الرياح والمطرقال تبارك وتعالى:
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ
لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا
أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
يقول الإمام ابن كثير:
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجر
فتفتح عن أوراقها وأكمامها،
وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج بخلاف
الريح العقيم،
فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج،
لأنه لا يكون
إلا من شيئين فصاعداً.
واليوم يؤكد العلماء أنه لولا الرياح لم ينزل
المطر
لأن تيارات الهواء تحمل نويات الكثيف (ذرات من الغبار والملح) وتقحمها
داخل بخار الماء في طبقة الجو الباردة
فتتكثف جزيئات الماء حولها وتتشكل الغيوم
والمطر،
فسبحان
الله!
----------------------------------------
التراب الطهور
لقد اكتشف العلماء أشياء كثيرة في حقول العلم
المختلفة،
وربما يكون من أعجبها أنهم وجدوا بعد تحليل التراب الأرضي
أنه يحوي
بين ذراته مادة مطهرة!!
هذه المادة تستطيع القضاء على الجراثيم بأنواعها،
وتستطيع القضاء على أي ميكروب أو فيروس.
وحتى تلك الجراثيم التي تعجز المواد
المطهرة عن إزالتها،
فإن التراب يزيلها! هذه الخاصية المميزة للتراب
تجعل
منه المادة المثالية لدفن الموتى،
لأن الميت بعد موته تبدأ جثته بالتفسخ
وتبدأ مختلف أنواع البكتريا بالتهام خلاياه،
ولو أنه تُرك دون أن يُدفن
لتسبب ذلك بالعديد من الأوبئة الخطيرة. ولكن رحمة الله بعباده أن خلقهم من تراب،
وسوف يعودون إلى التراب.
ومن معجزات النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
أن له حديثاً يؤكد فيه أن التراب يطهر،
فقد رُوي عن النبي صلى الله
عليه وسلم إنه قال:
(إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات
وعفروه
الثامنة في التراب) [رواه مسلم].
ومعنى (ولغ) أي شرب أو أدخل فمه في
الوعاء،
ونحن نعلم بأن لعاب الكلب يمتزج دائماً بعدد من الجراثيم
وقد تكون
خطيرة، وإذا ما شرب الكلب من الماء
ثم شرب منه الإنسان فقد يُصاب بهذه
الأمراض.
وقد أثبتت التجارب أن المواد الموجودة في تراب الأرض
تستطيع
القضاء على مختلف أنواع الجراثيم.
وإذا علمنا بأن الكلاب تحمل عدداً من
الجراثيم الخطيرة
في لعابها وأمعائها، وعندما يشرب الكلب من الإناء
فإن
لعابه يسيل ليختلط مع الماء الموجود في هذا الإناء
ويبقى حتى بعد غسله بالماء.
لذلك بعد غسله سبع مرات بالماء
يبقى القليل من الجراثيم التي تزول نهائياً
بواسطة التراب الذي يُطهِّر الإناء تماماً.
ومعنى (عفّروه) أي امسحوا
الوعاء بالتراب
بشكل يمتزج جيداً مع جدران الوعاء.
وهذه الطريقة تضمن انتزاع
ما بقي من جراثيم
بواسطة هذا التراب.
فالتراب له قابلية كبيرة جداً
للامتزاج بالماء.
وبعد غسل الوعاء بالماء يبقى على جدرانه بعض
الجراثيم،
ولذلك لا بدّ من إزالتها بحكّها جدياً بالتراب،
وسبحان الله! كيف
عرف هذا الرسول الكريم
أن في التراب مواد تقتل
الجراثيم؟
---------------------------------------------
البروج الكونيةيقول
تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً) [الفرقان:
61].
وأقسم بهذه البروج فقال: (والسماء ذات البروج) [البروج: 1].
في
كلمة (بروجاً) تتراءى لنا معجزة حقيقية في حديث القرآن
عن حقيقة علمية بدأ علماء
الغرب اليوم باكتشافها،
حيث نجدهم يطلقون مصطلحات جديدة مثل الجزر
الكونية
والبنى الكونية والنسيج الكوني،
لأنهم اكتشفوا أن المجرات الغزيرة
التي تعدّ بآلاف الملايين
وتملأ الكون ليست متوزعة بشكل عشوائي،
إنما هنالك
أبنية محكمة وضخمة من المجرات
يبلغ طولها مئات الملايين من السنوات
الضوئية!
فكلمة (بروجاً) فيها إشارة لبناء عظيم ومُحكم وكبير الحجم،
وهذا ما
نراه فعلاً في الأبراج الكونية
حيث يتألف كل برج من ملايين المجرات
وكل
مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!!
فتأمل عظمة الخالق سبحانه
وتعالى.
--------------------------------------
نهاية الشمستخبرنا القياسات الحديثة لكتلة الشمس
وما تفقده كل ثانية
من وزنها بسبب التفاعلات الحاصلة في داخلها
والتي تسبب خسارة ملايين الأطنان كل
ثانية!
هذه الخسارة لا نحسُّ بها ولا تكاد تؤثر على ما ينبعث من أشعه
ضوئية
من الشمس بسبب الحجم الضخم للشمس.
ولكن بعد آلاف الملايين من السنين
سوف تعاني الشمس من خسارة حادة في وزنها
مما يسبب نقصان حجمها واختفاء جزء
كبير من ضوئها،
وهذا يقود إلى انهيار هذه الشمس.
وهنا نجد البيان القرآني
يتحدث عن الحقائق المستقبلية بدقة تامة،
يقول تعالى:
(إذا الشمس كُوِّرت)
[التكوير: 1].
وهذا ثابت علمياً في المستقبل،
إنها معجزة تشهد على إعجاز
هذا
القرآن.
-------------------------------------
البناء الكوني والمجراتيوجد مثل هذه المجرة في الكون أكثر من مئة ألف مليون
مجرة!!
ويقول العلماء إنها تشكل بناء كونياً Cosmic Building
وهذه الحقيقة
تحدث عنها القرآن بقوله تعالى:
(والسماء بناء) [البقرة: 22]
وكلمة
(بناء) تمثل معجزة علمية للقرآن
لأن العلماء لم يطلقوا مصطلح البناء الكوني إلا
حديثاً
جداً!
------------------------------------------
صوت من الثقوب السوداءهذه صورة ملتقطة من قبل وكالة الفضاء الأمريكية
وتظهر فيها
الأمواج الصوتية التي ينشرها الثقب الأسود.
نرى في مركز الصورة ثقباً
أسوداً
(طبعاً الثقب الأسود لا يُرى ولكنه رُسم للتوضيح)
ومن حوله سحابة
هائلة من الدخان،
وقد أحدث الصوت الذي ولَّده الثقب الأسود موجات في هذا
الدخان.
وينبغي أن نعلم أن جميع النجوم أيضاً تصدر ذبذبات صوتية،
بل إن
النباتات والحيوانات جميعها تصدر ذبذبات صوتية،
وكأن هذه المخلوقات مسخرة لتسبح
الله تعالى القائل:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ
وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا
تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء:
44].
--------------------------------------
المنطقة التي غُلبت فيها
الرومنرى في هذه الصورة أخفض منطقة في العالم،
وهي المنطقة
التي دارت فيها معركة بين الروم والفرس وغُلبت الروم،
وقد تحدث القرآن عن هذه
المنطقة
وأخبرنا بأن المعركة قد وقعت في أدنى الأرض
أي في أخفض منطقة على وجه
اليابسة، فقال تعالى:
(الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ
وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ
الْمُؤْمِنُونَ (4)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا
وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم: 1-7].
وقد
ثبُت بالفعل أن منطقة البحر الميت
وما حولها هي أدنى منطقة على
اليابسة!!
-----------------------------------
السقف المحفوظنرى
في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين
ويحيط به مجال مغنطيسي قوي جداً وهذا
المجال
كما نرى يصد الجسيمات التي تطلقها الشمس
وتسمى الرياح الشمسية
القاتلة،
ولولا وجود هذا المجال لاختفت الحياة على ظهر الأرض،
ولذلك قال
تعالى:
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا
مُعْرِضُونَ) [الأنبياء:
32].
-----------------------------------
ظهر الفساد في البر
والبحريقول تعالى
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
لنتأمل هذه الآية وما تحويه
من حقائق لم يصل إليها العلماء
إلا في هذه الأيام:
- أولاً: (ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)
والعلماء يقولون: بالفعل إن هناك
فساداً خطيراً على وشك الظهور،
طبعاً: الغلاف الجوي لم يفسد نهائياً
ولكن
هنالك إنذارات تنذر بفساد هذه الأرض،
حتى إن العلماء يستخدمون كلمة (Spoil)
وهي تعني الفساد أو أفسد بهذا المعنى.
- ثانياً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)
قالوا كما رأينا يشمل هذا التلوث البر والبحر
(بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)
القرآن أكد على أن الفساد لا يمكن أن
يحدث
إلا بما اقترفته يد الإنسان، هذا الإنسان هو المسؤول عن التلوث
وهذا ما
تأكد منه العلماء وأطلقوا بشأنه التحذيرات.
- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا) إذاً هنا نوع من أنواع العذاب،
فالله تبارك وتعالى يذيق
هؤلاء الناس بسبب أعمالهم
وإفسادهم في الأرض بعض أنواع العذاب كنوع من
البلاء.
- (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) المقصود بها أن هنالك إمكانية للرجوع
إلى الوضع الطبيعي المتوازن للأرض،
وهذا ما يقوله العلماء
اليوم.
-----------------------------------