★ المشاكل ووقت الخصام
إن المشاكل الزوجية أمر طبيعي لن تنجو منه أي علاقة زوجية مهما عظم الحب والاحترام ومقدار التدين .. بل وفي رأيي الشخصي هي أمر صحي للحياة الزوجية فهي كما يقولون توابل الحياة الزوجية لما يحدث بعدها من القرب والمودة والألفة…وحتى البيت النبوي والذي طرفاه نبي وزوجة نبي مبشره بالجنة لم يسلم منها ..
(( فقد ذهب أبوبكر -رضي الله عنه- إلى بيت ابنته عائشة ذات مره فسمعها من خلف الباب وهي ترفع صوتها على النبي صلى الله عليه وسلم غاضبة منه فغضب أبو بكر غضبا شديدا وهم أن يضربها لولا أنها هربت واحتمت بظهر زوجها وحبيبها صلى الله عليه وسلم ليحميها )) ، فكلنا نعاني .. وفي هذا عزاء لنا جميعا حتى لا نبالغ في الحزن وردود الأفعال التي تدمر ولا تصلح.
اريدك أن تعلمي يا أختي الحبيبة .. يا أيتها الزوجة التي تعانين من مشكلة ما مع زوجك .. أنت لست وحدك من يشتكي ..!! فهذه سنة الحياة وما من أسرة حولك إلا وتعاني حتى ولو لم تلاحظي ذلك أو حاولوا إخفاء حقيقة الأمر للستر على حياتهم أو زيفوا ليلبسوا ثيابا ليس بثيابهم أو ربما لأن ما يرونه مشكلة عظيمة تنغص حياتهم ترينه هينا في عينيك فتعتقدين خلو حياتهم من المشاكل ..
إذن ليست المشكلة في وجود “مشكلة” وإنما المشكلة ومكمن الخطورة في :
- كيف نتصرف بشكل إيجابي لحل هذه المشكلة؟
- كيف يمكننا أن نقلل وقتها وأن نخرج منها كذلك دون أن نترك أثرا سيئا يتراكم على هرم حياتنا وعش سعادتنا حتى يدفنه؟!!
- أولا : التزمي الهدوء والتعقل وافهمي معنى القوامة
فهو أولا وأخيرا الرجل وله عليك حق الإحترام فلا تعلي بصوتك فوق صوته .. أو تخرجي من الغرفة وتغلقي بابها بقوة وعنف .. ولا تتجادلي معه في وقت المشكلة وإنما يمكنك إما الانسحاب بهدوء من الغرفة أو استخدمي الدبلوماسية في الرد واعرفي كيف تتعاملي جيداً مع الموقف وهو أن تفهمي شخصية زوجك و تحاولي تهدئته بداية بأنك أنت المخطئة وأنك تتحملين خطأك حتى لو كنت غير مخطئة ، وقولي له أجلس نتفاهم ؟
- ثانيا : لا تلجئي للهجوم للدفاع عن نفسك
فمثلا لو اتهمك بالتقصير أو الإهمال في شيء فلا تقولي أنت لست أفضل مني ثم تعيدي على مسامعه ما اخطأ فيه في يوم من الأيام فهذا يجعله في موقف الدفاع عن نفسه وربما يذكرك أنت بما فعلتيه وتكبر المشكلة أكثر .
- ثالثا : مشكلاتك مع زوجك لا تخرج أبعد من محيط بيتك
واتفقي مع زوجك على هذا الأمر وشددي عليه . لأن المشكلة حبيبتي مهما كانت كبيرة إلا أنه يسهل حلها مادامت بينك وبين زوجك فقط .. أما إذا خرجت إلى أحد الأهلين أو كلاهما .. فهذا يعني بداية المشكلة وليس نهايتها.هذا بالنسبة للمشكلات الصغيرة العادية .. أما إذا كانت المشكلة كبيرة بمعنى أنها وصلت للضرب مثلا أو تعاطي الزوج للمخدرات وقلة صلاته ونحوها فحاولي أن تكلميه وتنصحيه بهدوء فإذا لم يستجب فكلمي شخص من أهله تثقين به فإذا لم ينفع فعليك هنا أن تكلمي أهلك ليحموك ولينظروا في حل مشكلتك.
- رابعا : ابتعدي تماما عن ذكر كلمة طلقني في أي مشكلة تحدث بينكما
فلعل الغضب أن يوقع به ثم يطلقك وتنتهي حياتكم الزوجية ، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم ” أيما إمرأة طلبت الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة ” ولا أن تقولي انك نادمة على زواجك به أو انك تتحملين حياتك معه فقط من اجل الأطفال .. قد ينسى ويسامح أي شيء إلا هذا.
- خامسا : (وهو أمر مهم أحب التنبيه عليه) في وقت الخصام لا تغيري أبدا من روتين حياتك
بمعني أنت تعودت أن تودعيه وتستقبليه ، تعودت أن تأكلي معه .. تعودت أن تنامي بجانبه .. إذا حصل الزعل لا قدر الله فلا تغيري هذه الأمور ، يعني لا تقدمي له الأكل وتأخذي أنت أكلك في غرفتك .. أو تنامي في غرفة أخرى .. أو لا تودعيه ، لا حبيبتي إياك أن تفعلي ذلك
وهذه النصيحة أخبرتني بها أخت لي في الله فجزاها الله خيرا
أخبرتني أنني إذا فعلت ذلك فيستعود على أنك وقت الزعل تفعلين ذلك
وبالتالي لن يهتم .. وسيكون الأمر عاديا بالنسبة له أن يأكل وحده أو ينام وحده
أجعلي زعلك عزيزا .. يعني على الأشياء التي تستحق الزعل فعلا ، حتى يعرف وقت زعلك أنه فعل أمرا بالفعل يستحق الزعل ، وهذا الأمر ينطبق أيضا على الدموع .. فلتنزل دموعك على ما يستحق حبيبتي ، فتكون دموعك عزيزة عليه إذا رأها عرف أنه عمل مصيبة .. ورجع لك تائبا معتذرا
- سادسا : ما ذكرته لا يعني أن تتصرفي وكأن شيئا لم يكن أو كأنك نسيتي خطأه بحقك
ولكن إذا كنتما معا فلا تضحكي وحتى لو ابتسمتي لتكن ابتسامة باهتة لتظهر له بأنك لا زلت مجروحة وانك متألمة من تصرفه , عندما يكلمك أجيبيه ببعض الكلمات التي ترد على كلامه لكن بدون استرسال في الحديث , وان سالت شيئا ضروريا فليكن سؤالا مباشرا و مختصراوأعلمي أن الكثير من الرجال يعرف بأنه المخطأ لكن غروره وكبريائه يمنعه من الاعتراف المباشر ، فهو قد يلجأ لطرق ملتوية لمصالحتك بدون أن ” يتنازل ” حسب ظنه
واحيانآ تكون تصرفاته بمنتهى الطفولية فقد يتمارض كما يفعل الأطفال للهروب من المدرسة
بالنسبة للطفل يكفي أن تقولي : قم واذهب لمدرستك فانا اعرف انك لست مريضا ليكف عن التظاهر أما الرجل فلا ينفع معه هذا ، بل تظاهري بأنك تصدقين مرضه وابدي اهتمامآ وهو سيفرح جدا لأنه خدعك وتعود المياه إلى مجاريها ، وعندها قولي بأنه جرحك ولولا حبك له لما سامحته)) لا ترفضي أبدا مصالحتة ولا تصديه .. إذا أراد مصالحتك فأقبلي .. ومرة بعد أخرى ستجدينه يعتذر بشكل مباشر ويصالحك.
- سابعا : إذا حدث ( لا قدر الله ) و وقع الطلاق الرجعي ، مادمت في وقت العدة
فاستمعي لكلام نبيك صلى الله عليه وسلم ولا تخرجي من بيتك بل وتجملي وتزيني لزوجك وتعرضي له لعل الله أن يكتب لكم الصلح .. ولا تفعلي مثل كثير من النساء بمجرد الطلاق تجري على بيت أهلها وتحرم نفسها على الزوج .. وهذا خطأ فهو مازال زوجا مادمت في فترة العدة ويحق له أن يراجعك في أي وقت خلال العدة ولو بدون رضاك .
أسأل الله أن يهدي بيوتنا وبيوت المسلمين
همسة : ضعي بين عينيك أنك لم تتزوجي من فارس الأحلام ولن تفعل ذلك أي امرأة ففارس الأحلام نحن من نصنعه بحبنا ونظرتنا للأمور الإيجابية دائما ومحاولة غض بصر القلب قبل العين عن الأمور السلبية ، وتعلمي دائما أن تحبي ما تجدين وليس أن تجدي ما تحبين ، فهذا ما سوف يجعل حياتك أيتها الزوجه أكثر حبا وأكثر سعادة.
وتذكري أنه لولا المشاكل الزوجية لما تجددت المشاعر ولأصبحت الحياة رتيبة مملة.