تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :ذاتَ صباح أستيقظتُ على زخاتِ مطر تطرق نافذتي ..
تعلن عن أبتداء نهارٍ جميل !
أستيقظتُ وذهبتُ كعادتي أتفقد رسائل البريد
تققدّتها ! و إذا بي لم أجد أيّ جوابٍ جديد !
و كعادتي أختلق عذرًا ساذجً لهُ ،
أتصلُ و أسألُ عن أخباره !
دون علمه ، دون أن يدرك أنّي ما زلت أحبّه ..
و بعد أن أطمأنّ عليه :
أرسل له طردًا جديد ! مختومةٌ رسالتهُ :
ألن تعود ! فأنا مازلت أنتظرك ..
أرسلُها و أنا كُلي أمل على أن يجيب هذه المرّة
أرسلها و أنا مبتسمةٌ سعيدة !
يمضي عليها يوم ، يومان أو ثلاث ،
و الأمل الّذي بداخلي ينهشهُ ببشاعةٍ ذاك الغياب !
يمزّقه حتى لا يبقى فيه ولا حتّى ذرّة منه ..
و أصابُ بخيبةٍ كبيرة !
رسائل حنين كثيرة ! لكن أين المجيب ؟
يتجدّدُ الأمل بداخلي و كأنه زُرع من جديد ..
و يشدني كي أرسل له مجدّدًا ،
لربما تغيّر به الحال فيجيب بكل شوق !
فأُعاود الإرسال و أنتظر الجواب ..
أرسلت مرارًا و تكرارًا حتى يأستُ تمامًا
أخبرتهُ بحبّي ، بشوقي ، بإنتظاري له !
لكن لم يتغيّر شئ إطلاقًا ..
لم يجيب ، ولم يعود ؛ إذًا لما أرهقُ نفسي بالأوهام ؟
و أخدعها بكثرة الأقوال و الأكاذيب !
و تلك الأعذار الساذجه كي تكون عذرًا لعدم جوابه ،
خدعتُ نفسي بالذّهاب كل يوم لذاك المكان !
الّذي فيه وادعتني ، وقلت لي سأعود أنتظريني ..
كنتُ بلهاء عندما أنتظرتُ كل تلك الأيام بل تلك السنين .
بعدما أنقطعت عن أرسال البريد له !
لم أعاود الإرسال : اسبوع شهر ، شهرين فأكثر ..
ولكن لا أخفي أني كنتُ أتفقد البريد كل يوم !
و ذات مرّة و أنا أتفقده إذا بي أرى رسالة !
من مجهولٍ لا أعرفُه ؟
و الغريب هو أنّه يقول : هل أنتِ بخير ؟
ماهي أحوالكِ ، أمازلتِ تحبين الصباح و الورد ؟
من هذا الغريب ، يعرفُ كلّ التفاصيل ؟
أجبت بخوفٍ شديد ، و دقاتُ قلبي تتسارع
قلق ! خوف و شعور غريب ..
من أنت ؟ من تكون كي تعرف كلّ هذه الأمور ؟
لم يجب ! أنتظرت أيامً كثيرة لكن لم يجيب ..
للحظة ! و كأن أحدٌ ما قام بصفعي على خدي
لما لا يكون هو ؟ لربما قلق لإنقطاع تلك الرسائل اللّتي أرسلها له ،
ذهبتُ مسرعةً و كأن أحد ما يجرني ..
أصبحتُ اجرى تلقائيا إلى المكان الّذي كنتُ أنتظرهُ فيه ..
مسرعةً و كأني على يقين أني سأجدة !
و بالفعل ، شُلت جميع أعضائي ..
و قفت في مكانِ من شدّة الصدمة ..
هل هذا وهم أم يخيّل إليّ أنه يقف أمامي ؟
كان يقف مبتسم و ينظر في كلّ لحظة إلى الساعة التّي في معصمة ، ينتظر شخص ما !
و كأنه أحس بوجودي و ألتفتَ ناحيتي ،
ظننتُه سيتظاهر بأنه لا يعرفني ..
لكن على العكس أصبح يمشي بإتجاهي !
هل كان ينتظرني ! إذا لما لم يجب على رسائلي ؟
محوتُ كل تلك العبارات من مخيّلتي ..
و نسيتُ كل ذاك العتب ، و ألقيت بنفسي عليه.
أصبحتُ كطفل صغير يصيح بأمّه ..
لن أترك يديك و تذهبي من جديد و تبتعدي !
و أكثر ما أراح قلبي و أبعد خوفي ..
عندما قال : و فيتُ بوعدِ و عدتُ لك
كنتُ أنتظرك هنا كلّ يوم ، لكن لم تأتي
خشيتُ بأنك نسيتني ، و ذهبتي مع غيري
و سئمتي من إنتظاري ، لعدم جوابِ على تلك الرسائل .
* رغم الغياب وعدم الجواب ..
وفاء بوعده و عاد .
م ن