..و آخر شي طلع من جارتهم..
ياسمين: استغفرالله تكذبين برمضان
حلا بقهر: أنت مو صاحيه العصر وش عرفك إنه من أم حمد؟
شوق: صحيت الصبح أشرب ماء و شفته و قالت لي الخدامه
حلا: مالت عليك أنت و هي و أم حمد و حلاها أصلا طعمه بايخ
أم عمر: استحي على وجهك تسبين المره!
حلا تصرف: إذكروا الله إذكروا الله..أقولكم أروح أصلي احسن
كملوا الباقين فطورهم..و بعد دقايق قامت جوري..وقفت في الصاله تحاول تمسك دموعها بس ما قدرت..كانت من اليوم جالسه تراقبهم و تسمعهم..و هي مو مصدقه إنه صار لها عائله تحبها..تذكرت أيام رمضان في بيت عمها..كيف كانت تفطر لحالها أو مع الخدامه..لأنه أغلب الأيام كان خالهم يفطر عندهم..تذكرت خوفها..و وحدتها..
حلا: جوري وش فيك؟!
جوري تمسح دموعها: فرحانه
حلا تتريق: لا واضح! بأسألك أجل إذا زعلتي وش تسوين؟
جوري تبتسم: أصيح بعد
حلا: حلو يعني الدموع شغاله على الموجتين
جوري تضحك: إيه
حلا: لا صدق وش فيك جوري؟
جوري: فرحانه فيكم الله يخليكم لي يوم تذكرت كيف كان رمضان اللي فات في بيت عمي الله يرحمه حمدت ربي على النعمه اللي أنا فيها
حلا تستهبل: أكيد ما كان عندك وحده تذوقك الحلا اللي ذوقته لك
جوري تضحك: قبل شوي مو عاجبك
حلا: من قهري على هالشوق ما خلتنا نتفاخر شوي
طلعت لهم أسيل..
أسيل: وش عندكم؟
حلا: وش دخلك؟
أسيل: من زينك
حلا: أحلى منك و اسمي يشهد
جوري: كملوا هوشتكم أنا رايحه أصلي
راحت عنهم جوري..و حلا التفتت لأسيل..
حلا: تدرين أحس إننا مقصرين في جوري
أسيل: ليه؟
حلا: شفتها قبل شوي تصيح تقول تذكرت وحدتها في بيت عمها و قالت إنها اللحين فرحانه بيننا
أسيل: و الله هالبنت طيبه و تنحب
حلا: إيه بس حنا قليل ما نزورها حتى ما عمرنا كلمناها بس إذا شفناها في المزرعه
أسيل: بالعكس أنا قد رحت لها
حلا: مره بس و كانت صدفه بعد..لازم نقرب منها أكثر
أسيل: معك حق جوري وحده مننا ما نبيها تحس إنها مو مهمه عندنا
في غرفة جوري..خلصت صلاتها..و سمعت صوت مميز عندها..طفت النور و راحت لشباكها اللي كان مفتوح..و من ورى الستاير طلت..شافته كان يكلم في جواله..و سرحت..(فارس إلى متى أفكر فيك؟ و ليه؟ ما صار أي شي بيننا يخليني أحبك..لدرجة أفكر فيك كل وقت..ليه ندمانه على فسخ خطبتي! إلى متى و أنا اسأل نفسي لو كنت تزوجتك كيف بتكون حياتي معك..بس خلاص المره هاذي بآخذ قراري..ماراح أفكر فيك..لو كنت أهمك أنت بنفسك بتبين لي..ولو كان لا..فأنساك احسن)
و مع إنه كان للحين واقف..تركت شباكها و راحت للبنات