تفسيرالقرطبي لسورة يونس
*مقدمة السورة
سورة يونس عليه السلام مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس إلا ثلاث آيات من قوله تعالى: « فإن كنت في شك » [ يونس: 944 ] إلى آخرهن. وقال مقاتل: إلا آيتين وهي قوله: « فإن كنت في شك » نزلت بالمدينة. وقال الكلبي: مكية إلا قوله: « ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به » [ يونس: 40 ] نزلت بالمدينة في اليهود. وقالت فرقة: نزل من أولها نحو من أربعين آية بمكة وباقيها بالمدينة.
الآية: 1 ( الر تلك آيات الكتاب الحكيم )
قوله تعالى: « الر » قال النحاس: قرئ على أبي جعفر أحمد بن شعيب بن علي بن الحسن بن حريث قال: أخبرنا علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد أن عكرمة حدثه عن ابن عباس: الر، وحم، ونون حروف الرحمن مفرقة؛ فحدثت به الأعمش فقال: عندك أشباه هذا ولا تخبرني به؟. وعن ابن عباس أيضا قال: « الر » أنا الله أرى. قال النحاس: ورأيت أبا إسحاق يميل إلى هذا القول؛ لأن سيبويه قد حكى مثله عن العرب وأنشد:
بالخير خيرات وإن شرافا ولا أريد الشر