الاقسام العامة

**Assahir** · الجمعة 11 أبريل 2014, 19:38

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

خطــوات توصــلكِ إلى قــلوب النــاس ...

كلنا يتمنى أن تكون له مكانة بين الآخرين ، وأحسن عبارة يسمعها أحدنا هي قول الآخر لنا (قلبي انفتح لك) ، لكن دخول قلوب الآخرين ليس بالأمر الذي يحصل هكذا دون أي مقدمات أو مسوغات ، لعل البعض لا يعرف سبب ارتياحه لفلان ، وانقباض قلبه عند رؤية فلان من الناس ، لكن الحقيقة هو أن هناك مسوغات قد لا نلمسها نحن بحواسنا لكن قلوبنا هي التي تستشعر هذه المسوغات . وهي – أي هذه المسوغات – في الأصل مفاتيح للقلوب المغلقة ، وخطوات عملية إلى القلوب البعيدة عنا فما هي هذه المسوغات والخطوات التي تقربنا من قلوب الناس لنا وتجعلها مفتوحة أمامنا؟

تتمثل هذه المسوغات أو الخطوات الرئيسية يجب أن نتحلى بها ونحن نتعامل مع الناس وهي من صميم تعاليم ديننا الحنيف كما وصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي كالتالي:

1- حسًني خلقك:
إن حسن الخلق من أعظم الأمور التي وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وجعل منازل المتصفين بالأخلاق الحسنة قريبة منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، ذلك أن من حسن أخلاقه وتصرفاته سيكسب ثقة الناس بلا منازع ، وقد كانت أخلاق كثير من المسلمين سبب في فتح قلوب غيرهم من غير المسلمين فدخلوا في دين الله أفواجاً ، وجعلت لهم مكانة موثوقة في كثير من المجتمعات. فإذا كان هذا المفتاح – الخلق الحسن – قد فتح قلوب غير المسلمين ، فكيف بمن يعيشون معك وتعيش معهم . والعكس من ذلك من لا يمتلك هذا المفتاح ومن لم يخط هذه الخطوة فإنه وإن كان صاحب بيان ساطع ، أو مال وافر ، أو مظهر جميل فإن قلوب الناس لن تزداد تجاهه إلا انغلاقاً ، وبعداً عنه، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعوهم بقلوبكم).

2- حدثي الناس بما يحبون :
تلمسي حاجة الناس ، ورغباتهم وحدثهم بما يحبون ... وتذكري عزيزتي أن صائد السمك بإمكانه أن يضع أفخر الطعام من الفاكهة وغيرها في سنارته ليصطاد سمكه ، لكنه يضع الدود كطعم لأن السمك يميل إليه ويرغب إليه. فحدثي الناس بما يحبون لا بما تحب أنت ، وجاري ميولهم ورغباتهم ، لا ميولكِ ورغباتك أنتِ ، وبهذا تكون خطوت خطوة نحو قلوب الناس ، وكسبت ثقتهم.

3- تفهمي وجهة نظر الآخر :
كي تصلي إلى قلوب الآخرين تفهمي وجهة نظرهم ، وهذا فن يحتاج إلى صبر وروية وحكمة في التعامل مع الناس وكثير ما يبدأ الواحد منا بفتح جدال عقيم مع الآخر لمجرد أن رأيه كان مخالف ، هنا عليكِ أن تتفهمي وجهة نظر الآخر ، وما أروع موقف النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أتاه شاب تتقاذف من عينيه شرر الشهوة وبطشها ، وقد جاء هذا الشاب ليستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا ، وهي وجهة نظر أثارت حفيظة كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين ، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعجل في الرد عليه ، وإنما تفهم وجهة نظر ذلك الشاب ، وبدأ بمحاورة عقله ومنطقه السليم حين سأله أن يرضاه لنسائه ومحارمه ، وبتفهم النبي صلى الله عليه وسلم موقف ذلك الشاب ، ومحاورته محاورة سليمة ، استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل قلب ذلك الشاب وأن يقترب منه كثيراً ، حتى خرج ذلك الشاب وقد أصبح الزنا أبغض شيء إلى قلبه .
ومن خلال هذا الموقف النبوي الشريف ، لا يعني أن تفهم وجهة نظر الآخر هو موافقته عليها حتى وإن كان مخطئاً ، وإنما معناه التعامل مع وجهة النظر بحكمة وروية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .

4- عددي الصفات الطيبة في كل إنسان :
لا يعدم أي إنسان من صفات طيبة ، وبذور خيرة في نفسه وقلبه ، تذكري هذه الصفات ، أذكره بل عدديها أمامه ، فإن هذا أعظم مفتاح تفتح به قلبه ، وخطوة إن تكن قفزة في طريقك للتقرب إليه ...
كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبَّنا وثقتنا، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحبِّ والعطف والخير!".

5- قدمي بين يدي خطواتك (خدمة) :
مساهمتكِ الفاعلة في خدمة الناس ، خطوة جبارة تقربك إلى قلوبهم ، فلا تبخلي على الآخرين بخدماتك وحتى وإن كانت حقيرة أو صغيرة من وجهة نظرك ، لكنها عند الآخرين عظيمة.

6- أبْدِي الاهتمام بالناس:
تريدي أن تكوني قريبة من الناس ، والناس قريبون منكِ ، أظهري اهتمامك بهم ، بمشاكلهم ، باحتياجاتهم ، تلمسي رغباتهم ، شاركيهم همومهم ، وأول خطوة تخطيها نحو هذه المشاركة الفاعلة هي ابتسامتكِ المشرقة ، واستهلال وجهكِ الوضاء ، ولتتذكَّري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة"رواه الترمذيّ، وقال: حسنٌ غريب، فلولا ما للابتسام من أثرٍ عظيمٍ على النفس ما رغَّبنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7- تعلمي فن الإنصات :
من الأمور التي توطِّد العلاقات بالآخرين وبالتالي تزيد من ثقتهم بكِ هو: "كوني مستمعة جيِّدا، وشجِّعي محدِّثك على الكلام عن نفسه"، وفن الإنصات من أجمل المهارات والخطوات التي تفتح قلوب الآخرين لك ، لذلك تفاعلي مع الآخر حين يحدثك عن نفسه ، عن مواقف وقعت له ، شاركيه في حديثه في الموضوع الذي بدأك به ، استوضحي منه عن بعض النقاط في مواقفه تلك لتشعريه باهتمامك بما يطرحه ، وتذكري بأن لكِ لسان واحد وأذنان لتنصتي أكثر مما تتكلمي .

8- افتحس قلبك كي يفتح لكِ الناس قلوبهم:
تريدي أن يفتح لكِ الناس قلوبهم ، وقد أوصدت قلبك بأقفال قوية ، وأبواب موصدة ، هيهات أن يفتح لك الآخرون قلوبهم ، لذا حين تريدي أن يفتح لك الآخر قلبه ، افتحي له قلبك بأن تذكري له بعض أمورك الخاصة ، وما يجول في خاطرك حتى يبادلك نفس الشعور .

9- عليك بسلاح المؤمن (الدعاء) :
سلاحكِ لا تدعيه ، وهو الدعاء ، التجاؤكِ إلى الله سبحانه وتعالى في كل أعمالك ومنها خطواتك المباركة هذه ، فقلوب الناس بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، ويفتح لمن شاء ، ويغلقها عمن شاء ، وهذا موسى عليه السلام كان أول ما بدأ به دعوته أن سأل الله أن يفتح له قلوب الناس فقال :: "ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني، يفقهوا قولي".
أسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ممــــــــا راااق لي فحبيـــت ان تقرأوه معـــــي ...
مع اطيــــب تحيـــــــــــة ...

خطــوات توصــلكِ إلى قــلوب النــاس - صفحة 2 1322604139991