لست أنت التي بها تحلم الروح و لست التي أغني هواها
|
كان حب يشد حولي ذراعيك و يدني من الشفاة الشفاها
|
و اشتياق كأنما يسرق الروح فما في العيون إلا صداها!
|
و انتهينا فقلت إني سأنساه و غمغمت سوف ألقى سواها
|
**
|
أمس طال اللقاء حتى تثاءبتِ و شاهدت في يديك الملالا
|
في ارتخاء النسيج تطويه يمناك و عيناك ترمقان الشمالا
|
في الغياب الطويل و المقعد المهجور ترمي يدي عليه الظلالا
|
في الشفاه البطاء تدنو من الكوب و ترتد ثم تلقى سؤالا
|
**
|
التقينا أهكذا يلتقي العشاق؟ أم نحن وحدنا البائسان؟
|
لا ذراعان في انتظاري على الباب و لا خافق يعد الثواني
|
في انتظاري و لا فم يعصر الأزمان في قبلة و لا مقلتان
|
تسرقان الطريق و الدمع من عيني والداء و الأسى من كياني
|
**
|
قد سئمت اللقاء في غرفة أغضى على بابها اكتئاب الغروب :
|
الضياء الكسول و المزهريات تراءى بهن خفق اللهيب
|
كالجناح الثقيل في دوحة صفراء في ضفة الغدير الكئيب
|
**
|
و احتشاد الوجوه مثل التماثل احتواهن معبد مهجور
|
سمرت قبلة التلاقي على ثغري فعادت كما يطل الأسير
|
من كوى سجنه إلى بيته النائي كما يخفق الجناح الكسير
|
للغدير البعيد كالموجة الزرقاء جاشت فحطمتها الصخور!
|
**
|
عز حتى الحديث بين الأحاديث و حتى التقاؤنا بالعيون
|
في فؤادي الشقي مثل الأعاصير و في ساعدي مثل الجنون
|
التقينا ؟ أكان شوقي للقياك اشتياقيا إلى الضياء الحزين
|
واحتشاد الوجوه في الغرفة الجوفاء و الشاي و الخطى و اللحون
|
**
|
الخطى و اللحون من فجوة الباب تسللن و الضياء الضئيلا
|
و الأزاهير تشرب النور في بطء و يعكسنه ابتسامًا ذليلاً
|
كابتساماتي الحيارى و إطراقي برأسي و قد ذكرت الحقولا
|
و الغناء الطروب و المعبر المغمور بالنور و الشذى و النخيلا
|
**
|
لست أنت التي بها تحلم الروح و لكنه الغرام المضاع:
|
الخطى العابرات في النور و الأنداء و الشط و الضحى و الشراع
|
التقينا يد تمد إلى أخرى و للنور في الشفاة التماع
|
ترقص القبلة المرجاة فيه ثم يدنو فم و تطوي ذراع!
|
**
|
لست أنت التي بها تحلم الروح-ولكنه انتظار اللقاء
|
انتظار التي تحلم بها الروح إذا لفها اكتئاب المساء
|
و استبد الحنين و انثالت الأصداء من كل ضفة قمراء
|
لا تراها العيون في عالم ناء و من كل باب كوخ مضاء
|
**
|
إنها الآن في انتظاري تجيل الطرف حيرى على امتداد الطريق
|
و المساء الكئيب قد ماج بالأصداء تنساب من مكان سحيق
|
اتبعينا.. فإن في الشاطئ النائي شراعا يهيم بالتصفيق
|
و الحبيب المجهول ناداك و امتدت ذراعاه في انتظار عميق
|