تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
-
بعض دعاة البراجمانية والتفكير النفعي
الذي لا يرتبط بالمبادئ
يرون في القيم الإنسانية كالوفاء والحياء والصداقة
قيودا على حركة الإنسان تعرقل وصوله إلى أهدافه
يبشرون بنبذ كل هذه القيم البالية
لمن أراد نجاحاً سريعاً في الحياة العملية
وما أرخصه من نجاح وما أحقره من فوز .. !!
غير أن المشكلة الأساسية في تقديري هي ..
أننا لا نعد أنفسنا جيداً لتقبل النهايات والتواؤم معها
ولا نسلم منذ البداية بأن لكل شيء نهايته الطبيعية
مهما طال المدى وأنه كما سعدنا بالبدايات المشرقة
فمن العدل أيضاً أن نتقبل النهايات المحزنة ونسلم بها
فالإنسان يحتاج دائماً إلى أن ينظر إلى الحياة نظرة فيلسوف
يرى الدنيا ألعوبة بمعنى ..!!
أن يرى الأشياء من فوق قمة الجبل صغيرة
لا تستحق الأسى لها ولا الصراع من أجلها
ولا التشبث بها إلى أن يزيحه عنها وافد جديد
وليس من طبيعة الحياة
أن تتجمد عند طور البداية أو تستعصي على طور النهاية
وكل فوز يحققه الإنسان في حياته العملية
يجب أن يكون عنده بسيطاً مهما بدا الآخرين مبهراً
وكل خسارة للسعادة الشخصية والأمان وراحة القلب
مفجعة وإن بدت للآخرين غير ذلك ..
وفندق البحر الصغير سوف يؤدي مهمته الخالدة
في استقبال النزلاء الجدد وتوديع المغادرين
بعد سداد الحساب إلى مالا نهاية .. !!
نعم أرى الدنيا كفندق صغير من فنادق الشواطئ
التي نلجأ إليها صيفاً
فحين نصل إليها نصادق من وجدناه فيها قبلنا
فلا يمضي وقت طويل
حتى يغادر هؤلاء الفندق لانتهاء إجازتهم
ويؤلمنا رحيلهم ونتحول نحن إلى الجيل التالي من النزلاء
وتقوى العلاقات بيننا وبينهم لكنهم يذهبون هم أيضاً
ويتركوننا وحدنا مع الجيل الثالث الذي يجئ إلى الفندق
ونحن نهم بالرحيل عنه ونغادره بالفعل
بغير أن تكون هناك بيننا وبينهم أية علاقة
هكذا تتوالى حفلات الاستقبال والتوديع بلا بداية ولا نهاية
فهل نتعلم من هذا الدرس الصعب من دروس الحياة
وهو أن نعرف كيف نقول وداعاً ومتى نقولها بلا مرارة ..؟